[عدنان أبوشعر]

لعلي لا أجانب الصواب إذا تناولت موضوعاً إشكالياً بامتياز، فغاية البحث الجاد هو الوصول إلى كشف الحقائق رغم ما يتكبده الباحث من سياط النقد وجارح القول لخروجه عن المألوف تارة، وتنقيبه في أغوار (التابو) الذي تعهدت تربيتنا الثقافية على منع الاقتراب منه تارة أخرى.
لكن الحاجة باتت ماسَّة إلى رصّ الصفوف في وجه التغوُّل الممنهج لتفكيك البنية الثقافية في العالم الإسلامي وإعادة بنائها بمواصفات وشروط تتماشى مع أهداف العولمة الثقافية، ومن أخطر مظاهر هذه الحرب الخفيَّة هو تجييش المنابر الإعلامية والسياسية والدينية وأقلام المثقفين لإعادة حالة الاحتقان المذهبي وصولاً إلى حالة نزاع مسلح يأتي على خطط التنمية والتطوير ويعود بالمجتمعات الإسلامية والعربية إلى الوراء ويمنعها من مواكبة تطور الإنسانية.
ولهذا وذاك عزمت على تقديم بحثي محاولاً تناول مفاصله بحيدة علمية وتاريخية، بعيداً عن الاصطفاف الممقوت والأفكار المسبقة التي لا تُنضج البحث العلمي. ووجدت أنه من الأجدى والأمثل تقديمه على شكل حلقات نظراً لتشعب البحث وطوله، ولذا أتوجه إلى القارئ الكريم بالتحلي بقليل من الصبر قبل إصدار أحكامه ليتسنى لي تناول شتى مفاصل البحث.

تمهيــــد:

تختلف الفرق في الإسلام بعضها عن بعض بآراء ومذاهب: إما في أصول الدين، وإما في أصول الفقه، وإما في الفلسفة، وإما في أمور السياسة و قواعد العمران. وليس أدل على أهمية ما اختلفوا بشأنه من قيام كل هذه الفرق التي استعصت على الحصر أحياناً، والتي استعصى رصد كل مذاهبها وأفكارها أحياناً(1).
ولسنا في هذا البحث بصدد ترجيح مقولات مذهب من المذاهب، أو الانتصار لفقه دون آخر، لأن ذلك – ناهيك عن كونه خوض في ما قد تعبت أقلام المتكلمين والفقهاء بقتله بحثاً ودراسة عبر أربعة عشر قرناً تصرّمت- لا يعدو عن كونه اصطفافاً سياسياً يؤجِّجُ نارَه أطفالُ سياسة لا يستوعبون حركة التاريخ.
وعلى ضوء تطور الحركة الاحتجاجية المطالبة بالتغيير والتطوير وإسقاط السلطة السياسية والتي آلت إلى نزاع مسلح بين السلطة والشعب في سوريا باتت تغذيه وتدعمه جهات متناقضة المصالح، لابد لنا أن ندرك الخطر المحدق بالأمة الإسلامية في حال تحول شكل هذا الصراع من حركة مطلبية إلى نزاع طائفي مذهبي يجرُّ البلاد إلى حرب طائفية يستخدم فيها المتحاربون الخلافات المذهبية السنية-الشيعية أساساً ومنطلقاً لتبرير تمترسهم غير المبرر، ويؤججون - بوعي أو من غير وعي- سعير نار لا تُبقي ولا تذر؛ ناراً تستنفذ كل طاقات الأمة البشرية والاقتصادية والعسكرية، وتذهب بكل آمال الأمة بالإصلاح والتغيير نحو الأفضل.
ومن خلال قراءة التاريخ نجد بأن ساحة الخلافات المذهبية والفكرية والعقدية لا تظل حبيسة الكتب والمناظرات، فدهاقنة السياسة عادة ما يثبون إلى الساحة لتجييش مبتذل لهذا الحراك الثقافي واقتناص الفرصة التاريخية لتسخير الفكر لخدمة أهدافهم وإسباغ الشرعية على مشروعهم السياسي، ولعلَّ أدهى الساسة هو من يُشرْعِن أهدافه السياسة بإلباسها الرداء الديني.
وفي هذا الجو المشحون بالعدائية المذهبية والتي تعيشه الأمة الإسلامية في مختلف أصقاعها، لا بدّ لأتباع مذاهب أهل السنة والجماعة- كما اصطلحوا على تسمية أنفسهم- من قراءة واستعراض الملامح الأساسية التي ميّزت الفكر الشيعي و ساعدت على نشوء فرقه ومذاهبه وتطورها، لأنني اعتقد أن الاقتراب من الفكر المخالف دراسة وبحثاً – عند العقلاء- مدعاةٌ للنظر في المشترك الذي يؤسس لعلاقات تُطوِّر الإنسان والعمران، ويحول دون استثمار الساسة لواقع الاختلاف وتحويله لحروب ضروس تخدم مصالحهم الضيقة.


تعريف الشيعة:

ذهب الزبيدي (ت 1205 هـ) (2) إلى بيان المدلول الاجتماعي لكلمة (الشيعة) حيث يقول:نّ" كل قوم اجتمعوا على أمر فهم الشيعة، وكل من عاون إنساناً وتحزب له فهو شيعة له، وأصله من المشايعة وهي المطاوعة والمتابعة"(3).
بينما تناول ابن خلدون(732 -808 هـ) (4) الجانب اللغوي في تعريف كلمة الشيعة إلى جانب ما اصطلح عليه الناس والعلماء في إطلاق التسمية، حيث ذكر في مقدمته(5): "اعلم أن الشيعة لغةً هم الصحب والأتباع، يطلق في عرف الفقهاء والمتكلمين من الخلف والسلف على أتباع عليّ وبنيه رضي الله عنهم".
أما الشهرستاني(476هـ- 548هـ) (6) فقد قصر التعريف على غاية الحركة المطلبية للشيعة وهي تحقيق إقامة الإمامة العلويَّة فقال(7): " الشيعة هم الذين شايعوا علياً رضي الله عنه(8) على الخصوص، وقاموا بإمامته وخلافته نصّاً ووصية، إما جلياً أو خفياً، واعتقدوا أن الإمامة لا تخرج من أولاده، وإن خرجت فبظلم يكون من غيره، أو بتقيّة من عنده".
أما أصحاب المذهب الشيعي فإنهم يذهبون إلى أن أصل التسمية ورد على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، وأوردوا أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم تؤكد ذلك. ويستشهدون بما ذكره ابن جرير الطبري(224-310هـ) (9) في تفسيره لسورة البيِّنة: " وقوله: ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) يقول تعالى ذكره: إن الذين آمنوا بالله ورسوله محمد، وعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء، وأقاموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وأطاعوا الله فيما أمر ونهى( أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) يقول: من فعل ذلك من الناس فهم خير البرية. وقد : حدثنا ابن حميد ، قال: ثنا عيسى بن فرقد، عن أبي الجارود، عن محمد بن عليّ( أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أنْتَ يا عَلي وَشِيعَتُكَ "(10).

