التسجيل قائمة الأعضاء اجعل كافة الأقسام مقروءة



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,821
عدد  مرات الظهور : 162,204,280

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > الله نور السموات والأرض > مرافئ الروح في رحاب الإيمان > الأحاديث النبوية، السيرة ومكارم الأخلاق والشمائل
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 15 / 11 / 2010, 35 : 06 PM   رقم المشاركة : [1]
عمر الريسوني
كاتب نور أدبي ينشط

 الصورة الرمزية عمر الريسوني
 




عمر الريسوني is on a distinguished road

المحبة والمقام الأكمل

سبحان من له المجد والثناء والحمد والبقاء ذو الجلال والاكرام .
وصلوات منك ربي ورحمة الى خير الخلق والمرسلين وآله وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين .
اللهم اني أسألك أن تعصمني من الزلل ، وأن تجعل لي من الأمل ما ترضاه لي من عمل ، وارزقني في أموري حسن العواقب وأن تجمع بين قلوب المسلمين بالحق والرحمة والعلم.


قال الله تعالى من عادى لي ولياً فقد آذنته بحرب مني، وما تقرب لي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ومازال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها وقدمه التي يمشي بها وإذا سألني لأعطينه وإذا استغفرني لأغفرن له وإذا استعاذني أعذته.


فتح الباري 11.34041 حديث رقم 6502 وقد روى الحديث الإمام البخاري وأحمد بن حنبل والبيهقي ..


