حروف متمردة هل تلد الغيمة الحبلى عصافيرَ ؟ وهل تمطر السماء في الحضن زنابق َ وورود اً؟ وهل أمواجك يا بحري الصاخب تستطيع في ذروة تلاطمها وعربدتها أن تجرح كبد السماء أو تمزق شغاف فؤاده ؟ كذلك أنت يا جرحي النازف لن تلد جراحك الحبلى إلا الجراح ، ولن تمزق بأناملك الحريرية إلا أفق آمالي الندية ، ولن تخدش بجبروتك سوى زهو أحلامي وأطيافها الوردية . وأنت يا حرفي المتمرد ، ويالعنتي ، عندما أولد على يديك وعلى يديك أشاهد مصرعي ، فبماذا أؤمن؟ بماذا أؤمن بعد اليوم وقد تمردت علي حروفي ، وُمزقت جروحي ، وأعلن للملأ ترصد مماتي ؟ لست منك يا حرف ولست مني ، لست منك وقد نهشت بمخالبك الجارحة كتفي العاري ولب فؤادي وغرست أول مسمار لك في نعشي . حزينة أنا ؟ لا .. لست حزينة ، أنا الحزن بأكمله ، مدائن من الحب لم تكن تسعني ، وتضيق بي يا حرف ُ فترميني . قلبي الحر ّ مأوى لكل الأنام ، وأحداقي تسكن فيها كل الأحلام ، تغفو فيها ، تختبئ فيها من أعين الظلام . فيلوح فجرك في غير وقته يقتحم أحداقي وينبش أحلامي ويطرد كل سكاني ولوحدتي يبقيني . أبحث فيك يا وطني ، يا مسقط رأسي ، ونهاية كل تجوالي وسنيني ، أبحث فيك عن رقعة ، عن بقعة ، عن قلب ، عن سراب ... يأويني . فلا أنت يا وطن ، ولا أنت يا أحداق ، وحتى أنت يا عمري الهارب ما شفعتم لي حين قرر حرفي المتمرد تكفيني.
[/align][/cell][/table1][/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
التعديل الأخير تم بواسطة ميساء البشيتي ; 30 / 03 / 2009 الساعة 02 : 08 PM.
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب
رد: حروف متمردة
هل أعتبرالأسئلة التي بدأت به الخاطرة تعجيزية و تعبيرا عن أقصى اليأس ؟ هل أجد علاقة بين " أحرفي المتمردة " و "أحرفي خائنة ؟".. إلى ماذا يرمز هذا الحرف المتمرد ؟ .. هل استعصت الكتابة وطال مخاضها فلم تعد الأحرف تنساب مع الحبر..؟ أم أن هذا الحبرقد تمرد هوالآخر وجف ؟ لماذا سيكون المصرع بمجرد الولادة على يد الأحرف ؟.
هي تساؤلات عدة تكشف عن حالة من القنوط .. والأسى والحزن العميق .. المتغلغل في قلب - ويا للنبل - لا يزال مأوى للأنام ..هل أصبح الحرف - في تمرده - مرادفا لتيهان الروح باحثة عن مستقرآمن ؟ .. قلب يبحث عن قلب .. يا لروعة التعبير .. حتى السراب صارحلما و أمنية ..
إني هنا قبالة حالة طلاق بين الحرف وصاحبه .. هل معنى هذا أن الكتابة قد صارت في خبركان ؟ .. لاأظن ذلك .. فالقلب الذي هو مأوى للأنام هو أيضا غذاء للروح والفكر .. ولا بد لكل هذا من تأجج للقريحة فيعود الحرف كما كان مطيعا مستسلما لتوهج القلب و الروح .. إن هي إلا مسألة وقت .. ليس إلا ..
ميساء .. رغم ثورة النفس أمام تمرد الحرف .. فإنني وجدت نفسي هنا أمام استسلام تام لحروفك .. وهذا ربما يؤكد ما ذهب إليه حدسي في مسألة الوقت .. عساي ألا أكون مخطئا ..
مبدعة متألقة كالعادة
لله ذرك
أديب وقاص وروائي يكتب القصة القصيرة والمقالة، يهتم بالأدب العالمي والترجمة- عضو هيئة الرابطة العالمية لأدباء نور الأدب وعضو لجنة التحكيم
رد: حروف متمردة
[frame="1 98"]
الغالية ميساء
الوطن البعيد والشوق غير المنقطع يخلق حالة من التمرّد قد تجافي القلم والحروف.