ومن هنا فإن" استعمال هذه اللفظة [أي الشيعة] في العصر الأول من الإسلام لم يكن إلا في معناه الأصلي والحقيقي هذا، كما لم يكن استعمالها إلا لأحزاب سياسية وفئات متعارضة في بعض المسائل التي تتعلق بالحكم والحكام"(11)، وقد شاعت هذه التسمية وأصبحت تعريفاً لاصطفاف سياسي شقّ الدولة الإسلامية الفتيّة إلى فسطاطين، كما أورد محسن الأمين(12) ناقلاً عن كتاب الزينة للسجستاني:" ثم بعد مقتل عثمان(13) وقيام معاوية(14) وأتباعه في وجه علي بن أبي طالب وإظهاره الطلب بدم عثمان واستمالته عدداً عظيماً من المسلمين إلى ذلك، صار أتباعه يعرفون بالعثمانية وصار أتباع علي يعرفون بالعلويَّة مع بقاء إطلاق اسم الشيعة عليهم واستمر ذلك مدة ملك بني أمية"(15). والثابت تاريخياً أن فئة ثالثة التزمت الحياد ونأت بنفسها عن الخلاف فسميت بالمعتزلة كما ذكره النوبختي(16)، وهم جماعة عمرو بن العاص، وعبد الله بن عمر، ومحمد بن سلمة الأنصاري، وأسامة بن زيد.

ولعلنا في مسألة استقلال هذا المصطلح –أعني الشيعة- لا نخطأ النجعة إذا أخذنا بالرأي القائل: "إنه من المدرك عقلاً أن لا أسماء قبل المسميات ولا أحزاب قبل الخلافات"(17)، مما يقتضي أن ظهور المصطلح وشيوع استخدامه إشارة لطائفة بعينها قد تمّ بعد مقتل عثمان و انقسام المسلمين بين مؤيد لمعاوية ومحارب له متشيِّع لعلي(18). ولا يقع تحت هذا المسمى من غالٍ بحب عليّ رغبة في النيل من هذا الدين وتمزيق صف أتباعه وتشويه وتشويش مبادئه ومرتكزاته، كجماعة ابن سبأ، إذ أن علياً رضي الله عنه كان أول من حاربهم وأمر بتحريقهم.
البداية: خلاف سياسي لا خلاف عقائدي:
رغم عمق الخلاف بين معاوية وعليّ والذي انتهى بالمواجهة المسلحَّة، إلا أن ذلك لم يكن مدعاة لتكفير بعضهما البعض، ولعل عبارات عليّ رضي الله عنه التي تطفح بالتقوى ونزاهة الفرسان توضح ذلك: " وكان بدء أمرنا أنا التقينا والقوم من أهل الشام، والظاهر أن ربنا واحد ونبينا واحد، ودعوتنا في الإسلام واحدة، ولا نستزيدهم في الإيمان بالله والتصديق برسوله، ولا يستزيدوننا، الأمر واحد إلا ما اختلفنا فيه من دم عثمان، ونحن منه براء"(19).
وقد تابع الحسن(20) والحسين(21) نهج أبيهما في التعاطي مع معاوية فكانا - وفق روايات الشيعة أنفسهم- يقبلان عطاياه ويصليِّان خلفه، ولو رأيا فيه كفراً أو مروقاً من الدين لما فعلا ذلك. فقد أورد ابن أبي الحديد -الشيعي المذهب- في كتابه شرح ابن أبي الحديد ج2، ص823: " ومعاوية أول رجل في الأرض وهب ألف ألف، وابنه يزيد أول من ضاعفه، كان يجيز الحسن والحسين بن علي في كل عام لكل واحد منهما بألف ألف درهم. وكذلك كان يجيز عبد الله بن عباس وعبد الله بن جعفر"(22)، وكذا ورد في كتاب مقاتل أبي مِخنف[وقعة الطفّ](23) ص7. وأورد ابن كثير(24):" أن الحسن والحسين كانا يصليان خلف مروان [ويبدو أن ذلك قبل خلافته] ولا يعيدانها، ويعتدّان بها"(25).
ومن الناحية الاجتماعية، فإن حالات المصاهرة بين بيت آل النبوة وآل معاوية والتي بلغت العشرين- وكلها حصل بعد حربي الجمل وصفين- ليشي بتسليم الطرفين بسلامة عقيدة الآخر واعترافه بحسن أخلاقه والتزامه بحدود الشرع، ولولا ذلك لاقتضى بطلان صحة عقود النكاح المبرمة. وبموجب ذلك تزوجت رَمْلة بنت علي بن أبي طالب من معاوية بن مروان بن الحكم(26)، وتزوج عبد الرحمن بن عامر الأموي من خديجة بنت سيدنا علي(27)، وعامر بن كريز الأموي- والد عبد الرحمن- كان قد وليَّ على البصرة من قبل معاوية، وقاتل في صفّ طلحة والزبير في موقعة الجمل(28) ضد عليٍّ وجنده. وكذلك تزوجت نفيسة بنت زيد بن الحسن ( وهو الذي قاتل في كربلاء مع عمه الحسين) من الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك بن مروان(29)، والقائمة تطول..
ومن الناحية السياسية، فإن القراءة المتأنية لبنود اتفاق الصلح الذي عقده معاوية مع الحسن بن علي سنة 41 للهجرة، والذي أورده المجلسي(30) في كتابه جلاء العيون (31)، تلخص المطالب السياسية البحتة التي كان يسعى إلى تحقيقها الحسن بن علي، وفيها يؤكد اعترافه بمشروعية حكم الخلفاء الراشدين بتسميتهم (راشدين)، ولا يطعن بدين معاوية أو بعقيدته، ويشترط الأمان لشيعته وعدم ملاحقتهم ويطالبه بعدم اعتماد مبدأ التوريث في الحكم، وهي مطالب محقة وفيها أن:" حسين بن علي بن أبي طالب صالح معاوية بن أبي سفيان على أنه يعمل بين الناس بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم سيرة الخلفاء الراشدين، وأن لا يعين أحداً بعده، وأن يؤمِّن الناس أينما كانوا في الشام والعراق والحجاز واليمن، وأن يؤمِّن شيعة علي بن أبي طالب وأصحابه في أنفسهم وأموالهم وأزواجهم وأولادهم، وأخذ على هذه الشروط العهود المغلظة باليمين"(32).
ويؤيد هذا الرأي ما ذهب إليه المستشرق يوليوس فلهاوزن ( (Julius Wellhausen 1844-1918(33) إلى أن تكون الشيعة في العراق كان لدواع سياسية بحتة فهم " لم يكونوا في الأصل فرقة دينية، بل تعبيراً عن الرأي السياسي في هذا الإقليم كله... لقد كان علي في نظرهم رمزاً لسيادة بلدهم المفقودة"(34).


