التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,850
عدد  مرات الظهور : 162,325,568

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > هيئة النقد الأدبي > الدراسات > دراسات أدبية
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 15 / 02 / 2013, 27 : 01 AM   رقم المشاركة : [11]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات

 الصورة الرمزية نصيرة تختوخ
 





نصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond repute

رد: التيفيناغ بين الأسطرة , والواقع

[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]أستاذ حسن. يمكن أن تجد في النت أو في المجلات والكتب آلاف المقالات والأبحاث وتقارير الجمعيات وحتى حركات تظهر وكأن الغبن الأمازيغي ليس بعده غبن والحقيقة أن هناك مناطق في المغرب مثلا فعلا طالها تهميش لأسباب معينة لكن ذلك لم يمنع من كون النخب المغربية متعددة الانتماء.
حتى صاحب المقال يتحدث عن خلق قواعد والابتكار والبحث والخلق هل يمكن مقارنة هذا بلغة جاهزة متكاملة بقواعدها وصرفها ونحوها وهي اللغة العربية وهل نجرمها لأن أكرام agram تقرأ على غير مايشتهي صاحبها يمكن أيضا أن نتهم الأمازيغية ونقول أنها لا تفرق بين الأخضر والأزرق وأن للونين تستعمل كلمة أزيزا أو أن الأمازيغ في كثير من المناطق يعدون بالعربية مع تغييرات بسيطة ، ثناين ، ربعا، حداش 11 ..
يمكن للمصريين أيضا أن يتذمروا من العربية لأنها لا تعبر عن نطقهم لكلمة رجب Ragabويحيوا الهيروغليفية ويكتبوا بها للافتات فمحبوا الهيروغليفية من كل بلدان الدنيا.
الاهتمام بالتراث شيء واحترامه وتثمينه لكن خلق صراعات أمر خطير .كان عندي منذ بضع سنوات تلاميذ مغاربة بدأوا يسألونني هل أنت أمازيغية أم عربية فأرد أنا مثلكم مغربية الأصل مع العلم أن هذا لم يكن موجودا في السابق.
هناك تمويلات وتشجيعات للأسف لا تكون في خدمة الثقافة بل في خدمة هدم الثقافة.
وهناك تطور للغات الحية المستعملة في الأدب والعلوم والمعرفة تحتاجه الأمازيغية لتوحيدها وتنظيمها وترتيب أمورها ويحتاج ذلك لقطع أشواط ورحم الله الأعلام المغاربة والجزائر الأمازيغ الذين كانوا منارات للعلوم ولم يجعلوا تيفيناغ أو غيرها حاجزا بينهم وبين بني وطنهم أقتبس هنا من كلام العلامة المغربي المختار السوسي؛ وماأدراك ما المختار السوسي في تاريخ وثقافة المغرب ؛ عن العربية
"[mark=#FFFFCC]الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، فتح العيون، وأرهف الآذان،وهدى النجدين،وأنطق الألسن باللغات،وخص كتابه الكريم بأفصح اللغات، لغة العـرب خير لغة أخرجت للناس،بعدما هذبتها ألسـن العـرب العرباء، ثم شذبتها حكمة القرآن بالمثل العليا، فاستحقت أن تـكون لغة عامة لجميع من يعتنقون الإسلام من أقصى الشرق إلى أقصى المغرب.فالحمد لله الذي هدانا حتى صـرنا نتذوق حلاوتها،ونـدرك طلاوتها،ونستشف آدابها، ونخوض أمواج قوافيها، حتى لنعد أنفسنا من أبناء يعرب، و إن لم نكن إلا أبناء (أمازيغ). فالإنسان بذوقه وبما يستحليه عند التعبير،لا بما رضعه من ثدي أمهاته، و اللسان ما تتفتح له به المعـاني الحلوة،لا ما يتهدج به من لغة يرثها… وتلك نعمة أنعم الله بها علينا من فضله وكرمه، حتى إننا لنرى أنفسنا من ورثة الأدب العربي، فنغار إن مسه ماس بفهاهة، ونذود عن حماه إن أحسسنا بمـن يريد أن يمسه بإهانة، فنحن عرب أقحاح، من حرشة الضباب، والمستطيبين للشِّيـح والقيصوم، وإن لم تكن أصـولنا إلا مـن هؤلاء الذين يجاوروننا من أبناء الشلحيين الأماجد.''[/mark]دمت بخير ودامت لنا ثقافتنا المغاربية الغنية بكل مكوناتها وتاريخها المجيد.
تحياتي لك مجددا [/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
نصيرة تختوخ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16 / 02 / 2013, 15 : 12 AM   رقم المشاركة : [12]
عبد الحافظ بخيت متولى
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية عبد الحافظ بخيت متولى
 





عبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

رد: التيفيناغ بين الأسطرة , والواقع

جميل هذا الطرح ومداخلاته الراقية جدا وهو طرح بكر وجيد ويحتاج إلى الكثير من المناقشات حتى نتعلم نحن هذه اللغة ذات التاريخ العريق والمعالم الثقافية وكنت أعرف ان كل لغة وطنية تصاحبها لغة محلية مثل لغة اهل النوبة فى مصر والمهرة فى اليمن والجنوب فى السودان والاكراد فى العرق والامازيغية فى دول المغرب ونحن بحاجة الى ان نتعرف على جماليات هذه اللغات وروافدها الثقافية وجذورها وليتنا نخصص بابا هنا لعلم وفقه هذه اللغات يتولاه المتخصصون والعالمون بأسرار هذه اللغات وانا ارفع الأمر الى الاديبة الاستاذة هدى الخطيب لتخصص لنا بابا مستقلا لهذا الامر الذى من خلاله يمكن ان نتعرف على ثقافة شعوب مختلفة
كل محبتى للجميع وجهد مشكور
عبد الحافظ بخيت متولى غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16 / 02 / 2013, 30 : 12 AM   رقم المشاركة : [13]
عبد الحافظ بخيت متولى
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية عبد الحافظ بخيت متولى
 





عبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

رد: التيفيناغ بين الأسطرة , والواقع

الأستاذة نصيرة
يدهشنى جدا طرحك وفيما يخص الهيروغليفية المصرية فبعض مفرداتها لا زالت تعيش بينهم لانهم تشربوا هذه الحضارة القديمة وتسكنهم ولم يتوقفوا عند قول احدهم - مثلا - عن الهرم انه " حتة صنم هايف" وكلمة " هايف " فى المصرية القديمية تعنى الوحدة والضعف والحقيقة ان الهرم لم يكن "حتة صنم هايف" بل ظل شاهد على تاريخ حضارة لعبت الدور الاكبر فى العالم وما زالت تلعبه وتميزت بعبقرية لم تصل اليها كل تطورات العالم ذلك الهرم سر عبقرية الهندسة فى الحضارة المصرية لم تصل اليه كل كل نظريات التقدم العلمى ذلك الهرم الذى شهد له الاعداء فحينما وقف نابليون اما ابى الهول بجوار الهرم قال لجنودة: إن اربعين قرنا من الزمان تنظر اليكم الان" وهذا سر الشموخ والخلود ويسظل الهرم شامخا وخالد ورمزا لحضارة نقية لا تعرف التزوير حضارة مازالت تعيش فى وجدان كل مصر وهى اساس ذاكرته التاريخية حضارة لها فضل على الجميع حتى من يعتبرونها " هايفة الان" لكنها لن تكون هايفة فى يوم الايام بل ستظل شامخة ما بقيت وستبقى رغم الانوف
كل محبتى وتقدير لوعيك ولوعى هذه الاطروحة الجميلة
عبد الحافظ بخيت متولى غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16 / 02 / 2013, 30 : 12 AM   رقم المشاركة : [14]
عبد الحافظ بخيت متولى
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية عبد الحافظ بخيت متولى
 





عبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

رد: التيفيناغ بين الأسطرة , والواقع

الأستاذة نصيرة
يدهشنى جدا طرحك وفيما يخص الهيروغليفية المصرية فبعض مفرداتها لا زالت تعيش بينهم لانهم تشربوا هذه الحضارة القديمة وتسكنهم ولم يتوقفوا عند قول احدهم - مثلا - عن الهرم انه " حتة صنم هايف" وكلمة " هايف " فى المصرية القديمية تعنى الوحدة والضعف والحقيقة ان الهرم لم يكن "حتة صنم هايف" بل ظل شاهد على تاريخ حضارة لعبت الدور الاكبر فى العالم وما زالت تلعبه وتميزت بعبقرية لم تصل اليها كل تطورات العالم ذلك الهرم سر عبقرية الهندسة فى الحضارة المصرية لم تصل اليه كل كل نظريات التقدم العلمى ذلك الهرم الذى شهد له الاعداء فحينما وقف نابليون اما ابى الهول بجوار الهرم قال لجنودة: إن اربعين قرنا من الزمان تنظر اليكم الان" وهذا سر الشموخ والخلود ويسظل الهرم شامخا وخالد ورمزا لحضارة نقية لا تعرف التزوير حضارة مازالت تعيش فى وجدان كل مصر وهى اساس ذاكرته التاريخية حضارة لها فضل على الجميع حتى من يعتبرونها " هايفة الان" لكنها لن تكون هايفة فى يوم الايام بل ستظل شامخة ما بقيت وستبقى رغم الانوف
كل محبتى وتقدير لوعيك ولوعى هذه الاطروحة الجميلة
عبد الحافظ بخيت متولى غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16 / 02 / 2013, 49 : 12 AM   رقم المشاركة : [15]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات

 الصورة الرمزية نصيرة تختوخ
 





نصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond repute

رد: التيفيناغ بين الأسطرة , والواقع

[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]أستاذ عبد الحافظ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وتسعدني إطلالتك دوماً،
الهيروغليفية فعلا تدرس لمحبيها والمهتمين بها هنا في هولندا على حد علمي ودون شك فإن الأمر سيكون كذلك في بلدان أوروپية أخرى. لكن الخطر حينما يتم تحقير اللغة العربية أو ماجاءت به الحضارة الإسلامية لمصر وتمجيد الحضارة الفرعونية فقط من أجل ذلك من طرف المستشرقين وغيرهم.
تخيل سيدي الفاضل أني كنت أتحدث مع أحد الهولنديين منذ سنوات فأخبرني أنه يتعلم اللغة المصرية وكنا نتحدث عن مصر وقلت له تقصد العربية فرد بتعجب وبطريقة وكأنه يتعالى عن العربية قائلا: لا '' الهيروغليفية '' . مع العلم أن هذا السيد زار مصر عدة مرات ومعجب جدا بالإرث الفرعوني الذي تقدره الإنسانية جمعاء لكني أرى الثقافة المصرية غنية بالتراث الفرعوني ومابعده وجميلة بمزيجها وتنوعها وروعة التعايش وبصمات الماضي فيها.
وأحترم جدا كل الساعين إلى الحفاظ على إرثهم الحضاري مع الوعي بالأخطار التي قد يبيتها لهم الدخلاء.
لعلمك أستاذ عبد الحافظ فقد زرت السنة الماضية هنا بهولندا متحفا نقل مجموعة مومياء ات فرعونية ومجوهرات وأدوات وأشياء أخرى من مصر. فعلا أمور مذهلة كثيرة يظل العلماء يكتشفونها وهم يفحصون ويدققون فيما وجودوه من آثار ومخلفات فرعونية.
أذكر أيضا في متحف اللوڤر بباريس أني شعرت بالحسرة على كم الآثار المصرية التي نقلت له.

