التسجيل قائمة الأعضاء اجعل كافة الأقسام مقروءة



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,851
عدد  مرات الظهور : 162,327,366

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > نور الأدب التخصصي > الأقسام > منتديات.التاريخ.والجغرافيا > التاريخ
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 03 / 12 / 2010, 41 : 09 AM   رقم المشاركة : [1]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات

 الصورة الرمزية نصيرة تختوخ
 





نصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond repute

mn الموحدون وجبل طارق من خلال مخطوط قديم .عبد الهادي التازي

كاد جبل كالبي Calpe يكون مهجورا حتى أواخر القرن الهجري عندما نزل فيه طارق بن زياد سنة اثنتين وتسعين الموافقة لسنة 711.

وقد كان الموحدون أول من أدرك الأهمية الكبرى للجبل كموقع حربي هام، ولذلك نرى عبد المؤمن يصدر أوامره ببناء مدينة كبرى في الجبل بمجرد ما انتصر على خصومه في المهدية الشرقية واتجهت نيته نحو الأندلس. كان عبد المؤمن يعلم أن الفتح الأول للأندلس كان عن طريق هذا الجبل فلابد إذن لمن يريد الاطمئنان على وجوده في جنوب أوربا من أن يمسك "بالمفتاح" الذي كان يتجلى في هذه الصخرة الشماء"، وإذا كان طارق قد توج هامة الجبل بقلعة صغيرة فإنه لم يلبث أن صرف النظر عنها عندما استولى على منطقة الجزيرة.

لقد بعث عبد المؤمن عند إيابه من فتح افريقية برسالتين متواليتين إحداهما أواخر 554 )دجنبر 1159( والثانية أوائل سنة 555 )مارس 1160(. عرفنا نص الأولى في "الرسائل الموحدية الرسمية" التي نشرها الأستاذ بروفنصال واستأثر مخطوط ابن صاحب الصلاة بالحديث عن الثانية، وكان الخطاب موجها في الرسالتين إلى ابنيه: وإلى غرناطة السيد أبي سعيد، ووالي اشبيلية السيد أبي يعقوب، وقد أمر الأول أن يقف بنفسه على عين المكان كما طلب إلى الثاني أن ييسر السبيل لاستنفار جميع العملة والعرفاء الموحدين تحت دائرته، ونظرا للأهمية التي أولاها "السادة لهذا الأمر، حاول أيضا والي اشبيلية أن ينزل بنفسه للاطلاع على الأحوال بجبل طارق لولا أنه فوجئ بمضايقة أصحاب ابن همشك بمدينة قرمونة.

وقد صرحت نصوص الكتاب بأن الباعث لعبد المؤمن على إنشاء هذه المدينة هنا أن تكون "منزلا للأمراء عند إجازة العساكر ومركزا يستريح فيه الجند ريثما يكتمل الجمع".

وهكذا شاهد الجبل لأول مرة اجتماعا تمهيديا ضم عددا مهما من المهندسين والعرفاء، فبالإضافة إلى الطلبة والأجناد الذين وصلوا، كان هناك أبو إسحاق براز، والمهندس الحاج يعيش والقائد عبد الله الجياني والعريف أحمد بن باسه وحضر جميع الذين تمس حاجة البناء إليهم: من البنائين، والجيارين، والنجارين والعرفاء إلى جانب القواد والكتاب وأهل الحساب الذين يشرفون على "تقييد الأشغال" والإنفاق على الأعمال.

وبينما ظل السيد أبو سعيد على صلة بسير الأشغال استمر السيد أبو يعقوب باشبيلية متلقفا للرغبات التي يبعث بها أخوه أبو سعيد فيما يتعلق بالخبراء والعرفاء.

وهكذا أمسى الجبل بعد بضعة شهور فقط يتوفر على "قصور وديار" واستطاع المهندسون والعرفاء أن يتغلبوا على منحدرات الجبل فيجعلوا منها فسيحا صالحا لسكنى الأمراء، لقد بنوا في أسس القصور حنايا وكهوفا ضمنت اعتدال الأرض على ما ينبغي، وذلك بالحجر المنجور والجيار، وقد بلغ البناء في الاتقان والروعة مبلغا جعل ابن صاحب الصلاة – وهو شاهد عيان- يحكم يتفوق البنائين على الذين شيدوا قصور الخورنق والسدير التي ظلت مضرب المثل في الأسطورة العربية.

