التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,832
عدد  مرات الظهور : 162,258,795

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > الله نور السموات والأرض > مرافئ الروح في رحاب الإيمان > الإعجاز.القرآني.والمناسبات.الدينية والمناظرات > الإعجاز القرآني بكافة فروعه
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 30 / 10 / 2011, 12 : 10 PM   رقم المشاركة : [1]
عدنان أبوشعر
باحث إسلامي، يكتب الأدب الاجتماعي والقومي

 الصورة الرمزية عدنان أبوشعر
 





عدنان أبوشعر is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

بحث الزمان والمكان في القرآن/ الباحث: عدنان أبوشعر

طالما سألتُ نفسي في كل مرة أقرأ فيها حديث المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم في وصف القرآن الكريم بعبارات غاية في الدقة والفصاحة والبيان والبلاغة بأنه ( لا تنقضي عجائبه، ولا يَخْلَقُ على كثرة الردّ)[1] فأقول: كيف لعجائبه أن لا تنقضي وكيف له أن لا يخلق على كثرة الردّ بأبي أنت وأمي يا رسول الله؟

وتكرّ الأيام، وأقف ذات مرة أمام عتبات سورة (الروم) فتُرتَج دوني أبوابها وأظل حبيس أسوارها. لقد وجدت نفسي أمام نص تاريخي (مفرّغ) من عنصري الزمان والمكان.. وتساءلت كيف يمكن للنص الإلهي إيراد معلومة تاريخية دون ذكر الزمان والمكان الذي وقعت فيه الواقعة؟

عمدت إلى ابن كثير والقرطبي أستشيرُهما، ثم عرّجت على (ويل ديورانت)[2] فوجدت بغيتي في تعيين حالة الزمان والمكان المرتبطة بهزيمة الروم، لكن ذلك لم يروِ تعطشي لإدراك حكمة الله في (تغييب )[3] الزمان والمكان في نص الآية/الآيات.
عدت من جديد إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وربطت بين ظاهرة (التغييب) المتعمّد لعنصريّ الزمان والمكان وبين فرادة القرآن في عدم انقضاء عجائبه واستمرار (حداثته).. فعثرت على الجواب، وصرخت كأرخميدس[4] : " وجدتها! وجدتها!".
إن أحد أسرار الإعجاز في القرآن الكريم طريقته الفريدة في تعامله مع المادة التاريخية؛ فهو ينزع الحدث من سياقه التاريخي مستبعداً بذلك عنصرين هامين في الرواية التاريخية:عنصر الزمان وعنصر المكان. والغاية من وراء ذلك – والله أعلم- إحداث تفاعل بنّاء داخل وجدان المؤمن الذي يقرأ النص بعيداً عن الظلال التي تتركها أبعاد الزمان والمكان في نفسه من ناحية، وتهميش أهميتهما في نص أُريدَ به أن يكونَ لكل زمان ومكان من ناحية أخرى؛ أي: أن لا يَخلَقَ على كثرة الردّ، و ينبض قلب المؤمن بالآيات كأنها تتنزل عليه وهذه من عجائب القرآن المتكررة (التي لا تنقضي).
ولعلّ هذا الاستبعاد – بحد ذاته- أحد مظاهر الإعجاز في آيات القرآن التي تجعله نصاً مغايراً لكل ما عهدته البشرية من أنماط كتابة وتدوين.

