طائفة الأزيديين / أو اليزيديين، هم من قدماء سكان شمال العراق وما جاورها في تركيا وسوريا وإيران وروسيا؛ يعيش أغلبهم قرب الموصل ومنطقة جبال سنجار في محافظة نينوى بالعراق؛ وتعيش مجموعات أصغر في تركيا، وسوريا، وألمانيا، وجورجيا، وأرمينيا. ويقول المؤرخ والشاعر الكردي شرف خان شمس الدين البدليسي (ت: 1011 هـ / 1603 م)، في كتابه «شرف نامه» ـ وألّفه بين عامي (1005 هـ ـ 1007 هـ / 1597 م ـ 1599 م) إنهم ينتشرون تحديداً في الموصل، ودهوك في إقليم كردستان العراق، وديار بكر ـ آمد بالكردية ـ في جنوب شرق الأناضول على ضفاف نهر دجلة، وفي حلب، وفي جزيرة ابن عمر ـ بوطان ـ وهي بلدة في محافظة شرناق جنوب شرق الأناضول شمال غرب نقطة الحدود الثلاثية التركية - السورية ـ العراقية، محاطة بدجلة من الشمال والشرق والجنوب.
ويقدر البعض عدد أفرادهم اليوم بقرابة ثمان مائة ألف نسمة، يعيش حوالي خمس وخمسين ألفاً في العراق.
وهم يتكلمون اللغة الكورمانجية (إحدى اللهجات الكردية) والعربية، خصوصاً أزيدية بعشيقة قرب الموصل وأزدية سوريا. فصلواتهم وأدعيتهم، وجميع طقوس ديانتهم، باللهجة الكورمانجية؛ علماً أن جميع سكان القرى اليزيدية يتكلمون الكردية باستثناء سكان بعشيقة وبحزاني حيث يتكلمون العربية لقربهما من الموصل؛ وحتى هؤلاء يعرفون اللغة الكردية، لكن ليس بشكل مطلق. فهناك أفخاذ عشائر عربية اعتنقت المذهب الأزيدي مثل قبيلة: الشهواني التغلبية، والهبابات الطائية، وقبيلة عمرا التي ينتهي نسبها إلى الخليفة عمر بن الخطاب.
أمَّا كتبهم الدينية القديمة فمكتوبة باللغة السريانية؛ كما كانت لهم لغةٌ قديمةٌ خاصة
بهم اندثرت مع مرور الزمن.
ويعود أصل تسميتهم باليزيدية إلى «يزدان»، و«أزدا»، و«أيزيد»، و«ئيزيدا»، و«ئيزي»، و«كودا»، وجميعها أسماء الله عندهم؛ والاسم الأكبر لله هو «خودا»؛ فالله سمَّى نفسه بألف اسم كما في كتبهم؛ وعليه فالنسبة إلى تلك الأسماء هو: «يزيدي»، و«أزدي»، و«أزداني»، و«أيزيدي»، و«ئيزيدي»، و«كودي» ـ أي «جودي» أو «كوتي»، بمعنى: أكراد ـ، وكلها تعني «الموحدين»، عباد الله، غير الملوثين، سالكي الطريق الصحيح، أصحاب الخط او الصراط المستقيم.
فالأزديون يؤمنون بوحدانية الله: أنه واحد ليس له شريك، خالق الملائكة والبشر والطبيعة؛ يعرف مكنونات البحار؛ ويتحكم في هذا الكون في كل لحظة.
ويرون أن شعبهم ودينهم قد وُجدا منذ وجود آدم وحواء على الأرض، قالت ذلك شيوخهم، وذكرته كتبهم المقدسة في «مصحف رش» وكتاب «الجلوة»؛ وسيأتي تفصيل ذلك في بحث معتقدات الأزيدية.
كما يقولون: إن «الكورمانجية» هي لغة أهل الجنة. بينما يرى بعض باحثيهم أن ديانتهم انبثقت عن الديانة السومرية والبابلية القديمة في بلاد ما بين النهرين. فأغلب العقائد والطقوس والأعياد والعادات اليزيدية مرتبطة ارتباطاً قوياً بالعقائد السومرية والبابلية القديمة والزرادشتية؛ وارتباطها بالسومريين أقوى، فعقيدة دوموزي (طاوس مَلَك) السومرية تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد؛ و(طاوس مَلَك) في البابلية هو الإله (تموز).
ويرى آخرون أن ديانتهم هي خليط من عدة ديانات قديمة مثل الميثرائية ـ نسبة إلى ميثرا (ت: 600 ق. م) وهو كائن علوي عُبد أيضاً في الديانة الزرادشتية والهندوسية ـ يتجسد في الشمس وينتشر في النهار؛ أو هي من الزرادشتية ـ نسبة إلى زرادشت الذي توفي في دولة ميديا شمال غرب إيران سنة 583 ق.م ـ؛ أو من المانوية ـ نسبة إلى ماني (ت: 266 م / 367 ق.هـ) ـ؛ أو من الطوائف التي تفرعت منها مثل المزدكية ـ نسبة إلى مزدك (ت: 531 م / 93 ق.هـ) ـ؛ أو الزروانية ـ نسبة إلى طائفة زاردشتية ظهرت بين سنتي (224 م ـ 642 م / 409 ق. هـ ـ 21 ق.هـ) ـ. وهناك من ربطهم بـ «الصابئة المندائيين». وهو قول غير صحيح، فـ «الصابئة المندائية» ديانة قديمة لها كتاب مقدس اسمه «الكنزا ربا» أي الكنز العظيم ويسمى أيضاً «مصحف آدم» ولهم كتب مقدسة أخرى، جميعها مكتوبة بالمندائية - الآرامية القديمة - غير لغة الأكراد الأزيدية. بينما يرى درويش حسو، وهو من المثقفين الأزديين البارزين: أن كتاب الأزديين ليس هو «مصحف رش» ولا كتاب «الجلوة»، إنما هو «أفستا» الزرادشتية؛ فالدين اليزيدي هو الدين «الأزهيدي الزرادشتي»، ولذلك ربط الكثير من الباحثين اسمهم بالزرادشتية. كما أخطأ أحمد تيمور (1348 هـ / 1930 م) في قوله: إن اليزيدية لم يكن لها وجود قبل حياة الشيخ عدي بن مسافر (ت: 557 هـ / 1162 م) الذي اشتهر بالزهد وأسس الطريقة العدوية. ورأيه غير صواب، لأن اليزيدية موجودة منذ أزمان طويلة، منذ خلق آدم، قبل مجيء الشيخ عدي.
ويطلق اليزيديون على أنفسهم لقب "داسين"، وهي كلمة مأخوذة من اسم أبرشية تتبع الكنيسة المسيحية الشرقية القديمة (الكنيسية السريانية)؛ مع ملاحظة أن هناك كتاب اسمه (أخبار الدسناوية) نقله الأب شموئيل جميل الكلداني (ت: 1335 هـ / 1917 م) من السريانية إلى الايطالية سنة (1318 هـ / 1900 م).
ويذكر ياقوت الحموي (ت: 626 هـ / 1229 م) في معجمه في وصف «داسن» إنه جبل عظيم في شمالي الموصل من جانب دجلة الشرقي فيه خلق كثير من طوائف الأكراد يقال لهم «الداسنية». وفي سنة (620 هـ / 1236 م) قامت إمارة «داسن» الكردية، مركزها مدينة دهوك في إقليم كردستان العراق. وهناك تسمية أخرى سماهم بها الأتراك استهجاناً لهم وهي «الصالجية» ـ بالجيم ـ، وتعني الكثير الشعر. وبعد ظهور الشيخ عدي بن مسافر (ت: 557 هـ / 1162 م) اشتهروا بـ«الصحبتية» و«العدوية» و«الهكارية».
