نظر إلى عش الحمام , وقال : تلك الحمامة شرسة , وتأوه !!
 
قلت : لما تنعتُ الحمامة الوديعة , بالشراسة يا ثعلب ! ؟
 
قال : لأنها طارت قبل أن أتحرك !
 
قلت : حمامة ذكية , يا ثعلب ! إذ طارت قبل أن تتحرك !
 
قال : بل غبية , و شكاكة , تشك في جارها الثعلب !
 
قلت : وكيف عرفتها شكاكة يا ثعلب ؟ 
 
قال :عليلة وتتوهم أنني أنوي افتراسها , وأنا ما زلت لم أتحرك!
 
قلت : وما دليلك يا ثعلب ! ؟
 
قال : هاهي مخالبي مخفية وما زالت لم تظهر ؟
 
قلت : نعم مخفية لأنك ما زلت لم تتمكن !
 
قال : إن الحمام كثير فلما أخصها, وأنا ما زلت لم أتحرك !
 
قلت: لربما كدت لها , وكيدك لم يتقن !
قال: لا ! لا! لا! أنا ما أعرف الكيد , وأنا ما زلت لم أتمكن ! عفوا , عفوا , ما زلت لم أتحرك !
 
قلت : لقد قلتها ! طيب فما دليلك يا ثعلب ؟
 
قال : انظري حولي فكل الحمام يحبني .
 
قلت: وأي حمام يحب الثعلب ؟
 
قال: اذهبي واسألي عني في عش الحمام الأقرب !
 
قلت : سبحان ربي العظيم . أجاد ٌّ أنت يا ثعلب !! ؟ 
 
قال : أنا حليم , ومخالبي ما تكشف !
 
قلت : عجيب أمرك يا ثعلب ! وكيف تعيش والمخالب لم تكشف !! ؟
 
قال : آه !آه ! أعيش من أجل الدفاع عن عش الحمام الأقرب !
 
قلت : سبحان الله ! أهكذا أنت يا ثعلب ! ؟
 
 
قال : شتمتني الحمامة , وقالت عني :