[رشيد الميموني]

أسائل نفسي

إلى أخ لم تلده أمي .. الشاعر الأديب طلعت

هي رسالة ككل الرسائل .. بل لنقل إنها مختلفة عنها بعض الشيء ، لكونها تفرض نفسها بتلقائية .. كنت ولا زلت أسائل نفسي أي مهب ساق بي إلى شعاب الشعر ومتاهاته وأنا الذي لا أعد نفسي - في جل محاولاتي الشعرية- إلا متطفلا ؟ .. حقا .. إني أتذوق الشعر و أستمتع به مقروءا أو مغنى لكني أتهيب من ولوج عالم الكتابة لوعيي بما يتطلبه الشعر من كفاءة ورسوخ في النظم و الوزن و القافية . و أسائل نفسي كيف بدأت مغامرتي مع ترجمة بعض قصائدك؟ هذه المغامرة التي دخلتها برهبة وشعور بجلال الموقف جعلتني أتأمل القصائد وأستشف ما بين سطورها ، فأجدك دائما بتقاسيم وجهك تشجعني على المضي قدما في مغامرتي هذه .. و أسائل نفسي هل يأتي يوم أسترجع فيه ذكرياتي مزهوا بأن شاعرا فذا و أديبا لامعا كان له تواصل معي ؟ .. يناديني بالأخ الغالي و غالبا ما يختم رسالته بكلمة حب ؟
أرى دمشق على مرمى حجر رغم أني هنا في أقصى الوطن العربي .. لأنني أعيش قصائدك كأنني استمع إليك تلقيها فيردد نشيدك هذا البحر- بحر غزة - الذي طلبت منه أن ينام شهيدا .. اسمح لي أن اقتبس عناوين من قصائدك لأؤلف بعض الجمل:
سأنام طويلا بينما ترفرف فوقي الراية الحمراء .. وأكتب إليك ، أنت الفلسطيني أنت .. لأؤكد لك أن عذابي لا حدود له مثلك ، لكني أعلم علم اليقين أن الحياة لنا ..
هل يمن علي الدهر بأن ألقاك يوما في ساعة الغروب لأحضنك وأخبرك أن لقاءنا هو أجمل أجمل ما في الدنيا ؟
و إلى أن يتبدد الحلم .. أستسلم لانسياب القطار .. قطار العمر و أختم رسالتي هذه .. رسالة من بين رسائل في مهب العمر .

[طلعت سقيرق]

[align=justify]
أخي الأديب الغالي رشيد الميموني
تحية حب وتقدير والكثير من الإعجاب بهذا الدأب الذي يفتح الأبواب أمامك على وسعها كونك تشاغل الكلمة أكثر ما تشاغلها بروحك ونبضك وإحساسك وثقتك بأنها ستقوم بعد حين لترقص معك رقصة الفرح فاردة ضفائرها ربما على كتفيك مصرة على أن تعانقها كحبيب أحبته كما أحبها أمام كل الأعين لأنّ الكلمة حين تعشق لا تخبئ عشقها ولا تعترف أبدا بألواح من صفيح أن نخفيها عن الجميع ..
الحبيب رشيد
الكتابة حرقتنا وسرنا وغصتنا وضحكتنا .. الكتابة في كلّ أحوالها هي نحن في ملامحنا وحركاتنا وأنفاسنا ..وقد وجدتك مخلصا لهذه المعشوقة المظلومة الظالمة حتى العظم وإخلاصك باد فيما تكتب من نصوص تعطيها نفسك على السجية وهذا أهم ما في الكتابة أن نعطيها أنفسنا على السجية دون قيد أو شرط ، لأن القيد سيخلف صنعة مكروهة في كل كتابة أدبية ، ولأن الشرط سيحرم أي شجرة من إطلاق زهورها كما تشاء ..فاترك لخيل حروفك العنان ولا تقل لماذا قفز هذا الحصان هنا وخرج ذاك الحصان هناك ما دامت كل الخيول تسير وتركض في فضائك ..دعها لتبقى هذا النبت الطبيعي الجميل الذي سيجعلك تفرح به كما يفرح الآخرون ..
لي يا صديقي هنا ، كوني الأكبر منك سنا ليس إلا ، أن أنبهك إلى صعوبة اختيارنا للكتابة في زمن شائك صعب كثير الانحناءات .. ستقابل الكثير من الصعاب وستجد الكثير من الموانع والسدود خاصة حين تخلص للكتابة وذاتك ولا تنجر إلى مسالك التزلف والغرق في بلاط الحكام والسلاطين ، فهؤلاء يا صديقي من أكثر الناس قدرة على إعطائك ما تريد من مال وجاه لكنهم من أكثر الناس على مسح ملامحك ومسخها وجعلها مصنوعة لا طعم لها ولا فائدة منها ..كل سلطة يهمها أن يكون الكاتب في ركبها حتى يثبت الحاكم لنفسه أنه رجل استثنائي ، وما هو في الحقيقة إلا رجل استولى على الحكم أو تسلط عليه ويريد من الكتابة أن تدعم هذا التسلط والتحكم وكلاهما يحولان الكاتب إلى ممسحة للأحذية .. مع كل عظمة المتنبي تذكر كم كان موقفه كريها وهو يضطر لمدح الأخشيدي الذي لا يستحق المدح بأي شكل من الأشكال ..مثل هذه الزلات القاتلة لا تغتفر حتى لشاعر مثل المتنبي فلك أن تتصور إلى صور أدبائنا في هذا العصر حين يتحولون إلى حواة !!..
صديقي رشيد
طبعا من حسن حظي أن تترجم لي بعض قصائدي حتى تنتقل إلى لسان آخر هو اللسان الفرنسي .. هذا جهد أشكره لك من كل قلبي فما تقوم به ليس سهلا فأنت تنقلني إلى عالم آخر ..عالم زاخر بحياة أخرى ..
والمهم الأهم يا صديقي أن يجمعنا الحرف لنكون رفيقي درب في عالم الكتابة العالم الجميل حتى غاية الجمال والرائع حتى غاية الروعة ..لكن الصعب أيضا غاية الصعوبة ..
لك حبي
طلعت
24/8/2008


