رد: حفل تأبين شاعرنا الكبير الغالي الأستاذ طلعت سقيرق
إلى روح فقيدنا الأستاذ والأخ الأديب الفنان ذو المشاعر الرقيقة والاحساس المرهف طلعت سقيرق .. ستظل خالداً في قلوبنا ..
مهما سطرت من كلمات ..
يقف القلم أحياناً عاجزاً في التعبير عن الآهات
فالعقل والقلب مملوء بالدموع والزفرات
والجرح ينزف حزناً وألماً على فقيدنا الغالي طلعت الإنسان والفنان
فمصيبة الموت صعبة التصديق في كل الأحيان
لكن الموت حق والدار فانية
والصبر والسلوان سبيلنا للراحة والاطمئنان
رد: حفل تأبين شاعرنا الكبير الغالي الأستاذ طلعت سقيرق
ما أصعب فراق الأهل والأصدقاء ولكن هناك دائماً أمل في اللقاء
إلا فراق الموت الذي يغيب الأحباب .. لا اعتراض على حكم الله ومشيئته ( وكل من عليها فان )
كما تنطلق صفارات الإنذار معلنة عن غارة جوية ويحلق طائر الموت بأزيزه المرعب وصلني الخبر وبدأت كالمستجير من الرمضاء بالنار أتواصل مع فلان وفلانة لأتأكد مما سمعت ربما إشاعة !! ربما حقد وغيرة .. ربما أنا في حلم !!! ربما ... ربما .... ربما .... وللأسف كانت هي الحقيقة ...... إنه الموت المتربص بالإنسان في كل لحظة !! إنه الزائر المباغت الداخل دون استئذان !!! للموت غصة ولنا من بعد فراق الأحبة انتظار في محطات قد تطول وقد تقصر .. يختارنا واحد أثر آخر "لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون".
في فراق موت الأحباب نبكي ونذرف الدمع في وداعهم ونشيعهم لمثواهم الأخير ونحن لا نكاد نصدق أننا لن نراهم بعد اليوم.
الموت هو الذي غيَّب شاعرنا وأديبنا الحبيب طلعت سقيرق
لقد فقدنا قيثارة الأدب والشعر السامق والإنسان المناضل من أجل فلسطين
رغم أن الموت علينا حق لكن الأديب الحبيب طلعت سقيرق غيبه الموت قبل ان يرى ما كان يحلم به تحرير فلسطين التي كانت مصدر إلهامه وعطائه ورمز توهجه وابداعاته
إن القلب ليحزن والعين لتدمع وتتلعثم الكلمات وتتدحرج الدموع حتى تنحسر أمواج الدمع
ولا نقول إلا كما قال حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك لمحزنون
ولا نقول إلا ما يرضي الله ( إنا لله وإنا إليه راجعون )
يا أيها الفارس الذي ترجل و رحل دون إنذار فهذه شيم الفرسان يرحلون وهم واقفون يأخذهم كالشمعة المضيئة التي طفأتها ريح عاتية.
أيها الفارس النبيل لقد ترجلت مبكرا ورحلت فجأة وتركت في قلوب أسرتك ومحبيك حسرة من الصعب أن تزول،
تمر بنا الأيام والساعات وجسدك الطاهر قد غاب في زحمة العمر الطويل وما زالت روحك تدور بين أفياء الشجر وزهر الياسمين وغصن الزيتون والطابون والسنديان والبرتقال وتحلم في شوارع حيفا وشوارع فلسطين ... وفي شعاع شمس الصباح كيف لا وأنت الربيع المتخفي بهيئة شاعر
وهذا هو العاشق لفلسطين طلعت سقيرق عندما سئل يوماً : ماذا اعطت فلسطين لكتابتك : أجاب:" فلسطين تسكنني وتراقص كل حرف من حروفي، لا استطيع ان اكون كاتباً دون الكتابة عن فلسطين ، وكتابتي عن فلسطين كتابة حب وانحياز وشوق وامل وتطلع ومعايشة .. انا لا أكتب انطلاقاً من مقولات حزب أو تنظيم لايماني ان فلسطين أكبر من كل هذا .. فلسطين هي حزبي وتنظيمي وفضائي الواسع".