ولا علاقة إطلاقاً من أن نسبة اليزيديين تعود إلى يزيد بن معاوية بن أبي سفيان (ت: 64 هـ / 680 م) ثاني خليفة أموي. بناء على قول ابن تيمية (ت: 728 هـ / 1328 م): إن غالية العدوية والأكراد ونحوهم من الضلال فضَّلوا يزيد وجعلوه نبياًّ (مجموع الفتاوى الكبرى 4 / 481)، وتابعه ابن طولون (محمد بن علي الدمشقي الصالحي، ت: 953 هـ / 1546 م) في مفاكهة الخلان في حوادث الزمان.
فهو خطأ بيّن لم ينتبه إليه كلاهما. فما من دليل في كتب الأكراد وآثارهم تشير إلى الاعتقاد بصلاح الأمويين وبالخليفة يزيد بن معاوية تحديداً؛ كما أن يزيد بن معاوية لم يؤسس حزباً أو مذهباً أو فلسفة، ولم يكن له أيُّ اهتمامٍ بقضايا الأديان والمذاهب والتصوف. ومن جانب آخر، فإننا لا نجد في الترانيم الدينية، ولا في المواعظ التي يغنيها القوَّالون وهم الذين يرتلون الأناشيد الدينية، ولا حتى في أناشيد العامة، ما يفيد تأليه يزيد. يضاف إلى ذلك خلو اسمه من جميع ما نقل عن كتـب اليزيدية المقدسة. فهو زعمٌ غيرُ صحيح، تعارضه الحقيقة وواقع الحال؛ بُني على أساس الاستنتاج من خلال التسميات، أو على ما ورد في حكايات الموروث الشعبي، فدرج عليه العامة من تداول قصص وأساطير ليس لها أساسٌ تأريخي، وهو أمرٌ وُجد في كثير من الطوائف والملل، ولا يصلح كسند تاريخي لدعم التسمية.
كما لا علاقة لليزيديين بيزيد بن أنيسة الخارجي الذي زعموا أنه كان على رأي الإباضية، وأنه قال إن الله سيبعث رسولاً من العجم، يُنزَّل عليه كتاب من السماء، ينسخ به كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم (الفرق بين الفرق 279).
فالإباضية تعد من إحدى الفرق الإسلامية، والأزيدية ليست كذلك. وليس كل من عارض الأمويين ينتمي إلى الخوارج، وليس الخارجون على علي والخارجون على الحكم الأموي شيئاً واحداً. مع العلم أن يزيد الإباضي المذكور هو غير يزيد بن أنيسة البصري (ت: 124 هـ / 741 م) الإمام الحافظ الثبت، عالم الجزيرة في زمانه (سير أعلام النبلاء 6 / 89). كما لا علاقة لليزيديين بغيرهما كما ورد في بعض الكتب التي يستند أغلبها إلى كتاب الملل والنحل لأبي الفتح محمد بن عبد الكريم الشهرستاني (ت: 548 هـ / 1153 م).
** ** **
معتقدات الأزيديين
للأزيدية كتابان مقدسان، هما: «مصحف رش»، و«كتاب الجلوة»؛ و«رش» تعني: المصحف الأسود. والثابت أنه كان في «لالش» بمرقد الشيخ عدي بن مسافر قديس الطائفة - وسيأتي الحديث عنه في القول في الشيخ عدي بن مسافر-، فتعرض للتلف والتمزيق والحرق؛ ففقدت أصوله الخطية وبقي منها الموروث الشعبي؛ لذلك اعتمد الأزيديون بشكل أساس على “علم الصدر”، ويعني أن شيخ الدين العالِم عليه حفظ الموروث الديني كله عن ظهر قلب، ثم يقوم بدور المرشد لأهل الطائفة. فأسرار الدين أسرارٌ ربانية، من اختصاص الشيوخ فقط. وكل من كان في هذه المرتبة يُسمَّى: «كال» أو «بير»، وتعني: الرجل المتعلم الكبير، الذي أعطاه الله هبة حفظ تعاليمه. وكان الذي يتفوق في ذلك بامتياز يُعطى لقب «كوجك»، وهي من أعلى درجات الكهانة عندهم. ثم أطلق لقب «كالا ماك» على كبير كل مجموعة من هذه الطبقات، وتعني: كبير الكهنة، وفي بعض الأحيان تختصر وتسمى: «كالو» أو «كاكو». ثم أطلق عليهم الرومان والإغريق اسم «ماكوس»، جمع «ماك» في لسانهم، ثم صيغت في لسان الأقوام السامية بـ «ماجوس» أو «مجوس». وعليه أصبحت طبقة «الماك» شبه مقدسة، لأن علاقتها مع المناسبات والرموز الدينية. ويقولون: إن الموروث الديني للأديان الكتابية إنما نزل على الرسل والأنبياء عن طريق الوحي بواسطة الملاك جبرائيل وليس على هيئة كتاب مطبوع ! والمحفوظ صدراً يتأثر به المتلقي أكثر من المقروء ! فخالفوا بذلك مَنْ أتى مِنْ بعدهم مَنِ المسلمين الذين اعتمدوا على التلقي، أي المشافهة، الذي يُطابق المكتوب.
** ** **
وكتاب «الجلوة» كتاب سماوي، يتضمن خطاب الله لعباده اليزيديين، وأصله عند طاوس مَلَك؛ ووُجد قبل كل الخلائق، كي يُعلم اليزيديين ويُفهمهم أسس الدين وقواعده. وقد أوحاه طاوس مَلَك إلى أتباعه مشافهة؛ فلا يجوز لغير اليزيدي أن يقرأه أو يراه؛ فتعاليم رجال الدين صارمة، توصي بسرية العقيدة، والاحتفاظ بها في الصدور، كما يوصون بعدم جواز التحدث عنها للأغراب من غير ديانتهم. وفي كتاب «الجلوة» كلام عن قدم الله، وعن صفاته: كالقدرة، والبقاء، والهيمنة على الخلائق، ومعرفة علم الغيب، وما جاء عن الله من وعد ووعيد؛ كما يتكلم عن تناسخ الأرواح reincarnation، فالروح خالدة أزلية لأنها من نور الله؛ لا تموت ولا تتلاشى، إنما تنتقل بين الأجيال المتعاقبة، من بدن إلى بدن آخر، بإرادة إلهية عظيمة، محلقة فوق سماء وادي «لالش».
ووادي «لالش»، يبعد (40 كم) شرق دهوك شمال الموصل، وهو المكان المقدس عندهم، يعتقدون أنه مكان الطوفان، وأن الأرواح الخيرة تبقى مجتمعة فوق سمائه. ويقولون إن جبريل الملاك نزل إلى الأرض قبل خلق البشر فيه، فصار قبلتهم، والبوابة الأولى إلى السماء. و«لالش»: بالكردية تعني لزوم الصمت، فهو وادي الصمت، وفي لغة الأفستا: تعني: الحقيقة، أو القوة، أو القانون الإلهي، أو المصباح المضيء.
ويقول كتاب «الجلوة»: إن الكتب المقدسة التي بأيدي أصحاب الديانات الأخرى بدَّل أهلها فيها وزاغوا عنها، فما وافق سنن اليزيدية فهو المقبول، وما غايرها فهو من تبديلهم. وفيه كلامٌ عن حيوانات البر، وطيور السماء، وسمك البحار، أن جميعها تحت ضبط الله. وأن جميع الخزائن والدفائن التي تحت الأرض هي عنده، يورثها لمن يشاء من عباده، وينقلها من واحد إلى واحد ممن يريده.