الهوامش وثبت المراجع:

- مقدمة الدكتور عبد المنعم الحفني على كتاب فرق الشيعة للنوبختي، ص7، ط1، دار الرشاد، 1992.

2- محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرزاق الحسيني الزبيدي، أبو الفيض، الملقب بمرتضى، وبد بالهند في بلجرام، علاّمة باللغة والحديث والرجال والأنساب، من كبار المصنفين وله كتب كثيرة، منها تاج العروس في شرح القاموس، توفي بالطاعون في مصر سنة 1205 هـ. [خير الدين الزركلي، الأعلام، ج7، ص 298].

3- محمد الزبيدي، تاج العروس، ج 5، ص405.

4- إبراهيم بن عبد الرحمن بن خالد (خلدون) الحضرمي، المعروف أكثر باسم ابن خلدون(732 هـ / 1332م - 808 هـ/ 1406). ولد في إفريقية في ما يعرف الآن بتونس عهد الحفصيين، كانت تملك عائلته في الأندلس مزرعة هاسيندا توري دي دونيا ماريا الحالية القريبة من دوس هرماناس (إشبيلية).
ترك تراثاً ما زال تأثيره ممتداً حتى اليوم. كان فلكياً، واقتصاديا، ومؤرخا، وفقيهاً، وحافظاً، وعالم رياضيات، واستراتيجيا عسكريا، وفيلسوفاً، وغذائياً، ورجل دولة، يعتبر مؤسس علم الاجتماع وأول من وضعه على أسسه الحديثة، وقد توصل إلى نظريات باهرة في هذا العلم حول قوانين العمران ونظرية العصبية وبناء الدولة وأطوار عمارها وسقوطها. وقد سبقت آراؤه ونظرياته ما توصل إليه لاحقاً بعدة قرون عدد من مشاهير العلماء كالعالم الفرنسي أوجست كونت. توفى ابن خلدون في مصر عام 1406 وتم دفنه قرب باب النصر بشمال القاهرة.

5- إبراهيم بن عبد الرحمن بن خلدون الحضرمي، مقدمة كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في معرفة أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر، ج1، 38.

6- أبو الفتح تاج الدين عبد الكريم بن أبي بكر أحمد المشهور بالشهرستاني(476هـ- 548هـ)، والشهرستاني منسوب إلى شهرستان وهي بلدة في خراسان الإقليم المعروف في إيران. اتفق المترجمون له على أصله وهو أنه أعجمي الأصل أباً عن جد من مدينة شهرستان .
كان يوصف بدماثة الخلق وطيب الصفات ولين الجانب وطيب العشرة وأدب الحوار وحسن اللفظ والعبارة والخط، وهذا ما تشهد به مؤلفاته ، وما ورد عنه من مناظرات ومحاورات، فلم تحفظ عنه كلمة نابية أو معاملة سيئة، ولا ما ينبئ عن سوء خلق أو قبح لفظ، وإن كان ينتقد بعض الأفكار ويعيبها ويناقشها، ولكن بأسلوب مقبول في الجملة.
كان الشهرستاني مقبولاً أيضاً عند السلاطين والولاة والوزراء والوجهاء ، فقد كان مقرباً لدى السلطان سنجر بن ملكشاه، وكان مقرباً من الوزير أبو القاسم محمود بن المظفر المروزي.
لم يكن الشهرستاني مجرد عالم في الشريعة ولكنه كان يتقن اللغات، ومن اللغات التي أتقنها : اللغة العربية واللغة الفارسية.
كان الشهرستاني مشهوراً بالبراعة في التأليف وحسن التصنيف، وقد ألف في فنون العلم المختلفة التفسير والفقه وعلم الكلام والفلسفة وتاريخ الفرق والأديان، وقد بلغ عدد مؤلفاته ما يزيد على عشرين مؤلفاً، ومن هذه المؤلفات: - الملل والنحل: وهو أشهر كتبه، - نهاية الإقدام في علم الكلام: في النهي عن الاشتغال بعلم الكلام والفلسفة، - مصارعة الفلاسفة: في الرد على الفلاسفة، - مجلس في الخلق والأمر : باللغة الفارسية، - بحث في الجوهر الفرد: وهو بحث فلسفي بحت، - شبهات أرسطو وبركليس وابن سينا: كتاب في الرد على الفلاسفة .
[نقلاً عن ويكيبيديا، بتصرف].

7- الشهرستاني، الملل والنحل، ج1، ص 46.

8- أبو الحسن علي بن أبي طالب بن عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف(20 ق.هـ -40هـ/ 600 م-660 م)، ابن عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم.
ولد الإمام علي قبل البعثة بعشر سنين وتربى في حجر النبيّ صلى الله عليه وسلم وفي بيته، أول من أسلم بعد خديجة وهو صغير، كان الإمام علي يلقب حيدرة وكنّاه النبيّ صلى الله عليه وسلم أبا تراب. شهد الإمام علي المشاهد كلها مع النبيّ صلى الله عليه وسلم إلا غزوة تبوك واصطفاه النبيّ صلى الله عليه وسلم صهراً له وزوّجه بنته فاطمة الزهراء وأعطاه اللواء يوم خيبر ففتحها.
كان الإمام علي رضي الله عنه وكرم وجهه آدم اللون، أدعج العينين عظيمها، حسن الوجه، ربعة القد، كثير الشعر عريض اللحية، أصلع الرأس، ضحوك السن، أشجع الصحابة وأعلمهم في القضاء، وأزهدهم في الدنيا لم يسجد لصنم قطّ رضي الله عنه.
كانت بينه (مع عشرين ألف مقاتل) وبين طلحة والزبير وسيدتنا عائشة (مع ثلاثين ألف مقاتل) سنة 36 هـ.
لمّا كثر أهل الفتن وتعددت فرق الضلال تآمر بعضهم وتواعد لسبع عشرة ليلة من شهر رمضان سنة أربعين هجرية، فوثب ابن ملجم وقد خرج الإمام علي رضي الله عنه إلى صلاة الصبح فضربه بالسيف في جبهته فكانت وفاة أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم الله وجهه لإحدى وعشرين من شهر رمضان سنة أربعين عن ثلاث وستين أو تسع وخمسين سنة من عمره فكانت خلافته أربع سنين وتسعة أشهر. (35-40 هـ/ 655- 660م ).

9- محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الشهير بالإمام الطبري(838-923م)، (224-310هـ)، ولد في آمل- طبرستان، مؤرخ ومفسر وفقيه، صاحب أكبر كتابين في التفسير والتاريخ. يعتبر أكبر علماء الإسلام تأليفًا وتصنيفًا.
تفقه الطبري على الشافعي حتى أصبح من كبار الشافعية، ثم أصبح مجتهدًا مطلقًا فانفرد بمذهب مستقل لم يكتب له الدوام، وذلك لذهاب مدوناته، وتفرق أصحابه وأتباعه.
تعرض الطبري لمحنة شديدة في أواخر حياته بسبب التعصب المذهبي، فلقد وقعت ضغائن ومشاحنات بين ابن جرير الطبري ورأس الحنابلة في بغداد أبي بكر بن داود أفضت إلى اضطهاد الحنابلة لابن جرير. وتعصب العوامّ على ابن جرير ورموه بالتشيّع وغالوا في ذلك. حتى منعوا الناس من الاجتماع به، وخلطوا بينه وبين أحد علماء الشيعة واسمه متشابه مع ابن جرير، وهو (محمد بن جرير بن رستم) وكنيته أيضًا أبو جعفر، ولقد نبه الذهبي على هذا الخلط في تأريخه وفي كتابه سير أعلام النبلاء. ظل ابن جرير محاصرًا في بيته حتى تُوفّي.
من مؤلفاته: كتاب التفسير وتأريخ الأمم والملوك، و تفسير الطبري: المسمى بجامع البيان عن تأويل آي القرآن، و تاريخ الطبري (تأريخ الأمم والملوك)، وكتاب آداب النفس الجيدة والأخلاق النفيسة.
[نقلاً عن ويكيبيديا بتصرف].

10- محمد بن جرير الطبري، جامع البيان في تفسير القرآن، ص542، ج24، ط1 سنة 2000، تحقيق أحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة.

11- إحسان إلهي ظهير، الشيعة والتشيع، ص13، الناشر إدارة ترجمان السنة-لاهور، ط10، 1995.

12- السيد محسن الأمين العاملي الحسيني(1865-1952) من علماء المسلمين الشيعة وهو لبناني الأصل من شقراء من قرى جبل عامل، جنوب لبنان حاليا، من العلماء الشيعة الكبار الذي تعددت منجزاته في مجالات وحقول شتى ومتنوعة، ألف العديد الكتب، انتقل إلى مدينة دمشق مرجعا وعالما للمسلمين الشيعة فيها وسكن في أحد أحيائها في دخلة الشرفاء في الشارع والمحلة التي حملت اسمه فيما بعد حي الأمين، قام بالعديد من الإصلاحات ونهض فكريا بالشيعة من خلال كتاباته المتنوعة لا سيما سِفره الضخم أعيان الشيعة، حارب العادات والتقاليد البالية، منها إصلاح المنبر الحسيني وغيرها ليحل محلها التشريعات الإسلامية الصحيحة واهتم بإنشاء المدارس العصرية، كان له دورا مهما ومشاركة فاعلة في الثورة السورية الكبرى، توفي في بيروت ودفن في ريف في مقام السيدة زينب بعد حياة مليئة بالعطاء. [عن ويكيبيديا بتصرف].


13- عثمان بن عفان القرشي الأموي، ذو النورين، أمير المؤمنين، ثالث الخلفاء الراشدين، ومن العشرة المبشرين بالجنة، كان حيياً، سخيّاً، ليناً، قتل سنة 35 هـ(أسد الغابة، ج3، ص376). انتظم الملك واستقرت الدعوة في زمانه، وامتلأ بيت المال، وعاشر الخَلق على أحسن خُلق وعاملهم بأبسط يد، غير أن أقاربه من بني أمية ركبوا نهابر[النهابير والنهابر المهالك] فركبته[قال له عمرو بن العاص:"إنك قد ركبت لهذه الأمة نهابير من الأمور فركبوها منك، وملت بهم فمالوا بك، اعدل أو اعتزل]، وجاروا فجير عليه، ووقعت اختلافات كثيرة، وأخذوا عليه أحداثاً كلها محالة على بني أمية، منها ردَّه الحكم بن أمية [ابن أبي العاص، عم عثمان، نفاه النبي إلى الطائف لأنه كان يتسمع سرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، توفي في خلافة عثمان] إلى المدينة بعد أن طرده النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يسمى طريد رسول الله، وبعد أن تشفع إلى أبي بكر وعمر رضي الله عنهما أثناء خلافتهما فما أجابا إلى ذلك، ونفاه عمر من مقامه باليمن أربعين فرسخاً، ومنها نفيه أبا ذر إلى االرَبَذَة، وتزويجه مروان بن الحكم [ابن عم عثمان وكاتب سره، ت65 هـ، مهد لخلافة ابنه عبد الملك] بنته، وتسليمه خمس غنائم إفريقية له، وقد بلغت مائتي ألف دينار، ومنها إيواؤه عبد الله بن سعد بن أبي سرح[كاتب الوحي، وأخو عثمان من الرضاعة، فتح إفريقية والنوبة، ت 36هـ)حسن إسلامه بعد أن أهدر النبي صلى الله عليه وسلم دمه، وتوليته عبد الله بن عامر[ابن خال عثمان، افتتح خراسان كلها وأطراف فارس وسجستان وكرمان، وقُتل يزدجرد بولايته، واتخذ السوق بالبصرة، وهو أول من لبس الخزّ بها ت57هـ] البصرة حتى أحدث فيها ما أحدث، إلى غير ذلك مما نقموا عليه، وكان أمراء جنوده معاوية بن أبي سفيان عامل الشام، وسعد بن أبي وقاص عامل الكوفة، وبعده الوليد بن عقبة[ بن أبي معيط، أخو عثمان لأمه، لما قتل عثمان اعتزل الفتنة ولكنه كان يحرض معاوية بكتبه وشعره، وتوفي في خلافة معاوية]،وعبد الله بن عامر عامل البصرة، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح عامل مصر وكلهم خذلوه ورفضوه حتى أتى قدره عليه، وقتل مظلوماً في داره، وثارت الفتنة من الظلم الذي جرى عليه (الملل والنحل للشهرستاني (ت.548هـ)، ص 15-16، ط2، دار الكتب العلمية، بيروت، 1992).