المحبة جناح المعرفة ، وانها من المعرفة القلبية حيث تكون رؤيتك مرفقة بتحنن وشوق وتنظر بعين الرحمة والشفقة وحنو وحنان عظيم وهذا يعد من اكتمال الرؤية بالحق ، ورؤيتك بهذه الوداعة يحيي فيك سموا وارتقاءا لأنها رؤية نابعة من المحبة التي نبعها الطهر الخالص من ملكتك المعرفية الراقية فيسكن قلبك وجوارحك للحق ، انها رؤية تغمرها الرحمة من قلب غمرته الرحمة فترى بعين الرحمة والشفقة فتكون هذه الرؤية سامية مفعمة بخواطر سامية تحمل في ثناياها اشراقات مودعة بحكمة ناهلة من نور ، فترهف حواسك مصدقا بالحق والنور فتتفتح بصائرك ومسامعك وبصرك للحق مشرقة بأنوارها فتسمع بكل تحنن ووداعة همسات النور الذي يفيض في كل النبرات التي تجعل سمعك يخشع لترويها المدامع وانه السماع بالحق والبصر بالحق لما ترى القدرة في عيون الرحمة متجلية في أسمى معانيها والطير يصدح في الأعالي مغردا في حبور ووداعة فسبحان من ألهمه المحبة فسبح خافقا جناحيه وكأنه يرسم في مخيلاتنا من هذا النبع الفياض الذي غمرته الرحمات .
فجل في البطاح البعيدة لترتوي من هذا النهل الغامر في مكان مزدان باشراقات الحياة وتعطف وتلطف بما أراك الله وارهف سمعك وبصرك وكل حواسك النابضة بالحياة فتعتريك قشعريرة ملئها الدفئ والحنان والنعيم فترى وتسمع ترنمات تنهال على خاطرك المصدق بالحق وأنت تغبطها في حبور فترى اشراقات الحياة بين الأشجار العالية وهي تتماوج في حنو وانكسار وخشوح لما هامستها البشرى بين يدي الرحمة فيسمع لها حفيفا وتسبيحا بالحق ، فتنهال عليك صدحاتها مع التغاريد البعيدة بعمق نبراتها المشعة التي تغشى مسامعك فتستيقظ همتك بكل وداعة وأنت تتأمل هذه الاشراقات الفياضة التي فيها العبرة والحكمة بتآلفاتها المصممة بأبدع تقدير وعناية فيقشعر جلدك وتنهال العبرات تلو العبرات وأنت تذكر نفسك في هذا المشهد القدسي وتقول سبحان الله سبحان محييها ، وسبحان من خلق هذا الخلق المحكم المتآلف العجيب وتقول بأعماقك سبحان الله عظيم القدرة وعظيم الرحمة ، وانه خلق الله الحكيم بما أودع وسطر بعنايته وحكمته وعلمه الذي أودع في هذا الخلق بلسم الأرواح لتحن وترحم وتغبط وتسبح لمالك الملك والملكوت وهذا البلسم به تحيا الأشواق منعمة باشراقات أنوارها فما أجل من أحياها وهذب معالمها بالطاعات والمحسنات لتكون آية مشرقة بكل تجلياتها ، انه الحب من الرحمة الذي يسع كل ذرة في الوجود منعمة برحمات ربها ، ولولا رحمته ما عبده العابدون وأحبه المحبون ، فالقلوب يا أحباب اذا صفت ارتقت ونهلت من من حب عامر وغامر لأنها رؤية وسعها الحب والرحمات وكل ذرة تآلفت بتمكين وقدرة لتتألق في محيط رقيها ودرجاتها المنهمرة بخشوعها وتسبيحها وسجودها فتتفجر منه أنهار الحب المتدفق في الأعماق والحنين في وداعة البصر والمسمع وكل الملكات المستجيبة لربها الحق الخالق الحكيم الذي أودع فيها ما يحييها فسبحان من جلت عظمته وقدرته وجلاله ورحمته وبيانه الحق وسبحان من ينور قلوب عباده لمعرفته وبلوغ المقام الأكمل كما جاء في الحديث القدسي : كنت سمعه...
وقول الله عز وجل في محكم كتابه العزيز ( أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس ) الآية
فسبحان من جعل هذه المعاني السارية في الموجودات وخلقه البديع أبدعها الخالق العليم الحكيم لتكون آية شاهدة للناظرين المتفطنين واثباتا حقا لوجوده سبحانه ، واذا ارتقى العلم أصبحت له معرفة تتخطى الحدود والأبعاد فيصبح المعقول موجود ويصبح المفقود قريب وما كان مستحيلا أصبح قائما ، وتظهر الحقائق ناصعة بنبعها الحق الساطع بسموها وارتقائها وتظهر للوجود معاني مشرقات وتظهر للحقيقة معنى فوق كل معنى ، فعندما ترى رؤية عابرة فان قلبك المصدق بنور ربه يسبغها بأرقى ما تتضمنه هذه الرؤية العابرة فيقرءها القلب قراءته الخاصة بما فقه ، وهذه القراءة تهتز لها المشاعر وتتحرك بكل دفئ وحنو ناهلة من أسرارها الرحبة فيصفو القلب ويقوى بعدما تطهر من كل كدوراته فأشرقت شمس الحق فيه وسطع وانقشعت كل السحب الواجمة فيه انها أكبر من رؤية عابرة لأنها مشهد حق في حضرة الحق ، ومنتهى المعرفة أن ترى معاني الوجود الحقيقية ففي الحضرة الواحدية يكون الدنو من الحق ولا دخل للعقل الذي يرى هذه الرؤية التي يسبغها القلب بمعرفته الخاصة لأنه شهود وشهود من القلب الذي استنار واستضاء بنور الله ، ففي درجة الدنو من الحق يفيض جود الحق فتظهر للوجود معاني وهذه المعرفة ليست من المعقولات وقد يشتبه الأمر على السالكين ، فالوسائل في هذه المعرفة طاهرة والغاية طاهرة ومعرفة الحق معرفة وحدانيته بما أبرز للخلق من أسماءه العلا وصفاته المجيدة والحق لا يعرفه سواه ومن عرفه فبه عرفه وهي معرفة تتحصل لأولياء الله خالصة المتبعون لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذين ملئوا أشواقهم بمحبته ، والذين يشاهدون الله بقلوبهم فيكشف لهم ما لا يكشفه لغيرهم .
فكل وصف بأعماقك تنطبع فيه آثار من أشواقك الغامرة وتوجهاتك في عبادتك لربك والمستقرأة بينابيع من الحكمة العامرة فالرؤية التي تراها اعتيادية فهي ليست كذلك بل رؤية تكسوها حلل من فوقها حلل لمن يفقه سموها وآثارها الظاهرة والباطنة والتي زينها ورونقها باريها الحق للناظرين المتوجهين اليه باخلاصهم في طاعاته بقلوبهم لتكتمل في أبهى حللها ونعيمها الأوفى وهذا الحكم لا ينقطع ولا ينتهي وغير مفقود ولا ينال الا بالهمم والأشواق الغامرة ولا يزال العبد في ترق وتكامل رؤيته بالحق ولا يزال الحق في تجل ولا سبيل لاستيفاء ما لا يتناهى ، والله تعالى جعل العلم دليلا عليه ليعرف وجعل الحكمة رحمة منه ليولف فالعلم دليل الى الله والمعرفة دالة على الله فسبحان الله العظيم .
وقرب الله اذا تمكن في القلب غلب على ما سواه من اعراض الهمم وظاهر حركات الجوارح والقرب هو الدنو من المحبوب بالقلب ، وكل شيء لا يوصلك الى القرب من مولاك الحق فهو يختدعك وحتى ان تحدث العبد عن نفسه فهذا يحجبه عن قربه لمولاه الحق لذا كان التفكر والتذكر في مجد الله وعظمته وقدرته وجلاله ورحمته مفتاح الرحمات لأن ذلك هو الصلة الموصولة بالحق وهذا العلم المزكى والمرصع بالأنوار البهية يوقظ الهمم والنفوس التي تطهرت وصقلت وتنقت من كل الكدورات وتهيأت لتشرق فيها أنوار الحق الواصلة والتي سلكت مسلكا آمنا عامرا بالنور تتغشاها أنوار الحكمة والتي أفرشت الجباه ونصبت الأقدام في توجهاتها وأدت فرائضها ونوافلها وتوجهت بقلبها توجها خالصا على اثره سالت العبرات وما أعظم وزن الدمعة عند الله وما دام العبد متوجها الى الله فهو في مكرمات الله وملكه وفضله العظيم يزداد قربا ودرجات ، وعليه ألا يتعجب ما فوق قدرته لأنه يعلم أن ما يحدث ما حدث الا بالله ، وأن الله هو الجامع المالك وأن معرفة الله تكفي عبده وترتقي به الى المقام الأكمل فيعود الى الخلق رحيما حكيما مشفقا متوجها الى رب العالمين مذكرا أنه محيي القلوب وأنه سبحانه أرحم الراحمين .

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
عمر الريسوني غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
في أرض المحبة.... د.محمد الصواف قصيدة النثر 2 28 / 09 / 2021 26 : 12 PM
بين الهجر واللقاء ناهد شما جداول وينابيع 13 11 / 08 / 2020 56 : 08 PM
غيث المحبة حكمت خولي الشعر العمودي 13 15 / 07 / 2015 20 : 06 PM
الطب البديل والطب المكمل هدى نورالدين الخطيب الطب الأصيل والأعشاب الطبية 1 23 / 12 / 2007 31 : 01 PM


الساعة الآن 50 : 02 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|