لقد غصّت الكتابات البشرية التي نقلت لنا الملاحم التاريخية كجلجاميش[5] والإلياذة[6]، بأسماء الأماكن والمواقع، وحددت التاريخ بشكل عام، لتنتقل إلى شكل احترافي في كتابة التاريخ مع أعمال المؤرّخ هيرودوت[7]، لكن كل هذه الأعمال كانت اختصاصية في موضوعها، وتتعامل وتتعاطى مع فئة بعينها من المجتمع، في حين أن القرآن نزل للعالمين؛ أي للناس بكافة شرائحهم وأفهامهم ومواقعهم، فكان لا بد له أن يراعي السويّات العقلية المتباينة، ويضع في حسبانه أنه لا يتعامل مع نص محدود بزمان أو مكان لأمة بعينها ولشخص بحد ذاته، بل جاء لينير درب البشرية ويربط الإنسان بالغاية الأساس لسر وجوده وهو عبادة الله، وذلك لا يتحقق بمجرد سرد تاريخي بارد.
ولعل الآيات التي تُستهل بها سورة الروم خير شاهد وأفضل دليل لإيضاح ما نذهب إليه:
{ ألـم*غُلِبَتِ الرُّومُ* فِي أَدْنَى الأَرْضِوَهُم مِّنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ* فِي بِضْعِ سِنِينَ..} [الروم:1-4].
لاشك أن البدء بالحروف المقطعة التي حار المفسرون في تأكيد دلالتها واختلفوا في تفسيرها[8]: (ألم)، خير ما يُستفتح به بيانٌ حربي، فكأنها جاءت هنا للفت الأنظار وشد الانتباه لتلقي أنباء بات الجميع بانتظارها. وفي خضم الجو المشحون بالترقب والاستعداد لسماع خبر السماء الحاسم تأتي مقدمة البيان الحربي من خلال آيات إيقاعُها سريع، ومقاطعها قصيرة، وبناء جملها استثنائي، لتنبه القارئ إلى استثنائية الحدث واستثنائية التعبير. فالنظم المألوف لدينا أن تأتي صياغة الخبر المراد نقله للسامع جملة واحدة:
{ألـم }: آية للتنبيه.
يليها آية الخبر:
{غُلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غَلَبهم سيغلبون في بضع سنين}.
لكننا نجد بأن النص القرآني أورد الخبر بجمل (آيات) ثلاث، وباتت كل جملة تضيء جانباً من الحدث وتبرز الأهمية التي يستقل بها، فتبدأ الجملة التي تلي آية التنبيه {ألم} بعنوان قصير يختصر الحدث الذي نزلَ خبرُ السماء لأجله: هزيمة أهل الكتاب أمام أهل الشرك، فتوجب التعبير عنه بجملة مستقلة:
{ هُزمت الروم }، [الروم:2].
ثم يأتي الرد القاطع الحاسم بشارةً لأهل الكتاب وإخوانهم من المسلمين الذين شاركوهم حزنهم بتحديد (الجهة) التي تمّت بها هزيمة الرومان:
{في أدنى الأرض..}، [الروم:3].
إلا أنه لا يلحق هذه الجهة بالآية السابقة بل يضمها للآية رقم 3:
{ في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون }، [الروم:3].
فكأنه يشير من طرف خفي أن مكان الهزيمة التي لحقت بالروم سيشهد واقعة أخرى تحول هزيمتهم نصراً ساحقاً.
ويتلهف السامعون، بعد سماعهم بشارة النصر وسكب الطمأنينة في قلوبهم، لمعرفة زمن وقوع هذا النصر المبين، فيشير إلى وقوعه ضمن فترة زمنية قريبة غير محددة:
{ في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد..}، [الروم:4].
بعد ذلك تصف الآيات اصطفافاً لا يحتمل التأويل، و(الهدف الرئيس) الذي تقرره هو إعطاء الشرعية لهذه النُصرة القلبية، وإمكان تكرارها على مدار الأيام، شريطة أن لا يطال هذا الاصطفاف مصلحة الأمة وثوابتها وانحصاره ضمن مربع المشاعر والعواطف (الاصطفاف القلبي)، وهو اصطفاف محمود إلى جانب إخوان الإيمان بالله (الجانب المسيحي البيزنطي) ضد صفوف الشرك والوثنية (الجانب الفارسي المزدكي).
ويؤكد الاصطفاف تصوير القرآن لحالة الفرحة التي ستغمر قلوب المؤمنين حين يتم النصر في بضع سنين:
{.. ويومئذ يفرح المؤمنون}، [الروم:4].
إنها الطريقة القرآنية المعجزة في سرد الأحداث التي تتجاوز ما عهده الناس وألفوه في المدونات التاريخية، فرغم عدم التنويه عن زمان ومكان وقوع الحدث لا يعتري الرواية أدنى تشويش أو غموض، بل ينتقل النص سابحاً عبر ما سيلي من الزمن، مؤدياً دوره كنص متحرر من إسار الزمان والمكان، مسدلاً الستار على (الهدف الآني) الذي أدى دوره حين نزول النص، ليكتسي روحاً متجددة عبر العصور والدهور، ويستمر تفاعله مع المؤمنين حتى يرث الأرض ومن عليها، فيصبح بمقدوره بعد (تحرره) الانتقال دون تكلف ليصبح نصاً (مؤسساً) لتبيان شكل العلاقات (المستقبلية)، فيرسي قواعد ثابتة تحدد شكل العلاقات الدولية بين المسلمين وأهل الكتاب في المستقبل (علاقة الإسلام والغرب) وفق الرؤية القرآنية، وهذا هو المبرر الوحيد لتحرير النص من آنيّة أبعاد الحدث (الزمان والمكان)إلى فضاء المستقبل حيث (لا زمان يحدِّد ولا مكان يقيِّد ).