وبالإضافة إلى هذه البنايات عهد إلى الاختصاصيين في فن لغراسة بتشجير ضفة الجبل بمختلف أنواع الفواكه سواء منها فواكه الربيع والصيف والخريف والشتاء، وهكذا غرست أشجار التين، والعنب، والتفاح، والكمثري، والإجاص المعروف عند المغاربة بعين البقر، والسفرجل والمشمش، والأترج والموز.

وتوجهت العناية لاستخراج الماء من صخور الجبل، فنجح المهندسون في اكتشاف منابع جمع بعضها إلى بعض حتى تكون منها جدول عم المدينة كلها، وكان يصب في خزان يجري منه إلى الجنات المغروسة.

وقد استأثر ابن صاحب الصلاة فيما نعتقد بذكر مظهر من مظاهر التقدم الصناعي على عهد الموحدين مما كان مشاهدا في جبل طارق: فلقد استغل المهندس المغربي الحاج يعيش تيارات الريح المتضاربة على قمة الجبل، فاخترع في أعلى الجبل رحى تطحن الأقوات بالريح، وهذا المهندس هو الذي تنسب له مقصورة مراكش الشهيرة التي تحدثت عنها كتب التاريخ في إسهاب، والتي اكتشف جانبا منها –فيما نعلم- الأستاذ طيراس. ولقد كان الموحدون حريصين في جل المدن الكبيرة التي عرفوها أو شيدوها على بناء الأسوار التي تحيط بالمدينة، فعلوا ذلك في الرباط وسلا ومدينة فاس وتازة. ولأجل هذا فقد أحاطوا مدينة جبل طارق بسور حصين ظل حتى أيام أبي الحسن المريني على ما يحكى ابن جزي، ولما كان الموحدون يهدفون بتأسيس مدينة الفتح إلى أن يجعلوها نقطة انطلاق نحو جنوب أوربا، فقد التقى طرفا السور على باب في "الفرجة التي يدخل فيها إلى الجبل سموها "باب الفتوح". ويظهر أن الخليفة الموحدي ابتهج أيما ابتهاج بالمدينة العظيمة، ولذلك نراه يخصص فيها استقبالا رائعا لأعيان الأندلس والمغرب، ويأذن للشعراء في الإنشاد، ثم يكافئ العمال والخبراء والمهندسين بالهبات السنية والعطايا الجزيلة. وقد تحدث التاريخ عن "شكل مجسم )ماكيط(" للجبل بما فيه من أسوار وأبراج وحصون وأبواب وصناعة ومساجد ومخازن وأهرية، أمر بصنع هذا الشكل أبو عنان العاهل المريني وكان موضوعا بالمشور السعيد. ومن المؤكد أن هذا "الماكث" يشتمل في معظمه على عدة مباني موحدية مما أنشئ سنة 555 لكنه ضاع في جملة ما ضاع أواخر عهد بني مرين.

وثمة عنصر ثان كان في الإمكان أن يضفي على مباني الموحدين بعض الضوء، ذلك هو "الحروف المنقوشة" التي كانت على بعض الجهات.

فبالرغم من اندثار جل النقوش القديمة، فقد كان هناك نقشان حين كتب الكولونيل توماس جيمس Thomas James’s كتابه: تاريخ مضايق هرقل عام 1771 وقد أشار إلى هذين النقشين الرحالة فرانسيس كارتر عام 1777، وكذلك المؤرخ الاسباني لوبيث دي ايالا.

وإذا كان تاريخ هذه النقوش يرجع لأيام محمد الخامس الملقب بالغني بالله في مملكة بني نصر، فإن فيها نقشا يرجع –فيما يظهر- إلى عهد الخليفة عبد المؤمن.

لكن هذه النقوش بالرغم من كل حدس تظل محدودة الفائدة، بل وغامضة.

وإني إذ أضع بين أيديكم نصوص هذا المخطوط مع تعليقاته، يطيب لي أن أشيد في حرارة بالمجهود العظيم الذي بذلته الجهات المختصة من أجل إنجاح هذا المهرجان العظيم:

يقول هذا المخطوط[1] :

صفحة 16 ورقة 8 )ب(:

.. ولما وصل تلمسان أوقع بوزيره عبد السلام الكومي[2] ثم تلاه أثر ذلك الأمر ببناء[3] جبل طارق على ما أذكره.