وفيه الحثُّ على إكرام شخص الله، وتقديس صورته، والمحافظة على سننه وشرائعه.
** ** **
أمَّا «مصحف رش» فهو كتاب تاريخي، يتكلم عن بعض حوادث القوم، وعن عدد من ملوك العراق مثل: نبوخذ نصر (ت: 1103 ق. م)، وآحاب بن عمري (ت: 862 ق.م) سابع ملوك مملكة إسرائيل، وخشایارشا / أحشويروش الأول (ت: 465 ق.م)، وشابور (ت: 270 م / 362 ق. هـ)، وغيرهم.
ويتكلم عن شئ من عاداتهم وتقاليدهم؛ وعن خلق السماوات والأرض، والبحار، والأشجار، والجبال، والملائكة، والعرش، وآدم وحواء؛ وعن إرسال الشيخ عدي بن مسافر من أرض الشام إلى «لالش» في شمال الموصل - وسيأتي الحديث عن الشيخ عدي في القول في الشيخ عدي بن مسافر كما أشرنا إلى ذلك قبل قليل -.
كما يتكلم عن نزول طاوس مَلَك إلى الأرض لتثبيت وترسيخ ملك اليزيدية، ومقاومته للملل المعادية لهم؛ فكل اليهود والنصارى والإسلام وغير ذلك من الطوائف، حتى العجم أيضاً، قاوموا ديانتهم، فما استطاعوا ذلك، لأن الإله يقوّيهم عليهم، ويُعلّمهم علم الأول والآخر. ويتكلم عن أصل البشر، أن جميعهم ينتسبون إلى آدم وحواء لولادتهم من آدم، إلاَّ اليزيديون فينفردون بنسبتهم إلى يافث بن نوح الأزيدي الذي تزوج من أزيدية دون إخوته، وإلى شيث: فبعد أن قتل قابيل أخاه هابيل، من أجل الزواج بأخته المفردة، لم يحتمل شيث ذلك، واعتكف في الجبال وتعبد الخالق هناك، ثم تمنى الموت والعودة إلى الجنة التي هبط منها والده كي لا يرتكب الخطيئة هو الآخر؛ لذلك أحبه ئيزيدا ـ وهو الله ـ فأرسل له ليلون / ليلى الحورية من الجنة ليتزوجها؛ فخلَّفا «شيد» ـ ويعني عبد الله ـ وكانوا جميعاً عباد الله. وقد تزوج أولاد وأحفاد «شيد» من بعضهم فقط، وتكاثر اليزيديون بعدها، واعتزلوا للعبادة في الجبال والمغارات والكهوف. وبما أنهم كانوا عباد الله الوحيدين في تلك الحقبة من الزمن، حرَّموا على أنفسهم الزواج من غير عباد الله.
ولهذا كان زواج الأزيدي من غير طائفته خطيئة وإثماً لا يُغتفر؛ حفاظاً على نقاء النسل، وتطبيقاً للنظام الطبقي الديني (الحد والسد)، أي الحفاظ على رابطة الدم الذي ثبت عليه الدين الأزيدي منذ نشأته.
وكلمة «عباد الله» ذُكرت في الكتاب المقدس باسم «أولاد الله» في سفر التكوين (الأصحاح 6، العدد الثاني) في وصف المؤمنين بالله بأنهم «أبناء الله»، كذلك ذُكرت في المزمور 29 في العدد الأول، وفي الرسالة إلى أهل غلاطية الأصحاح 3، ويقول الرسول بولس في رسالته إلى أهل رومية: لأنَّ كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله (الأصحاح 8).
** ** **
فالبشر، قبل ظهور الأديان الكتابية، قسمان: عباد الله، وغير عباد الله.
فأتباع نوح هم عباد الله (الموحدون)، وليس النوحيون؛ وأتباع إبراهيم عباد الله وليس الإبراهيميون؛ وكذلك أتباع داود، وأتباع يونس، وإسماعيل، وإسحاق، وسليمان، ومئات الأنبياء غيرهم.
ولهذا السبب يحترم الأزيديون كل الأنبياء والمرسلين والصالحين دون استثناء، كونهم عرفوا الله فطرياً. لكن بعد ظهور الديانات الكتابية، تغير اسم «عباد الله» إلى أسماء الأنبياء والرسل والأشخاص. وبما أن الأزيدية ديانة روحانية، فقد عرف أتباعها الله فطرياً دون رسول أو نبي أو قديس مبشر؛ عرفوه من الله مباشرة، فعبدوه منذ بدء الخلق. وبالتالي، فلا وجود للأنبياء أو الرسل عند الأزيديين كبقية الأديان، فـ (طاوس مَلَك) هو رسول الله إلى الملة الأزيدية بمساعدة الملائكة الأخرى، يتجلى بقديسيهم. ولأن ديانتهم غير تبشيرية، لا تقبل الانتماء إليها من الخارج، فالأزدي يولد من أبوين أيزيديين.
** ** **
ويقول «مصحف رش»: إن الله عندما قرر أن يخلق آدم، ليتفرع منه اثنان وسبعون مِلَة، جميعهم دعا إلى العدل، وجميعهم اعتقد أن اعتقاد ملَّته هو الصحيح؛ شاء أن يخلق صفوة هذه الصفوة من البشر لتكون أنموذجاً مثالياً، تابعاً له ولملائكته مباشرة، لا وسيط بينهم وبينه سوى خوداناتهم أي أسرار ملائكته الذين تجسدوا في روح أوليائه الأزيديين الصالحين؛ وهذا ما يفسر عدم وجود أنبياء في الإيزيدية. كما يتحدث «مصحف رش» عن طوفانٍ غير طوفان نوح، أتى عليهم سبعة آلاف سنة، فكان ينزل في كل ألف من هذه السنين إله من السماء يُشرع لهم الشرائع ويجدد لهم السنن. كما يتحدث عن مراتب الآلهة، الذين هم بمرتبة الإله الأعظم الواحد القهار الفعال لما يريد؛ وأن طاوس مَلَك هو رئيس الآلهة الذين نزلوا إلى الأرض، وشرعوا الشرائع، في السبعة آلاف سنة.
