الخاطرة الواحدة والعشرون // ليس دون الله غاية وإليه المنتهى
الخاطرة الواحدة والعشرون
ليس دون الله غاية وإليه المنتهى
قال ابن القيم رحمه الله في قوله تعالى:" وإن من شيء إلا عندنا خزائنه" هو قول متضمن لكنز من الكنوز,وهو أن كل شيء لا يطلب إلا ممن عنده خزائنه,ومفاتيح تلك الخزائن بيده,وإن طلب من غيره طلب ممن ليس عنده ولا يقدر عليه. وقوله تعالى:"وأن إلى ربك المنتهى"متضمن لكنز عظيم ,وهو أن كل مراد إن لم يرد لأجله ويتصل به فهو مراد مضمحل منقطع.فإنه ليس إليه المنتهى,وليس المنتهى إلا الذي انتهت إليه الأمور كلها,فانتهت إلى خلقه ومشيئته,وحكمته وعلمه,فهو غاية كل مطلوب,وكل محبوب لا يحب إلا لأجله,فمحبته عناء وعذاب,وكل عمل لا يراد لأجله فهو ضائع وباطل,وكل قلب لا يصل إليه فهو شقي محجوب عن سعادته وفلاحه,فاجتمع ما يراد كله في قوله تعالى:"وإن من شيء إلا عندنا خزائنه " واجتمع ما يراد كله في قوله تعالى:"وأن إلى ربك المنتهى",فليس وراءه سبحانه غاية تطلب,وليس دونه عزوجل غاية إليها المنتهى.
... تحت هذا سر عظيم من أسرار التوحيد,وهو أن القلب لايستقر ولا يطمئن أو يسكن إلا بالوصول إليه,وكل ما سواه مما يحب ويراد فمراد لغيره,وليس المراد المحبوب لذاته إلا واحد إليه المنتهى.
فاللهم اجعل غايتنا فيك ومنتهانا إليك وملاذنا بك يا أرحم الراحمين يارب اتلعالمين.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|