[/align]

[رشيد الميموني]

[align=justify]سمحت لنفسي بالتسلل إلى هنا لأقضي لحظات تأمل ..
مشاعر شتى تغمرني .. حزن .. فخر .. طمأنينة .. مودة .. حميمية .. اعتزاز ..
سأغادربعد أن أقضي تلك اللحظات في صمت هو أشبه بابتهال .. ولسوف أعود مرارا لأعانق كل حرف وكل كلمة هنا ..
رحمك الله صديقي و أخي الغالي وطيب الله ثراك و جعل الجنة مثواك .
لك حبي .[/align]

[Arouba Shankan]

[align=center][table1="width:95%;background-color:white;border:4px inset black;"][cell="filter:;"][align=center]
لا حول ولا قوة إلا بالله ،،قرأت الموضوع دون انتباه لتاريخه
فوجدت تعليق الأُستاذ طلعت رحمه الله ،،قفز قلبي قائلا هاهو
فصدمني تاريخ نشر الموضوع
رحمك الله أديبنا المسافر

هكذا نلتقي بكل ركن مع ذكرياتنا والأديب طلعت
أ.رشيد
أمد الله في عمركم
تحيتي[/align][/cell][/table1][/align]

[بوران شما]

حصل معي مثل ما حصل معكِ أختي الحبيبة عروبة ,
لا نملك إلا أن نقول إنا لله وإنا إليه راجعون ,
رحم الله أستاذنا الغالي طلعت , وجعل كل إنسانيته
وأخلاقه النبيلة في ميزان حسناته .
ولك أخي العزيز أستاذ رشيد طولة العمر , وأن يقدرك
ويقدرنا على أن نعود لقراءة كل أوراق الراحل الكبير .
محبتي وتقديري .

[رشيد الميموني]

[align=justify] كل الشكر و الامتنان لك أختي عروبة على هذه الأحاسيس الفياضة و المفعمة نبلا ووفاء ..
مودتي .[/align]

[رشيد الميموني]

[align=justify]شكرا لك أختي بوران على عواطفك النبيلة التي تزيدنا دفئا ومودة .
لك كل محبتي .[/align]

[عادل سلطاني]

كم جميل أيهذا الحبيب تقاسمكما محنة الكتابة الرسالية النبيلة السامية ، لم يمت الشاعر طلعت سقيرق لأن هناك في أقصى روح جسد وطننا الكبير رجل نبيل يسمى رشيد الميموني ذلك الذي لم يزل يحمل في قلبه هاجس ترجمة أخيه ، أتم الدور الرسالي النبيل فشاعر أمتنا الصديق لن يموت .

تحياتي مبدعنا الإنسان الرسالي الوفي رشيد الميموني

[رشيد الميموني]

[align=justify]أخي الحبيب عادل ..
مزيج من مشاعر الألم و السعادة و الاعتزاز تتنازعني وأنا أرى بصمتك هنا .
وذكريات تنهال مضوعة بأريج شاعرنا الكبير الراحل رحمه الله ..
لقد منحتني أكثر ما أستحقه أيها الغالي العزيز .
شكرا من كل قلبي ..
ثق في محبتي الخالصة .[/align]

[ميساء البشيتي]

الغريب يا رشيد أننا حين افتقدنا الأستاذ طلعت وجدناه قابع فينا
في حينها لم نلتفت لهذا ولم نقف عنده لكن اليوم أخذنا نفتش في أنفسنا
فوجدناه مقيم فينا ووجدنا أننا كنا معه وكثيراً ولكننا لم نلحظ هذا حينها
اليوم أخذ كل واحد فينا يبحث عن طلعت في داخله ويحدثه ويبثه اشتياقه وحنينه
هل الحياة تغدر ..؟
إنه القضاء والقدر ونعم بالله واللهم لا اعتراض
ولكن عزاؤنا الوحيد أنه مقيم فينا وبيننا وسيبقى ......