وفيه أيضاً: إن الله، في البدء، وقبل خلق السماء والأرض كان "فوق البحار"؛ فخلق درة البيضة من سره العزيز، وخلق طيراً سمَّاه النَّغِر ـ وفي كتبهم أن اسمه «أنغر» وهو تصحيف ـ، جعل الدرة فوق ظهره، فسكن الطير عليها أربعين ألف سنة. ثم رمى الله اللؤلؤة في البحر فانكسرت، فتشظت منها الأرض والسماء والنجوم. وفي يوم الأحد خلق الله مَلَكاً من نور ذاته، قبل خلْق كل الكائنات؛ سمَّاه عزازيل / (طاوس مَلَك)، وهو إبليس؛ زوَّده بالقدرة الإلهية الكلية، وأناط به في يوم الأربعاء مهمة إكمال بناء الكون، وإدارة شؤون الدنيا؛ لتجسُّدِ قوةِ وحكمةِ الإله فيه، ولقدرته على معرفة رغباتِ الله وإرادتِه وتنفيذِها. ثم خلق الله بعده ستة آلهة؛ وكافأ طاوس مَلَك بأن جعله رئيساً لمجمعهم؛ فصاروا سبعةً كباراً، هم أسرار الخالق، على هيئة الألوان السبعة لقوس قزح؛ وأسماؤهم بالترتيب: عزازئيل / طاوس مَلَك، رئيس الجميع، خلقه كما سبق يوم الأحد؛ ودردائيل (شيخ حسن) خلقه يوم الإثنين؛ وإسرافيل (شيخ شمس الدين) خلقه يوم الثلاثاء؛ وميكائيل (شيخ أبو بكر) خلقه يوم الأربعاء؛ وجبرائيل (سجادين) خلقه يوم الخميس؛ ونورائيل (شيخ فخر الدين) خلقه يوم الجمعة؛ وشمنائيل (شيخ ناصر الدين) خلقه يوم السبت. فصار طاوس مَلَك وكيلاً على العالم والخلق، ووسيطاً بين الله وبين عباده، مُكَلَّفاً بإدارة شؤون الكون؛ وأزلياً في مملكة الله، متحداً مع ذات الله الواحدة ونوره؛ ومتصفاً باللاتناهي والمطلق والكلية والشمولية؛ فكان حاضراً في كل الجهات؛ يرسل خدامه وأعوانه لجميع النواحي للتفريق بين الضلالة والهداية، والكفر والإيمان؛ فهو المهدي إلى عبادة الله؛ والرسول المباشر؛ والصلة المباشرة مع الله، ونائبه في الألوهية؛ لكنه يبقى مخلوقاً يعمل بأمر من الله وقدرته: يتصل بالأزيديين ويوجه أعمالهم وتصرفاتهم، ويهديهم إلى الطريق الصحيح؛ لذلك، فهو لا يمثل الشر؛ بل يمثل الخير المطلق، لأنه من ذات الله. وكان طبيعياً أن يتمسك بوصية الله وألاَّ يسجد إلاَّ له. فبعد أن خلق الله الآلهة الملائكة الستة الآخرين، وسلَّم أمرهم إلى طاوس مَلَك، أمره الله أن يهبط إلى الأرض ويجلب منها حفنة من التراب ففعل ذلك. ثم صنع الملائكة منه هيكلاً؛ فنفخ الله فيه الروح وسمَّاه آدم، فسجدت الملائكة كلهم لآدم ماعدا طاوس مَلَك. فسأله الله حينها عن سبب عدم سجوده لآدم، فأجابه: كيف أسجد لغيرك وأنت الذي أوصيتني ألاَّ أركع إلاَّ لجلالتك؛ ثم كيف أسجد لآدم الذي هو من تراب وأنا مخلوق من نورك؟ فـ (طاوس مَلَك) من نور الله وليس من مارج من نار كما في الكتب السماوية؛ ونور الله يختلف عن النار المادية، كما أن عدم سجوده لآدم اعتُبر عندهم أنه الموحد الأول الذي لم ينس وصية الرب بعدم السجود لغيره في حين نسيها الملائكة فسجدوا؛ وأن أمر السجود لآدم إنما كان مجرد اختبار من الله، وقد نجح إبليس في هذا الاختبار. لكن بسبب عدم سجوده لآدم نزل عليه غضب الله. وقد بكى لذلك طيلة سبعة آلاف عام، فأخمدتْ دموعُه في آخر المطاف نارَ جهنم؛ وما أعاده إلى مكانته إلاَّ توبته وندمه.
وفيه أيضاً: إنَّ باستطاعة إبليس التمثُّل في كائن بشري؛ وهو يموت في مرحلة الشباب قبل أن يفقد قوته الفتية، ليستطيع معاودة الحياة في دورة حياتية أخرى؛ لذلك فهو يتجلى باستمرار في أحدٍ من بني البشر بين حين وآخر.
ونظراً لقدسية الاسم فعباده لا يجرؤون على النطق به كي لا يقعوا في الخطيئة بحقه دون قصد. وقد لُقب بـ (المَلَك) تعبيراً عن سلطته الزمنية على الأرض، لأنه إله ومَلَك في نفس الوقت؛ والاسم من الكردية ويعني: الابن الحي، أو الابن الخالد.
وقد تحدى الإلهُ المَلَكُ الموتَ بكافة أشكاله في الطبيعة وفي الحياة البشرية، عبر تضحياته وآلامه ومعاناته في العالم السفلي، وأثناء عودته من عالم الأموات. وعلى مدخل نبع «عين البيضاء» توجد لوحة كُتب عليها: أنا مَلَكُ الحي، سُمِّيتُ بسبعة أسماء ـ أي هو متجسد في سبعة ملائكة ـ، اسمي مكتوب على” الدر” ـ أي الدرة، وهي أصل الكون، ومضى الحديث عنها ـ: حي القيوم الذي لا يفنى، وليس له نهاية، لأنه من نور الله تعالى. ويؤكد علماء الدين الأزيدي أن اللوحة الأصلية كانت في معبد «لالش» النوراني فأخذها البريطانيون إلى المتحف الملكي.
** ** **
إن الفكرة الأساس التي تقوم عليها عقيدة الإله المَلَك تتجاوز الزمان والمكان، من ناحية الصراع القائم بين الحياة والموت، وبين قوى الخير وقوى الشر؛ وصورة هذا الصراع والمعاناة تحدث عنه سفر مصير الإله دوموزي الموجود في ثمانية وعشرين لوحاً مسمارياً، توزعت اليوم في عدد من متاحف العالم.
فالإله دوموزي / هو طاوس مَلَك: إلهٌ أرضي مخلصٌ للبشر؛ وحياته وموته وبعثه إنما كان لترسيخ الإيمان بإمكانية خلاص الإنسان من ربقة الموت. وما يحصل للإله دوموزي من موت وبعث وحياة سيحصل لكل عباده المؤمنين. ولذلك قال السيد المسيح: من آمن بي وإن مات فسيحيا (الكتاب المقدس، سفر يوحنا، الإصحاح 11، رقم 25). والإله دوموزي / طاوس مَلَك، اسمه كذلك في البابلية والعبرية، وهو «تموز» في اللاتينية ويلفظ «تيئوس» ويعني الله.
** ** **
والأزيدية تعتقد أن الله موجودٌ في كل شيءٍ، وهو الأساس، والمخلوقات أجزاءٌ من الروح العليا، والجزء تابعٌ للكل؛ لذلك فإن تقديسهم للظواهر الكونية كالشمس والنور والقمر مبنيٌّ على فكرة كون هذه الظواهر جزءاً من الذات الإلهية، وتجسيداً لقدرته الخارقة؛ والاعتقاد بأن لكل مظهر من مظاهرها «خُداناً» أي صاحباً، فللشمس «خدان» وهو القمر، وللمطر الهواء، وللولادة الموت، وهكذا كل المظاهر الأخرى.
كما أن الأزيديين لا يعتقدون بوجود الأرواح الشريرة والعفاريت والشياطين والأبالسة والجن، لأن الإقرار بوجود قوى أخرى تسيّر الإنسان يُعدُّ تبريراً لما يقوم به البشر من أفعال. ولذلك، فالإنسان عندهم هو المسؤول الأوحد عما يفعله، وليس الجن أو الأرواح الشريرة. فالخير والشر مصدرهما واحد، يتحكم بهما الله عز وجل، ولكنه خلق في ذات كل إنسان قوتين: قوة الخير «العقل» وقوة الشر «النفس»، وهو يحاسبنا على ما ارتكبنا من أخطاء وآثام. وعليه فالصراع بين الخير والشر هو في الأساس صراعٌ بين النفس والعقل، فإذا انتصر العقل على النفس نال الإنسان خيراً.
** ** **
كما يتخذ الأزيدية “الطاووس” رمزاً لهم، وهو موجود في معظم مراقدهم؛ لأن طاوس مَلَك هو نور الخالق، وهو الملاك المتجسد في الملائكة السبعة المكلفين بإدارة شؤون الكون وتنظيمه؛ وتجسيده إنما هو شرحٌ لقصة الخليقة وعجائب الكون بشكل دقيق: فالطاووس عندما يفرد أجنحته، تمثل نصف أجنحته اثنا عشر شهراً: اثنتا ساعة ليل، واثنتا ساعة نهار، فيصبح العدد أربعاً وعشرين ساعة، أي يوماً وأحداً، وكل ذلك على شكل دائرة شبيهة بالساعة. والعيون الموجودة داخل كل جناح تعني أن الخالق سبحانه يرانا أينما كنا.