ولعلنا نسوق مثالاً آخر يؤكد ما نذهب إليه من إعجاز القرآن في سرد الحدث التاريخي بتطبيق قاعدة تفريغ الحدث من عنصري الزمان والمكان بدراسة ما ورد ذكره من سيرة العبد الصالح/ النبي ذي القرنين في سورة الكهف.
إذا تتبعنا ما ورد بشأن ذي القرنين في النص القرآني نجد أن هنالك تعمداً واضحاً في عدم ذكر أسماء الأمكنة التي زارها أو توجه إليها الرجل الصالح، اللهم إلا ذكر (جهة) مساره:
{حتى إذا بلغ مغرب الشمس[اتجاه الغرب]}، [الكهف: 86].
{حتى إذا بلغ مطلع الشمس [اتجاه الشرق]}، [الكهف: 90].
كذلك الأمر بالنسبة لعنصر الزمان؛ فالنص يخلو من أية إشارة تحدد زمن وقوع الأحداث تاريخياً.
لقد كان (الهدف الآني) للآيات المتعلقة بذي القرنين تقديم البيّنة على صدق نبوّة المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم حسب ما أورده ابن كثير في تفسيره[9]، ومن المنطقي أن تتوقف مهمتها عند هذا الحد ويتحول النص إلى مجرد سرد تاريخي، شأنه شأن كل النصوص التي تسرد الوقائع التاريخية في العهد القديم. لكن وبفضل طريقة القرآن الفريدة في تحرير النص من إسار عنصري الزمان والمكان، تحول النص- بالنسبة للمؤمنين – من مجرد (نص تاريخي) يسرد أحداثاً تاريخية إلى (نص مؤسس) يتعامل مع وجدان المؤمن وعقله ومسيرته عبر التاريخ، وحين يقرأ المسلم تفاصيل المادة التاريخية المتعلقة بذي القرنين في القرآن يعيش أحداث سيرة الرجل الصالح كأنها وقائع تجري أمام ناظريه؛ فيصحب ذا القرنين في ترحاله ويراقب غروب الشمس وسنن الله بمعيته، ويشارك القوم في بناء السد، لتنتهي رحلة ذي القرنين وقد استقرّ في عقله وقلبه أن استخلاف الإنسان على الأرض (أي بناء الحضارة وفق المعيار الشرعي) يقوم على قاعدة معرفة سنن الله الفاعلة أي: (قوانين التمكين):
{ إنا مكنّا له في الأرض وأتيناه من كل شيء سبباً} [الكهف:84].
والأخذ بتلك الأسباب[10] ( أي العمل بما تقتضيه قوانين التمكين واتّباعها):
{ فأتبع سبباً}.
ولا بد لهذا أن يسير جنباً إلى جنب مع مسألة غاية في الأهمية: الامتثال لأوامر الله وتطبيق شرعه في الأرض:
{ قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَاباً نُّكْراً * وَأَمَّا مَنْ آمَنَوَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُ جَزَاءً الحُسْنَىوَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْراً*}؛[ الكهف:87-88]. وهذا هو - والله أعلم- ما يمكن أن يستفيد منه متدبرٌ لآيات الله فصلته الدهور والأيام عن أسباب النزول بسُدُف الزمان والمكان.
ثم ننتقل إلى رحلة ذي القرنين الثانية باتجاه الشرق، فلا تزيدنا إلا يقيناً بأن أحد المهام الرئيسة في حياة الإنسان المستخلَف على الأرض الإبداع وفعل الخير بالمطلق لأخيه الإنسان، فهاهو ذو القرنين يمر بأناس عراة تحت وطأة الشمس اللاهبة:
{ حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِوَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُمْ مِّن دُونِهَا سِتْراً}؛ [الكهف:90].
فتطلب منه تلك القبائل (التي لا يربطها معه دين، أو عقيدة، أو لغة، أو انتماء عرقي) أن يسدي لها معروفاً، ويصنع لها صنيعاً يحفظ أرواحها (غير المؤمنة) لتنعم بهدوء افتقدته، وسلام تاقت للعيش بأمنه وأمانه:
{ قَالُوا يَا ذَا القَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَوَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَاوَبَيْنَهُمْ سَداًّ ؟}؛[ الكهف:94].
فما كان من ذي القرنين - رغم عدم فهمه للغة القوم الذين يعيشون خارج إطار الحضارة، ورغم ما بدا له من مظاهر التخلف:{ لم نجعل لهم من دونها ستراً}، ورغم عدم مبادرتهم لاتّباع عقيدته أو الامتثال لشرعه، ورغم أن عرضهم كان مجرد أجر يجعل له لقاء المساعدة: { فهل نجعل لك خرجاً على أن تجعل بيننا وبينهم سداً}، فإننا نجد أن ذا القرنين قرر مساعدتهم والتزم بحمايتهم دون أدنى شروط أو قيود، وكأني بالتجار المسلمين الذين أبحرت مراكبهم التجارية صوب سومطرة [11] ينهجون نهجه ويتبعون طريقته المثلى في نشر الإسلام.
أما فيما يتعلق بالفترة الزمنية الذي عاش فيها ذو القرنين فإن قداسة القرآن لا تسمح لنا باستخدام العلوم الظنية لتحديدها، ولعل أكثر ما أساء – وما يسيء- إلى قداسته ككتاب منزّل استخدام بعض المفسرين لما (يتوهمون) بأنه أدلة قطعية الثبوت والدلالة في دعم ما يذهبون إليه في تفسيرهم ليُكتشف لاحقاً بموجب التحقيق العلمي زيف ما استندوا إليه.