14- معاوية بن أبي سفيان (20 ق.هـ- 60هـ)، ولي الشام لعمر وعثمان، وهو مؤسس الدولة الأموية، كان قد نادى بالثأر لعثمان، لم يبايع علياً متهماً إياه بالامتناع عن تسليم قتلة الخليفة المغدور، فنشبت بينهما الحرب إلى أن قتل علي فصالحه ابنه الحسن وسلمه الخلافة سنة 41هـ. كان من دهاة العرب وحكمائها، يضرب به المثل، وهو أحد كتبة الوحي.

15- محسن الأمين، أعيان الشيعة، ج1، ص12.

16- النوبختي، فرق الشيعة، ص17-18، ت. د. عبد المنعم الحفني، ط1، دار الرشاد،1992.

17- إحسان إلهي ظهير، الشيعة والتشيع، ص26، الناشر إدارة ترجمان السنة-لاهور، ط10، 1995.

18- ويؤيّد هذا القول ابن حمزة وأبو حاتم وغيرهما من الشيعة، وقاله ابن حزم في الفصل في الملل والأهواء والنحل (ج 4، ص79 ) من المتقدمين، وتابعهم من المعاصرين أحمد أمين في فجر الإسلام (ص266، ط8 ).

19- ابن أبي الحديد، نهج البلاغة، ص448، طبعة بيروت.

20- أبو محمد الحسن بن علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي (3-49 هـ/ 625-670 م) سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن ابنته فاطمة الزهراء، وريحانَتُه.
ولد فى النصف الثاني من رمضان سنة ثلاث من الهجرة فحنَّكة رسول الله صلى الله عليه وسلم بريقه وسمّاه حسناً. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه حباً شديداً. روى عن البراء بن عازب قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم والحسن بن علي على عاتقه وهو يقول "اللهم إني أحبه فأحبه". وقد كان أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - يُجلّه ويعظمه ويكرمه ويحبه، وكذلك عمر بن الخطاب وكذلك كان عثمان بن عفان يُكرم الحسن والحسين ويحبهما.
بويع الحسن بالخلافة بعد مقتل أبيه سنة 40هـ ثم تنازل عنها لمعاوية بن أبي سفيان فى ربيع الأخر سنة 41هـ. وسمي هذا العام ( عام الجماعة ) لاجتماع كلمة المسلمين فيه، وانصرف الحسن إلى المدينة حيث أقام.

21- أبو عبد الله الحسين بن علي (4-60 هـ/ 626-680 م)، ولد السنة الرابعة للهجرة. كان عمره ست سنوات حين وفاة جده عليه الصلاة والسلام. شارك في معارك صفين والجمل ونهروان. رفض البيعة ليزيد بن معاوية وخرج من المدينة (حيث أقام بعد صلح أخيه مع معاوية)إلى مكة فأرسل أهل الكوفة يناصرونه، وأشار عليه ابن عمه ابن عباس عدم الخروج والتوجه إلى اليمن لتنجلي الأمور فلم يستمع لنصيحته. فأرسل يزيد له ابن زياد فقاتله فاستشهد في كربلاء سنة 61 هـ".

22- ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ص823 ج2.

23- أبو مِخنف لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف بن سُليم الأزدي، كان جده مخنف صحابياً، و له بعض الأحاديث في كتب السنن، ترجم له ابن حجر في "الإصابة في تمييز الصحابة"، و قال عنه ابن النديم: إنّ مخنفاً هذا كان من أصحاب علي بن أبي طالب. مات سنة 157هـ.
ألف كتباً كثيرة، بلغت وفق ما عدّه ابن النديم و صاحب "فوات الوفيات" 33 كتاباً، منها: كتاب الردة ، كتاب فتوح الشام، وكتاب فتوح العراق، و كتاب الجَمَل، وكتاب صفين، و كتاب مقتل علي بن أبي طالب، وكتاب وفاة معاوية، وكتاب وقعة الطفّ المشهور بمقتل أبي مخنف، حققه الشيخ الغروي، وطبعته مؤسسة النشر الإسلامي بقم.

24- أبو الفداء، عماد الدين، إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن درع القرشي البصري ثم الدمشقي الإمام المحدّث والمفسّر والمؤرّخ العلاّمة. ولد ابن كثير في قرية " مجدل" من أعمال مدينة بصرى الشام عام 703هـ/1302م.
من شيوخه: شيخ الإسلام أبو العباس أحمد بن تيمية، والحافظ أبو الحجاج يوسف المزي، والحافظ أبو عبد الله محمد بن أحمد الذهبي، والشيخ أبو العباس أحمد الحجار الشهير بابن الشحنة، والشيخ بهاء الدين القاسم بن عساكر.
توفي ابن كثير في دمشق يوم الخميس 26 شعبان 774 هــ / 1373 م، وكانت له جنازة حافلة، ودفن بوصية منه في تربة شيخ الإسلام ابن تيمية، بمقبرة الصوفية خارج باب النصر من دمشق. [عن ويكيبيديا بتصرف].

25- ابن كثير، البداية والنهاية ص258، ج 8.

26- ابن حزم الأندلسي، جمهرة أنساب العرب، ص 87.

27- ابن حزم الأندلسي، جمهرة أنساب العرب، ص 68.

28- موقعة الجمل(36 هـ)، وقد جرت بين علي بن أبي طالب وبين فريق على رأسه عائشة وطلحة والزبير بن العوام الذين لم يقروا له بالخلافة لما بويع بها في مسجد المدينة في يوم الجمعة 25 من ذي الحجة سنة 35هـ(24 حزيران سنة 656م). وقد جرت المعركة بين الفريقين في موضع خارج البصرة يقال له الخريبة، وذلك في اليوم العاشر من جمادى الآخرة سنة 36هـ(4 كانون الأول 656م) ولم يدخل البصرة إلا بعد ذلك بثلاثة أيام. وبعد ذلك بشهر دخل الكوفة حيث مهد له واليه المخلص، الأشتر النخعي السبيل. ومن هناك سار إلى المدائن، عبر الفرات عند الرقة، وفي سهل صفين حارب جيش معاوية في سلسلة من المعارك استمرت من ذي الحجة سنة 36 حتى صفر سنة 37هـ(حزيران سنة 657م). [ مذاهب الإسلاميين، عبد الرحمن بدوي، ص89، دار العلم للملايين، بيروت، 1997، بتصرف].