)ذكر الأمر العزيز في الكتاب الكريم الواصل بما ألهم الله تعالى به الخواطر ونور له الضمائر: ببناء مدينة كبرى[4] في جبل طارق ومؤرخ بالتاسع من ربيع الأول عام خمسة وخمسين وخمسمائة(.

ووصل الأمر العزيز ببناء مدينة كبرى يأكل بإذن الله تعالى ومعونته من ناضها، من المدن والقرى[5]، بالجبل الميمون القديم البركة[6] على جزيرة الاندلس السامق الشاهق[7]، جبل طارق المفتتح منه دانيها وقاصيها وطائعها وعاصيها، تكون هذه المدينة منزلا للأمر عند إجازة العساكر المنصورة.

ومحلا[8] ريثما تتقدم الرايات المظفرة والأعلام المنشورة إلى بلاد الروم.


صفحة 17 ورقة 9:

وكان في الكتاب الكريم أمر حزم إلى السيد الأدل أبي سعيد[9] عثمان بن الخليفة أمير المؤمنين رضي الله عنه بالمشي من غرناطة بنفسه وأصحابه وجملة عسكره إلى جبل طارق المذكور والاجتماع فيه مع الطلبة الذين باشبيلية للالتقاء والاجتماع فيه بالشيخ الأجل أبي حفص[10] أن أمكنه[11] وبأبي إسحاق براز بن محمد[12]، وبالحاج يعيش[13] وبالقائد عبد الله بن خيار الجياني[14]، والمشاورة معهم والتراوض حيث يكون البناء المذكور المأمور به من الجبل. وأمره في الكتاب الكريم وكذلك للسيد الأجل أبي يعقوب باشبيلية أن يستنفروا جميع الفعلة من البنائين والجيارين والنجارين والعرفاء من جميع بلاد الأندلس التي تحت نظر الموحدين أعانهم الله ويستعجلوا بالوصول إلى الجبل لامتثال الأمر الكريم، فاحتفل النظر وانجفل البشر لذلك من الأجناد والقواد والكتاب وأهل الحساب لتقييد الأشغال والإنفاق على الأعمال وبالتعجيل في ذلك والكمال، وتقدم السيد الأجل أبو سعيد على ما أمر به من موضعه بغرناطة إليه. ومشى من اشبيلية العريف أحمد بن باسه[15] بجميع البنائين ومن يشاكلهم ومن يعاونهم من الرجال ويماثلهم ونزلوا فيه وابتداء البناء في الموضع الذي وقع الجمع عليه والاتفاق من نواحيه بسيف البحر مما يلاصقه ويليه.

صفحة 18 ورقة 9 )ب(:

وزادت الآمال أهل الأندلس إلى ما تقدم إليهم من الأمل، وتحققوا اليمن والسعد والفتح في بنيان هذا الجبل، وكان من اشتغال السيد الأعلى أبي يعقوب رضي الله عنه باشبيلية في إزعاج الفعلة والرجال للبناء المذكور. وأحكم البناؤون فيه بناء من القصور المشيدة والديار[16]، واخترعوا في أسسها طيانا وحنايا لتعتدل بها الأرض، مبنية بالحجر المنجور والجيار مما هو عجيب في الآثار، وكما قيل: "الملوك تبني على قدرها من الأقدار"[17] وبما لو عاينها المتقدمون من آل عاد بن شداد[18] لاقروا لهم بالعجز وفضلوهم على الذين بنوا القصر من سنداد[19]. وجبل طارق هذا شريف البقعة، كريم التربة، عظيم المنعة باسق مع أعنان السماء يكاد في المسامته[20] إلى الجوزاء وكل ما استودع في أرضه من البطحة المنبسطة من بعضه نما وزكي وفضل، وجل وأثمر عن قرب لغرسه وأكمل، واستقل من جميع الفواكه كشجر التين والعنب والتفاح، والكمثري والسفرجل والمشمش والإجاص[21] والأترج والموز وغير ذلك على ضيق ضفته الممتدة كالجبل، المستمدة من الطل والوبل.
وماؤه[22] عذب زلال مروق سلسال، وكان الحاج يعيش المهندس مدة إقامته للبناء على ما ذكرته فيه قد صنع في أعلاه رحى تطحن الأقوات بالريح[23] عاينها الثقات مدة البناء، فلما رجع إلى مراكش عند إكمال ما.