تقديري وتحيتي.[/align]
[/cell][/table1][/align]
نصيرة تختوخ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16 / 02 / 2013, 38 : 09 PM   رقم المشاركة : [16]
حسن ابراهيم سمعون
شاعر - رئيس ومؤسس الديوان الألفي ( ألف قصيدة لفلسطين)

 الصورة الرمزية حسن ابراهيم سمعون
 





حسن ابراهيم سمعون has a reputation beyond reputeحسن ابراهيم سمعون has a reputation beyond reputeحسن ابراهيم سمعون has a reputation beyond reputeحسن ابراهيم سمعون has a reputation beyond reputeحسن ابراهيم سمعون has a reputation beyond reputeحسن ابراهيم سمعون has a reputation beyond reputeحسن ابراهيم سمعون has a reputation beyond reputeحسن ابراهيم سمعون has a reputation beyond reputeحسن ابراهيم سمعون has a reputation beyond reputeحسن ابراهيم سمعون has a reputation beyond reputeحسن ابراهيم سمعون has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

رد: التيفيناغ بين الأسطرة , والواقع

السيدات والسادة ,, منذ فترة , وأنا أشعر برهاب الكتابة , وكأنني لا أجيد اللغة العربية , وأشعر بأنني أحتاج لقاموس يفسر , ويوضح ما أكتب ,وأحتاج مرشدًا يعلمني أدبيات الخطاب , والسلوك ..
هذا إحساسي لاعلاقة لأحد به وربما هو ناتج عن وضعنا المحزن بسوريا ,, فأغلب الناس صارت لاتفهم على بعضها ...
بالنسبة لملف التيفيناغ بين الأسطرة والواقع .
نوهت , وصرحت , وصرخت , وتوسلت ,, بأنه يندرج ضمن الحالة الثقافية والنقاش الفكري ..وكنت أتمنى أن لايحاصر بطروحات تشعبه , وتفتته بمزالق السياسات , والإيديولوجيات
فأنا لم استخدم كلمة طمس التي استخدمتها الأستاذة نصيرة بردها علي , وليس على المقال كمناقشة ..فالحجب غير الطمس والفرق كبير جدًا فالطمس يستخدمه الصهيانة ضد حضارتنا وهويتنا العربية بفلسطين , أما الحجب فهو ستر الجميل من حجاب الله إلى حجاب المرأة الجميلة ..
الموضوع برمته ثقافي إنساني , يتعلق بتراكم الحضارة الإنسانية وكما نعرف بالكليات وتدرجها من النوع إلى الفصل إلى الجنس
فالفقاريات كنوع , أعم من الثديات كشعبة, والثديات أعم من الأنسان كفصل , والإنسان أعم من رجل كجنس , وهكذا ..
فالحضارة الفرعونية سابقة على الحضارة العربية مثلا ومن لاينحني أمام الأهرامات , وأبي الهول , والعقل البادع لهما ,والشعب المصري العظيم .. أنا اشك بإنسانيته .
والحضارة السورية بأشكالها الكنعانية , والفينيقية , والسومرية , والبابلية , والكلدانية ,والآشورية والسريانية ,والآرامية سابقة للمسمى العربي لهذه الحضارة,, وهذه التسميات هي لشعب واحد , وهؤلاء هم أسلاف العرب الحاليين, وليس كما يدعى خبثاء المستشرقين ,الذين جعلوا الفلسطينين شعبًا من وراء البحار..
ولن أتطرق إلى طسم وجديس والعرب البائدة والعرب العاربة . والعرب المستعربة .
أنا أرى بأن الفكر يتدرج من الوطني , إلى القومي , إلى الأممي , إلى الأرضي , إلى الكوني.
فبيت من العتابا تقوله صبية من جرود عكار يطربني ( وطنيًا ) وقطعة موسيقية لبيتهوفن تطربني إنسانيًا , أو لوحة من المكسيك ..
فالحضارة الإنسانية تراكمية , وملك البشرية كلها ,,
قد تفلح السياسة , بحكم وتقسيم الجغرافية , لكنها لم ولن تفلح بتقسيم الثقافات لذلك تعمد إلى تشويهها ..
فسوريا تقسمت جغرافيًا , لكنها لم تقسم ثقافيًا , فالفلسطيني , والأردني , والعراقي واللبناني هو أنا الثقافي كهوية ..
أنا لم أشر إلى الحضارة الإسلامية ,ولم أذكرها كلفظة, ولم أقارن باللغة العربية , أو محاولة احتقارها.. لذلك أرجو عدم سحب الموضوع إلى مكان آخر..
وما نقلته هو مجرد جواب أدلى به إنسان أحترمه كثيرًا , وهو صديقي وزميلي بنور الأدب الأستاذ الأديب المترجم السلطاني ,فآثرت أن أضمه إلى أرشيف النور وليأخذ حقه بالنقاش , لكن على ما يبدو ومنذ مدة لم أوفق بلغتي , وطريقتي ..
وهذا خامس , أو سادس ملف بعد ملف (من يملك كلمة حب لسوريا...) وملف الطائفية الذي أدرجته الأستاذة هدى , لم يلق الاستحسان اللازم..
أشكر كل من داخل هنا ,,وهذه آخر مشاركة لي بهذا الملف , وهو متروك برسم الإدارة الموقرة. للحذف أو تركه ,فأنا أفضل الحوار على السجال .وأعتذر عن أي إزعاج ....
حسن إبراهيم سمعون


للمقارنة : بهذه العبارة أنهيت موضوعي , ولم أقل طمس , ولم أقل حياة سياسية , بل حياة ثقافية , ولم أذكر اللغة العربية , والاالإسلام ولا القرآن فلا أدري لم صارت المقارنة بهكذا معادلة

أتمنى على الأستاذ السلطاني , كتبة سلسلة بإسلوبه الجميل عن هذه الأمة , تاريخها , حضارتها , تراثها ’ ثقافتها
وماهي الأسباب الكامنة وراء حجب هذه الأمة ولمَ لم تأخذ حقها بالحياة الثقافية شأنها شأن كل المجتمعات والأمم

وهذا كان استهلال الأستاذة نصيرة , بالرد علي شخصيًا , ولا أدري ماهي المساحات الخطرة بهكذا طروحات, وماهي المنزلقات الخطرة


أستاذحسن إسمح لي أن أقول لك أنه ليس هناك طمس للأمازيغية وأنناحين نتحدث عنالأمة الأمازيغيةنبدأ بالدخول في مساحات خطرة بحكم الانسجام والتمازجالموجود في الدول المغاربية وأن مايمكن الانزلاق إليه هو عكس مايشتهيالمثقف الغيور على وطنه من إحياء نعرات تؤدي للتمزيق أكثر من جمع الشملوتطوير الثقافة وإبراز تنوعها الغني.
توقيع حسن ابراهيم سمعون
 [gdwl] [/gdwl][gdwl][/gdwl][gdwl][/gdwl][gdwl]
مادمت محترمًا حقي فأنت أخي آمنت بالله أم آمنت بالحجر
[/gdwl]
حسن ابراهيم سمعون غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16 / 02 / 2013, 12 : 10 PM   رقم المشاركة : [17]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات

 الصورة الرمزية نصيرة تختوخ
 





نصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond repute

رد: التيفيناغ بين الأسطرة , والواقع

[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]أستاذ حسن أنت قلت حجب وأنا رددت بطمس ومع الاختلاف الذي أشرت إليه إلا أن قصدي في الحالتين واحد المغرب لم يتنكر لأمازيغه يوما ولاأظن الجزائر فعلت. في المدارس أول دروس التاريخ المغربي يبدأ بسكان المغرب الأصليين هم البربر أبناء مازيغ.
بالنسبة للمساحات الخطرة والانزلاقات المتعلقة بهذا الموضوع فهي كثيرة من بينها التمايز والتمييز وتقسيم الساكنة كما ذكرت وأشرت إلى ذلك. هناك من يصل إلى رفض العربية ورفض الإسلام وهناك من الجمعيات المدافعة عن الأمازيغية من وصل بها الحد للتطبيع مع الدولة الصهيونية والنظر للمسألة كمسألة أقليات واضطهاد وأمور من هذا القبيل.
هناك تمويل وتشجيع ودعم من الخارج للأسف لايكون في سبيل الدعم الثقافي بل في سبيل الهدم. كما أن هناك دخول من باب التعاطف إلى نشر أفكار هدامة.
أستاذ حسن أظنني شرحت كثيرا في مداخلاتي السابقة.
بالنسبة لي أنت إنسان أحترمه وأقدره.
مع أنني للأسف أشعر دوما أنك كونت نظرة خاطئة عني، تمنيت لو تتغير مع الوقت لكن أمنيتي حسب مايبدو لي لم تتحقق.
أسعد الله أوقاتك وكل الخير أتمناه لك .[/align]
[/cell][/table1][/align]
نصيرة تختوخ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16 / 02 / 2013, 29 : 11 PM   رقم المشاركة : [18]
Arouba Shankan
عروبة شنكان - أديبة قاصّة ومحاورة - نائب رئيس مجلس الحكماء - رئيسة هيئة فيض الخاطر، الرسائل الأدبية ، شؤون الأعضاء والشكاوى المقدمة للمجلس - مجلس التعارف

