ذاكرة احتضان
ذاكرةُ احتضان
مِدي أمي شراشِفكِ البيض
فالأحلامُ عطشى
والأيادي تتشوقُ تناولَ عَبق العَشيات
لتلتهمها مَشاعِري
وجوعُ الشوقِ يَقرُصُ فؤادي
ويُحركُ عُصاراتي
لتحضُنكِ بسواعدِ غيدٍ.. ليالي سُهدي
تتهيجُ رُوحي
كلما طالعَني إليكِ الحنين
فبأيِّ شوقٍ تُمسدينَ أوردة صدري
وبأيِّ صوتٍ يُناديكِ صهيل شوقي
لأتنغمكِ نشيداً
يشدُّ أوتارَ حنجرتي على مضمارِ الاختيال
وأنتِ ما زلتِ بالدفئ أغنيتي
واللثغة الرائقة في حرفي
ولُجة وَشمي على ذهولِ جسمي
أماهُ.. يا حُبي المتوقد دومًا وأبدًا
يا هدهدات روحي
ونغمات أنفاسي
وشوقاً يمد خيطه في ذاكرتي
إليكِ.. خُذيني..
شوقاً يَجهرُ كالأنين
أما تأخذيني من انشداه سرحاتي..؟!
والرغبة إليكِ تجتاحني
لأجني منْ جودك الاحتضان
فأين مِنكِ طلائع تغريد
يثوِّرُ حنيني
على رئة الزمان
ويُجيِّشُ نبضي
لأيامٍ تباعدتْ عني
وغيلتْ بيد الحادثات.. غدراً
ليزرعني الحزن غابات وحشية
تُرسلُ جذرها إلى لا وعيي
وتبني أكواخ القلقِ في ظلماتِ روحي
غير المأهولة بالأمن
ها هو السكونُ تاهَ عنْ كوني
حينَ تغيَّبَ وجهكِ
وذاكرة الراحلين تراوغني
تستحضَّرُ شوقهم
تستجلبُ وجوهَهُم عَسيراً
فلمَ ابتلعهُم نفق الغِياب المُوحش
ليختفى عالمَهُم في نقطةٍ صغيرةٍ
كذرةِ رمل
.. أتراهُ ضاعَ ذاكَ الحُلم الذي سَاورني..؟
أم نامَ في حضنِ هواكِ وجدي..؟
لتبدو مشاعري فطريَّة
تُشرِّعُ في إدرَاكي أبوابَ الدُنا
لتُفضي بي إلى مسَاحاتِ أمنٍ مُشتهى
وكلّ أزقة حلمي تبدو مضيئة
تتجلى بكِ يَنابيعُ المُنى
وأنتِ العابقة دوماً بدمي
وأنتِ سنا البدر المُزهر على هدبي
بملائكيتهُ يَرنو في وجْهي
وعيناكِ ترشني حناناً
وتروِّضني أشجاناً
فإيهٍ يا طيف حبٍ مُجسدٍ
عذوبتهُ.. تُعطِّر أرداني
تُمايسني يَاسميناً
تُناطقني نديماً
ترقبُ وجه السماء
كأحلى ضياء
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|