أمّاه إنّي راحلٌ
ماعادَ للسيلِ المرامُ إلى الزُبى ..
والسيفُ غادره الطموحُ إلى العذلْ
ضاق المقامُ
بطيبِ نفسٍ أينعتْ
ألوانُها حبَّ الجميعْ
- والكلّ يعتزمُ الريادَة والحضورْ-
وعلى المنابر صَرّحَتْ:
إنّي أحبّكُمُ مَعاً ..
فارتدَّ رَجْعٌ سائلاً :
يا أنت.. منْ منّا عَنَيتَ
فأيّـــنا ؟؟
أفلا ترانا أنّنا
كُثُرٌ كأعْمِدة السماءْ!؟
قلتُ :الجميعْ
ورَغرَغت أنفاسُ حلقي في دمي
وبسَهمهمْ وبأحرفٍ متقطعهْ
وبنبرةٍ سكنَ الهواءُ بصدقِها
تُترى على أَصغائِهمْ
إنّي أحبُّكمُ معاً..
فعمُوا صباحا
جاوَبوني عِمْ دماً
لم أشغلِ الألوانَ ذاتَ محبّةٍ
أنا ما أذنّتُ لمقلتي
رمْق الفناء بنشوة التفريق في نسبِ العطورِ لتستقيمْ
تلك السماء بأي عين تلتقيني ..
تلتقتها
عبرات أمٍ ما أباح صباغها
لونُ الأمومةِ في الرحم ْ..
وبأي لونٍ تشتهي أيدي الجهالةُ والجحيمْ
متشبثين بجهلهمْ
أنا لستُ مَنْ سَبَرَ المجاهلَ عامداً كَشْفَ الصدور
لمفردات لم أطالبْ شرحها
في أسفلِ الصفحات إيضاحَ النوايا العازماتِ على الظهورْ
وبكنه أفئدةٍ تئنُّ من العذاباتِ التي منحتْ
سرابا آخرا قطباً نفورْ
لالون للحبِّ المرابضِ في دمي
وبدمعتي المتوجّعهْ
فـلكلِّ ثكلى .. في دموعِ الطهرِ أوجاعٌ
تنادي يابُني
أمّاهُ ما عادَ الترابُ يبادلُ الصدقَ الحزينْ
بنفاقِ أقنعةٍ توالتْ كي تزيحَ الكذبَ عن ثغرِ السماء
وأنا الجميع أحبّهم من دون إذنٍ للمرورْ
من غير شرطٍ للعبورْ
الطفلُ يولدُ باكياً
أولى المهام لنبضه قتلُ الأخوّة للبقاءْ
خمسونَ مليوناً سواهُ أبادهمْ
إذ كان أوّلَ واصل كهف الفناء
وكمضغةٍ في رحْمِكِ ارتكبَ الجريمةَ ناجياً
والشهقةَ الأولى تقرُّ مسارَه
أمّا رسولا نادماً
أسفاً يثورُ على الجريمةِ عاكفاً
للفنِّ والإبداعِ في شرعِ الحضارةِ والحضورْ
والآخرون تعيدُهم أطباعُهمْ
ساحُ الجريمةِ في ثنايا اللاّ شعورْ
النّاسُ نوعانِ الجهول أو الرحيمْ
وأنا عدوّي قاتلٌ خَبِرَ الجريمةِ والشرورْ
وأقامَ نُصبَ جبينهِ نُصُباً لأصنامِ
الجهالة والفجورْ
أنا شاعرٌ
أنا حاضرٌ
والآن ملكُ أناملي
أنا لستُ ماضٍ لستُ آتٍ
لستُ عَرّافاً لغيبٍ
لستُ من حفرَ القبورْ
ولست من خطّ السطورْ
لبنان\\23\5\2011