صفحة 19 ورقة 10:

أمر به فسدت الرحى لعدم الاهتمام بها، واتصل بهذا العمل من بناء الدور والقصور بناء السور[24]، والباب المسمى بباب الفتوح[25] في الفرجة التي كان يدخل منها إلى الجبل بين البحر المحدق به من كلا جانبيه، فجاء فردا من المعاقل التي لا يمكن لطامع فيه طمع، ولا يخطر على خاطر ساكنه جزع من برولا بحر، إذ هو معقل أشب ومنزل للسماك منتسب، واشتغل السيد الأعلى أبو يعقوب رضي الله عنه باشبيلية مدة شهور في هذه الأوامر العلية النافذة من الحضرة الإمامية، ولازم فيها الاجتهاد، وقاوم في ذلك الجهاد، يتطلع مع الساعات مبلغ أحوال المباني وكيف التعاون في جميع أحوالهم فظهر البناء في أقرب مدة، وأبدى العامل عليه جهده وأظهر نصحه بأعظم قدرة ما عنده، والسيد الأعلى مع ذلك يرتقب وصول الأخبار بقرب الخليفة من هذه الأقطار فوصله الرقاص[26] بالتحقيق من إيابه والتصديق بأنه في أحواز فاس.. فاستخار الله تعالى على النداء والحركة إلى التبريك بلقياه وتقبيل يمناه والتيمن بمحياه وعزم على السفر في قطعة من قطع[27] البحر ليعاين في مسيره أحوال البناء بجبل طارق. ويعبر البحر الزفاف إلى العدوة ويكون في لقاء الأمر العزيز قد سابق السباق وادي البيعة والميثاق واجتنى اليمن الحلو المذاق فلما كان يوم الجمعة من اليوم الخامس عشر من ربيع الأول[28] وبموافقة اليوم الثاني والعشرين من مارس العجمي عام خمسة وخمسين وخمسمائة خرج من الصلاة من الجامع ودخل في القطعة المذكورة ووصله الخبر بغدر أصحاب ابن همشك مدينة قرمونة.

صفحة 38 ورقة 19 ) ب(:

.. وأجاز )أمير المؤمنين( الشعراء وأنال خيراته الفقهاء، وكذلك أنال الفعلة والبنائين والصناع بركات وخيرات حين استحسن ما صنعوه ووضعوه. وشاءوا في ذلك بناء الخورنق[29] والسدير[30] وأبدوه للناظرين كالبدر المنير.."

