التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,821
عدد  مرات الظهور : 162,197,685

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > نـور الأدب > أوراق الشاعر طلعت سقيرق > القصص
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 04 / 10 / 2008, 06 : 03 PM   رقم المشاركة : [1]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

رجل بلا ملامح

[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/10.gif');border:4px outset green;"][CELL="filter:;"][ALIGN=justify]
الحزن يشرش في قلبي ويذهب حتى آخر قطرة في دمي، وأنت لا تريدين أن تصدقي.. يا امرأة ألف مرة قلت لك: لستُ الرجل الذي تريدين.. زوجك مات.. ماذنبي إن كنت تائها لا أعرف من أنا.. لماذا تصرين على تعذيبي... ربما يكون هذا البيت بيتي.. لكن أن أكون زوجك الذي تعرفين، فهذا مستحيل.. زوجك مات... وأنت تعرفين حق المعرفة أن الموتى لا يعودون... وها أنا للمرة الألف أعيد ما رويت.. فلماذا تصرين على تعذيبي ..؟؟..‏
كنت - ولا أنكر ذلك - الرجل الذي تعرفين.. صباحاً أستيقظ.. تأخذني رائحة الياسمين.. أنتظر فنجان القهوة... أسعل بافتعال.. أذهب إلى الحمام.. أغسل وجهي ويدي بعد إفراغ الأمعاء والمثانة.. أنظر في المرآة... . أصفر اللحن الذي أحب.. أخرج.. أجلس قربك وآخذ في قراءة جريدة الصباح.. أطويها بتلذذ.. أقوم إلى ملابسي.. بعدها أتناول فطوري.. ثم أبسمل وأفتح الباب... أمام باب المصعد أنتظر... . وإذا طال الانتظار، أطوي الدرجات الخمسين وصولاً إلى مدخل العمارة... السيارة تقترب.. ينزل السائق.. ينحني قليلاً.. يفتح الباب الخلفي.. أدخل.. أنظر مباشرة في المرآة الأمامية، أصحح وضع ربطة العنق.. أمرر يدي على شعري.. ينطلق السائق.. يتطلع المارة، فأشعر بأهمية الرجل الذي هو أنا وترتسم ابتسامتي في المرآة .‏
هكذا كانت حياتي مليئة بنبض السعادة.. الفرح.. كنت موضع حسد الجميع.. فأنا مدير عام في شركة كبيرة.. زوجتي جميلة.. أولادي أذكياء إلى حد ما... أموري المادية في تحسن مستمر.. أملك بيتاً واسعاً في عمارة فاخرة.. ماذا ينقصني إذا؟؟.. ماذا حدث لتنقلب الدنيا على هذا الشكل ؟؟...‏
كنت أصفر.. أمط اللحن وأصفر.. وجوه الأطفال تركض، تضحك.. كانت شاشة التلفاز قريبة.. الوجوه قريبة.. الحركات قريبة... الأطفال يركضون.. فجأة أخذ الأطفال يخرجون رؤوسهم من شاشة التلفاز ويستغيثون... لم يكن هناك أي وهم... كانت الحقيقة عارية بشكل لا يصدق.. رؤوس الأطفال خارج الشاشة.. أجسادهم في منطقة الضوء..... أخذ قلبي يعوي.. لأول مرة أعرف أن القلب يعوي.. أردت أن أمد يدي.. أن أنقذ أي واحد منهم.. أخذ الرصاص يلعلع. طار الدخان وعلا... انقلب الأفق واسود.. قلبي انكمش وأخذ يعض اللحم والعظم والدم... ارتفع لهاثي.. الصورة لم تدم طويلاً، لأن الرجل ذا الملامح الدموية جاء وأخرج من جيبه ممحاة كبيرة.. أخذ يحركها ببطء.. سقطت وجوه الأطفال وغابت.. أذكر أن أجسادهم غطاها نزيف الممحاة وغيبها... حاولت أن أغمض عيني، لكن دموعهم كلها اجتمعت في رأسي وأخذت تنز ..كان المشهد ضاغطاً.. علت بعدها ضحكات الرجل ذي الملامح الدموية، وأخرج من جيبه راقصة مليئة بالشبق والإغراء وفردها على الشاشة.. كانت ترقص على موسيقى ضحكاته... وحدها صرخات الأطفال ودموعهم كانت في رأسي.. في قلبي.. وحين ذهبت إلى الفراش.. لم أعرف كيف يكون النوم.. صدقيني لم يكن كابوساً.. كان حقيقة.. حقيقة جارحة حتى العظم.. امتد الليل طويلاً... عيناي معلقتان في سقف الغرفة.. قلبي يعصره النشيج.. بعدها لم يكن هناك صباح... صباح كالذي تعرفين...‏
قربت القهوة من شفتي، رشفت، كانت مرّةً.. لم أستطع شربها.. تركت الفنجان وذهبت إلى الحمام.. بخطوات بطيئة ذهبت.. كأنني كنت أمشي وراء نعشي... دخلت.. أفرغت المثانة والأمعاء.. انتشرت في الجو رائحة عفن.. كأنني كنت أحمل جثة لاكها التفسخ... .‏
لا أدري جثة من... لكنها كانت جثة لشخص ما... وعندما تحركت.. اقتربت من الصنبور... . فتحته.. وأخذ الماء يسيل.. ملأت كفي.. رشقت وجهي.. ثلاث مرات رشقت وجهي... وحين نظرت في المرآة لم أصدق.. وجدت وجها آخر غير وجهي.. هناك في المرآة لم أكن أنا... الجبهة.. العينان.. الأنف.. الشفتان.. الشعر.. كل ذلك لم يكن لي... هذا الوجه الذي في المرآة ليس وجهي.. هذه الملامح ليست ملامحي.. العينان اللتان أنظر بهما إلى هذا الوجه الغريب لا أعرفهما.. في البداية ظننت أنني أحلم.. وكما يفعل العقلاء في هذه الظروف الاستثنائية، قرصت يدي، قدمي، بطني، وشعرت بالألم.. رفعت يدي وقرصت خد الوجه الذي أحمل، لم أشعر بشيء.. ركضت إلى الغرفة.. أحضرت دبوساً.. عدت إلى المرآة، في لحم الرقبة دفعته، لم أشعر بشيء.. وقتها عرفت تماماً أنني لست أنا.. وفي مثل هذه الحالة لايمكن أن أكون الرجل الذي تعرفين... زوجك مات.. مات وانتهى أمره.. والمشكلة ياسيدتي ليست هنا.. المشكلة بالتحديد هي أنني أريد أن أعرف من أنا...‏
هذه الملامح التي أحملها لمن تكون؟؟ هل أعيد القصة من البداية.. لابأس ياسيدتي اسمعي...‏
أعرف أن المفردات التي أختارها قد لا تعبر تماماً عما أريد.. فأنا ياسيدتي رجل مشروخ.. أشعر أن هناك جزءاً مني يعود إلى الماضي.. أقصد الماضي الذي تتحدثين عنه.. لكن وجهي.. ملامحي.. تضاريس أو خارطة رأسي، فلا صلة لها بما كان.. حين كانت عيناي الحقيقيتان تنظران إلى شاشة التلفاز، شعرت بدوار.. الأطفال كانوا يركضون.. حاولوا أن يختبئوا تحت جلدي.. بين سرتي والقلب.. لكن الدوار كان أقوى مني.. سقطت.. سقط كل شيء.. حين فتحت عيني بعد حين لم يكن هناك أطفال..وحده الحاوي كان يراقب شاشة التلفاز.. حاولت أن أنام ..من ثقوب الباب أخذ النشيج يتسلل إلى أذني.. لم أشرب قهوة الصباح.. وحين نظرت في المرآة لم أجد وجهي ..‏
في النشرة السابعة بعد الألف قال المذيع" وجد قتيلا ".. عرفت أنه زوجك.. لا أدري أين وجدوه.. لكنه كان يحمل الوجه الذي تعرفين.. الملامح التي تبحثين عنها.. العينين.. الأنف.. الأذنين.. الشفتين.. والمشكلة ياسيدتي ليست هنا... فأنا أريد أن أعرف شيئاً عن هويتي.. أريد أن أعرف إلى أين أذهب.. هذه الملامح التي أحملها عن أي شيء تعبر... وكيف لي أن أتصالح مع هذا الوجه مادام الرجل الذي تعرفين قد مات.. ياسيدتي كفى.. لا تقتربي كثيراً من هذا الوجه.. صدقيني لست أنا من تبحثين عنه.. لست الرجل الذي تريدين.. حاولي أن تفهمي... . القصة قد تطول.. هل أعيد من البداية.. اسمعي...‏

