رد: لقاء حواري مع الأخ الكريم نور الدين الخطيب ...
[align=justify]
*هل ما يزال الشعر العربي ديوانَ العرب؟ ؟..
** الشعر العربي كان وما زال وسيبقى ديوان العرب .. طبعا هناك من يقول إن الرواية أخذت هذا المكان من الشعر ، أي أنها أصبحت ديوان العرب في العصر الحديث ، وبرأيي هذا شيء ما زال بعيدا على ارض الواقع ، فالشعر له الأولوية وبشكل مطلق ..
· برأيك هل يقدر الشعراء العرب اليوم كأسلافهم حروف القصيدة العربية حق قدرها: استماعا وقراءة، وإلقاء وكتابة؟؟..
· هذا يعود لكل شاعر ومن الصعب أن نعمم كتجربة.. القصيدة نتاج فردي والشاعر الفرد هو الذي يقدر ويعرف قيمة اللغة أو لا يعرف .. إذا انتقلنا إلى ما هو عام ، ونظرنا إلى الصورة من جوانبها كلها، نجد أنّ الاهتمام باللغة العربية لم يعد كما كان في السابق وهذا مرتبط بعوامل كثيرة افرزها الواقع الراهن والزمن المعاش..
· ما عساها تكون البواعث الحقيقية لنور الدين الخطيب على الكتابة؟
· الكاتب يكتب لأنه وجد نفسه يملك الموهبة والقدرة على الكتابة وبدونهما لا يمكن لأي مبدع أن يكتب .. ومن بعد كانت البواعث كثيرة ومتعددة أهمها أو في مقدمتها الهم الوطني الفلسطيني الذي شكل حروفي وأعطاها الكثير .. طبعا يبقى السؤال معلقا كونه يحتاج إلى الكثير من التعدد والتشعب ..
· كيف تنظر إلى عناوين قصائدك الشعرية؟ تراك تحسبها جزءاً من قصائدك؟ أم أنك تراها مستقلةً عنها؟
· العنوان دائما له قصته عند كل مبدع ..لذلك قد تجد العنوان يسبق الكتابة وقد تجده يتبعها وفي بعض الأحيان ينبع من خلالها ، فهو جزء من القصيدة على شكل العموم ، لكن كتابته واختياره قد يكون أحيانا من أصعب الأمور ..
· هل لنا أن نشاركك بعضاً مما تختزنه ذاكرتك من ذكريات عن بعض قصائدك؟
· لكل قصيدة حالة وذكرى وصورة مرسومة في البال .. وعلى وجه العموم كتاباتي للشعر تأتي من خلال حادثة تحرك أو تحرض الشعر فيلتمع البيت الأول الذي يستدعي بقية القصيدة .. بعض القصائد تعذبني وتتطلب الكثير حتى تكتمل لسبب ما قد يكون عاطفيا أو ذاتيا .. وبعض القصائد تأتي بصورة متدفقة تسبق قدرتي على الكتابة فتكون الحروف في عجلة من أمرها وكأنها تسبق يدي بمسافات ..
· كيف ترى حال الأدب والأدباء، ناثرين كانوا أم شعراء، وكيف تجد حال النقد الأدبي والنقاد في البلاد العربية؟
· هناك تأثير دون شك للكثير مما وجد في العصر من تقدم اخذ مكانه ليؤثر وإن قليلا على مكانة الكلمة بشكل عام .هذا قانون العصر وعلينا أن نرضى به .. من جهة الأدباء بشكل عام فهم كما في كل عصر هناك الجيد وهناك الأجود وهناك السيئ وهكذا .. من جهة النقد يفتقر وقتنا الراهن لنقد حقيقي يؤثر على مسار الإبداع بقوة ويؤسس للجديد .. أكثر ما نقرأه من نقد يبقى على هامش ما هو إبداعي أي أنه لا يضيف شيئا ولا يحرك في بركة الإبداع بأي شكل ..
