الراحل طلعت سقيرق.. بقلم أوس داوود يعقوب.
[align=justify]الراحل طلعت سقيرق
بقلم أوس داوود يعقوب
١٣ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١١
أربعون عاماً ونيف قضاها الشاعر والأديب والصحفي والباحث الفلسطيني (طلعت سقيرق) مشتغلاً في حقول الأدب والثقافة والصحافة السورية والفلسطينية خدمة لقضية شعبه العادلة، التي حملها إنتاجه الأدبي الكبير شعراً وقصة وكتابة تميزت بالخوض في آفاق جديدة في مواضيع النقد الأدبي واتسمت بالعمق في معالجات لجوانب أبداعية شتى.
يُعدُّ الأخ والصديق الراحل (طلعت سقيرق) من أبرز رجالات الجيل الثاني من شعراء المقاومة، ومن أهم الأدباء الفلسطينيين الذين قدموا للوطن والمقاومة جل اهتمامهم وفيض كلمات إبداعهم، ولم يبخلوا يوماً عن غرس القيم الإنسانية والوجدانية الفلسطينية بين سطور ما كتبوا. وهو صاحب تجربة شعرية رائدة لم تسلّط عليه الأضواء بما يكفي لمعرفة مشروعه الثقافي والشعري.. لكن يكفي القول أن فلسطين الأرض والإنسان والقضية كانت محور كل ما كتب شعراً ونثراً، وبهذا رسخ اسمه ليكون من الأسماء المعروفة في العالم العربي كشاعر ملتزم بقضايا شعبه الفلسطيني وأمته العربية، وكقاص له بصمته المتميزة المؤثرة وبخاصة في قدرته الكبيرة على التجديد والابتكار في الشكل والمضمون.
وهو أيضاً من أشهر شعراء الأغنية الفلسطينية المحكية، الذين عاشوا الهم الوطني والخيمة واللجوء. والكثير من قصائده العامية، المعبأة برائحة الجذور وعمقها، غنتها فرق كثيرة وقدمت في الإذاعة والتلفزة في عدة دول عربية.
والذي يعرف الفقيد يعلم جيداً أنه لم يكن شاعراً مبدعاً ومثقفاً فحسب، وإنما هو أيضاً من خيرة المبدعين الفلسطينيين الذين اشتغلوا بقطاع الصحافة، ما أهله ليكون صحفياً بامتياز، رغم تأكيده الدائم أنه وقبل أي شيء أنه شاعرٌ، فهو القائل: «إن الشعر ضرورة وليس ترفاً»، وكثيراً ما كان يردد على مسامع أصحابه ومحبيه: «الشعر أولاً ثم أولاً.. أعتبر الشعر حاجة طبيعية للإنسان.. الشعر ضرورة وليس ترفاً». لذلك كان الوطن ومفرداته مسكوناً دوماً بقصائده التي تحاول تقديم مناخات خاصة به وتحمل بصمته وتوقيعه.. هذا عن الشاعر.
ولكن ماذا عن (طلعت) الإنسان؟ لقد تميّز (أبا محمود) بالأنفة، والكبرياء، ونقاء السريرة، وطيبة القلب.. ويُجمع كل من عرفه أنه عاش عزيزاً، نبيلاً، صادقاً، مخلصاً ووفياً لرفاق دربه وأصدقائه وزملائه ومحبيه.. الذين يشارك بعضهم في هذا الملف، رغم تأكيدنا على صدق مقولة شاعرنا الكبير الراحل نزار قباني:
«إن كل المراثي في الدنيا لا تكفي لرثاء وردة»...[/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|