كما أن أجنحته من الداخل تمثل سبع ملائكة، هم الذين انبثقوا من طاوس مَلَك، فكانوا سبع (خودانات)، وسبع قارات، وسبعة بحار، على عدد طبقات الأرض السبعة، وعدد طبقات السماء السبعة، وعدد أيام الأسبوع السبعة، وألوان طيف قزح السبعة.
ويجعلون الطاووس يقف على كرة، وهي (الدرة) التي تشكَّل عنها الكون والمؤلفة من أربعة عناصر: الماء، والتراب، والهواء، والنار؛ وكان قالب (آدم) من نفس هذه العناصر المقدسة: الماء، والتراب، والهواء، والنار. لكن تصدرت النار قدسية العناصر الثلاثة الأخرى، لأنها سبب الدفء والنور والحماية. ولذلك كان مقدساً كل شيء له علاقة بالنار وبالنور: كالنار يوقدها الأزديون مساء كل ليلة أربعاء؛ وكالشمس التي اتخذونها قبلة لصلواتهم ولعبادة الخالق، يتوجهون إليها عند الشروق والظهيرة والغروب، وفي الليل قبيل النوم، حفاة الأقدام، رافعين أيديهم إلى السماء، واقفين في مكان نظيف بعد اغتسالهم بالماء، عدا صلاة الظهر إذ يتوجهون إلى «لالش». ولشدة قدسية النور عُدَّت هي الأم والأصل. لذلك فعندما يُتوفى الأيزيدي وينتقل إلى جوار ربه، يقوم المشايخ برفعه وتنزليه ثلاث مرات قبل دفنه بلحظات، وهم يرددون: يا الله، يا الخالق، يا النور.
ويجعلون الكرة تقف على صليب متساوي الأضلاع، رمزاً لأربعة جهات؛ ولفصول السنة الأربعة؛ وليوم الأربعاء، اليوم المقدس لدى البابليين والأزيديين؛ وهو يوم كوكب عطارد (رمز طاوس مَلَك)، حين أناط الرب له مهمة إكمال بناء الكون وإدارة شؤون الدنيا؛ وفيه ضخ الرب الدم في جسم " آدم"، فاكتمل اللحم عليه وجرى الدم في جسده.
والصليب عامود مربع من الحجر، يلتف حوله أفعتان مجدولتان. فالعامود المربع هو رمز التوحيد؛ والأفعى رمز الخلود والحكمة والدهاء، وتناقضات الحياة والموت، والخير والشّر في آن واحد.
يضاف إلى ذلك ما جاء في «مصحف رش» أنه عندما بدأت الأرض تهتز بعنف، أرسل الله طاوس مَلَك لوقف هذا الاهتزاز. فهبط في «لالش» متخذاً شكل طاووس عظيم ذو سبع ألوان أساسية وثانوية، فوهب هذه الألوان للأرض بنباتتها وحيواناتها مكسباً إياهم الجمال.
** ** **
والأزيدية يتزاوجون حسب طبقاتهم الدينية والاجتماعية؛ والطبقات الدينية عندهم ثلاث طبقات: «الشيخ» و«البير» و«المريد»، لا يجوز التزاوج بين هذه الطبقات أبداً. = فطبقة «الشيخ»، ومنهم «بابا شيخ»: هم المكلفون بالشؤون الدينية، ولذلك تعد الطبقة الأكثر تبجيلاً، لانحدار أعضائها من الشيوخ الستة الذين تجلت بهم الملائكة. أمَّا «بابا شيخ» فيكون من سلالة الشيخ فخر الدين بن عدي الذي قتله المغول بعد سنة (674 هـ / 1276 م)، فهو الأب الروحي والمرجع الديني لعموم الأيزيدية في العالم. = وطبقة «البير» وتعني بالكردية "العجوز": ينحدر أعضاؤها من «بير علاء» أحد أصحاب عدي بن مسافر.
= وطبقة «المريد»: يمثلون غالبية الأزيديين، وهم كل من لا ينتمي لأحدى الطبقتين السابقتين.
كما ينقسم الكهنة عندهم إلى ثلاثة أقسام:
«الفقير»: ومن شروطه أن لا يكون قصَّ لحيته أو شاربه منذ ولادته. و«القوَّال» والجمع «القوَّالون»: وهم قارؤوا التواشيح الدينية الأزيدية. يتناقلون حفظ التراث الديني بالوراثة، ويتواجدون بشكل رئيس في «بعشيقة» و«بحزاني». و«العرَّافون»: وهم العاملون في معبد «لالش»، يملكون قدرات روحية خاصة.
** ** **
وهم يختنون. ويعمِّدون المولود من نبع «عين البيضاء» في «لالش» بكرات صغيرة مصنوعة من ترابه يخلطونها بالحليب، ويرتدون طوقاً خاصَّاً يسمى طوق إيزي - وتعني الرب أو الإله -، ترافقهم فرقة تردد بركات الشيخ عدي ودعواته.
ودفن موتاهم يخالف طريقة دفن المسلمين، فرأس الميت يوجهونه باتجاه الشرق،
ورجليه إلى الغرب، وتكون القبور غير ظاهرة وغير مبالغ ببنائها. ولطقوس الدفن تراتيل خاصة وعزف ديني على آلات خاصة يؤديها رجال الدين القوَّالون في دار المتوفى أو في المقبرة الخاصة بالعائلة.
** ** **
والمحرمات عندهم هي: الكفر، والإلحاد، والإشراك بالله، والزنا، وشهادة الزور، وأكل لحم الخنزير، وشرب الخمر، والكذب، والغش، والرياء، والنميمة، والزواج من زوجة الأخ المتوفى.
** ** **
والصوم عندهم على قسمين، صوم العامة، وصوم الخاصة: فصوم العامة يسمونه (صوم إيزي)، وتعني: صيام الله، ويكون في أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس، في اليوم الأول من شهر كانون الأول الشرقي، يصومون عن كل ملذات الدنيا، من الصباح حتى المساء، ويتضرعون فيه إلى الباري أن يفرج عن الشمس، ويكون اليوم الرابع يوم عيد - وسيأتي ذلك في بحث أعيادهم بعد قليل -. ومن الممكن أن يصوم الأزيدي في السنة أكثر من مرة، متى ما شاء، وهو صيام خاص يرتبط برغبة الشخص. أمَّا صوم الخاصة: فهو ثمانون يوماً، يصومها رجال الدين. يصومون طوال مربعانية الصيف أربعين يوماً، وطوال مربعانية الشتاء أربعين يوماً، صوماً تاماً.
** ** **
وهم يحجون على الأقل مرة واحدة خلال حياتهم إلى «لالش»، ويستمر الحج سبعة أيام. أمَّا القاطنون في المنطقة فيقومون بحج سنوي خلال فصل الخريف من 23 أيلول وحتى الأول من تشرين الأول الشرقي. وقبل الحج يغتسلون بماء «الزمزم» التي تنبع من (بئر زمزم) بالقرب مرقد الشيخ عدي، يدخلون إليه من نفق ضيق على غير اتساع.
** ** **
ويوم الأربعاء يومٌ مقدس عندهم، لا يجوز الزواج فيه، فهو رمز طاوس مَلَك، ففيه تمَّ تسلم السلطة إليه ليدير شؤون الدنيا ـ ومضى بيان ذلك ـ، فيتم إشعال البخور والقناديل.