هوامـش

- [1] المخطوط هو كتاب )المن بالامامة( لابي مروان عبد الملك بن صاحب الصلاة، )504هـ( يحتوي على ثلاثة مجلدات كبيرة وقد ضاع الأول والثالث، بيد أن السفر الثاني محفوظ بخزانة البودلبان بالاكسفورد.
- [2] كان عبد السلام من أقرب الناس إلى الخليفة بعد مقتل الوزير ابن عطية، وقد كانت له مصاهرة مع الأسرة الملكية حيث أن والد عبد المؤمن تزوج من أم عبد السلام وكانت له معها بنت اسمها )بندة( وعلى هذه القرابة كان يعتمد في "تصرفاته" الأمر الذي استوجب الإيقاع به بعد فتح المهدية والوصول إلى تلمسان بطريقة مناولته –وهو في السجن- مسهلا أفقده قواه "حتى لم يبق فيه إلا عيناه" على حد تعبير ابن صاحب الصلاة. انظر صفحة 43-45 من كتاب المن بالامامة.
[3] - يلوح من هذا النص أن الأمر ببناء جبل طارق نفذ بعد الرجوع من المهدية وبعد الوصول إلى تلمسان والإيقاع بالوزير عبد السلام الكومي وذلك في الرسالة المؤرخة بالتاسع من ربيع الأول عام خمسة وخمسين وخمسمائة على ما يأتي قريبا، بيد أن هناك رسالة موحدية –نقل الأستاذ بروفنصال خطأ أنها من إنشاء أبي جعفر بن عطية المتوفى سنة 553 مكتوبة في العشرين من ذي القعدة سنة أربع وخمسين وخمسمائة تفيد أن الأمر المشار إليه ورد لغرناطة من ظاهر المهدية بعد فتح قفصة، وتذكر أن النية انصرفت إلى "اختطاط مدينة عتيقة بجبل طارق" وللجمع بين رواية ابن صاحب الصلاة والرسالة الموجودة نعتقد أنه كانت هناك رسالتان متتابعتان في معنى واحد، إحداها صدرت أواخر سنة 554 والثانية أوائل 555 وعلى ذكر الرسالتين نرجح أن منشئهما أحد شخصين أما ابن المرخى أو القالمي فقد كانا معا منشئين على هذه الفترة. هذا وغير صحيح أن الأمر بالبناء صدر من أحد خلفاء بني عبد المؤمن، ولكنه كما يتأكد كان أولا وثانيا من عبد المؤمن نفسه. وبهذا تكون رواية الحميري في الروض المعطار محتاجة إلى شيء من التحرير والتحقيق.
ليفي بروفنصال رسائل موحدية ص 95- الحميري: الروض المعطار نشر وترجمة بروفنصال ص 121.
[4] - ظهر من النعت "كبرى" أنه كانت بالجبل مدينة سابقة لكنها لم تكن "كبرى" وقد ذكر ابن جزي، مسجل رحلات ابن بطوطة أنه شاهد بقايا السور الذي بناه طارق وأنها كانت تحمل اسم "سور العرب" كما ذكر أيضا أنه كان هناك "برج صغير" قبل مباني أبي الحسن المريني في الجبل وأن هذا البرج تهدم بأحجار المجانيق إلا أنه لم يذكر هل أن هذا "البرج" أثر عربي أو أثر موحدي وإن كنا نميل إلى التقدير الثاني، فإن ما استهدف له الجبل من تغييرات جوهرية يجعلنا نعتقد أنه لم يبق من آثار طارق ما يستحق الذكر. وقد كان في الإمكان أن نتيقن من حلية الأمر لو أن النقوش العربية التي كانت بالجبل احتفظت بحياتها فلقد كان هناك نقشان الأول على الباب الجنوبي للقصبة والثاني على جدار مبني صغير قريب من "القلعة الحرة" لكن هذه النقوش بين متعذر القراءة وبين متلاش ضائع، وفيها ما يحمل لقب "أمير المسلمين" وفيها ما يحمل عبارة "لله العاقبة الباقية" رحلة ابن بطوطة ترجمة Sanguinetti Defrémery المجلد الرابع ص 356.
[5] - كان ذلك يوافق 19 مارس 1160 حسب جداول الدكتور كاطنوز
[6] - يشير إلى أن منه كان فتح بلاد الأندلس لأول مرة من قبل طارق بن زياد.
[7] - يبلغ علو جبل طارق عن سطح البحر 425 ميتر.
[8] - صريح جدا في الباعث الذي جعل عبد المؤمن يقدم على بناء هذه المدينة في الجبل، وقد كان الموحدون فعلا أول من أدرك الأهمية الكبرى للجبل كموقع حربي هام للاحتفاظ ببلاد "الروم".