العظماء بأجسامهم يموتون ، وبمنجزاتهم يخلّدون.. ومها مرت الأعوام وتعاقبت الأيام فإنهم لا يُنسون .. تظل أسماؤهم نجوما لامعة تضيء للأجيال الطريق نحو العزة والكرامة والحياة الحرة الكريمة.
وها أنت الآن تغيب عنا كما تغيب الشمس في الأفق البعيد لكنك تشرق في أحلامنا في أفكارنا وفي ذكرياتنا
أيام قليلة ويأتي أربعين يوماً على غيابك عنا ومازال صوتك في المكان وصورتك لا تفارق الخيال وقد فارقت أحبابك إلى دار الحق .. وأي دار ؟؟ هي أعظم من الدار التي نحن فيها !!
ألا أذرفي يا دموع , واهطلي يا عين أعز عبراتك .... ألا ابك يا قلب وتمزق ... واعتصري يا نفس حزناً على فراق الغالي أديبنا الشاعر طلعت سقيرق
بفقدانك يا شاعرنا الحبيب فقدنا إنساناً عظيماً ... وما أجلَّ مصابنا !! رزئنا وما أعظم الرزء !! خسرنا وما أجسم الخسارة !!
صرت في الخمسين
فاتئدي قليلاً
صرت في الخمسين
والأيام ما عادت بكفي
صرت في الخمسين
أصرخ من جراح الروح
من أعماق قلبي
هل ترى أبقى الزمان
لشعلة الشعر البهي
لبسمتي
بعض الذي في العمر يكفي
نعم يا شاعرنا الحبيب فقد كنت الشاعر العاشق للوطن وقد أديت رسالتك على أكمل وجه ولم تقصر في حب الوطن والتضحية من أجله وحب كل من هم حولك وحب أدبك الذي كان سامقاً مثلك ايها الشاعر الغالي طلعت سقيرق
من يرى ملامح و سماحة وجهك يا طلعت سقيرق وطيبتك يستغرب عندما يراك وأنت تتألق المنبر تلقي قصائدك !!!
كم من الحماس وكم من الشوق والعشق للوطن وأنت تصرخ بأعلى صوتك مما يجعل الجميع ينظرون إليك وكلهم تأمل وترقب لما ستقول ...
كانت أمنياتك عظيمة أيها الشاعر الفذ وطموحك لا ينتهي بكيناك يا طلعت وسنبكيك ما حيينا
نبكي فيك الرصانة وعقلك الراجح وسداد رأيك ...... نبكي فيك الأمانة والحلم ورجاحة العقل وحب الإلفة ... أيها الأب الحنون والرفيق المخلص والصديق الحميم
ومع ذلك تأكد تماماً أيها الشاعر السامق أننا لن ننساك .. لأنك لم ولن ترحل عنا وإن حاولنا يوما أن نعرف أين أنت الآن فلن نقصر سنعود إلى نور الأدب لأنك ستبقى حياً وأعمالك حية خالد أمد الدهر وهاأنت تجمع الآن بين الذين أحبوك ليلتقوا مع ذكراك العطرة , ويستعيدون مآثرك , ويترحمون على روحك الطاهرة .
أسأل الله أن يهديك الجنات وأن يرزقك الحور بعد الممات ويهل عل قبرك من البركات فالرحمن مضيفك والجنة مثواك فنعم المضيف ثم نعم المستقر وعزاؤنا فيك كبير
شاعر - رئيس ومؤسس الديوان الألفي ( ألف قصيدة لفلسطين)
رد: حفل تأبين شاعرنا الكبير الغالي الأستاذ طلعت سقيرق
اقتباس
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناهد شما
ما أصعب فراق الأهل والأصدقاء ولكن هناك دائماً أمل في اللقاء
إلا فراق الموت الذي يغيب الأحباب .. لا اعتراض على حكم الله ومشيئته ( وكل من عليها فان )
كما تنطلق صفارات الإنذار معلنة عن غارة جوية ويحلق طائر الموت بأزيزه المرعب وصلني الخبر وبدأت كالمستجير من الرمضاء بالنار أتواصل مع فلان وفلانة لأتأكد مما سمعت ربما إشاعة !! ربما حقد وغيرة .. ربما أنا في حلم !!! ربما ... ربما .... ربما .... وللأسف كانت هي الحقيقة ...... إنه الموت المتربص بالإنسان في كل لحظة !! إنه الزائر المباغت الداخل دون استئذان !!! للموت غصة ولنا من بعد فراق الأحبة انتظار في محطات قد تطول وقد تقصر .. يختارنا واحد أثر آخر "لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون".