** ** **
وأعيادهم كثيرة، وهي:
● عيد رأس السنة الشرقية، ويُسمَّى يوم الخليقة، أو يوم الأربعاء الأحمر، وهو (سري صالي) أو (جارشما سري صالي) بالكردية. ويُعد من أهم أعيادهم المقدسة عندهم، لأنه تمَّ فيه تسلم السلطة إلى المَلَك طاوس ليدير شؤون الدنيا.
ويكون في أول أربعاء من شهر نيسان الشرقي. وسُمّي بالأربعاء الأحمر لأنه في مثل هذا اليوم ضخ الرب الدم في جسم " آدم"، فاكتمل اللحم عليه وجرى الدم في جسده، فتفتحت معه شقائق النعمان، التي يُطلق عليها اسم زهرة نيسان. وفيه تتم إضاءة ثلاثمائة وخمس وستين قنديلاً في معبد «لالش» بعدد أيام السنة، باستخدام زيت الزيتون النقي. فيستيقظون باكراً، ويرتدون أجمل ما عندهم من ملابس، ويزينون منازلهم بأزهار شقائق النعمان والأنوار. ولا بد لكل بيت أزيدي من ذبح خروف، يُطبخ قسمٌ منه ويُوزع قسمٌ آخر على الفقراء.
كما تقوم الشابات والشباب بتلوين اثني عشرة بيضة مسلوقة، تلوَّن كل ثلاث بيضات بلون فصل من فصول السنة، ثم توضع البيضات في طبق في مركز المنزل. فالبيضة رمز (الدرة) التي تشكَّل عنها الكون، ورمز كروية الأرض. وسلق البيض إشارة إلى تجمد الأرض. وقشرة البيضة بعد سلقها رمز إلى ذوبان طبقة الجليد عن وجه الأرض. أمَّا ألوان البيض فدلالة على بداية الحياة.
وفي صباح يوم الثلاثاء الذي يسبق العيد، يخرج الناس لزيارة قبور موتاهم، حاملين معهم جميع أنواع الفاكهة والحلويات لتوزيعها على الأطفال والفقراء. وتُمنع حراثة الأرض، لتقوم الطبيعة بدورها في تفتح البراعم والزهور. كما هم يتجنبون الزواج في هذا الشهر، لأن شهر نيسان هو "عروس السنة" التي لا تضاهيها العرائس. والله عندما بدأت الأرض تهتز بعنف، أرسل طاوس مَلَك لوقف هذا الاهتزاز. فهبط في «لالش» متخذاً شكل طاووس عظيم ذو سبع ألوان أساسية وثانوية، فوهب هذه الألوان للأرض بنباتتها وحيواناتها مكسباً إياهم الجمال، وكان ذلك في يوم الأربعاء. ويعتبر الإيزيديون عيدهم من أقدم الأعياد على الأرض، لأن العيد مرتبط بالحياة والخصوبة والخليقة. ومازال الآشوريون، والسريان، والكلدان يحتفلون به ويسمونه بخا بنيسان.
وتروي العامة في مدينة الموصل وما حولها عن ليلة رأس السنة أسطورة (ليلة الكفشة)، فتقول: إن الأزيدية ينتهكون فيها المحرمات، ويبيحون المجون، فيختلط الحرام والحلال في هذه الليلة؛ إذ يجتمع الرجال والنساء، ويشعلون الشموع، ويقومون ويرقصون ويختلطون، دون حياء، وفيهم أخوات الرجل وأمه وبناته وعماته وخالاته، فإذا انتهوا من الرقص أطفأوا الشموع واختلطوا، وقبض كل رجل منهم يد امرأة وواقعها وإن كانت من محارمه أو أجنبية. وهو زعم يتناقض مع الحقيقة؛ إذ ليس لهذا الطقس وجود على الإطلاق.
● وعيد الميلاد (عيد بلنده)، وهو عيد ميلاد عدي بن مسافر، ويكون في الخامس والعشرين من كانون الأول الشرقي. يوقدون النار في بيوتهم، ويضعون عليها التمر أو الزبيب، وتؤكل للتبرك بها، ثم يقوم كل يزيدي بالقفز من فوق النار ثلاث مرات.
● وعيد مربعانية الصيف: ومدته ثلاثة أيام تبتدأ من يوم الحادي عشر من تموز الشرقي وتنتهي في الرابع عشر منه، يذهب فيه رجال الدين إلى مرقد عدي بن مسافر، يسبقه صيامٌ لأربعين يوماً، غير واجبة على جميع اليزيديين باستثناء رجال الدين. فيتضرعون بالدعاء، ويقومون بإنشاد التراتيل والمراسيم الدينية.
● وعيد القربان: ويقع في أول يوم من أيام عيد الأضحى عند المسلمين. ويسمى أيضاً بعيد الحج. ويقولون: إن الله تعالى أمر إبراهيم الخليل في هذا اليوم أن يذبح ولده إسماعيل، ثم هيأ له كبشاً فداه به.
وفي هذا العيد يذهب رجال الدين إلى مرقد الشيخ عدي فيتضرعون بالدعاء، ويقومون بإنشاد التراتيل الدينية، ثم يصعدون إلى جبل «القباغ» المحيط بمرقد الشيخ عدي، وبعد عودتهم من الجبل، يستمرون في الدعاء وإنشاد التراتيل الدينية حتى الصباح.
● وعيد «جه ما» أي الجماعة، الواجب على كل يزيدي ويزيدية: وهو سلسلة احتفالات تستمر لمدة سبعة أيام، تبدأ في الثالث والعشرين من شهر أيلول الشرقي وتنتهي في الثلاثين منه. يجتمعون فيه، ويذبحون ثوراً قرباناً للإله، فيطبخ، ويحاول الجميع الحصول على قطعة من لحمه.
ومن طقوس هذا العيد: زيارة نصب تخت «بري شباك»، وكان الشيخ عدي بن مسافر يجلس عليه؛ وهو تخت مصنوع من معدن البرونز، يقف على عودين طويلين، على شكل حلقات، فوق سجادة عتيقة. فيُعلن عن نصب التخت، وتبدأ المزايدة على شرف النصب، ويبدأ معها القوَّالون بالعزف على الدف والشبابة؛ فالذي يدفع المبلغ الأعلى يقوم بنصبه ورصف حلقاته، ثم يحمله إلى حوض «الكولكي» في ساحة مقام الشيخ عدي، فيحاول الجميع لمسه وتقبيله. كما يزورون «سماط جلميره»، وكان الشيخ عدي يُدرّس فيه أربعين تلميذاً تعلَّموا على يديه أصول الدين، وكان فخرهم وكبيرهم من «عين سفني». لذلك يقوم أهل «عين سفني» بذبح ثور على شرفه اعتزازاً به، فيطبخونه ويقدمونه إلى الموجودين في السماط.
● وعيد ئيزيد: ويكون في أول يوم جمعة من شهر كانون الأول الشرقي. وهو نهاية صيام ثلاثة أيام. فتقام الأفراح، وتتبادل الزيارات لتقديم التهاني بهذه المناسبة.
● وعيد خضر إلياس (خدر الياس) وهو عيد معروف عند المسيحيين: يكون في أول يوم إثنين من شهر شباط الشرقي، وقد يصوم الأيزيديون الأيام الثلاثة التي تسبقه خصوصاً أولئك الذين يحملون اسم خدر أو الياس.
