تذييل لابد منه:
إنَّ الأديب البليغ تدفعه (عاطفته) القوية إلى إنشاء الكلام الفني الجميل. وهذه
(العاطفة) هي (تجربته الشعرية): تتشبَّع نفسه بموضوع ما، أو مشاهدة ما، فيتأثر
بها، فيكتب نثراً أو شعراً. ولمَّا يجد أن (الفكرة) قد لا تستطيع اللغة العادية أن تنقلها
إلى المتلقي، يصطنع (لغة أدبية) تسمو إلى مستوى نفسه لتصوِّر ما فيها وتُعبِّر عنها
تعبيراً شافياً، فيتكيء على الصور التي تمس المعاني وتنقلها إلى درجة أرقى لتزداد
قوة وجمالاً. فنراه يستعمل التشبيه أو الاستعارة أو الكناية أو المبالغة أو التخييل-
وهو ما يسمَّى في البلاغة بعلم البيان - . وهذه (اللغة المخترعة) هي الخيال
المُصوِّر، والأداة اللازمة لإثارة العاطفة وإبرازها قوية واضحة ومؤثرة نافعة
بفضل ما فيها من جمال الأداء وحسن التصوير.