حديث الجمعة :وإذا سألك عبادي عني فإني قريب.........
الدعاء من العبادات , بل هو العبادة الحقيقية ذاتها , لدلالته على إقبال العبد على الله عز وجل والإعراض عمن سواه , حيث قال صلى الله عليه وسلم :"الدعاء هو العبادة " رواه الترمذي . والله تعالى قريب من عباده , وهو عز وجل يبادر بإجابة الداعي :"وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان " .والعبد الذي يدعو يمكنه أن يتقرب إلى الله تعالى بوسيلة من الوسائل تزيد من رجاء القبول والإستجابة , فالوسيلة هي المنزلة والدرجة والقربة , وخير التوسل إليه تعالى هو أن تتقرب إليه بالعمل الصالح .
ومن الوسائل التي تؤهل دعاء العبد للإجابة , أن يدعو لغيره , فعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"من دعا لأخيه بظهر الغيب قال الملك الموكل به آمين , ولك بمثله " .وليعلم الداعي أن الإستجابة أكيدة , وليوقن بالإجابة مالم يعجل , لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :"يستجاب لأحدكم مالم يعجل , يقول دعوت فلم يستجب لي " . ألا وإن لكل عزم سلاح , وسلاح الدعاء صونه بتحري الحلال , وبالقيام بواجب الدعوة إلى الله تعاللى وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , فقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم ":أيها الناس , إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا , وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال : يا أيها الناس كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم ".
وذكر إبراهيم بن أدهم من الأسباب المانعة للإجابة فقال حين مروره بسوق البصرة بعد أن سأله الناس : مالنا ندعو فلا يستجاب لنا ؟ : "لأن قلوبكم ماتت بعشرة أشياء : عرفتم الله ولم تؤدوا حقه , وزعمتم أنكم تحبون رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركتم سنته , وقرأتم القرآن ولم تعملوا به , وأكلتم نعم الله ولم تؤدوا شكرها , وقلتم إن الشيطان عدو لكم ولم تخالفوه , وقلتم إن الجنة حق ولم تعملوا لها , وقلتم إن النار حق ولم تهربوا منها , وقلتم إن الموت حق ولم تستعدوا له , وانتبهتم من النوم فاشتغلتم بعيوب الناس ونسيتم عيوبكم , ودفنتم موتاكم ولم تعتبروا بهم ".
فاللهم اختم بالسعادة آجالنا , واقرن بالعافية غدونا وآصالنا , واجعل إلى رحمتك مصيرنا ومرجعنا , وصب سجال عفوك على ذنوبنا , واجعل التقوى زادنا وفي دينك والخوف منك اجتهادنا , وعليك توكلنا واعتمادنا , اللهم تجاوز عن سيئاتنا , وأعذنا من موجبات الندامة يوم القيامة عند الوقوف بين يديك يا رب العالمين ....آمين .
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|