في فراق موت الأحباب نبكي ونذرف الدمع في وداعهم ونشيعهم لمثواهم الأخير ونحن لا نكاد نصدق أننا لن نراهم بعد اليوم.
الموت هو الذي غيَّب شاعرنا وأديبنا الحبيب طلعت سقيرق
لقد فقدنا قيثارة الأدب والشعر السامق والإنسان المناضل من أجل فلسطين
رغم أن الموت علينا حق لكن الأديب الحبيب طلعت سقيرق غيبه الموت قبل ان يرى ما كان يحلم به تحرير فلسطين التي كانت مصدر إلهامه وعطائه ورمز توهجه وابداعاته
إن القلب ليحزن والعين لتدمع وتتلعثم الكلمات وتتدحرج الدموع حتى تنحسر أمواج الدمع
ولا نقول إلا كما قال حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك لمحزنون
ولا نقول إلا ما يرضي الله ( إنا لله وإنا إليه راجعون )
يا أيها الفارس الذي ترجل و رحل دون إنذار فهذه شيم الفرسان يرحلون وهم واقفون يأخذهم كالشمعة المضيئة التي طفأتها ريح عاتية.
أيها الفارس النبيل لقد ترجلت مبكرا ورحلت فجأة وتركت في قلوب أسرتك ومحبيك حسرة من الصعب أن تزول،
تمر بنا الأيام والساعات وجسدك الطاهر قد غاب في زحمة العمر الطويل وما زالت روحك تدور بين أفياء الشجر وزهر الياسمين وغصن الزيتون والطابون والسنديان والبرتقال وتحلم في شوارع حيفا وشوارع فلسطين ... وفي شعاع شمس الصباح كيف لا وأنت الربيع المتخفي بهيئة شاعر
وهذا هو العاشق لفلسطين طلعت سقيرق عندما سئل يوماً : ماذا اعطت فلسطين لكتابتك : أجاب:" فلسطين تسكنني وتراقص كل حرف من حروفي، لا استطيع ان اكون كاتباً دون الكتابة عن فلسطين ، وكتابتي عن فلسطين كتابة حب وانحياز وشوق وامل وتطلع ومعايشة .. انا لا أكتب انطلاقاً من مقولات حزب أو تنظيم لايماني ان فلسطين أكبر من كل هذا .. فلسطين هي حزبي وتنظيمي وفضائي الواسع".
العظماء بأجسامهم يموتون ، وبمنجزاتهم يخلّدون.. ومها مرت الأعوام وتعاقبت الأيام فإنهم لا يُنسون .. تظل أسماؤهم نجوما لامعة تضيء للأجيال الطريق نحو العزة والكرامة والحياة الحرة الكريمة.
وها أنت الآن تغيب عنا كما تغيب الشمس في الأفق البعيد لكنك تشرق في أحلامنا في أفكارنا وفي ذكرياتنا
أيام قليلة ويأتي أربعين يوماً على غيابك عنا ومازال صوتك في المكان وصورتك لا تفارق الخيال وقد فارقت أحبابك إلى دار الحق .. وأي دار ؟؟ هي أعظم من الدار التي نحن فيها !!
ألا أذرفي يا دموع , واهطلي يا عين أعز عبراتك .... ألا ابك يا قلب وتمزق ... واعتصري يا نفس حزناً على فراق الغالي أديبنا الشاعر طلعت سقيرق
بفقدانك يا شاعرنا الحبيب فقدنا إنساناً عظيماً ... وما أجلَّ مصابنا !! رزئنا وما أعظم الرزء !! خسرنا وما أجسم الخسارة !!
صرت في الخمسين
فاتئدي قليلاً
صرت في الخمسين
والأيام ما عادت بكفي
صرت في الخمسين
أصرخ من جراح الروح
من أعماق قلبي
هل ترى أبقى الزمان
لشعلة الشعر البهي
لبسمتي
بعض الذي في العمر يكفي
نعم يا شاعرنا الحبيب فقد كنت الشاعر العاشق للوطن وقد أديت رسالتك على أكمل وجه ولم تقصر في حب الوطن والتضحية من أجله وحب كل من هم حولك وحب أدبك الذي كان سامقاً مثلك ايها الشاعر الغالي طلعت سقيرق
من يرى ملامح و سماحة وجهك يا طلعت سقيرق وطيبتك يستغرب عندما يراك وأنت تتألق المنبر تلقي قصائدك !!!