[9] - أبو سعيد عثمان والي غرناطة أحد أبناء عبد المؤمن الثمانية عشر، من الذين اتفقت عليهم رواية ابن صاحب الصلاة، وعبد الواحد المراكشي، وابن أبي زرع.
المعجب: نشر محمد الفاسي ص 19. الأنيس المطرب نشر الهاشمي الفيلالي جزء ثاني ص 168-169.
[10] هو أبو حفص عمر بن يحيى الهنتاتي من أبرز خاصة المهدي بن تومرت، وقد اختصه بقيادة كتيبة الدرقة )Adarga( وإليه يرجع الفضل في تثبيت مركز الدولة الموحدية واستقرار سلطانها، وهو جد الملوك الحفصيين أصحاب تونس وافريقية، توفى عند منصرفه من قرطبة في طريقه برباط الفتح من سلا سنة 571 وبها دفن.
البيذق: أخبار المهدي 32-33 ابن عذاري: البيان المغرب ص 101 –ابن أبي زرع: الأنيس ثان ص 113 الاستقصا طبعة دار الكتاب بالدار البيضاء ثان ص 77-99-100.
[11] - ورد في نص الرسالة الموحدية : "وقد خاطبنا الشيخ الأجل أبا حفص –أعز الله- ليصل إلى ذلك المكان إن تمكن له"، وهو يدل على المركز الذي كان ينعم به الشيخ ابو حفص حيث أنه لم يؤمر بالالتحاق بالجبل إلا إذا كان ذلك لا يزعجه.. بروفنصال : رسائل موحدية ص 98.
[12] - الشيخ أبو اسحاق هذا ورد ذكره في "السالة الموحدية" مرتين، وقد توفي متأثرا بعلة النقرس la goutte عام 559. بروفنصال: رسائل موحدية ص 97-98 ابن صاحب الصلاة ص 65.
[13] - الحاج يعيش المالقي من ألمع وأشهر المهندسين الذين تألق نجمهم على عهد الموحدين وقد كانوا يلجأون إليه في كل المشاريع الهامة، فهو الذي صنع يأمر من عبد المؤمن بمدينة مراكش مقصورة المسجد الجامع التي حير وصفها سائر المهتمين بالآثار الموحدية وخاصة منهم الذين يعنون بالنهضة الميكانيكية على ذلك العهد "فلقد وضعت على حركات هندسية ترفع بها عند خروج الخليفة وتخفض لدخوله.." وهو الذي قام سنة 567 في اشبيلية بعملية جابر كما قام ببناء خزان للماء داخل المدينة منه كان الماء يتوزع على مختلف أحيائها. الحلل الموشية نشر الأستاذ علوش 1936 ص 119-120 ابن صاحب الصلاة: المن بالامامة ص 323-324.
[14]
- [15] يعتبر ابن باسه من أبرز الخبراء الذين اعتمدهم الموحدون في مشاريعهم المعمارية الكبرى، وقد استفادوا من خبرته بالإضافة إلى ما هنا عند اتخاذ القرار بجعل قرطبة مقرا لصدور الأوامر، وعند صدور الأمر ببناء القصور الملكية باشبيلية، وقد كان "شيخ العرفاء" وهو الذي قام بتشييد جامع اشبيلية الأعظم )الخيرالدا(. وما تزال هذه الأسرة معروفة إلى الآن بمدينة فاس ومشهورة بصفة خاصة بمهنة البناء. ابن صاحب الصلاة: المن بالامامة ص 66-322-330.
- [16] تنص بعض المصادر على أنه بالإضافة إلى القصر الخاص الذي شيد للخليفة عبد المؤمن شيدت قصور أخرى في جوار قصر الخليفة للسادة بنيه، وأنه كذلك أقطع أعيان وجوه البلاد ديارا ومنازل في الجبل بالإضافة إلى الجامع الذي تقام فيه الصلوات. الحميري الروض المعطار ص 121.
- [17] تلميح لقول الناصر المرواني باني الزهراء:
المقري: نفح الطيب طبعة 1949 جزء 2 ص 62.
[18] -كذا في نص المخطوط: "عاد بن شداد" وهو دون شك سبق قلم من الناسخ والصواب شداد بن عاد، ويذكر المفسرون من أمثال الطبري والثعالبي والزمخشري أنه كان لعاد بن عوص ابنان هما شديد وشداد، وأن الملك خلص لشداد من بعد ودانت له الملوك وسمع وصف الجنة فقال: )لابنين مثلها( فبنى ارم في صحاري عدن، وأنها كانت مدينة عظيمة قصورها من الذهب وأساطينها من الزبرجد والياقوت وفيها أصناف الشجر والأنهار المطردة. ابن جزي: التسهيل لعلوم التنزيل جزء 4 ص 197. ابن خلدون المجلد الأول طبعة دار الكتاب اللبناني 1956 ص 20-21-22. النجار: قصص الأنبياء ص 70-71.