 الصورة الرمزية Arouba Shankan
 




Arouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond repute

رد: التيفيناغ بين الأسطرة , والواقع

من جهتي هي المرة الأولى التي اسمع فيها عن الامازيغية لبعدي الجغرافي عن أماكن تواجدها
لكنني استذكر بعض النسوة القدامى اللاتي فعلا كنت ألمح النقوش فوق اياديهن فهل لها علاقة بموضوعنا
الله أعلم
على كل سأستفيد كثيرا مما قدمه السادة الأفاضل
تحية لجهوكم جميعا
توقيع Arouba Shankan
 

مازلت ابنة بلاط رباه في أعالي المجد بين الكواكب ذكره
أحيا على نجدة الأباة ..استنهض همم النبلاء.. وأجود كرما وإباءً
Arouba Shankan غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 18 / 02 / 2013, 25 : 04 PM   رقم المشاركة : [19]
عادل سلطاني
شاعر

 الصورة الرمزية عادل سلطاني
 





عادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: التيفيناغ بين الأسطرة , والواقع

اللغة الأمازيغية : مقاربة أنثروبولوجية للباحث المغربي لحسن أمقران

توطئة: لم تتعرض أية لغة من لغات البحر الأبيض المتوسط لما تعرضت له اللغة الأمازيغية من التجاذب والنقاش بل والازدراء والتقريع أحيانا، والسبب في ذلك يرجع إلى عوامل تاريخية، لازمت المجتمع الأمازيغي منذ أن بدأ يتثاقف أو يخضع لمقتضيات الاحتلال والغزو من طرف الأمم الوافدة التي حملت معها ثقافتها، ولطالما وصفت هذه اللغة بأنها لغة بدائية سوف يتم اضمحلالها شيئا فشيئا كما اضمحلت اللغات البدائية الأفريقية الأخرى، وهناك من يصفها بأنها مجرد لهجة متخلفة لا تستطيع أن ترقى إلى درجة “اللغة” وأحرى أن ترقى إلى درجة اللغات التي تتعايش معها كالعربية والفرنسية، لأنها تحتاج إلى معيرة وتقعيد في كل جوانبها الصرفية والمعجمية والتركيبية، وهناك من سولت له نفسه بأن يتخذها لهجة أو فرعا من اللغات المتوسطية الأخرى كما يحلو لبعض دعاة العروبة حينما يعتقدون أنها تنتمي إلى اللغة العربية القديمة، وهذه التجاذبات التي لا تبني تصوراتها على أسس علمية لها ما يبررها عبر التاريخ، ولربما كانت الجزاء الدرامي لطيبوبة الشعب الأمازيغي وأريحيته وسعة صدره لأنه آوى بين ظهرانيه شعوبا أخرى سمح لها بأن ترضعه من ثقافتها، ويهون عليها أن تمنع عنه أن يرتضع ثدي أصالته.. ولكن بموازاة مع كل هذه الادعاءات البعيدة عن المنطق العلمي، نجد اللغة الأمازيغية تستمر في إثبات وجودها والتمتع بحياتها غير عابئة بما يحاك ضدها، ونجد ئمازيغن لا زالوا يتواصلون بلغة أجدادهم التي أثبتت الدراسات اللغوية أنها تعتبر من أقدم اللغات الأفريقية، وقد استطاعت في الآونة الأخيرة أن تخرج من عنق الزجاجة التي أوقعها فيه الإقصائيون الذين يسيطرون على مقاليد الحكم في بلاد الأمازيغ أو الشمال الأفريقي، فقد سبق لنا أن أشرنا إلى أن الغاية الكبرى التي سعى إليها المخزن في المغرب الأقصى على سبيل المثال بمجرد إعلان ما يسمى بالاستقلال، هي القضاء قضاء مبرما على ما سموه ب “اللهجات البربرية” وتعريب الحياة العامة للمغاربة، ومن أجل تحقيق هذه الغاية الشنيعة ما فتئت أقلام القوميين العرب ومن يدور في فلكهم من الأمازيغ المستلبين والمتشبثين بالفكر العربي، سواء بطابعهم الديني أو اليساري، يومئون إلى المغاربة في منابرهم بأنه لكي نرتقي سلم الحضارة فيجب تجاوز هذه المسألة بإقرار اللغة العربية اللغة الرسمية لهذا البلد، وتنميتها والقضاء على العوالق التي تحول دون تطورها، ومن بينها على كل حال العوالق اللغوية المحلية التي تكتنفها البدائية والتخلف، وخلال كل هذه الفترة التي تم فيها رفع شعار الإبادة والإهمال ضد اللغة الأمازيغية، ظل الأمازيغ متمسكين بأريحيتهم، التي تكاد تكون غباء وغفلة وذلا لا مبرر له، فقد كانوا هم الحماة الحقيقيون لللغة العربية والذائذون عنها في مواجهة اللغات الأوروبية، ولا أدل على ذلك من أن غالبية أساتذة اللغة العربية اليوم بأمهات الجامعات والمدارس المغربية أمازيغ أقحاح، ومن أن غالبية المدارس العلمية التقليدية التي تدرس اللغة العربية في المناطق التي تتحدث بالأمازيغية بطلاقة… هذا الوضع الذي سوف يتحول مع ظهور الحركة الأمازيغية التصحيحية إلى طرح السؤال العريض حول مستقبل لغة صامدة وحية في ضمير المغاربة، وإذا كان هذا السؤال قد طرح على المستوى السياسي والبيذاغوجي والثقافي، فإن طرحه الذي سوف يعري كل مسكوت عنه في فضاءات السياسة اللغوية بالمغرب هو الطرح الأنثروبولوجي، هذا الطرح الذي سينبني على الإجابة الواضحة على عدة أسئلة ذات طابع إثنوغرافي وإثنولوجي حول المسألة اللغوية ببلدنا بعيدا عن المزايدات الأيديولوجية، ومن هذه الأسئلة التي يتوجب على الطلبة تمحيص الأجوبة عنها : أ‌- ما هو مفهوم اللغة، وما الفرق بين هذه اللفظة وبين الألفاظ الأخرى الشبيهة كاللهجة مثلا، وما هي الحقول العلمية التي ترتبط بها؟ ب‌- ما هو نصيب اللغة الأمازيغية من الدراسات الأنثروبولوجية؟ ت‌- ما اللغة الأمازيغية وما هي خصائصها ؟ وما موقعها في السوق اللغوية الوظنية؟ ث‌- ما هي أهم الإشكاليات التي يعاني منها إدماج اللغة الأمازيغية؟ 1- تحديد بعض المفاهيم : 1-1: مفهوم اللغة : أ- ما هي اللغة ؟ إن ما يهمنا هنا الجانب الاصطلاحي لللغة، أما الجانب المعجمي اللغوي، فلن نناقشه بالنسبة لحصة الدراسات الأمازيغية، وقد عرف الكثير من الدارسين اللغة وأعطوا لها مفاهيم مختلفة ، ومن بين التعريفات التي أعطيت لها : + تعريف دائرة المعارف البريطانية الذي يقول : ” اللغة هي نظام من الرموز والوسائل الصوتية والمفردات والنحو وما إلى ذلك من القواعد التي تعد أداة للتعبير عن الأفكار والاحاسيس” + تعريف الأنثروبولوجي الأمريكي إدوارد سابير الذي يقول: “اللغة هي وسيلة للإنسانية تستعمل لتوصيل الأفكار والانفعالات والرغبات عن طريق نظام من الرموز التي تصدر بطريقة إرادية، أي أننا نتكلم عندما نرغب أما عندما لا نرغب فلا نتكلم ” + تعريف ستيفن أولمان إذ يقول : “اللغة نظام من رموز صوتية مخزونة في أذهان أفراد جماعة لغوية، وهي نظام من الرموز الصوتية الاصطلاحية ” وهكذا نجد أن أغلب الذي عرّفوا اللغة يتفقون “أنها النظام الصوتي الذي يتم التواصل به داخل مجموعة بشرية” ، ونضيف لهذه التعريفات أنه لا بد أن يكون هذا النظام الصوتي ذا معيارية وقواعد من أجل تمييز اللغة الإنسانية عن لغة الحيوان، إذ أن لكل كائن حي لغته، التي يتواصل بها مع بني جنسه…. ب- ما طبيعة اللغة كممتلك رمزي للجماعة الإنسانية؟ لللغة أيا كانت مظهران : + مظهر طبيعي عضوي تبدو فيه أداة لتحريك الأعضاء الصوتية في جسم الإنسان كالشفتين واللسان واللهاة والفكين والرئتين والحنجرة، فحركة هذه الأجزاء هي التي تخلق الأصوات المختلفة، وهي التي تميز الإنسان كحيوان ناطق، رغم أنها التي تربط بينه وبين الحيوانات الأخرى، إذ أن لكل حيوان صوته الذي يميزه.. + مظهر وضعي ثقافي يظهرها كمجموعة رموز أو إشارات أو ألفاظ متفق على معانيها وقواعدها بين أفراد مجموعة بشرية للتعبير عن المشاعر والأفكار بحيث أن كل لفظ وكل عبارة يؤديان معناهما من أجل الحصول على التواصل دون لبس أو غموض.. ومما سبق أن اللغة كيفما كانت ما هي إلا وسيلة طبيعية وضعها الإنسان بشكل جماعي من أجل التواصل، وليست هنالك جماعة إنسانية بدون هذه الوسيلة، لأنها الحاملة للأفكار والمعبرة عن الأحاسيس، علاوة على أنها المحركة للجهاز الصوتي لدى الإنسان.. جـ- كيف نشأت اللغة ؟ السؤال المطروح هنا هو: هل نشأت اللغة منذ تواجد الإنسان على الأرض؟ أم أنها نشأت بعد توفر ظروف معينة؟ وكيف تم ذلك في الحالتين معا؟ يرى أفلاطون بأن اللغة هبة من الطبيعة والإنسان يتلقاها من الطبيعة ثم تطور فتلقاها من الله فسميت بالتوفيقية ، أما أريسطو فقد قال قولته المشهورة “اللغة من إنشاء المجتمع” ، أما الفلاسفة المسلمون فقد اختلفوا بعد أن اطلعوا على أفكار اليونانيين، فقال بعضهم كما قال أفلاطون بأنها توفيقية، مستدلين بالآية : ” وعلم ءادم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبؤوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين ” ، ولكن ابن جني وءاخرين قالوا بأن الاستدلال بهذه الآية في غير محله لأن معنى “علم” هو “منح القدرة على تعلم الأسماء”، أي أن الأسماء كانت قلب ذلك، والراجح أن هذا الخلاف لا مبرر له طالما أن اللغة ذات طبيعة اجتماعية، إذ يمكن الجزم بأن اللغة بطبيعتها الوضعية الدلالية نشأت بنشوء المجتمع الإنساني، ولا يتصور نشوءها قبل ذلك، وربما بدأت أول ما بدأت بالإشارات التي نؤديها بالأيدي وقسمات الوجه، هذه الإيماءات التي لا نستطيع التحرر منها حتى بعد نشوء اللغة الصوتية، كما يمكن القول بأن الحاجة إلى التواصل بين الإنسان وأخيه هي التي عجلت بنشوء شكلها الصوتي، وبتطور المجتمع وتطور حاجياته سوف تتطور، وسوف تنشأ لها معني وقواعد جديدة، ولا يمكن إعطاء الدليل على نشوئها في زمن معين، لأن المستحثات الأثرية لن تجيب على هذا السؤال بطبيعة الحال، كما لا يمكن إعطاء الدليل على أن هذه اللغة أو تلك هي التي ظهرت لأول مرة من على سطح الأرض، ولكن العلماء واعتمادا منهم على وثائق قديمة، ربما توصلوا إلى وصف بعض اللغات بأنها لغات قديمة بالمقارنة مع لغات أخرى… 1-2: مفهوم علم الإنسان اللغوي : هناك العديد من المصطلحات القريبة من هذا المصطلح تم طرحها للتحديد، منها مصطلح، ع”علم اللغة” أو “علم اللغويات” أو “علم اللسنيات” أو “اللسانيات”، قد لا تكون هذا المصطلحات دقيقة حينما نريد معالجة اللغة من الناحية الأنثروبولوجية، لذا فإن المصطلح الذي يتعين علينا طرحه لتحديد مفهومه بعد أن تعرفنا على اللغة كظاهرة إنسانية طبيعية واجتماعية، هو “علم الإنسان اللغوي”، هذا العلم الذي ينتمي إلى الفرع الثقافي من الأنثروبولوجيا، وهو العلم الذي يهتم بوصف اللغة ومقارنتها باللغات الإنسانية الأخرى من حيث التاريخ والمكونات،وحري بنا أن نتحدث أولا عن نشأته ثم عن فروعه: 1-2-1: نشأته : يقال بأن العقيدة الدينية للهنود هي التي أدت إلى نشوء الاهتمام بعلم اللغة لأول مرة قبل سنة 2500 سنة قبل الميلاد، إذ حدث أن لاحظوا أن اللغة التي يستعملونها في شعائرهم تختلف عن تلك التي كتبت بها النصوص المقدسة، فأرادوا تصحيح هذا الوضع مما أدى إلى مناقشة كيفية تقنين القواعد النحوية لللغة السنسكريتية حتى يتمكنون من استعمالها في طقوسهم، أما في أوروبا فالأمر يعود إلى عهد أريسطو الإغريقي الذي اهتم بالعلاقة بين الأشياء والأفعال من جهة وأسمائها من جهة ثانية من أجل التعرف على القواعد التي تحكم اللغة ثم صاغ بعد ذلك مبادئ علم النحو، واهتم اليونانيون في القرن الثالث قبل الميلاد كذلك بالدرس البلاغي فقسموا مفردات اللغة إلى أسماء متعددة الصيغ، وأفعال تحدث في أزمنة مختلفة، ثم حددوا أشكال الخطاب، أما الرومان فقد التزموا بما تركه اليونانيون من القواعد النحوية لكنهم توسعوا في الشروح المميزة للأساليب اللغوية اللاتينية، وبحلول القرن الرابع الميلادي وضع اللغوي الروماني أليوس دوناتوس صيغ عامة لقواعد النحو اللاتيني، هذه القواعد التي شرحها بريسكيان وبقيت كذلك إلى الآن، ثم استخدمت كمعايير قياسية لللغات الأوروبية التي ظهرت فيما بعد، وقد كانت اللاتينية هي اللغة الأكثر انتشارا في أوروبا إلى نهاية القرن ال17 وبداية القرن 18 حيث بدأت اللغتان الفرنسية والإنجليزية تحتلان الصدارة وتتحولان إلى لغات عالمية بفضل اختراع الطباعة وبفضل الحروب والاكتشافات الجغرافية، وبعد ذلك أسس السير ويليام جونز William Jones علم اللسانيات المقارن في نهاية القرن الثامن عشر لدراسة وتحليل النصوص المكتوبة في لغات مختلفة لكنها ذات صلة، وأشار إلى وجود علاقة بين كل من اللغة اللاتينية، واليونانية، والسنسكريتية توحي بنشوئها من مصدر واحد نتيجة ما لاحظه من تشابه معاني بعض الألفاظ ومن ذلك على سبيل المثال كلمة frater اللاتينية، وكلمة phrater اليونانية، وكلمة bhratar في اللغة السنسكريتية التي تعني كلها “أخ” … واهتم علم اللسانيات بطريقة تشكل كلمات اللغات المختلفة للحصول على معان متشابهة الشيء الذي أدى بهم إلى تحديد العائلات اللغوية التي من أبرزها: شجرة اللغات الهندوروبية : وتضم السنسكريتية، واليونانية، واللاتينية، والإنجليزية، والألمانية، ولغات أوروبية وأسيوية أخرى…. شجرة لغات الجونكوين Algonquian: لغات سكان أمريكا الشمالية الأصليين . شجرة لغة البانتو: تضم اللغة السواحيلية، والهوسا، والزولو ولغات أفريقية أخرى . شجرة اللغات الأفرو أسيوية: كانت تسمى اللغات الحامية السامية وهي العائلة اللغوية الأساسية السائدة في الشمال الإفريقي والشرق الأوسط،،وتنقسم إلى خمس عائلات فرعية هي: السامية، والبربرية، والمصرية، والكوشية، والتشادية، ولكي يتعرف اللسانيون على تاريخ انفصال لغة ما عن عائلتها استعملوا طريقة الثوابت، أي الأسماء التي تبقى ثابتة في العائلة الواحدة ولا تتغير عبر مرور الأزمان… 1-2-2: فروع علم الإنسان اللغوي: أولا: علم اللغات الوصفي De–xx–ive Linguistics : وهو “العلم الذي يهتم بتحليل اللغة في زمن محدد وذلك بإبراز بنياتها الصرفية والصوتية والتركيبية والدلالية” ومن خلال هذا التعريف يتبين أن علم اللغة بمفهومه الحديث يدرس بنية اللغة من الجوانب التالية : 1- الأصوات Phonetics ، ويتعرض لقضية الأصوات وكتابتها ، وأعضاء النطق وعملية الكلام وتصنيف الأصوات اللغوية إلى صوامت وحركات ومخارج وهمس وجهر وإطباق كما يتعرض إلى المقاطع والنبر (stress) والتنغيم (intonation) ، وهذا ما تدرسونه في علم الفونيتيك أو الفونيماتية، الذي تتميز فيه كل لغة بمواصفات صوتية محددة تجعلها مستقلة عن غيرها أو مشابهة لها أو ضمن أسرتها … 2- بناء الكلمة Morphology ، ويعنى بوسائل تكوين الكلمات من الوحدات الصرفية المختلفة، ويختص بالوحدات الصرفية الاسمية أو الفعلية أو الحرفية والتغيرات التي تطرأ على البنية الصرفية لاعتبارات صوتية.. 3- بناء الجملة Syntax ويدرس كيفية تكوين الجمل من الكلمات المختلفة . وهو مجال النحاة في علم النحو والبلاغيين في البلاغة، 4- الدلالة Semantics ، وتُعدُّ قضيةُ الدلالةِ من أقدم قضايا الفكر في حضاراتٍ مختلفة ، إِذ أسهم فيها فلاسفةٌ ومناطقةٌ ولغويون وبلاغيون وأصوليون… ثانيا: علم أصول اللغات : وهو علم حديث عرف منذُ نشأتهِ في القرنِ التاسعِ عشر إلي اليوم عدةَ مناهجَ وفروع , وأهم هذه الفروع : أ- علم اللغةِ المقارن Comparative Linguistics وهو يقارن اللغات المنتمية إلى أسرةٍ لغويةٍ واحدةٍ ويهتم بالإستخدام الأقدم في هذه اللغات للوصول إلى اللغة التي خرجت عنها كل هذه اللغات ، ولذا فهذا العلم ذو هدف تحليلي….. ب-علم اللغةِ التاريخي Historical Linguistics ، ويبحث تغيرات اللغة الواحدة عبر القرون . ج- علم اللغةِ التقابلي Contrastive Linguistics ، وموضوعه المقابلة بين نظامين لغويين مختلفين ، هما النظام اللغوي للغة الأم ( التي نشأ عليها الفرد ) و النظام اللغوي للغة الثانية ( ويطلق عليها اللغة المنشودة أو الأجنبية ) د- علمُ اللغةِ العام، وهو ذو هدف تطبيقي وهو تطويرُ النظريةِ العامةِ للغةِ ووضع الوسائل الدقيقة لتحليل الأصواتِ و الكلماتِ والجمل والدلالات , كما يهتمُّ ببيانِ العلاقة بين اللغة والعلوم الإنسانية الأخرى… ومن خلال كل ما سبق نجد أن علم الإنسان اللغوي يهتم أساسا ب : أولا: بالمقارنة بين اللغات الإنسانية أثناء دراستها للجماعات البشرية بشكل مقارن، فتوصف لغة هذه الجماعة باللغة القديمة وتنعت لغة تلك الجماعة باللغة الحديثة مثلا وهكذا.. ثانيا : بوصف اللغات الإنسانية في كل جماعة بشرية خلال زمن معين.. ثالثا: بإجراء المقابلات بين الأنظمة الصوتية للجماعات المتقاربة جغرافيا.. رابعا : بالبحث في تطور لغة جماعة محددة وأوجه تثاقفها مع لغات الجماعات المجاورة وخلاصة القول أن علم الأنثروبولوجيا يستحضر دائما الجماعة البشرية أثناء تناوله للغة ما بالبحث والدراسة، ولطالما احتاجت لغتنا الأمازيغية إلى منهج البحث الأنثروبولوجي لكي نقيها من لفاظات الأبحاث اللغوية المجانية التي جنت عليها طوال عقود من الزمن…. 