وقد حضّ القرآن في أكثر من موقع على متابعة أحداث التاريخ والنظر فيها:
- { قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلُ}، [الروم:42].
- { قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُكَذِّبِينَ}، [الأنعام:11].
- { قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُجْرِمِينَ}، [النمل:69].
وهي دعوة للتحرّي والبحث العلمي وليس للاكتفاء بما قد (خمّنه) الأولون وفق أدواتهم ووسائلهم البدائية و مصادرهم المحدودة.
ولا بد أن يأتي الزمن الذي تفك فيه طلاسم ما ظل مستغلقاً من أسئلة حول كل المسائل التاريخية بفضل البحث العلمي والاكتشافات التي ييسرها التقدم التكنولوجي.
والله من وراء القصد.

الهوامش وثبت المراجع:
1- والحديث بنصّه رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: ( إن هذا القرآن مأدبة الله، فتعلموا من مأدبته ما استطعتم. إن هذا القرآن حبل الله، و هو النور المبين و الشفاء النافع عصمة من تمسك به، و نجاة من اتبعه، لا يعوج فيقوم، و لا يزيغ فيستعتب، و لا تنقضي عجائبه، و لا يخلق عن كثرة الرد، فإن الله يأجركم على تلاوته بكل حرف عشر حسنات أما إني لا أقول: ألم حرف و لكن أقول ألف حرف و لام حرف و ميم حرف. و لا ألفين أحدكم واضعا إحدى رجليه يدع أن يقرأ سورة البقرة، و إن أصفر البيوت من الخير البيت الصفر من كتاب الله) الطبَرَاني و الحاكم في المُستدَرك و البزّار.

