عيادة د. ناصر شافعي الاستشارية طبيب بشري/إستشاري طب أطفال ، يتفضل بالإجابة على أسئلة الأعضاء الطبية في مجال الطفل و الأسرة خاصة وفي مختلف مجالات الطب عامة
كاتب نور أدبي مشرق ومشرف سابق رئيس قسم العيادة الطبية في نور الأدب (انتقل إلى رحمة الله)
غرائز المولود و تطورها
غرائز المولود و تطورها
بقلم د. ناصر شافعي
منذ لحظة ولادة الطفل الأولى يمنح الله المولود بعض الغرائز التي يمكن بواسطتها أن يبحث عن الغذاء . لقد انتهت فترة الإكتمال و النمو داخل رحم الأم ووصول الغذاء كاملاً و جاهزاً إلى جسده عن طريق دم الأم بواسطة المشيمة . و الأن إنتقل إلى حياه جديدة .. حياة الجوع و البحث عن الطعام .. ولابد له أن يواجه متاعب الحياة الدنيا بعد شهور الراحة و الإستجمام التسعة .
منذ اللحظات الأولى لحياة المولود و خروجه إلى الحياة يبدأ في الشعور بالبرد و العطش و الجوع و الألم . تبدأ بعض الحواس الخمسة في العمل مبكراً.. فتبدأ حاسة الشم في العمل أولاً , و عن طريقها يبحث المولود الجديد عن ثدي الأم . و في خلال الأيام الأولى يستطيع أن يميز أمه عن طريق رائحتها و رائحة عرقها !. و حاسة السمع تعمل أيضاً مبكراً .. يصل إلى سمع الطفل أصوات من حوله بدرجات متفاوتة .. و قد يفزع الطفل إذا أغلق الباب بشدة ، أو إذا صدر صوتٌ مفاجئٌ بجانبه .. وينصح بنوم الطفل حديث الولادة في جو هادئ و على أنغام موسيقى هادئة , حالمة . و الأطفال الذين يتعرضوا في طفولتهم المبكرة للأصوات المزعجة و الموسيقى الصخبة , فإنهم يصبحون عصبيون .. ذوي مزاج حاد و أفعال وردود فعل عنيفة !
أما حاسة اللمس و إحساس الجلد سريعاً ما تتطور .. و يحس الطفل بحرارة جسم أمه .. و يشعر بالطمأنينة و الهدوء عند ملامسة أصابعها لأطرافه .. وضمه إلى حضنها.. و حاسة التذوق تزداد بالتدريج مع مرور الأيام .. وخلال أسابيع قليلة من حياة الطفل الرضيع يمكنه أن يميز المشروبات وأن يتذوقها .. فهذا يعجبني و هذا لا يعجبني !
وحاسة الرؤية و الإبصار تتطور بالتدريج ..و الطفل المولود لا يستطيع أن يميز ما يراه بأشكاله و ألوانه الحقيقية و لكنه يراه في صور و أشكال و ألوان مختلفة .. و عند بلوغه الشهر الثاني أو الثالث يمكن أن يميز الأشكال و الأشخاص من حوله بوضوح و أن يتفاعل معهم اجتماعيأً و أن يبادلهم الإبتسامات و الضحكات ونسمي ذلك ( التفاعل و التأقلم الإجتماعي ) .. لذلك ننصح الأم و الأب بالتحدث للطفل الرضيع والإبتسام له و اللعب معه حتى نسرع بتفاعله الإجتماعي و إستجابته لنا .
منذ الدقائق الأولى من عمر الطفل يمنحه الله غريزة البحث عن ثدي الأم .. فإذا وضع الطفل بجوار ثدي الأم , فهو يحرك فمه بحثاً عن حلمة ثديها في لهفة و شوق وكأنه يقول " أين الطعام ..أين الطعام ؟ " . و إذا لمسنا باصبعنا جانب فم الطفل فإنه يحركه تجاه الإصبع بحثاً عن الطعام .. و لا شك أن الطفل يبدأ في معرفة لذة الرضاعة و يتمتع بأحاسيس و مشاعر جميلة و عظيمة مع بداية عمره . فهو يعرف معنى الجوع و يتمتع بإحساس الشبع ..و يعرف معنى الإحتياج.. و يتمتع بإحساس الحب و العطف , و يعرف احساس البرودة و الألم و يتمتع بالدفء و الطمأنينة . واجب على كل أم أن لا تحرم طفلها من هذه الأحاسيس و المشاعر النبيلة .. و أن تمنح طفلها كل حنان و عطف ممكن .
متى يتم وضع الطفل حديث الولادة على ثدي الأم للرضاعة ؟
يفضل أن نترك الطفل بعض ساعات قليلة بعد ولادته مباشرة لكي يستريح من رحلته الشاقة في طريق خروجه للحياة .. كما نمنح الأم بضع ساعات لكي تستريح وتنام من عناء عملية الولادة الشاقة .. وبعد تلك الساعات يمكن وضع المولود على ثدي الأم .
