اسم الفاعل
أوَّلُ المشتقّات هو اسمُ الفاعل، وكما يظهر من اسمه فهو كل اسم له هيئةُ الفاعل، ولنا أن نسأل: ما الفارقُ بين الفاعل واسم الفاعل؟
قد يكون الفاعل أيَّ اسم في اللغة العربية، للفاعل أن يكون اسماً جامداً، فنقول: غاب القمرُ هذا المساء: (القمر) اسم جامد وقع فاعلاً، وللفاعل أن يكون مصدراً، فنقول: يعطي التعليمُ القوةَ المعرفيةَ للإنسان، (التعليم) مصدر (ما فعلُه؟) وقع فاعلاً، وللفاعل أن يكون اسماً مبنياً أو معرباً والأمثلة على ذلك كثيرة. أما اسم الفاعل فهو صيغةٌ خاصة تتميز بأنها مشتقّةٌ من المصدر.
يعمل اسم الفاعل عملَ فعله بشروطٍ يتناولها النحو، أما الصرف فيعطينا كيفيةَ صياغة هذا الاسم، انطلاقاً من الفعل (لا من المصدر).
في أبسط الحالات، عندما يكون الفعل ثلاثياً مجرّداً، يصاغ منه اسم الفاعل على وزن (فاعِل) بوضع كلِّ حرف أصلي في مكانه وكسر العين، فنقول:
كَتَب : كاتِبٌ ، عَلِمَ: عالِمٌ.
وفي حال وجود التضعيف، يبقى في اسم الفاعل، فنقول: رَدَّ : رادٌّ.
( ردَّ: رَدَدَ ==> رادِدٌ ==> رادٌّ).
وفي الفعل الثلاثي المزيد بالهمزة، تحذَف الهمزة ويحل محلها ميمٌ مضمومة، ويصاغ اسم الفاعل على وزن (مُفْعِلٌ) بكسر العين كذلك، فنقول: أَكْرَمَ : مُكْرِمٌ ، أَنْتَجَ: مُنْتِجٌ.
وتجري إضافة الميم المضمومة على كل الأفعال المزيدة، ونحصل من (فعَّّلَ -فاعَلَ - تَفاعَلَ - اِفتَعَل - اِنفَعَل - اِسْتَفْعَلَ) على صيغ: (مُفَعِّلٌ -مُفاعِلٌ - مُتَفاعِلٌ - مُفْتَعِلٌ - مُنْفَعِلٌ - مُسْتَفْعِلٌ)، كما في ( مُقَلِّدٌ - مُراقِبٌ - مُتعاوِنٌ - مُنتَقِلٌ - مُنسجِمٌ - مُستَمْسِكٌ)، وجميعها مكسورة العين.
لاحظ أن الميم المضمومة لا تدخل مطلقاً على الهمزة كما في (أفْعَلَ) ولا الألف كما في
(استفعل) فتُحذَفان عند دخول الميم.
إذا كان الفعل الثلاثي المجرد معتل الوسط بالألف (أي في وسطه ألف) فيصاغ اسم فاعله بقلْب الألف الأصلية همزة مكسورة تكتب على ياء غير منقوطة، فنقول: نام ==> نائِم ، باع ==> بائِع. وهذا بصرْف النظر عن أصلِ الألف واواً كان أو ياءً.
عند صياغة اسم الفاعل من الفعل الثلاثي المزيد المعتل الوسط بالألف كـ (استطاع) تقلَب الألف ياءً حتى تناسب كسرة العين (مستفعِل) فالألف ترفض هذه الكسرة، فنقول: استطاع ==> مُسْتَطِيعٌ.
إذا كان الفعل الثلاثي (المجرد أو المزيد) معتل الآخر بالألف أو الياء يتحول حرف العلة فيه إلى الياء التي تحذَف في حال التنكير لأنها تصبح تابعةً لقاعدة الاسم المنقوص، وتظهر الياء في حالة التعريف، فنقول:
سقى ==> ساقٍ ، السّاقي
رَوى ==> راوٍ ، الرّاوي
نَسِيَ ==> ناسٍ ، النّاسي
تحَدّى ==> مُتَحَدٍّ ، المُتَحَدِّي
غزَا ==> غازٍ ، الغازِي
فائدة نحوية:
نلاحظ ظهور تنوين الجر دائماً على آخر اسم الفاعل في حالة التنكير، وهذا التنوين لا يعني أن الاسم مجرور، بل يدلنا على الياء المحذوفة من آخر الاسم المنقوص النكرة، وهذا التنوين يبقى في جميع أحوال الرفع والنصب والجر، إلا إذا قمنا بتعريف الاسم المنقوص.
اسمُ الفاعل من المشتقات التي تُسمى في اللغة العربية وصفاً، أي يصح الوصفُ بها، واستعمالُها في الجملة خبراً أو حالاً أو نعتاً (صفةً).