اسمحوا لي هنا أن أشير إلى طريقته الساحرة في التحريك في بعض رواياته وقصصه القصيرة حيث ينتهي بنفس الفقرة التي بدأ بها، وسأضع هنا مثالاً من روايته: " أشباح في ذاكرة غائمة "
" … كالعادة ملأت الكوب بالماء ، شربته مرة واحدة، خرجت من غرفتي ، كان الشارع طويلاً جداً ، عرفت أنني سأصل وسيكون بانتظاري ، كل يوم تقريباً ألتقي به ، قد نتكلم عن أشياء كثيرة، وقد لا نتكلم أبداً ، حتى السلام قد لا يكون بيننا ، السلام أصبح شيئاً تافهاً مكرراً ، لماذا أسلم ويسلم.. أسأل عن صحته ويسأل عن صحتي ، هو يعرف حالي وأنا أعرف حاله ، لا داعي إذاً للسؤال ، وما دمت سأصل إليه فلماذا أفكر بالوصول ..
….
عجيب أمر هؤلاء الباعة ، يبيعون بشكل غريب أحسدهم عليه ، ورغم ذلك فهم لا يشبعون، إذا سألتهم عن الرزق سيقولون : ( الرزق قليل ).. مزروعون في هذا الشارع كالصيادين ، الزبون الذي يدخل محلاتهم لا يخرج إلا وفي يده شيء ما ..
فوضى .. فوضى .. العالم كله فوضى ..
لا أحد يؤمن بشيء .. ولا شيء يؤمن بأحد .."
وأنهى بما بدأ به :
" … كالعادة ملأت الكوب بالماء ، شربته مرة واحدة، خرجت من غرفتي ، كان الشارع طويلاً جداً ، عرفت أنني سأصل وسيكون بانتظاري ، كل يوم تقريباً ألتقي به ، قد نتكلم عن أشياء كثيرة، وقد لا نتكلم أبداً ، حتى السلام قد لا يكون بيننا ، السلام أصبح شيئاً تافهاً مكرراً ، لماذا أسلم ويسلم.. أسأل عن صحته ويسأل عن صحتي ، هو يعرف حالي وأنا أعرف حاله ، لا داعي إذاً للسؤال ، وما دمت سأصل إليه فلماذا أفكر بالوصول ..
….
عجيب أمر هؤلاء الباعة ، يبيعون بشكل غريب أحسدهم عليه ، ورغم ذلك فهم لا يشبعون، إذا سألتهم عن الرزق سيقولون : ( الرزق قليل ).. مزروعون في هذا الشارع كالصيادين ، الزبون الذي يدخل محلاتهم لا يخرج إلا وفي يده شيء ما ..
فوضى .. فوضى .. العالم كله فوضى ..
لا أحد يؤمن بشيء .. ولا شيء يؤمن بأحد .. "