لكنّي أجد حروفك كالسهام موجّهة نحو قلب الحقيقة
حروفك تتسابق لتسجيل وضع نفسي معقّد وحالة من الغليان والرفض لواقع يمزّق الروح دون هوادة.
أسئلتك تتزاحم لتضعنا أمام علامات استفهام تتحدّين من خلالها ضمير القارئ
شكراً لك لهذه النصوص المميّزة
دمت بخير
[/frame]
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيد حسن
هل أعتبرالأسئلة التي بدأت به الخاطرة تعجيزية و تعبيرا عن أقصى اليأس ؟ هل أجد علاقة بين " أحرفي المتمردة " و "أحرفي خائنة ؟".. إلى ماذا يرمز هذا الحرف المتمرد ؟ .. هل استعصت الكتابة وطال مخاضها فلم تعد الأحرف تنساب مع الحبر..؟ أم أن هذا الحبرقد تمرد هوالآخر وجف ؟ لماذا سيكون المصرع بمجرد الولادة على يد الأحرف ؟.
اقتباس
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيد حسن
هي تساؤلات عدة تكشف عن حالة من القنوط .. والأسى والحزن العميق .. المتغلغل في قلب - ويا للنبل - لا يزال مأوى للأنام ..هل أصبح الحرف - في تمرده - مرادفا لتيهان الروح باحثة عن مستقرآمن ؟ .. قلب يبحث عن قلب .. يا لروعة التعبير .. حتى السراب صارحلما و أمنية ..
إني هنا قبالة حالة طلاق بين الحرف وصاحبه .. هل معنى هذا أن الكتابة قد صارت في خبركان ؟ .. لاأظن ذلك .. فالقلب الذي هو مأوى للأنام هو أيضا غذاء للروح والفكر .. ولا بد لكل هذا من تأجج للقريحة فيعود الحرف كما كان مطيعا مستسلما لتوهج القلب و الروح .. إن هي إلا مسألة وقت .. ليس إلا ..
ميساء .. رغم ثورة النفس أمام تمرد الحرف .. فإنني وجدت نفسي هنا أمام استسلام تام لحروفك .. وهذا ربما يؤكد ما ذهب إليه حدسي في مسألة الوقت .. عساي ألا أكون مخطئا ..
مبدعة متألقة كالعادة
لله ذرك
اخي العزيز رشيد
هي بالضبط كما وصفتها ، الحالة التي كتبت بها الخاطرة
كانت حالة من الياس والقنوط وكنت فعلا وقتها اودع الكتابة
وكان السبب هو الحرف وهذا ليس تجني عليه ، عدت للكتابة
لكن تحت وطأة القيود وهذا ما يجعلني افكر بهجر الكتابة
ولكني اضغط على نفسي واحاول ان اجد لي منافذ اخرى للكتابة
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خيري حمدان
[frame="1 98"]
اقتباس
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خيري حمدان
الغالية ميساء
الوطن البعيد والشوق غير المنقطع يخلق حالة من التمرّد قد تجافي القلم والحروف.
لكنّي أجد حروفك كالسهام موجّهة نحو قلب الحقيقة
حروفك تتسابق لتسجيل وضع نفسي معقّد وحالة من الغليان والرفض لواقع يمزّق الروح دون هوادة.
أسئلتك تتزاحم لتضعنا أمام علامات استفهام تتحدّين من خلالها ضمير القارئ
شكراً لك لهذه النصوص المميّزة
دمت بخير
[/frame]
استاذي الغالي خيري حمدان
تعليقك اليوم كأنه تحليل لحالتي النفسية اثناء كتابة هذه الخاطرة
كل ما تفضلت به استاذي صحيح ولكن كل شيء له بداية له نهاية
لقد اخبرت رشيد بالتعليق السابق اني لم اظلم الحرف بل هو من ظلمني
وقيدني ولكن لا بد من مخارج اخرى واي مركب بهذه الدنيا لا بد ان يتعرض
لرياح قوية قد تعطل مساره او على الأقل تغير وجهته ولا احد يستطيع الوقوف بوجه الريح
شكرا لك استاذي على مرورك الجميل وتعليقك الرائع ودمت بالف خير
[/frame]