[عمر الريسوني]

الله الله بارك الله فيك أختي الفاضلة ناهد شما
والله يا أختي لولا الحب الطاهر بما فيه من دعات الرحمة
ما غرد بلبل في الأعالي وتغنى الطير في حبور
كان أحد عباد الله الصالحين يرى سربا من الطيور
يأتي الى مكان في احدى القرى وكان يتعجب
من حكمة الله في خلقه ويتغنى بترنيماتها
وتسبيحاتها ، وذات يوم لا حظ غيابها وحزن
لأنه لم يعد يراها لمدة طويلة حيث كان يستأنس
بسماعها في ملكه العظيم ، ولما عادت في اليوم الذي رآها
كان المسك يفوح منها ، فيا سبحان الله
أيها الأحباب انها معرفة ليست كالمعارف وليست من المعقولات في شيء
فالوسائل فيها طاهرة والغاية واحدة طاهرة انها معرفة لذاتها وغير مفقودة وليس للخلائق
بعلومهم فيها حظ ولا نصيب أو أن يصيب منها ذرة في بحر عظيم
الا من رحم ربك
يقول عز من قائل (ما قدروا الله حق قدره ) الآية
انها معرفة يا أختي تحمل قدسية عظيمة بطهارتها الخالصة وجلالها المهيب وسرها العظيم
فكلما زاد العلم لدى العبد بربه ناله ذوق عرفاني وجداني عميق
وتربت كل ملكة من ملكاته والتي هيأها المولى للخشوع
وما الخشوع الا من تجليات المعاني في وجدانك اليقيني
فتبدلت نظرتك الى الخلق والعباد فليس أمامك الا البرهان القائم
فهذه المعرفة جناحها المحبة وأسسها الصدق واليقين وأن تنظر بعين الرحمة
والشفقة وتهذب أوصالك البشرية وهذه المعرفة آياتها برهان ونعيم تلمسه
بملكة أعضائك ، وعلى العبد المفتقر أن يعلم أنه لاتنزيه كالتنزيه
فالعبد لا يعلم الا التنزيه المحدث بل هو لوجه الحق بانفراده كما يستحق لنفسه
فسبحان من جعل المعرفة والحكمة لأولياءه وخاصته
وجعل حقيقته ومعرفته عزيزة ومعنى فوق كل معنى
ولا تحقق يقيني الا بشعور حق تحركه الأسرار
ورؤية القلب خيط رفيع وسمك رقيق من العلم الموصول الذي تحركه الهمم
الخالصة لمولاها الحق لتنهل من نبع الصفاء وأي صفاء أيها الأحباب ؟
وهذا العلم لا تكلف فيه ولا تصنع فعالم الأرواح والأذواق من عالم الأسرار
وروح من المعاني القائمة بأسرارها وهذا الخلق البشري موطن أن يترقى في مسالك الطهر والحكمة
والقلب لا يصفو الا بالمحبة الخالصة والعرفان الكامل والاستنارة الداخلية
قال ذو النون المصري من استأنس بالله استأنس بكل شيء مليح
ووجه صبيح .
فسبحان الله
سر السر في اللطائف أنت سره
وعين السر في الحقائق أنت نبعه

[عمر الريسوني]

جزاك الله خيرا أختي الكريمة ناهد شما

فالله الله ، رَبَّنَآ مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سبحانك ، وانها والله لحكمة جد متعالية بحيث نقلهم من مقام الذكر الى مقام التفكر فى خلق الكون استرواحا من أمرهم بالتفكر فى خلق السموات والأرض ثم قطعهم عن ذلك بقوله ربنا ما خلقت هذا باطلا فدلهم عليها ثم حثهم على الرجوع اليه لكيلا يقفوا معها وينقطعوا من مشاهدته والاقبال عليه ، فجوهر العابدين هو هذا السر الذي يحرك قلوب المحبين لهذه المعرفة الذاتية ، أي معرفة لذاتها ، والتي بها تنعم الأسرار ، وكم أنعمنا بهذا الابحار المشرق لما استضأنا بأنواره المشرقات ، فهذه المعرفة لها قدسيتها وأنوارها التي تغمر أرواح الكمل العارفين فيستروحون بها من وهج صخب الدنيا