التسجيل قائمة الأعضاء اجعل كافة الأقسام مقروءة



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,822
عدد  مرات الظهور : 162,218,700

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > على مرافئ العروبة وفي ساحات الوطن > أحداث وقضايا الأمّة > المقالة السياسية
المقالة السياسية المقالة السياسية عموماً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 10 / 02 / 2009, 16 : 03 AM   رقم المشاركة : [1]
هشام البرجاوي
ضيف
 


على أعتاب الماركسية.

[align=justify]
بدا أن الفجر قد أعجب بجمال تلك الليلة الباردة من ليالي شهر يناير، فقد تأخر عن موعد الإنبلاج الذي لم يكن أحد من المتسامرين يحبذ وصوله قبل أن يتركوا الشيوعي منفردا بداعي الرغبة في النوم. الشمعة تعلو مكتبا خشبيا مهترئا، تسمح للبصر الحسير بتمييز سطور حبر يتأكد للقارىء أنها مقتطفات مأخوذة بعناية فائقة من كتاب المانيفيستو للملتحي المناهض للتشدد و الفاناتيزم الديني، كارل ماركس. أول تناقض ابتكره ماركس كان مظهر وجهه، لحية غزيرة و اتجاه أيديولوجي يعتبر الدين مخدرا يستخدمه الرأسمالي للجلوس بثقله البغيض على جسد الكادح. لم يقتصر باني الشيوعية على انتقاد الدين، لقد تجاوزه إلى القانون أو هراوة الجلاد المتعطش للاستبداد. هاجم الأديان، لكنه دعا الإنسانية إلى إفراد قراءة عملية لمسار حياة رسول الإسلام. التناقض اصطدم خلال نهايته بمعانقة ماركس للدنيا مجددا. أمعن في متابعة فصول التاريخ المعاصر للشيوعية، غادر إلى قبره و في ذهنه فكرة وحيدة شبيهة إلى مدى التطابق مع رأي منمط و دكتاتوري، كان يتمتم و هو يلتحف التراب:"أنا لست شيوعيا".
استرق الشيوعي نظرات متثائبة إلى الأفق البعيد عبر نافذته الضيقة، لا يزال نور الصباح مستبسلا في تباطئه المعتاد، لن يصل قبل استنزاف الشمعة التي نشرت ظلالا مشوهة في أرجاء الغرفة التي اجتاحتها فوضى دائمة، مهدت للشيوعي الاعتقاد بانتماء الفوضى الدائمة إلى الأساليب الإستيطيقية الموجهة للإنسان الجديد المليء بالهوى الأوتوماتيكي. يفكر ساخرا في سيدة بورجوازية تنفق أموالها لتغيير شكل أنفها. سؤال ملح آخر يخامره كلما غادر التأملات الماركسية، لماذا يتطرف الصباح في احترام نور الشمعة؟ لم يجرِؤ على التمادي في التفكير، فهو يدرك أن الخطابات الثورية الحماسية تترادف مع العظات الدينية رغما أن الماركسية حكمت عليهما بالتناقض الأبدي، أ يمكن الحديث عن رهبانية شيوعية؟ لا أبدا، الصباح يعي جيدا أن الشمعة ماتت من أجل إنارة الليل الذي يدفعه إلى التساؤل دائما:" لماذا يفرض مجيء الصباح رحيل الليل؟ لماذا يستحيل اللقاء بينهما؟ أ لا يؤمن العالم فوق-الموضوعي بقيم الحوار و التعايش؟" يستفيق من غيبوبته الأيديولوجية ليجد الحقيقة العلمية تقول بإصرار موثق أن الأرض تدور حول الشمس، فيؤدي دورانها إلى تعاقب الليل و النهار، لم يجذبه التفسير العلمي الحاسم، ما استهواه كان مصطلح :"التعاقب"، يوجد تعاقب، العالم الآخر تساوره الديمقراطية، يلمح إلى مفرداتها الأساسية و التي يتصدرها التعاقب في كل شيء، التعاقب في الحقوق و الإلتزامات، التعاقب في المشاعر الإنسانية، التعاقب في...يسقي حلقه المقفر بجرعة ماء و يكمل، التعاقب في السلطة.
زال المشهد المشرق، يعقبه الجانب الحالك، لماذا تكرس الطبيعة لمبدا الخير و الشر؟ لماذا تحيا مسلمة الصراع في كل جزئيات الكون؟ أ تعني قوانين الطبيعة أن المكان الذي يعمه الضياء يعني في الواقع أن هناك مكانا آخر يعيش في ظلام دامس؟ لقد أنجبت الطبيعة تاريخا تكتبه جدلية العبد و السيد، فما هو الحل التطبيقي؟ أن يكون جميع الناس أسيادا أم أن يكونوا عبيدا؟ يتذكر أن السيد لا يسود على الوهم إلا إذا كان شخصا مصابا بمرض عقلي، غير أن العبد يمكن أن يكون تابعا مهما كان السيد. يغادر هذه الأفكار غير المنتهية و يتوقف عند انطباع مكروه :" هل يعني وجوده الإنقلاب على قوانين الطبيعة؟". يبحث بلهفة في جدران غرفته، يقع بصره على صورة عتيقة لروزا لوكسمبورغ، لم يستطع قدم الصورة إخفاء الجمال الأخاذ للرفيقة روزا، فكر شيوعي و جسد بورجوازي هكذا يجب أن تكون الرفيقة، و يعانق رشده وفق الإيقاع الحقيقي لمقولتها العظيمة:"الطعام لكل فم، هذا ما نريده". ابتسم الشيوعي :"لم تكن الرفيقة روزا على علم بخمر الثورة، ففي غمرة ثورة 1789 هتف الثوار بحياة الملك المخلوع لويس السادس عشر، ما يغفر لها تسطيح الماركسية هو كونها امراة، فقد طلبت الفاتنة ماري أنتوانيت من حكومة لويس أن تعطي قطع الحلوى لجوعى حاصروا القصر الملكي من أجل كسرات الخبز".
يختتم ليلته الحافلة :"نساء...ويمين، مسكينات يخلن دائما أن وراء كل تعقيد ما، تختفي عبقرية استثنائية"
[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
  رد مع اقتباس
قديم 06 / 04 / 2009, 44 : 12 PM   رقم المشاركة : [2]
اياد العبدلي
كاتب نور أدبي