● وعيد العجوة: ويكون في اليوم السابع من شهر كانون الثاني الشرقي، بعد مرور اثني عشر يوماً على عيد ميلاد الشيخ عدي بن مسافر. وهو مرتبط بحادثة اختطاف الشيخ عدي وهو طفل من عند والدته الست آسيا، من قبل زوجة أبيه في اليوم الثاني لولادته، حين أخفته اثني عشر يوماً، فأحضر أبوه مسافر اثني عشر طفلاً وقال لوالدته: خذي طفلك. فوضعت الست آسيا عجوة واحدة وزيتوناً في عجين، وقسَّمته اثني عشر قسماً وزعتها على الأطفال، فوُجدت العجوة الواحدة عند الشيخ عدي، فاحتضنته أمه، وسُمّي ذلك اليوم بـ (عيد العجوة).
● وعيد مربعانية الشتاء: ويكون في العشرين من كانون الثاني الشرقي، بعد عيد العجوة بثلاثة عشر يوماً. وفي هذا اليوم أتمَّ أربعون رجلاً علوم أصول الدين اليزيدي على يد الشيخ عدي.
● وعيد المحيا ويسمى أيضاً بليلة القدر: ويكون في ليلة النصف من شعبان. يذهب فيه رجال الدين إلى «لالش» حيث مرقد الشيخ عدي، فيصلون فيه حتى الصباح. أمَّا عامة اليزيدية فيحيون هذه الليلة ساهرين في دورهم ولا ينامون حتى الصباح.
القول في الشيخ عدي بن مسافر
الشيخ عدي بن مسافر الأموي (ت: 557 هـ / 1162 م) يعتبره اليزيديون من قديسي طائفتهم، وتجلياً للملاك طاوس، فهو إلهٌ يعبدونه لأن الإله الكبير حل في روحه، ويقول عن نفسه: كنت حاضراً عندما كان آدم يعيش في الجنة، وكذلك عندما ألقى النمرود إبراهيم في النار، وكنت حاضراً عندما قال لي الله أنت الحاكم وأنت إله الأرض. وهو مجدد الديانة الأيزيدية، بتنظيميها، وإرساء قواعدها. كما يعتبرونه كردياً أيزيدياً، فيختلفون بذلك مع المؤرخين المسلمين الذين يعتبرونه مسلماً عربياً متصوفاً، ومع آخرين عدُّوه عربياً أموياً عاش حلم استعادة مجد الأمويين، وأنه وصل إلى جبال الهكارية، في كردستان العراق، لفراره من مطاردة العباسيين؛ فكل ذلك دون دليل علمي يُطمئن إليه، فمن يتابع الحركات والثورات التي حدثت خلال حكم الخلفاء العباسيين لن يجد أي مقاومة للأزيدين ضدهم، ولا قمعاً لديانتهم، كما لم تذكر كتب التاريخ أية ملاحقة للمعتقدين بالديانة الأزيدية، ولا للشيخ عدي في تلك الحقبة.
** ** ** والشيخ عدي توفي ودفن في «لالش» في منطقة «شيخان» شمال غرب مدينة الموصل، في الخلوة التي بناها بنفسه، فسكنها مريدوه بعد مماته، وأصبحت محجاً لأتباعه، فتقام عند مقامه احتفالات ليلية على ضوء الشموع، ويظهرون غطاء نعشه الأخضر، ويوزعون الهريسة الساخنة.
وقال مؤرخو أهل السنة: إن طريقة الشيخ عدي كانت مستقيمة وسليمة من الانحرافات، تهتدي بهدي منهج أهل السنة (وفيات الأعيان 3 / 254، الوصية الكبرى 37)؛ وأنه عندما مات خلفه في رئاسة الطائفة ابن أخيه أبو البركات صخر بن صخر بن مسافر (ت: 615 هـ / 1217 م)، وكان محباً لأهل الدين، شديد التواضع، حسن الأخلاق. وبعد موته خلفه ابنه عدي (عدي الثاني) وكان على شاكلة أبيه صخر وعم أبيه الشيخ عدي الأول، وأعدمه المماليك في حدود عام (618 هـ / 1220 م). فسارت العدوية على المنهج السليم طوال فترة تولّي هؤلاء الثلاثة مشيخة الطريقة، ولذلك وصفهم ابن تيمية (ت: 728 هـ / 1328 م) "بالمسلمين من أهل السنة" في رسالته إليهم (الوصية الكبرى 37). لكن بعد تولي الطريقة تاج العارفين الشيخ حسن ابن عدي الثاني، الذي أعدمه المماليك في سنة (644 هـ / 1246 م)، تحولت الطريقة إلى حزب سياسي معارض للحكم، إذ حاول الشيخ حسن بسط نفوذه على المنطقة، فقضى عليه صاحب الموصل بدر الدين لؤلؤ الأتابكي (ت: 658 هـ / 1259 م). فالشيخ حسن لمَّا رأى كثرة الأتباع حوله، وكانوا على الدوام رهن إشارته، ألقى هالة من القداسة حول نفسه، وانعزل عن أتباعه ست سنوات، زاعماً أنه سوف يأتي بشيء جديد للملّة، فكتب لهم كتاب (الجلوة لأصحاب الخلوة)، وكتاب (محك الإِيمان)، وكتاب (هداية الأصحاب)، محيطاً أفكاره بسياج من السريّة والكتمان، آمراً أتباعه بالابتعاد عن التعلّم والقراءة والكتابة، ليسهل انقيادهم له والتحكم في مصائرهم. فبدأت العدوية بذلك الانحراف شيئاً فشيئاً عن منهج أهل السنة. قال ابن تيمية (ت: 728 هـ / 1328 م): وفي زمن الشيخ حسن زادوا أشياء باطلة نظماً ونثراً (الوصية الكبرى 52)؛ وكان لابن عربي (ت: 638 هـ / 1240 م) وقتذاك الأثر الأكبر في تغيير أفكار الشيخ حسن وعقيدته أثناء تردده إلى الموصل حيث كان يقيم ابن عربي. فاليزيدية في البدء كانت طريقة صوفية، ثم تحولت إلى حركة سياسية، ثم صارت ديانة مستقلة عن الإسلام. ولعله بسبب هذا الغلو تم إحراق قبر عدي بن مسافر سنة (817 هـ / 1414 م)، مما زاد أتباعه تمسكاً وغلواً بقبر شيخهم، واتخذوه قبلة لهم، وقالوا: إن زيارة تربته في وادي «لالش» أفضل من الحج ومن زيارة القدس (الحوادث الجامعة لابن الفوطي 382، السلوك لمعرفة دول الملوك للمقريزي 4 / 249).
—————————
المصادر والمراجع
1 الكتاب المقدس (العهد القديم والعهد الجديد). ط، دار الكتاب المقدس. بيروت 1992 م.
2 أبناء الشمس (دراسة أنثروبولوجية للأزيديين في العراق): قاسم جبر. ط، دار دجلة للنشر والتوزيع. عمان 2018 م.
3 اخبار الدسناوية: الأب شموئيل جميل الكلداني. ط، إيطاليا. 1900 م.
4 الأديان والمذاهب بالعراق: رشيد الخيون. ط، دار الجمل للنشر والتوزيع والاعلان. بيروت 2001 م.
5 الأزداهيون اليزيدية: درويش حسو. ط، ألمانيا، بون. 1992 م.
6 اعتقاد أهل السنة والجماعة: الشيخ عدي بن مسافر الأموي الهكاري. تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، وزميله. ط، مكتبة الغرباء الأثرية. المدينة المنورة 1998 م.
7 أفستا الكتاب المقدس للديانة الزرادشتية، إعداد: خليل عبد الرحمن. ط، دار روافد للثقافة والفنون. دمشق 2008 م.