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06 / 11 / 2013, 49 : 08 PM   رقم المشاركة : [2]
نوره الدوسري
أستاذة تاريخ - أديبة وقاصّة
 





نوره الدوسري is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: السعودية

رد: رجل بلا ملامح



رجل بلاملامح رجل يتأثر بمناطر قتل الاطفال في فلسطين فيحدث في نفسه شرخ فيفقد ملامحه

ويتحول الى رجل آخر يجد نفسه غريب عن محيطه وعن ذاته

قصة جاءت باسلوب جميل وهذا النوع من القص يصنف بالقصص المركبة

- رحمك الله استاذنا

قدمت لنا هنا فكرة ونموذج متميز طرقتها

بابداع فكان خير أثر يتطلع له كل سارد

يطمح للتميز والابداع

تقديري

نورة الدوسري

نوره الدوسري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06 / 11 / 2013, 42 : 09 PM   رقم المشاركة : [3]
ليلى مرجان
موظفة إدارية-قطاع التعليم العالي-حاصلة على الإجازة في الأدب العربي

 الصورة الرمزية ليلى مرجان
 





ليلى مرجان is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: رجل بلا ملامح


سرد له طابع كاتبه الخاص
وصف دقيق لمجريات الأحداث
بعدسة المتخم بالجراح
و باحترافية مميزة

رحمك الله أ. طلعت
و بلغك الدرجات العلى من الجنة
ليلى مرجان غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07 / 11 / 2013, 15 : 03 PM   رقم المشاركة : [4]
فتيحة الدرابي
تكتب الشعر الزاجل والحر - القصص- الروايات
 





فتيحة الدرابي is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: رجل بلا ملامح

قصتك لامست القلب والروح، بأسلوبها السلس المتميز، أحسست وأنا أتابع سطورها بأني أشم رائحة حرفك المشحون بالألم والحزن على ما يجري لبني جلدتك، الله يرحمك أستاذ طلعت ، يعز علينا فراقك ولكن ربما الله رحمك بالموت حتى لا ينفجر قلبك بما يحدث الآن. مرة أخرى أقول رحمك الله وأسكنك نعيم الخلد الدائم.
فتيحة الدرابي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ملامح جامدة عادل ابوعمر شعر التفعيلة 3 29 / 05 / 2021 57 : 07 PM
أماني عزة عامر الشعر المنثور 1 29 / 09 / 2016 06 : 05 AM
(( أنا أناني ! )) رأفت العزي فنجان قهوة ومساحة من البوح 3 05 / 07 / 2016 27 : 04 PM
ملامح هيثم سعد زيان كلـمــــــــات 9 19 / 02 / 2013 15 : 01 PM
ملامح طلعت سقيرق القصص 0 28 / 06 / 2008 01 : 12 AM


الساعة الآن 17 : 02 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|