[د. رجاء بنحيدا]

ذاكرة مكان في ذاكرة شعر وروح
شاعر توحد بالمكان وارتبط به فأصبح يتنفس .. هواءه .. ويعيش لأجله .. ومن أجله
هو مكان مختلف ، لايعترف بالحدود ولا بالمساحات الجغرافية الضيقة ، مكان سكن ذاكرة شاعر عاشق واع ، ليستقر في ذاكرة قارئ متلقّ .. ليصبح وطنا في ذاكرة بصيغة الجمع ...وطنا تهتف به كل خلية من خلايا الذاكرة ... وكل نبض من نبضات القلب ..
لكن ذاكرة شاعرنا تتميز وتمتاز لأنها تحتفظ بالمكان ليحضر باستمرار في كل نبض حرفي .. على سطور قصيدته .. "حتى صارت المفردات وطناً يشبه الوطن أو يكاد !! "1-
هي فلسطين في ذاكرة شاعرنا الفلسطيني طلعت سقيرق ... وفي نبض أديبنا الحيفاوي .. موشومة على جسده وراسخة في روحه .. منصهرة في دمه ..وبين أسطر قصائده.
هي فلسطين في ذاكرة شاعر تجرع .. مرارة الابتعاد عن الوطن الأم ، فكانت الفواصل والنقاط وعلامات التعجب والاستفهام... في تلاحم مع الحروف والكلمات والجمل ، ناطقة بحب وعشق كبيرين .. لم يهدأ نبضهما .. بل توحدا في شعر شاعرنا المسكون بهذا الوطن ، فجاءت القصائد
عاشقة حالمة .. نابضة بالوطن وللوطن ..
أتيت إليك يا قلبي
فكنْ عمري وأيامي
وأحلامي
وكن نبضي
صباح الخير يا وطني
أجيء إليك يا قلبي الفلسطيني
ويا عمري الفلسطيني
ويا شجري الفلسطيني
ويا حبي الفلسطيني
فأنت هواي أحلامي
وكل العمر
موالي الفلسطيني(( قصيدة الفلسطيني))
....
هي فلسطين المكان هي فلسطين الوطن .. تتشكل تشكيلا روحيا وجدانيا فهي الأم الحبيبة ... الأخت الأرض .. التي تسكن الشاعر ويسكنها حين يذوب كل حرف فيها مع نبض الشاعر فتنصهر في دم القصيدة وفي شرايين شعره ..
هي فلسطين .. التاريخ .. الجغرافيا .. " المكان بكل ما فيه من جمال وجماليات وروح"2- هي حيفا يافا.. عكا .. نابلس ..غزة ...القدس ..بيت لحم .. .. كل المدن الفلسطينية نجدها في دفتر شاعر عاشق يجيد الكتابة بمداد الحب.. ويتمكن من تسييج الشعر بنبض القلب الصادق الذي يفيض حنينا ومحبة وارتباطا بالبيت الأول .. بالعالم الأول .. بالذاكرة الأولى .. وبالمخزون النفسي الأول..
حيفا يداكْ
والكرملُ المجدولُ من شمسٍ هواكْ
عكا تراكْ ..
يافا على أشجارها ..
شدت خطاكْ ..
أنتَ الفلسطينيُّ أنتْ .. (( قصيدة أنت فلسطيني .. أنت ))
فلسطين ..البيت ...الذي لم يغادر الذاكرة، الوعي الأول والملمح الأول والصورة الأولى والنبض الذي لا يتوقف
""أشتاق للبيت الذي يمتد في عيني وضلعي ألف ذاكرة ويطلع في دمي نحلاً وشباكاً وأحلاماً ويأخذني إليه يعيشني وأعيشه وأدور في أشجاره تمتصني الغرف السرير الأغنيات الذكريات""3
البيت الذي يربط بين الأرض وعاشقها .. هو دفء المكان وحضن الذكرى .. هو التصاق الأرض بالروح ، والتصاق الأرض بذكرى النداء الأول ..نداء الحنين .
حنين ونحن نداء الحنينْ
....... ودفء الأماني وشوق السنينْ
فلسطين فينا عروق ونبض
....... وقلب ٌ تدفقَ للعاشقين ْ
نغني فترقص فينا السهولْ
....... وتأتي الفصول بشمس اليقينْ

هكذا هي فلسطين الحبيبة الرائعة الممتدة والحاضرة في ذاكرة شاعر .. وذاكرة متلق ... وذاكرة جغرافيا وذاكرة تاريخ ... وذاكرة مكان احتفظت بكل تفاصيل هذا الوطن .. في ذاكرة شعر شاعر مبدع عاشق لوطنٍ ... هو مفتاح الروح.
بلدي والرمل حدود يدي
ويدي من ضلعكَ يا بلدي
وعلى أوراقكَ شمسُ غدي
أتعبد أنْ ..
أو أشهد أنْ ..
لهواكَ .. هواكْ
يا وطني تلتهب الأسلاكْ
ويضيء دمي ..
لأراكَ .. أراكْ ..
أتوقد حتى قافيتي
أتوقد حتى أغنيتي ..
أتعبد أنْ ..
أو أشهد أنْ ..
أرسمكَ على صدري المفتوحْ
و أسوح على كفيكَ .. أسوحْ
يا وطني .. يا مفتاح الروحْ ..(( أشجار الضفة في قلبي ))

