فنجان القهوة .. قلم .. حروف .. مداد .. قلب .. فكرة
هي عناصر هذه الخاطرة المتداخلة شخوصها التي تمثل هذه العناصر التي ذكرتها ولم أذكر العنصرالرئيسي وهو
أنا .. لماذا لم أذكره ؟ لسبب بسيط وهو أنه يمثل كل تلك العناصر .. فهو ذاك الفنجان وهو ذاك القلم والمداد وهو القلب والفكرة الهائمة التي عيناها شعلتان من لهب تتقد ..
من يعيد النقط الهاربة من حروفي فأمنحه قلبي ؟ من يفك أسر قلمي ويدب الروح في مدادي وأبحر الشعر؟ من يخطب ود قصيدتي اللقيطة وأحرفي اليتيمة ويزين معصمها بإسوارة من ورد أو فل أو عبهر ؟ من يفتش معي في هذا الكون الرمادي عن مخبأ الشمس ومخدع القمر ؟ من يشرح لي تضاريس الوطن المبهمة والمفتتة خارج إطار الزمن ؟ من يعيد للقهوة مذاق العسل بعد أن أعطب المرار الجوف وأثقل اللسان وأدمى الكبد ؟؟
******************************************* أنا أعتبر هذا المقطع صلب الخاطرة والمحورالأساسي فيها ولب الموضوع.. هو البوح .
وأين نستمد الأمل و نتلمس الدفء إن لم يكن في البراءة .. والبراءة هنا متمثلة في آخر عنصرمن عناصر هذه الخاطرة ..
تدعوني ابنتي في عيدها ، تطلب إليّ أن أحمل لها باقة من الورود المتفتحة وسلسلة معلق فيها القمر!
ترجوني أن أرسم ابتسامة يافعة على محياي
وأمنحها بعض الدفء والقبل .
ورغم أن العين بصيرة واليد قصيرة فإن القلب يتسع لكل شيء و لكل واحد وهذا هو الأهم .. مهما بلغ الإحباط منا مبلغه ومهما تغلغلت الكآبة في أنفسنا يبقى القلب ملاذا و ملجأ .. إنه دائما هذا الأمل الذي مهما بلغت قسوة الحياة ،لابد وأن يمدنا ببصيصه الدافئ.
أخيرا ،أرجو أن تكون النقط الهاربة من حروفك قد عادت و أن قلمك قد فك أسره و أن الروح قد دبت في مدادك وأبحرالشعر ..
متعتي مستمرة مع خواطرك ميساء
رعاك الله و أدام إبداعك