- [19] سنداد: نهر فيما بين الحيرة إلى الابلة كانت منازل أياد، وكان عليه قصر عظيم تحج العرب إليه وهو القصر الذي ذكره الأسود بن يعفر في شعره:
ما ذا أؤمل بعد آل محـــــرق والقصر ذي الشرفات من سنداد
أهل الخورنق والسدير وبارق تركوا منازلهم وبعد إيـــــــــــاد
ياقوت: معجم البلدان طبعة دار صادر ودار بيروت 1957 مجلد ثالث ص 266.
[20] - يظهر أن هنا كلمة سقطت للناسخ والأصل: يكاد في المسامتة يصل إلى الجوزاء، وقد علمنا أن علوه عن سطح البحر يصل إلى 425 ميتر.
- [21] يذكر ابن صاحب الصلاة الإجاص على أنه شيء غير الكمثري، وقد أفاد في موضوع آخر من الكتاب أن الاجاص فيه ضروب، منها النوع المعروف عند الأطباء بالكمثري، ومنها الإجاص المعروف بالعبقر، والنوع المعروف عنج أهل بلنسية بالازرة، وقد ذكر ابن الحشاء أن الإجاص هو المعروف بالمغرب بعين البقر، وبهذا يلوح أن الإجاص هنا يقصد به الغبقر الذي هو تحريف لكلمة عين البقر، وقد ذكرت بعض المصادر أن الإجاص عند الأطباء يشمل البرقوق وإذا علمنا أن البرقوق أسود اللون أدركنا مناسبة التسمية بعين البقر، ابن صاحب الصلاة ص 322. ابن العوام، كتاب الفلاحة الجزء الأول ص 1802 مدريد ص 260-263. ابن الحشاء: مفيد العلوم ومبيد الهموم نشر كولان ورنو 1941 صفحة 4. عبد العزيز بن عبد الله: الطب والأطباء بالمغرب ص 14. المن بالامامة ص 322-19.
[22] - تتحدث بعض المصادر التاريخية عن تزود الجبل بالمياه الجارية الكافية، وفيها ما يذكر أن المهندسين حفروا في سفح الجبل مواضع نبع فيها الماء وجمع بعضها إلى بعض حتى سال منها جدول عم المدينة كلها من أعذب الماء وأطيبه يصب في مستودع عظيم اتخذ له وأجرى إلى الجنات المغترسة بالجبل.
الإدريسي: نزهو المشتاق ص 177- الحميري: الروض المعطار 121.
[23] - قد يكون هذا هو المصدر الوحيد الذي ينص على وجود رحى ريح تطحن الأقوات بجبل طارق في تلك العصور القديمة وقد تحدث عن هذا الرحى: De Gayngos دو كاينوكوس نقلا عن ابن صاحب الصلاة كما تحدث عن رحا الريح هذه: BALBAS الأستاذ بالباس نقلا كذلك، وبعدهما الأستاذ نوريس.. وإذا صح أن اقدم رحى ريح تحدث في هنغاريا ترجع للقرن الثامن فإن أقدم رحى ريح توجد بالجهة الغربية هي –فيما نعلم- هذه.
[24] -كثر الحديث عن مصير هذا السور الموحدي، كما كثر الحديث عن ما آل إليه "سور العرب" ويقول الماجور جنرال كينيو )1938( إن ثمة أطلالا مهدمة قائمة إلى الآن على الصخرة العلوية تهبط متعرجة إلى القمة الوسطى وتنتهي عند حافة الهاوية المطلة على الرمال، بيد أن البروفيسور نوريس يشك في هذه الأقوال، ويرى أن طارق لم يكن هو الذي بنى السور وإنما هو من عمل الموحدين الذين كانوا يهيمون بإحاطة المدن بالأسوار كما فعلوا في سور فاس والرباط وآسفي، لكن هذا السور الموحدي تلاشى بدوره وحل الموريش كاسطل: Moorish Castle أو القلعة الحرة La Calarra هي مزيج بين محله سور أبي الحسن المريني: ويتأكد أن آثار البناء الموجودة الآن حوالي عمل الموحدين وعمل بني مرين كما تدل على ذلك تحليلات مواد البناء التي أجريت من طرف بعض الخبراء. ونأسف لعدم احتفاظ الأيام بالصورة المجسمة )الماكيط( التي صنعها السلطان أبو عنان لشكل الجبل بأبراجه ومخازنه ومساجده، فلو احتفظت بها قصور بني مرين بفاس لتوفرنا على معلومات مفيدة عن الجبل. الحميري ص 121. ابن بطوطة مجلد رابع ص 355-360. محمد الكانوني: آسفي وما إليه ص 79.