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^ ^^^^
1- شجر بطول العمر .. الكتاب الفلسطيني للأديب طلعت سقيرق
2- الذهاب في المكان ..الكتاب الفلسطيني
3-مطر على صدر المكان //http://www.nooreladab.com/vb/showthread.php/showthread.php?t=4878

[رأفت العزي]

السيدة الأديبة الشاعرة الأخت الموقرة د.رجاء أسعد ربي أوقاتك بكل خير
هو ذا يا سيدتي ، في كل مرة أجزم أن طلعت لم يمت وإن غاب الجسد
حينما تضج بمروياته صفحات ، وحينما يُصبح الشخص بما زرع مجموعة أغنيات
تنشدها أفئدة العذارى ويتغنى بها أصوات الماجدات نقول هذا الشخص ما رحل
وأجزم أن طلعت الشخص الذي عانى في حياته وشاهد في آخر أيامه نتيجة الأسباب
التي كان منها يعاني أقول أجزم انه ما كان يتوقع أن يرى ضمائر حية ووجدان له روح
خلاّقة لا تُسقط إبداع من عاش حياته مبدعا مسكونا بالعروبة التي كان اختصارها فلسطين
حيث كان يُدرك أن كل عربي حرّ كل مسلم مؤمن هواه فلسطين قبلته العربية الإسلامية فلسطين
ومن لا يُدرك ذلك يعتقد أن طلعت كان إقليميا فكيف حكموا ويحكمون !

سيدتي الفاضلة هناك من يسلك دروبا لا يستطيعها غيره ، تصعب عليه ، يتوه فيها
وأنت ايتها العزيزة قائدة في هذا الدرب بهديك نهتدي ومنك نعرف ما تعني كلمة وفاء
شكرا لك ألف شكر وتحية وتقدير

[محمد الصالح الجزائري]

[align=justify][frame="10 98"]الأديبة الأريبة والناقدة الفذّة الدكتورة الأستاذة رجاء..مقالة بديعة رسّخت الزمكان بالحرف الملتصق بالروح والوجدان ...شكرا لك على قمّة ورقيّ العمل الأدبي النّزيه..مودّتي وتقديري وإعجابي[/frame]..[/align]

[د. رجاء بنحيدا]

سيدي الفاضل ... الأستاذ رأفت العزي
هو كذلك فعلا.. فالشاعر الكبير طلعت سقيرق ترك إرثا جميلا غنيا فواحا .. عطرا نديا مدرارا ..
شاعر مبدع ،، ذو قلم متوهج ونبض راق .. الإنسان الذي لم أحظ -للأسف - كما حظيتم أيها الكرام.. بتقاسم وتشارك الأفكار معه ...
سيدي ... رأفت ... فضيل وكريم والله أنت ..
تحيتي لك ... وكمشة زهر ( مغربية ) .

[د. رجاء بنحيدا]

شكرًا لك ... أخي الرائع الشاعر الخنذيذ .. الإنسان الطيب الكريم محمد الصالح الجزائري على مرورك الراقي .. ومصاحبتك لحرفي المتواضع ..
دمت أخي رائعا ألقا ... طيبا كريما .. تقديري واحترامي .

[شذى الصنهاجي]

قراءة ممتعة في ذاكرة شعر شاعرنا الكبير طلعت سقيرق
أسجل إعجابي واحترامي

[د. رجاء بنحيدا]

اقتباس  عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شذى الصنهاجي قراءة ممتعة في ذاكرة شعر شاعرنا الكبير طلعت سقيرق أسجل إعجابي واحترامي

أبهجني مرورك الراقي أيتها الغالية ... دام حضورك الذي يثلج الصدر
مع كل المحبة والتقدير

[د. رجاء بنحيدا]

هو الاشتياق لمثل هذه المواضيع وهذه الكتابات ..دفعني إلى إعادة هذه القراءة إلى الواجهة

[محمد الصالح الجزائري]

ونحن اشتقنا إليك أختاه وإلى حرفك المشعّ البهي الرّاقي..مرحبا بك وبعودتك الرائعة..تحيتي وتقديري..

[د. رجاء بنحيدا]

اقتباس  عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الصالح الجزائري ونحن اشتقنا إليك أختاه وإلى حرفك المشعّ البهي الرّاقي..مرحبا بك وبعودتك الرائعة..تحيتي وتقديري..

هو اشتياق متبادل .. فغيابي لا يعني غياب وجوهكم، أذكركم دائماً أيها الطيبون الرائعون
أخي الغالي باقة شكر لك مخضبة بشذا التقدير والاحترام