· ما الذي يعنيه الأدب القديم عموما والشعر العربي العتيق بالنسبة إليك، ثم هل استطاع الأدباء والنقاد المحدثون أن يأتوا بأعمال لم يأت به الأولون؟
· أبدأ من النهاية فأرى أن الأدب الحديث قد أضاف إلى القديم بالتأكيد واتى بما لم يأت به الأولون وهذا تابع لمنطق الأشياء ، حيث يبني الجديد على القديم ويستفيد من منجزه .. من جهة مطلع السؤال أجد أنّ أدبنا لم يكن غير الشعر ، ومن هذه النقطة تحديدا جاءت مقولة الشعر ديوان العرب ..النثر كان قليلا ومتفرقا وبسيطا ولا نستطيع أن نتحدث عنه مطولا .. طبعا المنجز الشعري القديم هام ويشكل تاريخ امة ، فالشعراء كانوا الصحيفة والمذياع والتلفزيون والناطق الرسمي ..وكثير من شعرائنا القدماء تبقى قصائدهم رائعة في كل وقت ..
· يقول أبو الطيب المتنبي:
على قدر أهل العزم تأتي العزائمُ = وتأتي على قدر الكرام المكارمُ
وتعظمُ في عين الصغير صغارها = وتصغرُ في عين العظيم العظائمُ
إذا طلبنا من نور الدين الخطيب أن يقرأ لنا هذين البيتين الشعريين، ترى بأي كلمات سيقرأهما؟
· هي الحياة بتمامها والنفوس بمدارها الكلي .. والفعل دائما يكون نتاج الذات ويأتي على قياسها ..المتنبي كما نعرف كان ذا طموح جبار لم يتوقف عند حد فرأى ما رأى وقاس الطموح والتطلع بالنفوس ورؤيتها .. وهذا حقيقي .. لكن رغم هذه الروح الوثابة الجبارة هناك واقع قد يضع حدا حتى للتطلعات الكبيرة وهو ما حدث مع المتنبي قائل البيتين ، فلا يكفي التطلع بل يفترض أن يرافق ذلك بمعطيات على ارض الواقع ..
· ما هو في اعتقادك حظ الخيال ونصيب الواقع مما نثره وينثره الكتاب، ونظمه وينظمه الشعراء العرب القدماء والمحدثون؟
· الخيال رافد مهم وضروري لأي كتابة ، ودون الخيال نقع في واقعية الواقع القاتلة للإبداع إن كانت المحرك والمثير الوحيد ..كل شاعر أو كاتب يحلق يعيدا ويعلو بأدبه من خلال الخيال الذي يضيف ويعطي الكثير ..
· ترى هل حاولت ذات يوم أن تكتب سيرتك الذاتية شعرا أو نثرا؟
· لا لم أحاول .. لكن باعتقادي أن الشاعر يكتب سيرته الذاتية من خلال قصائده ومقالاته وما يخطه من حروف .. مجموع تراث الشاعر هو سيرته الذاتية بهذا الشكل أو ذاك ..
· ما الذي في رأيك يمنح الشعر قوته؟ ومتى يفصح عن حقيقته: أعندما يكون مخطوطا مقروءاً؟ أم عندما يكون مسموعاً؟
· طبعا أميل إلى المسموع لأنه ينقل لك كل خلجات القصيدة وأحاسيس الشاعر بها ..لكن هذا لا يلغي قيمة القصيدة أكانت مسموعة أو مكتوبة ، فالقصيدة الجيدة جيدة بكل الأحوال .. كما أسلفت أميل إلى إلقاء القصيدة مع احتفاظي بأن للقصيدة قيمتها التي تحملها كيفما كانت..
· كيف ينتقي الأديب في رأيك موضوعات قصائده؟
· هناك عوامل كثيرة تفرض الموضوعات خاصة في وقتنا الراهن والمثال حالتنا الفلسطينية ..قد ينبع الموضوع من حدث ، أو من إحساس وما إلى ذلك .اشتاق إلى فلسطين وإلى كل شيء فيها فيكون الحنين ، يقوم احد الشبان بعملية فدائية فيكون الحديث عن بطولته وهكذا ..
· ما حظ الأحلام والرؤى المنامية من اهتمام الأدباء والنقاد على السواء، وهل من تجليات لها في كتاباتك الشعرية؟
· هناك أدباء افردوا لهذه الأشياء الكثير من شعرهم ..من جهتي الواقع اكبر من الحلم ، واقعي كإنسان فلسطيني يعيش هموم وطنه .. الأحلام تحتاج لفسحة زمنية أو برهة يكون فيها الذهن متراخيا وهذا غير متاح بالنسبة لي .
شكرا لك
[/align]
|