8 الأقليات في العراق، الذاكرة والهوية والتحديات: سعد سلوم. ط، مؤسسة مسارات للتنمية الثقافية والإعلامية. بغداد 2018 م.
9 الأيزيدية حقائق وخفايا وأساطير: زهير كاظم عبود. ط، المؤسسة العربية للدراسات والنشر. بيروت 2004 م.
10 تاريخ ريشة نزادى كرد: إحسان نوري. ط، انتشارات كتاب فروشي سيديان: مهاباد 1922 م.
11 تاريخ الموصل: القس سليمان صائغ. ط، المطبعة السلفية. القاهرة 1923 م.
12 تاريخ اليزيدية وأصل عقيدتهم: عباس العزاوي. ط، مكتبات العاصمة. بغداد 1935 م.
13 حملة العشرة آلاف، أو الحملة على فارس: زينفون، ترجمة: يعقوب أفرام منصور. ط، مكتبة بسام. الموصل 1985 م.
14 الحوادث الجامعة والتجارب النافعة في المائة السابعة: ابن الفوطي عبد الرزاق بن أحمد الصابوني. ط، المكتبة العربية. بغداد 1932 م.
15 خلاصة تاريخ الكرد وكردستان من أقدم العصور التاريخية حتى الآن: محمد أمين زكي. ط، مطبعة السعادة. القاهرة 1939 م.
16 دراسات في ميثولوجيا الديانة الإيزيدية: هوشنك بروكا. ط، دار الينابيع للنشر والتوزيع. دمشق 2009 م.
17 الديانة اليزيدية بين الإسلام والمانوية: محمد عبد الحميد الحمد. ط، دار الأوائل. دمشق 2002 م.
18 السلوك لمعرفة دول الملوك: تقي الدين أحمد بن علي المقريزي. تحقيق: محمد مصطفى زيادة. ط، لجنة التأليف والنشر. القاهرة 1934 م ـ 1942 م.
19 سير أعلام النبلاء: محمد بن أحمد الذهبي. تحقيق: شعيب الأرناؤوط، وآخرون. ط، مؤسسة الرسالة. بيروت 1981 م.
20 شرف نامه: شرف خان شمس الدين البدليسي. ترجمة: محمد علي عوني. ط، دار إحياء الكتب العربية. القاهرة 1948 م.
21 طاوس ملك رئيس الملائكة لدى الأيزيدية: زهير كاظم عبود. ط، المؤسسة العربية للدراسات والنشر والتوزيع. بيروت 2008 م.
22 طاوس ملك اليزيدية: الليدي درور. ترجمة: رزق الله بطرس، وآخرون. ط، دار الوراق للنشر. الأردن 2010.
23 عدي بن مسافر مجدد الديانة الأيزيدية: زهير كاظم عبود. ط، المؤسسة العربية للدراسات والنشر والتوزيع. بيروت 2004 م.
24 العراق قديماً وحديثاً: عبد الرزاق الحسني. ط، دار الرافدين للطباعة والنشر والتوزيع. لندن 2013 م.
25 فتوح البلدان: أحمد بن يحيى البلاذري. تحقيق: رضوان محمد رضوان. ط، مطبعة السعادة. القاهرة 1378 هـ / 1959 م.
26 الفرق بين الفرق: عبد القاهر بن طاهر البغدادي. تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد. ط، محمد علي صبيح وأولاده. القاهرة د.ت
27 القومية الإيزيدية جذورها مقوماتها معاناتها: أمين جيجو. ط، شركة الطيف للطباعة المحدودة. بغداد 2010 م.
28 الكامل في التاريخ: ابن الأثير علي بن محمد الشيباني. ط، دار صادر. بيروت
1415 هـ / 1965 م، (اعتماداً على طبعة ليدن التي نشرت في عام 1267 هـ ـ 1287 هـ / 1851م ـ 1871 م، بإشراف المستشرق: كارلوس يوهنس تورنبرغ).
29 كتاب الجلوة ومصحف رش: نشرة عيسى يوسف، المجلة الأمريكية للغات والآداب السامية 1909 م؛ وطبعة عباس العزاوي، بغداد 1935 م. وكانت الأكاديمية الملكية للعلوم بفيينا قد طبعت مصحف رش بمفرده سنة 1913 م.
30 كتاب الرؤساء: مار توما المرجي. ترجمة: الأب ألبير أبونا. ط، باريس 1901 م.
31 لغز طاوس ملك أو أصل الخير والشر في الإيزيدية: هوشنك بروكا. ط، دار تموز للطباعة والنشر. دمشق 2014 م.
32 لمحات عن اليزيدية: زهير كاظم عبود. ط، دار الرافد. لندن 2000 م.
33 مجموع الفتاوى الكبرى: ابن تيمية أحمد بن عبد الحليم الحراني. جمع: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي. ط، وزارة الأوقاف السعودية. الرياض 2004 م.
● مصحف رش = كتاب الجلوة
34 معجم البلدان: ياقوت الحموي. ط، دار صادر ودار بيروت. لبنان 1955 م.
35 معجم الفرق الإسلامية: شريف يحيى الأمين. ط، دار الأضواء. بيروت 1986 م.
36 المعجم الموسوعي: للديانات والعقائد والمذاهب والفرق والطوائف والنحل في
العالم منذ فجر التاريخ حتى العصر الحالي: سهيل زكار. ط، دار الكتاب العربي. بيروت 1997 م.
37 مفاكهة الخلان في حوادث الزمان. ابن طولون محمد بن علي الدمشقي
الصالحي. ط، المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر. القاهرة 1962 م.
38 مفصل جغرافية العراق: طه الهاشمي. ط، مطبعة دار السلام. بغداد 1930 م.
39 الملل والنحل: عبد الكريم بن أبي بكر الشهرستاني. تحقيق: محمد سيد كيلاني. ط، مكتبة مصطفى البابي الحلبي. القاهرة 1975 م.
40 موسوعة الفرق والجماعات والمذاهب والأحزاب والحركات الإسلامية: عبد المنعم الحفني. ط، مكتبة مدبولي. القاهرة 1999 م.
41 نحو معرفة الديانة الإيزيدية: خليل جندي. نشرة رابوون. السويد 1998 م.
42 الوصية الكبرى (رسالة ابن تيمية إلى أتباع عدي بن مسافر): ابن تيمية أحمد بن عبد الحليم الحراني. تحقيق: محمد عبد الله النمر، وزميله. ط، مكتبة الصديق. الطائف 1987 م.
43 وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان: ابن خلكان أحمد بن محمد الأربيلي. تحقيق: إحسان عباس. ط، دار صادر. بيروت 1968 م.
44 اليزيدية: صديق الدملوجي. ط، مطبعة الاتحاد. الموصل 1949 م.
45 اليزيدية بقايا دين قديم: جورج حبيب. ط، دار الرشيد. بغداد 1979 م.
46 اليزيدية قديماً وحديثاً: إسماعيل بك جول. تحقيق: قسطنطين زريق. ط، المطبعة الأمريكانية. بيروت 1934 م.
47 اليزيدية من خلال نصوصها المقدسة: آزاد سعيد سمو. ط، المكتب الإسلامي. بيروت 2001 م.
48 اليزيدية ومنشأ نحلتهم: أحمد تيمور. ط، المطبعة السلفية. القاهرة 1928 م.
49 اليزيدية واليزيديون: خلف الجراد. ط، دار الحوار للنشر. اللاذقية 1995 م.
50 اليزيديون في حاضرهم وماضيهم: عبد الرزاق الحسني. ط، مطبعة العرفان. صيدا 1968 م.
51 اليزيديون واقعهم وتاريخهم ومعتقداتهم: محمد التونجي. ط، المكتبة الثقافية. بيروت 1999 م.