29- ابن سعد، طبقات ابن سعد، ص234، ج5.

30- محمّد باقر بن الشيخ محمّد تقي المجلسيّ(1037-1110هـ)، وُلد في مدينة أصفهان من بلاد إيران، وترعرع في ظل الدولة الصفويَّة. استكمل شرح الكتب الأربعة التي عليها المدار: الكافي للكُلينيّ، ومَن لا يحضره الفقيه للصدوق، والاستبصار، وتهذيب الأحكام كلاهما للشيخ الطوسيّ. وجمع سائر الأحاديث التي ليست في هذه الكتب الأربعة في مجلّدات كتابه:(بحار الأنوار)، و(مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول ـ في 24 مجلّداً)، و (ملاذ الأخيار في شرح تهذيب الأخبار)، و(الفوائد الطريفة في شرح الصحيفة الشريفة، أي الصحيفة السجّاديّة)، و( رسالة الاعتقادات)، و( مشكاة الأنوار)، و( حلية المتّقين)، و( حياة القلوب)، و(تحفة الزائر)، و( جلاء العيون)، و(رسالة في البَداء)، و( رسالة في آداب الصلاة)، و( حقّ اليقين)و( رسالة في الأوقات).
توفي ودفن في الباب القبْليّ من أبواب الجامع الأعظم بأصفهان، عند قبر والده أو تحت قدميه ـ كما أوصى الشيخ محمّد باقر نفسه.

31- المجلسي، جلاء العيون، ج1، ص393، ط. طهران 1398هـ.

32- المجلسي، جلاء العيون، ج1، ص293، ط. طهران 1398هـ.

33- يوليوس فلهاوزن (1918-1844 Julius Wellhausen ) باحث توراتي ومستشرق ألماني، وهو صاحب الفرضية الوثائقية. ولد في هاملن. درس اللاهوت في جامعة كتنكن على يد كيوك هاينريش أوغست إفالد. وبحلول 1870 أصبح خبيراً في تاريخ التوراة. ألف الكتاب الشهير " المملكة العربية وسقوطها عام 1902. الذي أثر على الكتابة التاريخية العربية تأثيراً كبيراً في مسائل عدة. الأولى: اعتبار الصراع الأبرز في الدولة العربية الأولى صراعاً قومياً بين العرب والعجم، وتحديده للحقبة المبكرة أو العصر العربي للدولة الإسلامية ما بين 632 و750م، تاريخ سقوط الدولة الأموية. والأمر الثاني منهجي وهو استناده إلى تاريخ الطبري ونصوصه المنقولة عن مصادر أقدم، ويركز الكاتب على أهمية المسألة المنهجية، فتاريخ الطبري نشره ديه غوييه وزملاؤه وتلامذته في الثلث الأخير من القرن التاسع عشر، وقد اطلع فلهاوزن على بعض أجزاء النص مخطوط، لأنه استخدمه في دراسات سابقة. وكان المؤرخون من بين المستشرقين اعتادوا الرجوع إلى مصادر متأخرة مثل ابن الأثير وابن كثير لأنها عُرفت أولاً. لذلك كان مهماً من جانب ڤلهاوزن الاهتمام بقِدم المصدر ثم بتحليل تركيبه الكتابي.
يتهم البعض أساليب ڤلهاوزن بأن فيها عنصراً معادياً للسامية ومعادياً للكاثوليكية. ويعرب ڤلهاوزن بصراحة عن عدائه للأجزاء الكهنوتية (للحاخامات اليهود والرهبان الكاثوليكيين على حد السواء) في التوراة. وحين علم بفرضية كارل هاينريش كراف بوجود قانون موسوي كإضافة متأخرة إلى دين الأنبياء الروحاني الأصلي, فإن ڤلهاوزن كان مستعداً لقبول فرضية گراف "تقريباً قبل أن يستمع لأسبابه.
34- يوليوس فلهاوزن، الخوارج والشيعة، ص171.

[د. منذر أبوشعر]

أخي الحبيب ،الباحث عدنان:
لاشك ،أنك معي ،أن البحث العلمي الجاد ،يعتمد ،قبل تقرير النتائج ،إلى جمع الروايات ودراستها ،بمقارنة مصادرها وترتيبها ،للوصول إلى الاقتراب من الحقيقة المبتغاة من البحث .
ولأن التاريخ الإسلامي شائك عسر ،فسيتطلب تناوله حذراً شديداً ،لاختلاط الهوى والعصبية في رواياته ،ولا وسيلة في ذلك ،سوى دراسة أسانيد الأخبار بدقة ،لتُعرف صحة الأخبار ،واتجاه الراوي وغاياته .
وموضوع ( الشيعة )،هام وشائك ،وبالتالي يتطلب الكثير من الهدوء والحيطة فيما نتوصل إليه .
وببحثك الممتع عن الشيعة ،قمت بدراسة جادة ،في تناول موضوع نحتاج إلى صوت ( عاقل)يفهم حركة التاريخ ،ويسبر أبعادها .لكنني أقول إنك تسرعت قليلا في قبول الأخبار ،واعتمادها كقاعدة توصل إلى النتائج المبتغاة من البحث ،ولم تنتبه إلى ( تعديل ) رجالات أسانيد الأخبار ،مكتفياً ،بقال الطبري ،أو قال غيره ،كأن قولهم ثابتاً وقاعدة ثابتة ،لا وجه آخر لها !
والحديث الشريف الذي سقته عن ( الشيعة) برواية محمد بن علي ( ابن الحنفية ) مرسل،وروي بنحوه عن ابن عباس بإسناد تالف . وعيسى بن فرقد يروي عن الكذابين والمتروكين .وأبو مخنف لوط بن يحيى الأزدي ،أخباري ،متروك ،لا يعتد به .
وأما تمسُّك الشيعة بهذا الحديث ،فهو أمر آخر تماماً ،يختلف عن صحة الخبر أو فساده.
وكل الخير لك ،بانتظار تتمة بحثك القيم الهام .

[فهيم رياض]

قرات وانا لك من المتابعين .
بارك الله فيك على إثارة هذا
الموضوع الذي قصم ظهر الأمة
ولمّا يجبر بعد . أتمنى أن أجد
عندك ما يعين على ذلك .