 الصورة الرمزية اياد العبدلي
 





اياد العبدلي is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: العراق

رد: على أعتاب الماركسية.

بارك الله في مسعاك
توقيع اياد العبدلي
 الابتسامة كلمة طيبة بغير حروف
اياد العبدلي
اياد العبدلي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22 / 05 / 2009, 49 : 11 PM   رقم المشاركة : [3]
هشام البرجاوي
ضيف
 


رد: على أعتاب الماركسية.

[align=justify]يبدو من خلال تعليقك أخي إياد أن مفردات الماركسية الخجولة قد جالت عبر رواقات ذاكرتك. هي أحداث و بالرغم من دواعيها الموضوعية، إلا أنها كمثل تلك الأميرة ذات المزاج الأرجواني التي تغيب و تحضر و ما بينهما يبقى جمالها الرمز الأعظم.[/align]
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فلسفة مبسطة: الماركسية بين الجدلية والمركزية نبيل عودة الدراسات 0 25 / 07 / 2018 31 : 08 AM
القدس على أعتاب الإفلاس السياسي الفلسطيني تموت. مازن شما القدس في ألمٍ وليلٍ داج 0 05 / 08 / 2012 41 : 05 PM
على أعتاب النور منجية بن صالح Oasis de l'Islam 2 27 / 03 / 2011 03 : 09 PM


الساعة الآن 57 : 03 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|