2- ويليام جيمس ديورانت (1885 - 1981) فيلسوف ، مؤرخ و كاتب أمريكي من أشهر مؤلفاته كتاب قصة الحضارة والذي شاركته زوجته أريل ديورانت في تأليفه.


3- أرخميدس (Archimedes)، عالم طبيعة ورياضيات. ولد في عام 287 ق.م، في سيراقوسة، ويعتبر أحد أهم مفكّري العصر القديم، ونظرتنا إلى الفيزياء مستندة على النموذج الذي طوّر من قبل أرخميدس.
شك ملك (سيراكوس) في أن الصائغ الذي صنع له التاج قد غشه، حيث أدخل في التاج نحاس بدلاً من الذهب الخالص، وطلب من أرخميدس أن يبحث له في هذا الموضوع بدون إتلاف التاج. وعندما كان يغتسل في حمام عام، لاحظ أن منسوب الماء ارتفع عندما انغمس في الماء وأن للماء دفع على جسمه من أسفل إلى أعلى، فخرج عارياً في الشارع يجري ويصيح (أوريكا، أوريكا)؛ أي وجدتها وجدتها، لأنه تحقق من أن هذا الاكتشاف سيحل معضلة التاج. وقد تحقق أرخميدس من أن جسده أصبح أخف وزناً عندما نزل في الماء، وأن الانخفاض في وزنه يساوي وزن الماء المُزاح الذي أزاحه ، و تحقق أيضا من أن حجم الماء المزاح يساوي حجم الجسم المغمور. وعندئذ تيقن من إمكانية أن يعرف مكونات التاج دون أن يتلفه؛ وذلك بغمره في الماء، فحجم الماء المزاح بغمر التاج فيه لا بد أن يساوي نفس حجم الماء المزاح بغمر وزن ذهب خالص مساو ٍ لوزن التاج. "نقلاً عن ويكيبيديا".

4- "الأسطورة السومرية (جلجامش) تكونت مابين 2500-3000 قبل الميلاد، لدى شعوب مابين الرافدين القديمة، وتروي قصة (جلجامش) ملك مدينة (أوروك) الظالم المستبد المكون من ثلثين بشريين وثلث من الآلهة، والذي شكاه شعبه للآلهة بسبب ظلمه، فخلقت الآلهة منافس له هو (أنكيدو)، مما فجّر صراعاً عنيفاً بينهما انتهى إلى صداقة حميمة، وانطلق الاثنان في مغامرات أزعجت الآلهة، فحكمت بالموت على المخلوق المنافس أنكيدو، وبعد أن رأى جلجامش موت صديقه، بدأ يبحث عن سر الحياة والموت إلى أن وجد شجرة الخلود، وبعد حصوله على النبات يعود به إلى (أوروك)، لكن وخلال استراحة له تسرق أفعى النبات وتأكله، الأمر الذي يحزن جلجامش ويجعله يقرر القيام بأعمال خالدة لصالح المدينة ليصنع خلوده بأعماله". نقلاً عن:
http://www.jablah.com/modules/news/article.php?storyid=5181