2- اللغة الأمازيغية في نظر الأنثروبولوجيين : إن اللغة الآمازيغية منقوشة في ذاكرة التاريخ القديم بشهادة أغلب المؤرخين والأنثروبولوجيين، ويقول العلامة ابن خلدون متحدثا عن الأمازيغ :” … ولغتهم من الرطانة الأعجمية متميزة بنوعها وهي التي اختصوا من أجلها بهذا الاسم ..”، أما الحسن الوزان الملقب ب “ليون الأفريقي” فقد قال في كتابه “تاريخ أفريقيا”: ” إن الشعوب الخمسة المنقسمة – يشير الى شعوب صنهاجا، مصمودا، زناتا، هوارا و غمارا في شمال إفريقيا أو مايسمى بالأفارقة البيض – الى مئات السلالات وآلاف المساكن، تستعمل لغة واحدة تطلق عليها إسم « أوال أمازيغ » أي الكلام النبيل، بينما يسميها العرب البربرية، وهي اللغة الإفريقية الاصيلة والممتازة والمختلفة عن غيرها من اللغات ” ولقد نالت اللغة الأمازيغية قسطا كبيرا من البحث والدراسة من طرف الباحث الأجنبي، وكان سالوست أول من تحدث عن لغة أهالي شمال أفريقيا في كتابه حول “التاريخ”، غير أن هذه اللفتة القديمة وأن كانت لها قيمة أنثروبولوجية ما، لا ترقى إلى الدراسات العلمية الدقيقة، وسوف ننتظر كثيرا إلى أن جاء العالم الفرنسي المستمزغ “أنضري باصي” ، لكي نحصل على دراسة وافية تحمل ذلك الطابع، ونقلا عن الأستاذ محمد شفيق في كتيبه القيم “33 قرنا من تاريخ الأمازيغيين”، نقتبس هذه الفقرة المنقولة عن هذا الباحث الفرنسي ” لقد كتب » الباحث المتمزغ « Andr é Basset » « في الموضوع ما يلي : ” ينتقل الباحث من لهجة إلى لهجة دون أن يحس بأنه ينتقل . ” كتب هذا سنة La langue berb è re, p. IX) 1929 ثم أضاف بعد عشرين عاما من مواصلة البحث، قائلا : ” إن بنية اللغة الأمازيغية وعناصرها وأشكالها الصرفية تتسم بالوحدة إلى درجة أنه إن كنت تعرف حق المعرفة لهجة واحدة منها استطعت في ظرف أسابيع أن تتعلم أية لهجة أخرى، تدلك على ذلك التجربة، إذ اللغة هي اللغة نفسها . ولقد عجبت لذلك ( « . Revue le Mond e .(…chr é tien, n ° 11 juillet-sept, 1949, p 10 et 11 ) ….. وفي مقال له حول أهم الدراسات التي تم رصدها بالنسبة لللغة الأمازيغية أورد الأستاذ نجيب رشيد ما يلي: “نظرا لما تحتضنه الأمازيغية من كنوز لغوية وذخائر لسنية ونفائس ثقافية, فقد لفتت منذ مدة طويلة أنظار المشتغلين في البحث اللسني وطنيا وعالميا, وإلى حدود منتصف القرن 19 ظهر في تاريخ علم اللسانيات تخصص جديد يدعى ” البحث في اللسانيات الأمازيغية “, وهو تخصص أعطى ثماره واضحة في هذا المجال ويعتمد إما البحث من داخل اللغة الأمازيغية وجذورها, وإما في منهج المقارنة بينها وبين اللغات الأخرى. ومن بين أهم رواد هذا التخصص الجديد نجد لسانيين فرنسيين أمثال أندري باصي André Basset الذي أصدر كتابا بعنوان La langue berbère سنة 1929, وإيميل لاووست Emil Laoust الذي ألف مجموعة من المؤلفات حول اللغة والثقافة الأمازيغيتين ومنها Mots et choses berbères سنة 1920 وكتاب Cour de berbère marocain سنة 1939, وليونيل كالان Lionel Galand الذي أصدر كتابا بعنوان La langue et la culture berbères سنة 1979, وهناك أيضا الأستاذ بنطوليلا الذي يعمل محاضرا بجامعة السوربون ولا يزال إلى يومنا هذا يؤطر أبحاثا ودراسات حول اللسانيات الأمازيغية وكل ما يتعلق باللغة والثقافة الأمازيغيتين, ونجد أن من أهم مؤلفاته في هذا الإطار كتاب Les classes d’unités significatives en berbère الصادر سنة 1986 ، ومن هؤلاء الفرنسيين كذلك نجد الكابيتان “روبير أسبينيون” الذي أنجز كتابه “لنتعلم البربرية” “لهجة تاشلحييت” ” Apprenons le bérbère ” “le dialecte sheluh” … ومن الباحثين الإسبان نجد كلا من Ibânez و Sarrionanda و Figueras و Lafuente . ومن الباحثين الأمريكيين نجد كلا من Penchoen و Applegate و Harrien و Abdelmassih و Greenberg المزداد سنة 1915 والذي أصدر كتابا تطرق فيه على اللغة الأمازيغية بعنوان Languages of Africa وكان ذلك سنة 1955, وقد أعاد نشره بمراجعة وتنقيح سنة 1963 حيث صنف فيه اللغات الإفريقية إلى أربع مجموعات وسمى إحدى تلك المجموعات بالمجموعة الإفريقية الأسيوية واضعا اللغة الأمازيغية في خانتها. وهناك الباحث السويسري W.Vycichl الذي ألف كتابا بعنوان Contacts chamito-sémitiques : un seul groupe ou deux groupes distincts ? . وجدير بالذكر أن كل هؤلاء العلماء اللسانيين يستفيدون من إمكانيات البحث التي توفرها لهم جامعاتهم ومعاهدهم في الغرب حيث أن الأمازيغية تدرس في كل كبريات الجامعات الغربية وبالخصوص في أمريكا وأروبا واليابان وأستراليا وغيرها كثير … أما في مغربنا الكبير, فقد برز عدة باحثين لهم إسهامات متنوعة في مجال الدراسات اللسانية الأمازيغية كالجزائريين الدكتور مولود معمري ( 1917-1989 ) مؤلف كتاب Tajrrumt n tmazight والدكتور سالم شاكر في كتابه Textes en langue berbère وهو أستاذ كرسي اللغة الأمازيغية بالمعهد الوطني للغات والثقافات الشرقية المعروف اختصارا بإنالكو والموجود مقره بباريس. ومن المغاربة نجد الدكتور أحمد بوكوس في مجموعة من كتاباته ودراساته وأساسا منها أطروحته المعنونة ب Langage et culture populaire au Maroc المنشورة في السبعينيات, والمرحوم الدكتور قاضي قدور الذي أنجز رسالته لنيل الدكتوراه في موضوع Système verbal en tamazight سنة 1987. دون إغفال مختلف أعمال الأستاذ العميد محمد شفيق الذي أصدر مجموعة من الكتب التي تصب في مجال اللغة الأمازيغية, ومن أهم أعماله في هذا الإطار كتاب ” لمحة عن ثلاثة وثلاثين قرنا من تاريخ الأمازيغيين” سنة 1989 والذي وصل الان الطبعة الرابعة وقد تبنته المندوبية السامية للأمازيغية بالجزائر وقامت بإعداد وإصدار طبعته الفرنسية, وهناك كذلك ” المعجم العربي الأمازيغي” الذي يقول عنه الأستاذ شفيق شخصيا ” أملي أن يكون هذا المعجم مدخلا يدخل منه ميدان تعلم الأمازيغية كل مغربي وكل عربي وكل مسلم يرغب في الاطلاع على جانب من المعرفة يمثل حيزا مهما من تراث الشعوب الإسلامية”. وهناك كتاب ” أربعة وأربعون درسا في اللغة الأمازيغية” الصادر سنة 1991 والذي يتضمن مجموعة من الدروس والقواعد المتعلقة بالنحو والصرف والتحويل والاشتقاق. وبكل هذه الأعمال والمصنفات الجريئة, ساهم الأستاذ محمد شفيق في إبراز عبقرية اللغة الأمازيغية التي تعتبر بدون منازع معلمة ثقافية كبرى ولسانا متكامل العناصر والمحتويات . ” (انتهى مقال الأستاذ نجيب رشيد) 3- ما هي اللغة الأمازيغية؟ اللغة الأمازيغية هي إحدى اللغات الأفرو- أسيوية القديمة، وهذه اللغات هي كما سبق لنا أن رأينا وهذه اللغات خمس لغات و هي : اللغة المصرية القديمة واللغة الكوشية واللغة السامية واللغة الأمازيغية واللغة التشادية… واللغة الأمازيغية هي ال نظام ال صوتي الذي ينتشر معجمه ومعياريته في ربوع شمال أفريقيا منذ عشرات الآلاف من السنين، ويتواصل به الناس حتى الآن في رقعة جغرافية مترامية الأطراف تمتد من واحة سيوى بمصر شرقا إلى جزر الكناري والمحيط الأطلسي غربا ومن البحر الأبيض المتوسط شمالا إلى مشارف الغابة الاستوائية جنوبا، ويتكون هذا النظام الصوتي الآن من عدد من اللهجات عدها أحد الباحثين بثلاثمائة لهجة، هذه اللهجات التي يمكن اختزالها في حوالي 11 فرعا كلها تنحدر من اللغة الأم وتختلف فقط في الجانب الصوتي وبعض الجوانب المعجمية، و أهمها : + فرع تاتواكَييت : (الطوارقية) وهي اللغة الزناتية ويتحدث بها الأمازيغ الطوارق بالصحراء الكبرى وتنتشر هذه اللهجة في شمال كل من مالي والنيجر وجنوب الجزائر وليبيا ومناطق من تشاد وبوركينافاسو .. + فرع تاسوسييت أو تاشلحييت : وهي لغة مصمودة ولمطة وجزولة وتنتشر في المغرب من خط دمنات – الصويرة شمالا إلى الصحراء جنوبا ومن المحيط الأطلسي غربا إلى منطقة وارزازات شرقا .. + فرع تاقبايلييت : و هي لغة كتامة المنتشرة في مناطق القبائل بالأطلس الساحلي الجزائري … + فرع تامازيغت : ويسميها بعض السوسيين ب “تابرابرييت”، وهي لغة صنهاجة وتنتشر في شرق الأطلس الكبير وفي الأطلس المتوسط ومناطق زمور و زايان بالمغرب .. + فرع تاريفييت : وهي لغة كَتامة المنتشرة في جبال الريف والهضاب التي تليها جنوبا وفي شرق المغرب … + فرع تانفوسييت : وهي لغة نفوسة وتنتشر في جبال نفوسة ب ليبيا وشرق – جنوب تونس .. + فرع تاغدامسييت وهي لغة منطقة غدامس الموجودة بالجنوب الغربي بليبيا + فرع تازواوييت وهي لغة واحة زواوة بالقرب من جبال نفوسة بليبيا + فرع تاسييوييت : وتنتشر في صحراء جنوب غرب مصر … + فرع تاشاوييت : وتنتشر في جبال الأوراس ب شمال شرق الجزائر + فرع تامزابيت : المنتشرة في وادي مزاب بالجبال الصحراوية الجزائر ية ومن المعلوم أن اللغة الأمازيغية قد اضمحلت في جزر الكناري بسبب الاستعمار الإسباني، رغم اعتزاز أهلها الأصليين “الغوانش” بأمازيغيتهم، وقد انتقلت الفروع الأمازيغية إلى مختلف بلاد العالم عن طريق الهجرة فنتج عن ذلك ظهور فئة عريضة من الأمازيغ يسمون اليوم ب “أمازيغ الشتات” ، كما أحدثت لدراس ا تها كراسي في معظم الجامعات الأوروبية والأمريكية ، ومما يلاحظ كذلك أن كل فرع من الفروع السالفة الذكر ينقسم بدوره إلى فروع وأصوات محلية يتعين على الطلبة الباحثين رصدها وإجلاء مميزاتها ولاسيما بالمحيط السوسيو ثقافي للجامعة…. 1-2: ما هي خصائصها العامة بالمقارنة مع اللغات المجاورة لها؟ تتميز اللغة الأمازيغية على العموم بعدة خصائص أهمها: الخاصية الأولى: أنها من بين اللغات القديمة جدا: والتي ولدت مع اللغات الأفرو – أسيوية منذ ما يزيد عن خمسة آلاف سنة، ومن المعلوم أن نقاشا ضافيا قد وقع بين الدارسين للغات البحر الأبيض المتوسط وأفريقيا القدامى والمحدثين، حول الانتماء الحقيقي لللغة الأمازيغية، وهذا النقاش تحكمه غالبا نزعات أيديولوجية وحسبنا أن نستعرض بعض الآراء التي تم رصدها في هذا المجال : أ- ال رأي الذي يرى أن الأمازيغية تنتمي إلى الحزام الأفرو- أسيوي، الذي تشترك اللغات المنتمية إليه في حوالي ثلاثمائة كلمة، وهذا هو رأي غالبية الدارسين المحدثين الذي تدعمه الاكتشافات الأنثروبولوجية الأركيولوجية، ويدعم هذا الطرح ذاك ال ا كتشاف الهام في جنوب المغرب , حيث اكتشفت وبالصدفة مدينة أمازيغية في جنوب المغرب تعود إ لى خمسة عشر ألف سنة قبل الميلاد كما يرى البعض وعلى رأسهم أستاذ علم الأثار ” مصطفى أوعشي ” , في حين يرى البعض الآخر أنها تعود إ لى تسعة آلا ف سنة قبل الميلاد وقد ظهرت مع الإنسان القفصي على أقل التقديرات … ب- الرأي الذي يرى أنها عربية قديمة، وهذا هو رأي علي فهمي خشيم وهو رأي هزيل، فهذا الأستاذ يطالعنا دائما بنظرياته في الأصل العربي لكثير من لغات البحر الأبيض المتوسط وأفريقيا، ورأيه مردود بحكم الاختلافات الجوهرية بين اللغتين العربية والأمازيغية، خصوصا وأن اللغات السامية التي تنتمي إليها العربية لغات حديثة العهد إذ ظهرت فقط في الألفية الثالثة قبل الميلاد في حين أن الأمازيغية ظهرت قبل ذلك بكثير… ج- رأي أخير يرى أن لها علاقة ببعض اللغات الأوروبية كاللغة الباسكية، وربما كان هذا رأي بعض الأوروبيين الذين يبحثون عن روابط لغوية تجعل من الأمازيغ أوروبيي الأصل، للدفاع عن طروحاتهم الاستعمارية، ويسوق بعض هؤلاء دلائل تتعلق وحسب دراسات بيولوجية بارتباط الأمازيغ بسكان شبه الجزيرة الإبيرية بعلاقات جينية وبوجود توافق معجمي بين اللغتين الأمازيغية والباسكية، غير أن هؤلاء الباحثين لم يربطوا بين اللغتين لأنهما تنتميان إلى اللغات الهندو- أوروبية بل لأنهم وجدوا تباعدا بين اللغة الباسكية وهذه اللغات، أي أن الباسكية لها أصل أفرو-أسيوي، وبالتالي فإنه لا يستبعد أن يكون هذا الرأي قريبا من الصواب أي تكون الباسكية متفرعة عن الأمازيغية القديمة… الخاصية الثانية: أنها أكثر اللغات الأفريقية انتشارا فمساحة تواجدها تشمل الشمال الأفريقي والصحراء الكبرى وتضم بين ثناياها الآن أكثر من عشرة بلدان من دول المغرب الكبير والصحراء والساحل، ويضم بلدا المغرب والجزائر اليوم أضخم شريحة سكانية تتحدث بهذه اللغة…. الخاصية الثالثة: أن لها كتابتها الخاصة بها وهي أبجدية “تيفي ناغ”، التي تعني باللغة الطوارقية “حروفنا”، وقد ساق الأستاذ المحفوظ أسمهر الباحث في التاريخ القديم بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، في مداخلة له، عدة دلائل على أن هذه الأبجدية لها أصل محلي، أي أنها منبثقة من صميم الإبداع الأمازيغي ومن أهم هذه الدلائل: وجود كتابات أمازيغية على الصخور واللوحات الحجرية في كل ربوع بلاد تامزغا (تعتبر نقيشة عزيب نكيس بالأطلس الكبير أقدم نقيشة في المغرب)… تواجدها في مناطق لم يصل إليها التأثير الفينيقي ( الصحراء)…… تميز شكل حروف الكتابة الأمازيغية وطريقة كتاباتها عن الفينيقية التي يقال انها اشتقت منها، فلو تطورت منها لابد أن تحتفظ ببعض خصوصياتها…. توفر اللغة الأمازيغية على كلمات أصيلة لها علاقة بالكتابة وتعلمها ( فعل:” ara ” ومشتقاته، ولفظتي:” taguri ” و aåmmay ) ذكر هذه الحروف في نصوص تاريخية: وأول نص يرجع على مايبدو إلى القرن 6 م، وهو لكاتب يدعى: FULGENCE ، أشار فيه إلى أن اللغة الليبية تتكون من 23 حرفا….أما الثاني فيتعلق بما كتبه الحسن الوزان في كتابه “تاريخ أفريقيا، ففي معرض حديثه عن الأمازيغ ذكر فيه أن لهؤلاء كتابة خاصة بهم قبل ألف عام… ومما يستفاد من وثائق المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية حول أبجدية تيفيناغ : + أن منطقة امتداد النقوش التي تتضمن أبجدية “تيفي ناغ” تتصادف مع مناطق انتشار اللغة الأمازيغية، والبعض منها عثر عليها مزدوجة ،إما أمازيغية – بونية أو أمازيغية-لاتينية، ولكن أغلبها جاءت أمازيغية قحة. + وتجدر الإشارة إلى أنه منذ سنة 1960 تم إبداع عدة تنويعات جديدة لأبجدية تيفيناغ، انطلاقا من تلك المنقوشات القديمة أو من تيفيناغ الطوارقية الحالية، وكان الهدف من هذه الإبداعات هو منح اللغة الأمازيغية نظاما أبجديا مقعدا وقابلا للاستعمال لدى الناطقين الحاليين بهذه اللغة… + وأن هناك مصطلحين مقتبسين من الأدب الأمازيغي عن هذه الكتابة هما : tifinav و libik ، وقد حدث أن استعملا كمترادفين، ولهذين المصطلحين بدائل أصيلة تتميز بعدد أحرفها وقيمها الصوتية المختلفة عن حروف أخرى، وبتوزعها الجغرافي، وهي : – البديل الأول الذي ينتشر في تونس ووشمال – غرب الجزائر – البديل الغربي المنتشر في المغرب وشرق الجزائر – البديل الصحراوي في جنوب الجزائر وليبيا وفي مالي والنيجر إن هذا المصطلح المتوارث tifinav أو libik إذن يبطن أبجدية لها نفس الخصوصيات من هذا الطرف إلى الطرف الآخر من أرض الأمازيغيين، هذه الأبجدية التي تتميز على وجه الخصوص بما يلي بأنها أبجدية تحظى فيها الصوامت بالأهمية أثناء الكلام وبأن حروفها مستقلة عن بعضها أثناء الكتابة… + وأنه على الرغم من أن الكتابة الأمازيغية القديمة لها تنويعات ثلاثة شرقية وغربية وجنوبية صحراوية، فإن هذه الأخيرة وحدها وبشكلها المتوارث هي التي بقيت مستمرة في الوجود إذ لا زالت كما أسلفنا مستعملة لدى الطوارق الذين سموها “تيفيناغ”، أما الأخريان فإنهما وبسبب عوامل تاريخية قد اضمحلتا في الاستعمال الكتابي وبقيت أثارهما ماثلة في فنون التزيين كما في الزرابي والوشم وزخارف الحلي..