و يبدأ الثدي في إفراز " اللبأ " أو " الكولوسترم " أو " السرسوب " أو " الصمغ " .. وهو سائل أصفر لزج , ليس له شكل أو لون أو قوام حليب الأم العادي . وقد تعتقد بعض الأمهات أن هذا السائل ليس له فائدة غذائية للطفل .. وأن الطفل لابد له وأن يرضع حليباً صناعياً , حيث أن هذا السائل لا يكفيه و لا يشبعه !
ونوضح للأمهات أن الرضاعة المبكرة للمولود من ثدي الأم تنبه الغدة النخامية في الأم لإفراز هرمون البرولاكتين , الذي يبدأ و يزيد من غزارة عملية الرضاعة . كما تنبه الرضاعة الطبيعية الغدة النخامية في الأم لإفراز هرمون أخر يسمى "هرمون الإوكسيتوسين " الذي يساعد الغدد والقنوات الحليبية في الإنقباض و إخراج الحليب من ثدي الأم . ونفس هذا الهرمون- الأخير - يسري في دم الأم ويصل إلى رحمها ويؤدي إلى إنقباضه وتخليصه من أي فضلات تكون عالقه في جداره الداخلي كنتيجة ثانوية وطبيعية لعملية الولادة .
أما " اللبأ " نفسه فله فوائد كثيرة . . فله مفعول ملين على الجهاز الهضمي للمولود .. فيساعده على التخلص من مادة " الميكونيم " التي تملأ جهازه الهضمي , لكي يبدأ الجهاز الهضمي في إستقبال الحليب من ثدي الأم ! .. و" اللبأ " يحتوي على نسبة عالية من البروتينات اللازمة لبناء جسم الطفل .. وبه أيضا كمية كبيرة من الأجسام المناعية التي تساعد على حماية الطفل من الإصابة بأمراض عديدة ومختلفة .
إنها قدرة إلاهية عظيمة .. و منظومة ربانية بديعة .. تصنعها يد الله لبقاء و نمو الإنسان .
المزيد عن فوائد الرضاعة الطبيعية في مقال قادم بإذن الله .
تحياتي .. د. ناصر شافعي
مقال للمؤلف نشر في كتاب حياة صغيري 1999-القاهرة
دائماً تسعى للإفادة والتثقيف القيم جزاك الله خيراً وجعله فى ميزان حسناتك
أستاذى وبعد
قرأت ما كتبته عن أهمية الرضاعة الطبيعية وخاصة بعد الولادة مباشرة بداية بلبن السرسوب الذى يحمل الكثير من الأجسام المناعية التى تحمى الوليد من الأمراض والتلوث الذى حوله وجسمه الرقيق لم يكن استعد بعد للمواجهه
ولكن يجب على الأم بعد الولادة مباشرة وخلال الأسبوع الأول :
1- نزع الملابس بالكامل عن الوليد فى مكان دافئ وتفحص أولا لون الجلد ومتابعة ذلك كل عدة ساعات حتى يمر الأسبوع الأول لربما يكون هناك صفرة الولادة
2- تفحص الفم وخاصة عند رفض الرضاعة ربما يكون هناك ألتصاق |أو سقوط بسقف الفم
3- تفحص الأعضاء التناسليه أذا كانت ظاهرة أم لا
4- تفحص الشرج ربما يكون مغلق
5-تفحص العظام ربما تكون احد العظام غير ظاهر أو مملوخ مثل عظمة الكتف أو الساق
6- سماع انتظام التنفس
وملاحظة أى شيئ مستغرب يمكن سؤال طبيب الأطفال عنه لحماية الطفل من أى تشوهات أو مشاكل قد تتفاقم فى المستقبل بسبب الأهمال
........
بعد الأسبوع يجب انتباه الأم للتطور الحسى العصبى والجسدى للطفل وحركة العيون وانتباه السمع واللمس
ومتابعة طبيب أطفال لعرض الطفل كل فترة عليه للإطمئنان على الطفل أنه يسير فى نمو صحى وعصبى سليم
...............
أستاذنا الفاضل أرجو تقبل مداخلتى التى أكتسبتها من ملاحظة أخوى التوءم عند ولادتهما وتفحص أمى لهما باستمرار وقرأت الكثير عن تربية الأطفال من مبدأالتطبيق عليهم فكانت تجربة رائعة بحق
لا يسعنى فى الآخر إلا ان أبدى تقديرى واحترامى لشخصكم الكريم الذى لايبخل بما وهيبه الله من العلم
كاتب نور أدبي مشرق ومشرف سابق رئيس قسم العيادة الطبية في نور الأدب (انتقل إلى رحمة الله)
رد: غرائز المولود و تطورها
الإبنة العزيزة امال حسين :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جميع ملاحظاتك و إضافاتك صحيحة و إيجابية .. أشكرك على إهتمامك بزيادة ثقافتك الصحية .
وإن شاء الله ستكوني أماً مثالية نفخر بها ..
هناك كتاب لي في مرحلة المراجعة النهائية قبل الطبع عن الصحة الإنجابية .. و به مقالات موجهة إلى أمهات المستقبل . سأحاول نشر بعض من هذه المقالات في المنتدى بإذن الله .
تحياتي و تقديري .
د. ناصر شافعي