5- " الإلياذة هي ملحمة شعرية تحكي قصة حرب طروادة وتعتبر مع (الأوديسا) أهم ملحمة شعرية إغريقية للشاعر الأعمى هوميروس المشكوك في وجوده أو أنه شخص واحد الذي كتب الملحمة وتاريخ الملحمة يعود إلى القرن التاسع أو الثامن قبل الميلاد. وهي عبارة عن نص شعري. ويقال أنه كتبها مع ملحمته (الأوديسا). وقد جمعت أشعارها عام 700 ق.م. بعدة مائة عام من وفاته. وتروي قصة حصار مدينة طروادة عام 1200 ق.م. وتدور أحداث (الإلياذة) و(الأوديسا) حول الآلهة البشر. وصورها في شكل ساخر وبيّن فيها أن البشر يتأثرون بالصلاة. ولهم إرادة حرة يصنعون من خلالها قراراتهم ويتحملون أخطاءهم. والملحمتان يكملان بعضهما". نقلاً عن ويكيبيديا.
6- كان (هيرودوت) أو (هيرودوتس) مؤرخا إغريقيا عاش في القرن الخامس قبل الميلاد (484 ق.م - حوالي 425 ق.م). اشتهر بالأوصاف التي كتبها لأماكن عدّة زارها وأناس قابلهم في رحلاته وكتبه العديدة عن السيطرة الفارسية على اليونان، عرف بـ(أبو التاريخ). هيرودوتس معروف بفضل كتابه (تاريخ هيرودوتس) الذي يصف فيه أحوال البلاد والأشخاص التي لاقاها في ترحاله حول حوض البحر الأبيض المتوسط، وموضوع كتابه الأساسي هو الحروب بين الإغريق والفُرس أو الميديين. " نقلاً عن ويكيبيديا".

7- يذكر الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في تفسيره جامع البيان عن تأويل آي القرآن - الشهير بتفسير الطبري :" القول في تأويل قوله تعالى { ألم} قال أبو جعفر: اختلفت تراجمة القرآن في تأويل قول الله تعالى ذكره: { ألم} فقال بعضهم: هو اسم من أسماء القران، قاله: [قتادة]، و [مجاهد] و[ابن جريج]، وقال بعضهم: هو فواتح يفتح الله بها القرآن ذكره [مجاهد]، وقال بعضهم: هو اسم للسورة ذكره:[عبد الرحمن بن زيد بن أسلم]، وقال بعضهم: هو اسم الله الأعظم، ذكره [السدي]، و [ابن عباس]. وقال بعضهم: هو قسم أقسم الله به وهي من أسمائه، ذكره [ ابن عباس]، وقال بعضهم: هو حروف مقطعة من أسماء وأفعال، كل حرف من ذلك لمعنى غير معنى الحرف الآخر (أنا الله أعلم)، ذكره:[ ابن عباس] وقال آخرون: بل ابتدئت بذلك أوائل السور ليفتح لاستماعه أسماع المشركين، إذ تواصوا بالإعراض عن القرآن، حتى إذا استمعوا له تلي عليهم المؤلف منه" [بتصرف، حيث جرى حذف الأسانيد].

8- يذكر ابن كثير في تفسيره : " يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم « ويسألونك » يا محمد « عن ذي القرنين » أي عن خبره وقد قدمنا أنه بعث كفار مكة إلى أهل الكتاب يسألون منهم ما يمتحنون به النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا سلوه عن رجل طواف في الأرض وعن فتية لا يدري ما صنعوا وعن الروح فنزلت سورة الكهف".