كم من الحماس وكم من الشوق والعشق للوطن وأنت تصرخ بأعلى صوتك مما يجعل الجميع ينظرون إليك وكلهم تأمل وترقب لما ستقول ...
كانت أمنياتك عظيمة أيها الشاعر الفذ وطموحك لا ينتهي بكيناك يا طلعت وسنبكيك ما حيينا
نبكي فيك الرصانة وعقلك الراجح وسداد رأيك ...... نبكي فيك الأمانة والحلم ورجاحة العقل وحب الإلفة ... أيها الأب الحنون والرفيق المخلص والصديق الحميم
ومع ذلك تأكد تماماً أيها الشاعر السامق أننا لن ننساك .. لأنك لم ولن ترحل عنا وإن حاولنا يوما أن نعرف أين أنت الآن فلن نقصر سنعود إلى نور الأدب لأنك ستبقى حياً وأعمالك حية خالد أمد الدهر وهاأنت تجمع الآن بين الذين أحبوك ليلتقوا مع ذكراك العطرة , ويستعيدون مآثرك , ويترحمون على روحك الطاهرة .
أسأل الله أن يهديك الجنات وأن يرزقك الحور بعد الممات ويهل عل قبرك من البركات فالرحمن مضيفك والجنة مثواك فنعم المضيف ثم نعم المستقر وعزاؤنا فيك كبير
آه يا ناهد.... آه يا أختي ,,, آه ياأخت فلسطين , فلقد صارت فلسطين ببراميل النفط
وطلعت الحبيب الذ ي رفض وأنا أشهد ... كل العواصم والفنادق والنجوم
طلعت من الصف الأول يا أختي ناهد وأنت تعرفين ,,,, لكنه لم يكن سمسارًا
ولم يقبل إلا رغيف العز ,,,, ولو قبل لما كان طلعت
أشكرك يا أختي ,,,, فلقد أبكيتني , والله
غاليتي ناهد طلعت رحل ,,, لكنه لم يفن ,,, وهوباق
أخوك حسن ابراهيم سمعون
جامعة بيرزيت ، رئيسي الكيمياء / فرع التسويق، تكتب الخواطر والقصص القصيرة
رد: حفل تأبين شاعرنا الكبير الغالي الأستاذ طلعت سقيرق
كيف لي أن أحزن لفراقك وأنت هنا بأشعارك ترفرف ، وبكلماتك أشعر أنك مازلت تعبر لنا عما تريد .
وكيف تموت و أنغامك تصدح في كل بيت ومجلس ، موسيقى عربية المنشأ فلسطينية التربية ،
ومن عزف تلك الألحان ليس له إلا أن يكون حاضرا مهما غاب .
رحمك الله ولروحك الطاهره كل السلام
رد: حفل تأبين شاعرنا الكبير الغالي الأستاذ طلعت سقيرق
وردُك لن يذبل يا طلعت .
وردٌ له الميساء " "
( إلى ميساء البشيتي )
شعر : طلعت سقيرق
ذاك الصباحُ قصيدةٌ غراءْ
هي في عيون الوقتِ أغنيةُ
العطاءْ
ميساء في ورد النشيدِ
وبالهِ
تمضي إلى زهر الربيعِ
فينهضُ الوعدُ المحمل بالندى
يزدانُ بالشعر الجليل ويرتدي
أفقَ الصفاءْ
وردٌ لهُ الميساءْ
***
هيَ في زمان الخير بحرٌ
زاخرٌ
هي في الصباح الحلو
أروعُ بسمةٍ
جمعتْ منَ الشمسِ الصفاءْ
جمعتْ من البحر العطاءْ
وتألقتْ بدرَ النقاءْ
هيَ غرّةُ الخلـُقِ الجميلِ
وقامةُ الزمن النبيلِ
وزهرة الأمل الأصيلْ
يزهو الزمان بأنها
عطرُ الصفاءْ
وردٌ لهُ الميساءْ
***
قومي إلى باب الندى
قومي إلى هذا المدى
ردي الصباح إلى الصباحْ
ردي السماح إلى السماحْ
وامشي إلى بحر الضياءِ
قصيدةً لا تنحني
كفاك من شجر النهارْ
كفاك للزمن الجميلِ بطهرهِ
أحلى انهمارْ
قومي إلى باب الندى
ردي الصفاء إلى الصفاءْ
هذا المدى
وردٌ لهُ الميساءْ
16/8/2009
وأجهش بالبكاء ..
