[غالب احمد الغول]

هندســــــــــة الشـــــــــعر
للشاعر غالب احمد الغول
@@@@@@@@@
الشعرُ ما كان لفظاً لا حدودَ لــــــهُ
حتى يـُقـــــــالَ جـِزافاً دون أوزان ِ
لوْ كنتَ تدري بأنَّ الشــــعرَ لؤلؤةٌ
يصيغها شاعرٌ منْ خيط وجـــداني
لما طربتَ على غوغاءِ ضفــــدعة ٍ
تلوكُ ماءً وتنسى لحْنَ حَسَّــــــــان ِ
الشعرُ ثوبٌ قشيب ٌ ما بــــــهِ دَرَن ٌ
بطيفه فـُصـّلتْ أكـْمام أرْدانـــــــــي
أمــَا نظرْتَ إلى ظبي نضــــــــارتهُ
في القدّ والخدّ يزهو بين أفنــــــان ِ
كذلك الحُسْنُ من ثغرٍ لشــــــــاعرة ٍ
تنظـّم القولَ من دقـّات شريــــــــان ِ
لا يَصْدأ التـّبرُ منْ ذرّاتهِ نبتــــــــتْ
أركانُ بيت ٍ به أطيافُ ألوانـــــــــي
فالشعرُ والنثرُ والقرآنُ دوْحتـــــــنا
والشعرُ ليسَ كما ترتيل قـــــــــرآن ِ
والنثرُ يحكي لمنْ لا يبتغي طــــــرَباً
بعرصة الرّقص والإيقاعِ سيّـــــــــان ِ
والشعرُ هندسةُ من نبضهِ جَســـــــــدٌ
في القلب شعرٌ وفي الأحشاءِ روحاني
لوْ كانَ للنثرِ مثل الشعر غاويـــــــة
قد أهملت زوجها كي تعشق الثــاني
فلا نقول سوى ( وارحمة نزلــــتْ)
على الخليل إلى أيام أزمـــــــــــاني
إن التفاعيلَ سرّ النظم يعرفـــــــــها
طيرٌ يرددها من لبّ أحــــــــــــزاني
ليس الزواحفُ كالأقدام مشيتـــــــها
هل كانَ للظبّ إيقاع كغــــــــــــزلان ِ
كذلك الشعر إن رمتَ الزّحــــاف له
أتممْ زحافك في إنشادِ إخوانــــــــي
إن القصيدة في الإيقاع بهجتـــــــها
مثل الحبيبة ألقاها وتلقـــــــــــــاني
الشعرُ أصبحَ في الإرهاب موْطنـــه
فاغتاله قومُه في سيفِ يابــــــــاني
نادوا بإصلاحِه والغدرُ نيـّتــــــــــهمْ
مثل شعوب طغاها غدرُ شيْـــــــطان ِ
في دوحةِ الشعر أرضاً نامَ حارسُها
فاستيقظ الغـَرْبُ كيْ يغتال ألحـــاني
من يقتل الطفلَ في أحضانِ والــــدهِ
فلا يغارُ على شيءٍ بأوْطـــــــــــاني