رد: النفق الرابع / هذا يكفي لعمر فوق عمري
خرجت من عربة أنطون تشيخوف لأدخل نفقك كان البطل يقول لرفيقته ناديا وهما ينزلقان من أعلى الجبل إلى أسفله على متن العربة الثلجية :'أحبك ناديا' و تصمت ناديا و كأنها تريد أن تتأكد إن كان الصوت ليس همس الرياح العاصفة.
ناديا لم تسأل و البطل لم يردد العبارة إلا كل يوم تزلج حين تنزلق العربة من الأعلى إلى الأسفل بقوة.
في رواية قصيرة لكاتبة أمريكية لم أعد أذكر إلا إسمها الشخصي ,سوزان, ذكرت أن النساء يجبن على إعتراف "أحبك" ب "وأنا أيضا أحبك" حتى و إن لم يكن الإحساس حقيقيا فعلا و كأن مبادلة إعتراف الحب بالقبول حتمية.
لكن ناديا كانت تخاف بشدة من التزلج و تركب العربة لتسمع "أحبك ناديا" ولا تجيب ، في يوم ما تجرأت وذهبت لوحدها لعلها كانت تريد التأكد إن كانت الريح ستهمس شيئا أم لا.
هل نحن بحاجة لإعترافات الحب حتى وإن كانت هاربة؟ حتى و إن كانت من من لن نقع في حبهم؟
البطل تساءل ,بعد زواج ناديا و أن صارت أما لثلاث أبناء, لما كان يردد تلك المزحة حين تنزلق العربة التي تحمله هو وناديا"أحبك ناديا".
هل هي الشفقة تجعلنا نقول أحبك ، أم التعود حتى بعد شيخوخة الحب، ماقالته هنية:ما معنى أن تقول لك تلك التي تحبها دون سابق إنذار " أنت لست أنت .. أعد لي وجودك الحقيقي فأنت شخص مختلف يشبه كل الرجال ولا يشبه نفسك" معناها أنّ هناك شيئا في داخلها قد تغير نحوي .. يبدو الأمر جارحا بشكل قد لا تقدره من قالت هذه الكلمات في ثورة غضب .. هل صرتُ مجرد إنسان عادي يكرر رتابة الأيام ؟؟..
لما تقدر هنية أن الكلام جارح قائلة الكلام تغيرت لأن الذي أمامها تغير أو هي تغيرت قبله لا يمكن لشخصين أن يعيشا نفس التجارب دوما ولا أن يكونا نسخة من بعضهما؛ التغيرات تختلف و الوجوه الجديدة تختلف لا مجال للملام و بعد رحيل الحب تبقى أطلاله و نسائم الذكرى.
سأخرج من النفق ،هنية و ناديا أيضا نفق ,الإعترافات و التساؤلات و حتى الصمت معالم النفق لاشيء بدون خلفية و خلف الأشياء يختبئ مجهول يعرفه أصحاب الإعترافات و التساؤلات و الصمت فقط.
|