[ميساء البشيتي]

المفكر والباحث الرائع د. عدنان أبو شعر
مساء الورد وأهلا بك تنير صفحات النور من جديد
موضوع سنة وشيعة كان موضوعاً واضحاً جداً في
سطوره الأولى قبل أن ينتبه إليه كل من أراد أن يضرب بسيوف
السنة والشيعة .. كانت القراءات الأولى واضحة .. المعلومات ربما كانت
قليلة لكنها كافية لكي يكون السنة والشيعة في أفضل حال ..
أما اليوم وبعد أن دخلت الفتنة في الوسط لم نعد ندري من أين هلّت علينا
كل هذه القراءات التي لم نعد نصدق أي منها لأنها كلها تحوي في داخلها
شارات للاستفزاز وإيقاع الفتنة .. كيف نلم هذه الكتابات كلها التي ما أدت
إلا إلى الضياع والشتات والفرقة لست أدري ولكني مع كتابات واضحة وصريحة
مثل التي تفضلت بها علها تستطيع أن تميط اللثام عن عيون ترفض أن ترى الحقيقة
وألف شكر لك أخي العزيز وبارك الله بك .

[حسن ابراهيم سمعون]

الأستاذ الفاضل الدكتور عدنان ,تسعدني إطلالتك يا ابن البلد خاصة بهذا الظرف العصيب ..المطلوب فيه تنامي الحالة الوطنية الصادقة
لنجتاز المحنة القائمة ببلدي الحبيب سوريا .
والرهان على العقل الجمعي السوري النيّر , والمُشكـّل في تكوينه مع الآخر , وقبول الآخر ..
وما تفضلت به يا أخي من أعقد المواضيع , وأصعبها , وأهمها
ومعالجة أمر خطير كهذا يحتاج إلى جهد الأمة بأكملها ..من دون التقليل من جهد الأفراد كمتابعين وعلماء , وباحثين ,كحضرتكم .
ويفترض حالة متقدمة من الوعي , والنضج , وتعلم ثقافة الحوار
فهل تابعت يومًا نقاشًا على شاشاتنا , أو منتدياتنا إلا وانتهى بشتائم
وتكفير , ووووو
أما بالنسبة للجزء السوري بالنقاش , فأعتقد بأن الانفعال هو السائد الآن فلقد تنامت غريزة القطيع , وسلوك الحشد عند أغلب الناس ..
وانكفأت البنى الفوقية , وما يتحكم بالشارع الآن هي مجموعة البنى التحتية , وميكانيزما البقاء , ونحتاج بعض الوقت للعودة للحالة الطبيعية .. فروائح الدماء تعطل فيض الفكر..
لذلك أقترح وهذا رأي الشخصي , أن يؤجل البحث الآن , ليس لأنه
غير جدير بالبحث – فهو الموضوع الأول الواجب للبحث— إنما أخشى بأننا لن نستطيع حمايته للنهاية ..وأخشى عليه من الألغام وإرهاصات الحالة العربية عمومًا والسورية خصوصًا ..
أخي الفاضل الدكتور عدنان عشرات الفضائيات تنفث السموم الطائفية البغيضة, وتؤلب الناس وتستثير غرائزهم وأنت تعرف ذلك
وأرى بأن الموضوع هذا لن يحل إلا بعد نفاذ الطاقة الإحفورية من المنطقة العربية ,لأنني أراها وبالا على الأمة, عندها يتركنا الغرب المتصهين , فنعود لرشدنا لأننا كلنا نعرف بأن لافرق , ولا صراع سني شيعي بالحقيقة لكننا نتصارع بمشيئة الغرب ,لأسبابه هو, وليس لأسبابنا نحن, تماما كالذي يحصل بسوريا ..
فأنا لا أصدق بأن الحرب طائفية , أو قبلية , أو عشائرية بسوريا
إنما أريد لها هذا اللبوس ..
ماقدمته أخي الفاضل ليس إحباطًا فالأمر لكم ,, لكنه مجرد رأي
واعتبر هذه مشاركتي , فأنا بطبيعة الحال لا أناقش أمورًا دينية أو سياسية بالمنتديات ليس لأنني لا أناقش , ولا أحبها كلا .
بل لأنني لا أستطيع معرفة سوية المحاور الآخر , وثقافته ..فهذه حوارات نخبوية كما تعلم يا أخي .. وبحاجة إلى معرفة من تحاور
أتمنى لكم التوفيق , وأكرر شكري لك فأنت تلتقط الموضوع الأخطر , والأهم بحياتنا الدينية والفكرية في العصر الحديث
مع فائق محبتي واحترامي
حسن إبراهيم سمعون

[عدنان أبوشعر]

[align=justify]
أخي منذر
عجبت لأمرك، إذ لو كان النقاش يدور بيننا في الندوة الثقافية التي نعقدها عادة في دارتنا لعذرتك، إذ قد يقودنا التسرع في الردّ أحياناً –ونحن نرتجل ما نقول- إلى إغفال جانب مفصليّ في دُفوع المُحاور ووجهة نظره.
أما وأنت جالس على أريكتك ترتشف القهوة وتدير الفكرة، وتمعن النظر، وتحاور النص المكتوب بعقلك مرات ومرات لتصدر عن رأي، فهذا لعمري أمرٌ لا يُتساهل فيه، ولا يُتجاوز عن هناته.

أبدأ بإعادة التنويه إلى أن غاية بحثي:
1- الوصول إلى أن (أصل) الخلاف كان سياسياً بامتياز.
2- تسليط الضوء على استثمار الساسة لهذا الخلاف لتحقيق مآربهم.
3- قراءة الرواية التاريخية ضمن سياق الفضاء السياسي والاجتماعي والثقافي الذي ولدت فيه، ومدى تأثرها به، وتأثيره فيها.
4- تناول الأخبار المشكوك بصحتها تاريخياً على أنها وثيقة تاريخية تعالج المفاهيم السائدة في حينها في ظل مؤثرات متعددة.
5- تجنيب الأمة تداعيات الاصطفاف المذهبي.
6- النظر في المشترك الذي يؤسس لعلاقات تطور الإنسان والعمران.

