كبرياء ..
وقفت في المطار تودع أباها المسافر للحج ، وبينما يخرج العائدون لمعت عيناها ببريق كادت تنساه ، رأت من كانت تهواه ، زميل الجامعة الذي اختفى فجأة بعد خلاف لم تقبل فيه اعتذاره وتدللت ، ظنت أنه سيواصل استرضاءها كما تعودت ، علمت بعدها أنه سافر ! شلت الصمة مشاعرها وتجمدت ، فقدت الثقة في كل شيء ؛
وعاد فجأة كما غاب ، فانهار الجليد وفارت مشاعرها ، وتسارعت دقات قلبها وتسارعت الأفكار والأسئلة ...
هل أسامحه ؟ لا ، لقد ذبحني ... لا لا أنا أيضا أخطأت بعدم قبول اعتذاره ، لم يكن الأمر يستحق كل هذا التعقيد ، ترى سيحتضن يدي بين يديه كما كان يفعل ؟ آه كم أتمنى أن يفعل ..
سيسألتي إن كنت أنتظره مازلت ؟ أم أني ارتبطت ؟! سأقول أن أحدا لا يستحق ثقتي بعد صدمتي فيه .. نعم سأقول صدمتي فيه ، يجب أن يعلم كم أنا مصدومة من سفره فجأة ،كيف ينهي ما بيننا وحده ؟ كيف ينساني ولا يذكرني بمكالمة أو رسالة منذ سافر ؟!
كيف تخيل أني أنتظره بعد كل ذلك ؟!!
إن كرامتي تحتم علي أن أدير ظهري له ولا أوليه أي اهتمام ، ولكن مهلا .. إنه حتى لم يراني بعد .. سأنتظر حتى يراني ثم أتركه وأغادر كأني لا أراه كما غادرني دون التفات ؛
نعم يجب أن احتفظ بكبريائي للنهاية ؛
وبينما تخطط لإخفاء سعادتها برجوعه ورفع كبرياءها في وجهه مرة أخرى ... كانت هناك من ترتمي في حضنه وتهنأه بسلامة الوصول ؛
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|