9- لابن القيم الجوزية (شمس الدين محمد بن أبي بكر المعروف بابن القيم الجوزية المتوفى سنة 751 هـ) مقال عظيم في الأخذ بالأسباب أورده في كتابه (مدارج السالكين) حيث يقول: " فخلعها [أي الأسباب] توحيد، وتعطيلها إلحاد وزندقة. فخلعها عدم اعتماد القلب عليها، ووثوقه وركونه إليها مع قيامه بها، وتعطيلها إلغاؤها عن الجوارح ": أي أن تخلع صفة التصرف والتمكن الذاتي عن الأسباب لأنها فاعلة بما وضعه الله فيها من قوانين تجعلها كذلك، وإن عطلتها- أي لم تعمل بها – فذلك هو الإلحاد والزندقة.
10- لم يدخل الإندونيسيون الدين الإسلامي بالفتح، بل إن كل الفضل يعزى للتجار المسلمين الذين دخلوا البلاد بتجارتهم ونزاهتهم وصدقهم ونظافتهم لا بسيوفهم، وأول منطقه إندونيسية وصلها الإسلام هي شواطئ أكبر جزرها: سومطرة. وأول المناطق التي وصل إليها الإسلام في العام 55 للهجرة (674 م) أي في عهد الخلفاء الراشدين, و أول مملكه إسلامية قامت في إندونيسيا وفي منطقة جنوب شرق آسيا كلها هي مملكة (بيرلاك) عام 840 للهجرة (226 م) في شمال سومطرة، و أول ملوكها هو السلطان علاء الدين سيد مولانا عبد العزيز شاه، وبعد مملكة (بيرلاك) قامت عام 602 للهجرة ( 1205م)مملكة (أتشيه) وكان أول ملوكها السلطان جيهان شاه.




نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
عدنان أبوشعر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 30 / 10 / 2011, 48 : 10 PM   رقم المشاركة : [2]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: بحث الزمان والمكان في القرآن/ الباحث: عدنان أبوشعر

[align=justify]رائع ما أدرجته ايها الأخ العزيز .. خطان متوازيان من الاستفادة .. فمن جهة تابعت حديثك عن هذا الإعجاز القرآني العظيم في ما يخص الزمان و المكان في كتاب الله الحكيم . ومن جهة اخرى استفدت من بعض المعلومات الواردة في المراجع التي اعتمدتها في بحثك هذا .
السرد التاريخي و الإعجاز القرآني يأخذاني بلبي ..
عدنان أبوشعر .. أنرت نور الأدب بقدومك .. فمرحبا بك .
وتقبل صداقتي من الآن .[/align]

رشيد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 31 / 10 / 2011, 32 : 12 AM   رقم المشاركة : [3]
عدنان أبوشعر
باحث إسلامي، يكتب الأدب الاجتماعي والقومي

 الصورة الرمزية عدنان أبوشعر
 





عدنان أبوشعر is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

رد: بحث الزمان والمكان في القرآن/ الباحث: عدنان أبوشعر

الأديب الأريب الأستاذ رشيد الميموني
أشكر لطف عباراتك، وتطول عنقي بصداقتك وأشرف بها.
دمت عزاً وعطاء للأمة
ودمت لأخيك
عدنان أبوشعر غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أبوشعر, الباحث:, الزمان, القرآن/, عجمان, والمكان


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
آدم والأسماء-2/ الباحث: عدنان أبوشعر عدنان أبوشعر الإعجاز.القرآني.والمناسبات.الدينية والمناظرات 5 13 / 02 / 2014 13 : 08 PM
آدم واللغة/ الباحث: عدنان أبوشعر عدنان أبوشعر الإعجاز.القرآني.والمناسبات.الدينية والمناظرات 7 02 / 02 / 2014 17 : 02 AM
موت وطن/ الباحث عدنان أبوشعر عدنان أبوشعر الخاطـرة 12 03 / 07 / 2012 19 : 02 PM
علمني الحب/ الباحث : عدنان أبوشعر عدنان أبوشعر الإعجاز القرآني بكافة فروعه 5 27 / 06 / 2012 24 : 11 PM
انقذوا الفصحى من الضياع/ الباحث: عدنان أبوشعر عدنان أبوشعر لصوص الأمّة لصوص الفكر ( السرقات الأدبية ) 10 05 / 11 / 2011 14 : 10 PM


الساعة الآن 42 : 06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|