ويجهش معي قلبي ..
كم حصد الموت من أحبة لنا ..
بالأمس أبي
وبعد الأمس أنت
وعلى ضفاف الموت تركنا الكثير
قدمنا للموت جميع القرابين ..
ولم يكتفِ الموت ..
الموت لم يكتفِ .. ولا يزال كأسه ثملاً مترنحاً يبحث عن المزيد ..
كؤوس الشعر يا طلعت تنعيك ..
كؤوس الشعر يا طلعت تبكيك ..
كؤوس الشعر يا طلعت ترثيك ..
تقول : كان هنا لغاية الأمس ..
كان هنا .
هذا الذي كان هنا في الأمس
كان ينسج كل دقيقة قصيدة ..
وكان يقف على شباكك يا حيفا طويلاً
وينادي :_
يا حيفا .. يا حيفا ..
أنا قادم إليك فانتظريني ..
وحيفا تنتظر ..
وشباك حيفا ينتظر ..
وأسوار حيفا تنتظر ..
والقصيدة على شفة الكأس تنتظر ..
والشاعر أخذ هدنة طويلة من الحياة ..
ومن كأس الشعر ..
ومن عيون القصيدة ..
ومن الانتظار ..
كان الموت في انتظاره عند عقب الباب ..
فأصبحت حيفا ثكلى ..
وأصبحت القصيدة يتيمة ..
وأصبحت الحروف حبلى بالدموع ..
القصيدة تبكيك يا طلعت ..
القصيدة المدورة تبكيك يا طلعت ..
وحروف القص القصير ..
ورسائل في مهب العمر تنتحب على حافة العمر ..
من يكفكف الدمع يا هدى ؟
من يسكت نافورة الدموع التي انفجرت قبل عقود ؟
ردي علينا يا هدى ..
من يسكت كل هذه الدموع ؟
حيفا تبكيك يا طلعت ..
وقصيدة تراود نفسها في تلك الليلة الظلماء
خنقتها أصابع القدر ..
ماتت في حنجرة الشاعر قبل أن تنتشر
مع أشعة الشمس ..
القصيدة تلك تبكيك يا طلعت ..
القصائدة التي خبأتها عن عين الشمس
والتي غازلت فيها خلسة عيون القمر
والقصائد التي سافرت مع الحمام الزاجل وركعت عند ركبتي حيفا
والقصائد التي كانت تدور بين أصابعك كمسبحة
فتستقر في فؤاد الأم المكلوم ..
كل القصائد تبكيك يا طلعت المسافر جسداً
نحو ذلك المنزل البعيد ..
كل القصائد تبكيك يا طلعت ..
ودموعنا تبكيك يا طلعت ..
لم يجف دمعها بعد الفراق .. أصبحت هي تلك النافورة
التي اشتعل لهيبها قبل عدة قرون ..
يا طلعت .. يا طلعت ..
من يملأ لنا كؤوس الشوق والحنين ..
من يملأ لنا كؤوس الوعود الخضراء ..
ويروي سنابل الأمل ..
ويشكل عناقيد الحلم بالياسمين ..
من يملأ لنا كؤوس الصبر
بعد هذا الفراق الطويل ..
من يا طلعت ..
وكؤوس الشعر تنعيك وتبكيك وترثيك ؟
وهذه حيفا تمدُّ جدائلها إليك ولا من مجيب ..
وأسوارها تصرخ وتنادي ..
من يحررها ؟
وطلعت ليس هنا ..
طلعت طواه المغيب .
وهذه باقات الورد تصطف عن الشمال وعن اليمين ..
وطلعت الذي سكب الورد حروفاً في قصائده ..
ذبل الورد في حضن أمه ..
وما ذبل منك ورد القصيد ..
لا يزال شريان حبك ينبض في قلب تلك الوردة ..
ولا يزال الورد في قصائدك يعيش ..
ولو غيبتك الأيام ..
ما غيبت منك إلا الجسد ..
فطلعت الروح باق في قلب القصيد ...
وهذا الورد .. ورد طلعت أبى أن يغيب .
وردك لن يذبل يا طلعت .