التسجيل قائمة الأعضاء اجعل كافة الأقسام مقروءة



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,833
عدد  مرات الظهور : 162,262,329

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > نـور الأدب > أوراق الشاعر طلعت سقيرق > القصص
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 28 / 06 / 2008, 01 : 12 AM   رقم المشاركة : [1]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

ملامح

[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/16.gif');border:4px groove green;"][CELL="filter:;"][ALIGN=justify]
المرآة القديمة المشروخة، تجعل وجهها يظهر وكأنه مقسوم إلى قسمين.. ولأن أحد طرفي المرآة يختلف عن الطرف الآخر لسبب تجهله، فقد كانت الصورة تضحكها أحياناً، وتجعلها تشرد غائمة العينين في كثير من الأحيان. خاصة عندما يظهر أو يبدو القسم الأيمن من ملامح وجهها مثل خارطة أكل الزمان عليها وشرب، مع أنها ما تزال في الخمسين من العمر، أو ربما حتى لا يقال أن خديجة بنت عوض العبد الله تكذب أو تبالغ كعادة النساء عندما يسألن عن أعمارهن، فإنها في الخامسة والخمسين وبعض الأشهر التي يصعب عدها أحياناً كما تقول.. ولأن الهموم قد سيطرت على الكثير من أيام حياتها، فقد كان طبيعياً أن تبدو كأنها في السبعين..
المرة أصبحت أقرب ما تكون إلى لعبة تذهب عنها الملل والقرف من كل شيء.. وحتى لا تذهب الظنون بأحد أي مذهب، فهي والله يشهد لا تستعمل المرآة من أجل التزيين وما شابه لا سمح الله.. فهذه أشياء قد نسيتها أو تناستها مع الزمن؟؟ تذكر أنها توقفت عن وضع الزينة على وجهها منذ استشهاد زوجها مصطفى المسعود قبل سنين لا تعرف عددها.. كان – والله يشهد – نعمَ الزوج والصاحب والرفيق.. وكان مولعاً بالأغاني الثورية والأهازيج والرقصات والدبكات إلى حد الجنون.. كل أعراس المخيم تشهد أنه كان الحاضر الأول فيها.. وطبعاً لم يكن حضوره حضوراً عادياً كحضور بقية خلق الله.. بل كان حضور المغني والراقص وصاحب الهتافات التي تحيي العريس وأهله، وتدعو بأن يعيد الله الجميع إلى فلسطين.. ولأن الثورة نادته، فقد ذهب مثل الريح، وبعد مرات تعد على أصابع اليد الواحدة، عاد ليشهد المخيم عرس دفنه، ويسمع القريب والبعيد عن مصطفى المسعود حكايات تصل إلى حد الخرافة أحياناً.. إذ لا يمكن لرجل، أي رجل، أن يفعل ما كان يفعله مصطفى المسعود أثناء القيام بعمليات فدائية داخل فلسطين.
المرآة المشروخة تعيد إلى ملامح وجهها، ثم تأخذها في رحلة لا حد لها.. كانت تتمنى أن تحمل وأن تفرح بولد كبقية النساء.. لكن ماذا تفعل، إذا كان مصطفى المسعود قد ذهب وعاد في كفن.. مرات كثيرة قال لها “سيكون ابننا يا خديجة مثل شجرة السنديان.. وسيعود معنا إلى فلسطين” وكانت تطلق ضحكة صافية رائقة رائعة، يشعر أنها تدغدغ كل عواطفه، فيقوم إليها.. يأخذها إلى صدره.. والولد الذي يشبه شجرة السنديان ما أتى.. ذهب مصطفى المسعود وحده إلى هناك.. وحين زغردت نساء المخيم عند قدومه محمولاً على الأكتاف، كانت خديجة بنت عوض العبد الله تبكي بدموع صامتة.. وقتها، ولا ندري لماذا، شعرت أنها فقدت الزوج والولد.. تصورت، وبقي الأمر مجرد تصور، لو أنها رزقت بمولود، أما كان بمقدوره أن يملأ حياتها بالكثير من الفرح والأمل والإيمان بالمستقبل الواعد..
المرآة ترتعش أحياناً وتضع أمام عينيها صورة مصطفى المسعود وهو يضحك ويحكي عن ولد يشبه شجرة السنديان.. وتشعر أنه يأخذها معه إلى فلسطين.. تضحك، فتأخذ المرآة في تلوين الصور وبعث الحياة فيها.. لكن الشرخ يبقي الجزء الأيمن من وجهها مثل خارطة أكل الزمان عليها وشرب.. ولا تستطيع أن ترفع عينيها بعيداً عن وجه مصطفى المسعود.. لا تستطيع أن تترك ملامحه وهي تمتلئ بالتفاؤل والضحك والفرح..
المرآة تمتد.. والحكايات عن مصطفى المسعود لا تصدق.. قيل إنه كان يستقبل الرصاص بصدره.. وأنه كان يغني ويرقص والدم يسيل من جراحه.. ومما قيل أيضاً، أن مصطفى المسعود استقبل الدبابة الإسرائيلية بجسده ليحمي من كانوا معه.. وقيل.. وقيل..
لكن الرجل على كل حال، كان يعرف كيف يحب ويعيش ويملأ الحياة صخباً وفرحاً…. وأملاً.. عيناها تذهبان في المرآة الأيمن بباطن يدها فلا يتغير أي شيء. يظهر الشرخ ويمتد.. تظهر ملامح وجهها بشكل تكاد لا تعرفه.. تغمض عينيها.. تبعد ظلال المرآة.. لكنّها ودون شعور منها، تسقط بين يدي مصطفى المسعود، الذي يأخذها ضاحكاً إلى هناك.. ويقسم أن الولد القادم سيكون مثل شجرة السنديان.. ولا تفتح عينيها..

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ملامح جامدة عادل ابوعمر شعر التفعيلة 3 29 / 05 / 2021 57 : 07 PM
أماني عزة عامر الشعر المنثور 1 29 / 09 / 2016 06 : 05 AM
(( أنا أناني ! )) رأفت العزي فنجان قهوة ومساحة من البوح 3 05 / 07 / 2016 27 : 04 PM
رجل بلا ملامح طلعت سقيرق القصص 3 07 / 11 / 2013 15 : 03 PM
ملامح هيثم سعد زيان كلـمــــــــات 9 19 / 02 / 2013 15 : 01 PM


الساعة الآن 54 : 06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|