-[25] باب الفتوح: تجمع المصادر على أنه لم يكن هناك مدخل لمدينة جبل طارق إلا من موضع واحد، وهذا المدخل هو الذي يسميه ابن صاحب الصلاة )باب الفتوح(، وإذا كنا نعرف أن اسم الفتوح بفاس والفتوح بالقاهرة كلاهما له أصل خاص فإن الفتوح بجبل طارق تعني التفاؤل بالفتوح المترقبة للذين شيدوه.
[26] - الرقاص: لفظ معروف منذ القدم إلى الآن، ويطلق على الشخص الذي يقوم بالبريد، والرقاصة أمين يسهر على الحرفة، وقد كانت تسند لرجال أقوياء مدربين على الركض والعدو، وكان فيهم الرقاص العادي، ورقاص الشرط وهذا هو ساعي البريد المستعجل ينقله بين المدن على الخيل والجياد بمنتهى السرعة، وكان يجد في كل محطة حصانا مسرجا يمتطيه إلى المحطة التي تليها.. وقد حددت بعض الرسائل الموحدية منذ سنة 543 واجبات الرقاصة تحديدا دقيقا حتى لا يسيئوا استعمال نفوذهم، فقد شاع أن بعضهم ربما فرض على الناس استضافته، أبو القطان: نظم الجمان )مخطوط( ينشره الآن الدكتور محمود علي مكي. الورقة 56 الأدب 165.
مولاي عبد الرحمن بن زيدان: العز والصولة أول 1961 نشر عبد الوهاب بن منصور ص 407 المطبعة الملكية – الرباط.
[27] - اشتهر الأسطول الموحدي بالتنوع في قطعه البحرية، فمنها ما كان يتخذ شكلا ضخما يضم العدد الكثير من الجند لكن منها ما كان سريعا خاصة بالسادة ويستعمل في المهمات الخاصة، وذلك كالنوع المسمى بالغراب الذي كثر استعمال الأمراء له. ابن صاحب الصلاة 106-108.
- [28] اعتاد ابن صاحب الصلاة اقتداء ببعض من سبقه من المؤرخين كابن حيان أن يوفق بين التاريخ القمري والسنوات الجوليانية لكنه في أغلب الأحيان لا يوافق الجداول الجاري بها العمل من أمثال جداول الدكتور: CATTENOZ والموافق هنا هو 25 مارس 1160. هذا ويلوح من النص أن السيد أبا يعقوب كان يريد أن ينزل كما نزل أخوه إلى جبل طارق لولا غدر أصحاب ابن همشك بمدينة قرمونة، كما تستفاد من النص السرعة المتناهية التي استقبل بها مشروع بناء المدينة الكبرى على جبل طارق فإن الرسالة الثانية أرخت في التاسع من ربيع الأول 555 وحملت "في أقرب تاريخ عن طريق البحر".
انظر المن بالامامة ص 10 وص 20.
[29] - الخورنق: قصر كان بظاهر الحيرة، ويقال إن الذي أمر ببنائه هو النعمان وأن الذي بناه هو سلمار الذي أثر عقابه من قبل النعمان على أثر البناء في أسطورة معروفة.
[30] - السدير: قصر قريب من الخورنق اتخذه النعمان الأكبر لبعض ملوك العجم وقد ذكره الأسود بن يعفر. راجع التعليق رقم
المقال بقلم عبد الهادي التازي(دبلوماسي وكاتب ومؤرخ مغربي)

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
نصيرة تختوخ غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
طبيعة العدو : نفاق وجبن و ... كذب رشيد الميموني القضايا الوطنية الملحّة 1 03 / 08 / 2014 59 : 09 PM
تحميل كتاب ليس لليهود حق في فلسطين للدكتور جمال عبد الهادي محمد مازن شما تاريخ و تأريخ 0 30 / 05 / 2014 37 : 02 PM
القبائل العربية بالمغرب بحسب مخطوطة ابن العياشي.للأستاذ الدكتور عبد الهادي التازي نصيرة تختوخ التاريخ 0 03 / 12 / 2010 08 : 10 AM
حول غسان كنفاني ..لقاء مع زوجته وحبه الحقيقي.. محمد السنوسي الغزالي الصحافة و الإعلام 12 27 / 06 / 2010 20 : 08 PM
في رواية "دماء أبوللو" للدكتور زين عبد الهادي بقلم الشاعرة شريفة السيد شريفة السيد دراسات أدبية 1 25 / 02 / 2008 52 : 05 AM


الساعة الآن 32 : 10 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|