وفي موضع آخر تدَّعي بأنني –وأقتبس-: "تسرعتَ في قبول الأخبار، واعتمادها كقاعدة توصل إلى النتائج المبتغاة من البحث، ولم تنتبه إلى (تعديل) رجالات أسانيد الأخبار"، ولعلك لو قرأت بتمعن إيرادي لما ذهب إليه الزبيدي، وابن خلدون والشهرستاني، لوجدتني أُتبع آراءهم برأي الشيعة – وهو واجب تمليه الحيدة والنصفة- وهو رأي غير ملزم، رغم أنهم استدلوا على صحته بإيراد الطبري له، والطبري عالم بأحوال الرجال و لم يعقب على الحديث. رغم أن سواه قد رد الحديث بحجة الإرسال أو ضعف رجاله. ولكن الحديث يظل رأياً للشيعة ولا بدَّ من ذكره.
وأما أبو مخنف لوط بن يحيى، فإنني اختصرت أصل ما كتبت عنه في هامش بحثي خشية الإطالة على القارئ، وهذا هو النص الأصلي بتمامه:
" أبو مِخنف لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف بن سُليم الأزدي، كان جده مخنف صحابياً، و له بعض الأحاديث في كتب السنن، ترجم له ابن حجر في "الإصابة في تمييز الصحابة"، و قال عنه ابن النديم: إنّ مخنفاً هذا كان من أصحاب علي بن أبي طالب. مات سنة 157هـ.. قال عنه ابن النديم في الفهرست: قالت العلماء: أبو مخنف بأمر العراق و فتوحها و أخبارها، و المدائني بأمر خراسان والهند و فارس، و الواقدي بالحجاز والسيرة، و قد اشتركوا في فتوح الشام. وأجمع أئمة الجرح والتعديل من أهل السنة والجماعة على الطعن فيه، فقال فيه صاحب "القاموس": إن أبا مخنف إخباريّ شيعيٌّ تالف متروك. وقال فيه أبو حاتم الرازي: إنه متروك الحديث. وقال فيه الدارقطني: إخباري متروك الحديث, وقال فيه يحيى ابن معين ليس بثقة. وقال فيه الذهبي: إخباري تالف لا يوثق به. وعدّه علماء الشيعة شيعياً بيد أنه ليس إمامياً كما صرّح بذلك ابن أبي الحديد والنجاشي.
ألَّف كتباً كثيرة، بلغت وفق ما عدّه ابن النديم و صاحب "فوات الوفيات" 33 كتاباً، منها: كتاب الردة ، كتاب فتوح الشام، وكتاب فتوح العراق، و كتاب الجَمَل، وكتاب صفين، و كتاب مقتل علي بن أبي طالب، وكتاب وفاة معاوية، وكتاب وقعة الطفّ المشهور بمقتل أبي مخنف، حققه الشيخ الغروي، وطبعته مؤسسة النشر الإسلامي بقم".

ورغم ذلك فإنني أعود فأؤكد بأن إيرادي لحديث أبي مخنف كان شاهداً لتأكيد رواية تتبناها (الشيعة)، ويؤكد الفكرة التي أحاول إيصالها للقارئ الكريم بأن خلاف الأوائل لم يكن عقدياً بمقدار ما كان سياسياً، وفي ذلك قلتُ:
" وقد تابع الحسن والحسين نهج أبيهما في التعاطي مع معاوية فكانا - وفق روايات الشيعة أنفسهم- يقبلان عطاياه ويصليِّان خلفه، ولو رأيا فيه كفراً أو مروقاً من الدين لما فعلا ذلك. فقد أورد ابن أبي الحديد -الشيعي المذهب- في كتابه شرح ابن أبي الحديد ج2، ص823: " ومعاوية أول رجل في الأرض وهب ألف ألف، وابنه يزيد أول من ضاعفه، كان يجيز الحسن والحسين بن علي في كل عام لكل واحد منهما بألف ألف درهم. وكذلك كان يجيز عبد الله بن عباس وعبد الله بن جعفر"، وكذا ورد في كتاب مقاتل أبي مِخنف[وقعة الطفّ] ص7".

أخيراً، أسأل الله أن يمنحك مزيداً من الصبر والأناة، ويجنِّبك مصائد الأفكار المسبقة، ويثنيك عن ردٍّ متعسف لمخالف لك في رأي.

ودمت تاج علم على رؤوس مثقفي آل أبي شعر.
[/align]

[عدنان أبوشعر]

[align=justify]الأستاذ الشاعر حسن إبراهيم سمعون
رغم مرارة ماقلت، وعمق ما صوّرت، إلا أنني سأتابع دراستي ممسكاً بوسط العصا: سأعود لصومعتي أبقر بطون الكتب وأفرغ ما فيها في ذاكرتي المترعة بصور مفزعة وموجعة، وسأرتدي ثوب (أستراغون) الذي حاكه (سامويل بيكيت) على قدّ وطني الجريح، وإذا ما سؤلت أجبت: إنني في انتظار غودو.[/align]

[هدى نورالدين الخطيب]

[align=justify]

تحياتي لك دكتور عدنان
نحن بأمس الحاجة لمثل هذه الدراسات
أتابع باهتمام وسأرجئ مداخلتي حتى تكتمل فصول الدراسة.
يثبت للأهمية
تفضل بقبول فائق تقديري واحترامي

[/align]

[حسن ابراهيم سمعون]

اقتباس  عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان أبوشعر [align=justify]الأستاذ الشاعر حسن إبراهيم سمعون رغم مرارة ماقلت، وعمق ما صوّرت، إلا أنني سأتابع دراستي ممسكاً بوسط العصا: سأعود لصومعتي أبقر بطون الكتب وأفرغ ما فيها في ذاكرتي المترعة بصور مفزعة وموجعة، وسأرتدي ثوب (أستراغون) الذي حاكه (سامويل بيكيت) على قدّ وطني الجريح، وإذا ما سؤلت أجبت: إنني في انتظار غودو.[/align]

الفاضل الدكتور عدنان , أنا واثق بأنك وأمثالك ستصرعون غودوت , وتنتصرون عليه ولو بعد حين ,, فقمة العبثية والفوضى واللامعقول مانشاهدة بهذه الفضائيات الصفراء ..
لكني مازلت أرى بأن بين السنة والشيعة مايجمع أكثر مما يفرق ,, والمسألة مسألة وقت ..
لكن على بركة الله وبتوفيقه .. مع محبتي وتقديري واحترامي لإقدامك ..
حسن إبراهيم سمعون

[عدنان أبوشعر]

[align=justify]الأستاذ الكاتب فهيم رياض
أشكر اهتمامك بما كتبت. وأرجو أن يُكتب لي خدمة أمتي وديني.

ولك محبتي وتقديري
عدنان[/align]