أما “تيفيناغ” الحديثة وخصوصا منها البديل عن الحرف المنمى من طرف الأكاديمية البربرية بالجزائر agraw imazivn في نهاية الستينات والتي انتشرت في المغرب وفي القبائل بالجزائر فهو يضم متغيرات أتت لكي تنمي أو تصحح النقائص التي زايلت الأبجديات المقتبسة من الصيغ القديمة في عقود ما بعد الستينات… + وأنه وانطلاقا من هذا الإرث القديم أو حتى الحديث والمخضرم لأبجدية “تيفيناغ”، استحدث مركز التهيئة اللغوية في المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أبجدية حديثة سماها ب tifinagh ircam على أمل توحيد الخط ومعيرته وتنميطه، تأسيسا على تحليل علمي للمعطيات اللسنية للأمازيغية المغربية وباقي البدائل التي عرفتها المناطق التي انتشرت فيها الأمازيغية، وعلى العموم فإن وضع خط معياري لللغة الأمازيغية يقتضي الإستجابة لهدف مزدوج : – الهدف الأول تثبيث علاقة وطيدة بين مختلف البدائل المشار إليها سابقا وبين الكتابة المنتشرة لدى المثقفين الأمازيغيين المحدثين… – الهدف الثاني التوفيق بين الأبجدية الجديدة وبين قواعد الأمازيغية الموحدة التي تتطلب أحيانا إحداث بعض التغييرات الضرورية…. وهكذا فإن البدائل التي استعملت بحدة من أجل ترجمة أو نقل الأصوات الأمازيغية قد اعتمدت بدون تردد، وعلى عكس ذلك فإن غيرها من التي لا تستجيب للمبادئ والمعايير المعتمدة قد تم التصرف بها وتغييرها ، أما ابتكار الرموز الجديدة فقد تم تحاشيه إلا للضرورة القصوى ( انتهى الاستنتاج) الخاصية الرابعة: أنها لغة ساكنية : فهي كما أسلفنا تحظى فيها الصوامت بأهمية كبيرة وهذه ميزة مهمة تميزها عن اللغة العربية تدحض أية علاقة بينهما، فقد تتوالى السكنات في الكلمات والجمل والعبارات الأمازيغية دونما حرج كما في قول الشاعر بن زيدا : Ommrn tnt mddn ä in tnt ur av utnt على عكس اللغة العربية، كلغة حركية، يستحيل أن يلتقي فيها ساكنان، … الخاصية الخامسة: أن لها قواعدها النحوية والصرفية الخاصة بها مما يجعلها من أقدم اللغات المقعدة حسب الدراسات الأنثروبولوجية… الخاصية السادسة: أنها لغة حية في المجتمع: يتحدث بها في نطاق جغرافي واسع جدا على عكس اللغة العربية الفصيحة التي لا يتحدث بها إلا نخب من المثقفين، إذ أنها شبه ميتة في الشارع المغربي، وحتى أغلب اللهجات المسماة عربية قد لا تربطها بها سوى خاصية المعجم لا غير…. الخاصية السابعة: أنها لغة منفتحة متثاقفة أخذت من اللغات التي احتكت بها وجاورتها مدة طويلة وخصوصا اللغة العربية، كما أعطت الشيء الكثير ، فالسيوطي مثلا يعتقد بأن بعض ألفاظ القرآن آتية من اللغة الأمازيغية، ولا غرو في أن تؤثر هي الأخرى في معجم اللغة العربية الذي يضم العديد من الألفاظ ذات اللكنة الأمازيغية، ومثل هذا يمكن قوله عن باقي اللغات التي جاورتها، ومن هنا تتفوق على اللغات الأفريقية المنعزلة التي لم تستطع مجاراة الغزو القافي الأجنبي فتساقطت سقوط الأوراق عاى مر الزمن….. الخاصية الثامنة: أنها أبرز اللغات الأفرو-أسيوية صمودا في التاريخ رغم كل عوامل الغزو الثقافي ويعزي بعض الباحثين صمودها هذا إلى عدة عوامل أهمها : – العامل الديموغرافي : فتواجدها في أكثر المناطق كثافة في المغرب والجزائر كفيل بتمنيعها من عوامل التأثير الأجنبي، في حين أن المناطق التي توجد بها أقليات أمازيغية قد تعرضت لقولبة شاملة في أنظمتها الصوتية كما هو الحال بالنسبة لتونس وجزر الكناري مثلا.. – العامل الجغرافي الطبيعي: فهي متواجدة في مناطق جبلية يصعب على الغزاة بلوغه، وهذا ما يفسر انشغال القوميين العرب وإحساسهم بالخطر الذي يهدد لغتهم بعيد الاستقلال ومناداتهم بالتعريب المتزامن مع إبادة اللهجات الأمازيغية عن طريق التعليم والإعلام.. – العامل السياسي : ويتجلى هذا العامل في ظاهرتين: أ- أن أغلب المناطق التي انتشرت فيها اللغة الأمازيغية بكثافة تعتبر دائما مناطق مستعصية ومناوئة لمراكز الحكم والدولة، مما جعل الكثير من الدول التي حكمت المغرب تكتفي بالولاء المقنع من تلك القبائل الأمازيغية وتتركها تنظم شؤونها وفق أعرافها ونظمها… ب- أنه رغم وجود أنظمة سياسية تبدو غير أمازيغية في بعض الأحيان إلا أن النظام السياسي السائد في معظم الفترات أمازيغي قح كما في الدول البورغواطية والمرابطية والموحدية والسعدية أو أو أمازيغي مقنع كما في الدول الإدريسية والعلوية… 1-3: ما موقعها في السوق اللغوية المغربية؟ : يتحدث المغاربة الآن بثلاث لغات، اللغة الأمازيغية بفروعها الثلاثة، واللسان الدارج المغربي، إضافة إلى اللسان الحساني، ويشكل المتحدثون باللغة الأمازيغية أغلبية كبيرة بين المتحدثين بالدارجة والحسانية، أما اللغات الأخرى، العربية والفرنسية والإسبانية فإنها عندنا في المغرب لغات النخب الثقافية فقط، ولا وجود لها كلغة فصيحة داخل الأسرة أوفي الشارع، ولعل اللغة الأمازيغية هي التي تفرض وجودها أكثر بحكم أن اللسان الدارج المغربي وإن احتسبه بعض الدارسين كفرع من فروع اللغة العربية إلا أنه لا ينبغي أن نبالغ في هذا الربط، ذلك أن واقع الأمر يقول عكس ذلك، فرغم أنه يضم معجما عربيا ملموسا إلا أن جل قواعده وحمولاته الفكرية مأخوذة من اللغة الأمازيغية وذلك ما سوف يتضح لنا في الأمور الآتية: أولا: في الحمولة الفكرية للألفاظ والعبارات : أ- فالكثير من الألفاظ رغم أنها عربية في اشتقاقها إلا أنها تحمل معاني ودلالات ماخوذة عن اللغة الأمازيغية منها على سبيل المثال : + فعل ” ضْرْبْ ” ، الذي حمّله الفعل الأمازيغي ut معاني عديدة لا نجدها إلا في اللسان الدارج المغربي ك : ضربو لبرد ( أصابه البرد ) ، و : ضرب راسو معا لحيط ( صدم ) ، و : ضرب طريق ( قطع الطريق ) ، و”ضرب طاجين” (أتي على ما بداخل الطاجين) وغيرها … + فعل ” دار ” الذي يقابل فعل ” فعل ” العربي، هذا الفعل الذي حمله الفعل الأمازيغي skr العديد من المعاني كذلك، إلى درجة أن استعماله مع الاسم في العديد من التراكيب يتولد معه معنى جديد كما يتجلى في هذه النماذج : دار لعرس، ( تزوج )- دار فوق طبلة ( وضع ) ، دار لغدا ( طبخ )….. ب- كما تتجلى هذه الحمولة الفكرية الأمازيغية في عدد من العبارات الجاهزة منها على سبيل المثال : ( أنا داخل ف سوق راسي – جمعو بنص ..) وهي عبارات مترجمة حرفيا على كل حال من عبارت أخرى جاهزة في اللغة الأمازيغية …… ثانيا: في معظم القواعد النحوية المستعملة في اللسان الدارج المغربي أمازيغية منها على سبيل المثال : + قاعدة التنكير والتعريف : راجل ( معرفة ) ← واحد راجل ( نكرة ) argaz ← yan urgaz + قاعدة العدد: واحد راجل ← جوج رجال ← تلاتا درجال ← فاللسان الدارج المغربي لا وجود فيه للمثني: Yan urgaz ↔sin irgazn ↔kraä irgaz ……. + قاعدة صياغة اسم الحدث : نجر ← تانجّارت – خرز ← تاخرّازت …. + قاعدة انعدام إعراب آخر الكلمة : فالمعروف أن أهم القواعد النحوية التي استقلت بها اللغة العربية هي التغيرات الإعرابية التي تطال أواخر الكلمات، أو ما يسمى بقواعد علامات الإعراب، وهذه القواعد لا أثر لها في اللسان الدارج الذي اختار طريقة اللغة الأمازيغية في ترك آخر الكلمة على حالته كما لو كان مفردا: فمثلا نقول: شتّ رّاجل – عطيت ل رّاجل – جا رّاجل : فلفظة “رّاجل” جاءت ساكنة في الحالات الثلاث على نحو ما تعامل به نفس الكلمة في اللغة الأمازيغية : Çëix argaz – fkiv i urgaz – yuckad urgaz 1-4: هل من مميزات لللغة المنتشرة في المحيط السوسيو- ثقافي للجامعة؟ : كخلاصة عامة حول اللغة في محيط جامعة ابن زهر، نجد اللغة السوسية أو تاشلحييت ولغة “تامازيغت” هما السائدتان إلى جانب اللسانين الدارج والحساني، هاتان اللغتان اللتان تمتازان في أصواتهما بالوضوح، وقد دلت الدراسة ومحاولات التقعيد التي أجراها مركز التهيئة اللغوية بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أن هذين الفرعين من اللغة الأمازيغية : أ- هما الأكثر استجابة لمبادئ الاقتصاد والاستقلالية والوظيفية والامتداد الجغرافي أثناء المعيرة، حيث أن أغلب الأصوات التي تم استبعادها من اللغة المعيارية لا ينطق بها السوسيون كالذال والثاء والظاء مثلا، ب- أنهما منتشرتان في مناطق تمتاز بالكثافة السكانية بالمقارنة مع مناطق انتشار الفروع الأمازيغية الأخرى.. ج- وفوق ذلك يمكن القول بأن جل مناطق انتشار هذين الفرعين في الأطلسين الصغير والكبير هي الأكثر بعدا عن تأثير الثقافات الوافدة، فقد ثبت تاريخيا أن مناطق شاسعة من الأطلس الكبير الأوسط والغربي لم يدخل إليها أي من الغزاة الذين استعمروا المغرب منذ القديم، فقد كانت قبائل المصامدة هي التي استعصت على عقبة بن نافع، ولولا تدخل الصنهاجيين لفشلت حملته، مما جعل سكانها يحتفظون لللغة الأمازيغية برصانتها ومعجمها الثري بالمقارنة مع معاجم الفروع اللغوية الأمازيغية الأخرى التي تأثرت باللغات الشمالية والشرقية والجنوبية … د- أن اللغة السوسية وكما أشار الأستاذ مرزوق الورياشي في إحدى مداخلاته بالجامعة الصيفية (أعمال الجامعة الصيفية لسنة 1988) ذات سند اقتصادي بشري كبير أدى إلى انتشارها في مختلف المدن المغربية بفعل انخراط العامل والتاجر السوسي في قطاع الخدمات أكثر من إخوته الأمازيغيين المنتمين إلى المناطق الأخرى … وفي مجال البحث الميداني لا زالت هذان الفرعان في حاجة إلى مزيد من التمحيص والمقارنة بين فروعهما المصغرة، خصوصا وأن هنالك العديد من الآراء حول تمازج ما هو صنهاجي ومصمودي وجزولي ولمطي في أنظمتها الصوتية، وهذه هي مسؤولية الطلبة والأساتذة الباحثين، وبوسع الباحث وبشيء من الملاحظة الدقيقة أن يكتشف بأن لهما لهجات وتلاوين صوتية مجالية يتعين الوقوف عندها لاستقصاء تجلياتها و مسبباتها أو العوامل المؤثرة فيها، كما يتعين البحث في تأثيراتهما على كل من الدارجة والحسانية وباقي الألسن الأخرى المحتكة بهما محليا، ومن المعلوم أن بعض الباحثين الفرنسيين سبق أن قاموا بمحاولة لتقعيد اللغة السوسية وإبراز خصوصياتها، وكمثال على ذلك تلك المحاولة التي قام بها العقيد الفرنسي Robert Aspinion حول لغة actukn في كتابه Apprenons le bérbère ، وهي في الواقع من ضمن المحاولات ذات طبيعة استعمارية، كما وأن لغة الأطلس قد تمت دراستها من طرف باحثين ءاخرين، وقد آن الأوان لكي تنبثق من الشباب الأمازيغي فرق للبحث الجاد حول خصوصيات هذا الموروث الثقافي الأمازيغي …. 1-5: الإشكاليات الكبرى في معيرة اللغة الأمازيغية: ( تهيئة اللغة الأمازيغية ) إن أي لغة يراد إدماجها في الحياة الإدارية والتربوية للدولة يجب أن يتم تهيئتها لكي تكون مؤهلة للرسوخ في وضعيتها الجديدة، لذلك فإن الحركة الثقافية الأمازيغية بعد أن تمكنت من إقناع مراكز اتخاذ القرار في الدولة المغربية بضرورة إنصاف اللغة والثقافة الأمازيغيتين ما فتئت تعطي لهذه المسألة أهمية كبرى، وقد كان السؤال العريض الذي انطرح على بساط الدرس والتمحيص منذ إصدار ميثاق أكادير سنة 1991 هو : كيف سيتم إدماج اللغة الأمازيغية في المرافق الحيوية للمواطن المغربي؟ وما هي الخطوات العملية القمينة بإنجاح هذا الإدماج؟، فكان لا بد من الاسترشاد ببعض التجارب التي عاشتها قوميات مختلفة على الصعيد العالمي حينما وصلت إلى هذه اللحظة الحاسمة، لأن المسألة لا تستسيغ أي نوع من الارتجال، ولأن أي خطوة غير مستقيمة في هذا الصدد سوف تؤدي إلى الطريق المسدود، فالطرف الآخر الذي يتحين الفرصة لكي يضع الأمازيغيين أمام الأمر الواقع يجب أن لا تعطى له الفرصة ليوجه ماسورة بندقيته تجاه الإدماج المحتمل، لذا سارعت نخبة من المتخصصين منذ سنة 1992 إلى عقد أيام دراسية للحسم في الإشكاليات الكبرى التي سوف تأتي بعد الاعتراف الرسمي بالحقوق اللغوية والثقافية للأمازيغيين، كما أن المتخصصين في المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وجلهم من الذين شاركوا في تلك الأيام الدراسية وضعوا نصب أعينهم منذ إنشاء هذه المؤسسة، الغوص في هذه المسألة الجوهرية، فسارعوا إلى تمحيص كل الإشكاليات التي سوف تعرقل مسيرة الإدماج ووضع الحلول العلمية الكفيلة بإنجاحه.. 1-5-1: لقاء المعمورة لسنة 1992 حول المعيرة والتقعيد: دعت إلى هذا اللقاء الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي إذ استقطبت للمشاركة في مناقشة المعضلات الكبرى جملة من المتخصصين اللسنيين والأساتذة الباحثين والأدباء للحسم فيما يمكن فعله لو أن الدولة المغربية قد حملت مسؤولية معيرة وتقعيد اللغة الأمازيغية للمجتمع المدني الأمازيغي، وقد طرحت أمام المجتمعين أربع إشكاليات هي إشكالية الكتابة الأمازيغية وإشكالية الأصوات الأمازيغية وإشكالية المعجم الأمازيغي…. أولا: معضلة الكتابة : كان من بين أهم من حضروا هذا اللقاء الأستاذ الباحث محمد شفيق، الذي سارع فور بدء أشغال اليوم الدراسي إلى طرح تصوره الشامل حول إشكالية الكتابة، هذا التصور الذي يهيب فيه بالمتخصصين إلى أن يضعوا أمامهم أربع اعتبارات قبل الحسم في أية كتابة سوف تدرس بها اللغة الأمازيغية : أ- الاعتبار الأول : هو الاعتبار المستقبلي الذي نجيب فيه على سؤال : ما هي الكتابة التي سوف تستطيع مواكبة عهد الحاسوب والتيكنولوجيا الحديثة؟، أفلا يمكن القول بأن الكتابة اللاتينية هي الأقرب إلى المنطق لأنها لا تحتاج إلى كثير من التنميط أثناء اختيار الأبجدية؟ ولأنها المستعملة اليوم في الأنظمة الإليكترونية على الصعيد العالمي…؟ ب- الاعتبارالثاني : هو الاعتبار التاريخي الذي نجيب فيه على سؤال : ما هي أهم الأبجديات التي كتبت بها الأمازيغية عبر التاريخ؟ وفي هذا الصدد سنجد أن اللغة الأمازيغية كتبت قديما بأبجدية تيفيناغ، ثم كتبت بعد ذلك بالحروف اللاتينية، وبعد مجيء الإسلام بدأ الأمازيغيون يكتبون بالأبجدية النبطية، فأي من هذه الأبجديات قد صمدت من الناحية التاريخية؟ إذ حينما بقيت أبجدية تيفيناغ صامدة لدى الطوارق، نجد البعض من الأمازيغيين فضلوا الكتابة بالأبجدية العربية وآخرين يكتبون بالأبجدية اللاتينية… ج- الاعتبار الثالث : الاعتبار الوجداني : الذي نجيب فيه على سؤال : أية أبجدية ترتاح لها النفسية الأمازيغية وتلبي نداء الهوية؟ أليست هي أبجدية تيفيناغ؟ ولكن ألا يوجد من بين الأمازيغيين من ينتصر وجدانيا للأبجديتين الأخريين لاعتبارات دينية وأيديولوجية؟ د- الاعتبار الرابع : الاعتبار الجمالي الذي نجيب فيه على سؤال : ما هي الكتابة التي ترتاح لها الأذواق وتمتاز بالجمالية والجاذبية لدى الكاتب والقارئ؟ هـ- الاعتبار الخامس : الاعتبار العلمي البيذاغوجي الذي نجيب فيه على سؤال : ما هي الكتابة التي سوف يسهل بها تعلم اللغة الأمازيغية لدى الطفل المغربي؟ وما هي المشاكل التي سوف تخلقها كل أبجدية أثناء التدريس سواء بالنسبة للمدرس أو المتعلم؟ وعلى ضوء هذا التصور وعلى إثر نقاش طويل حول أي من الاعتبارات السابقة ينضح بالقوة، اتفق الحاضرون على دعم أبجدية تيفيناغ وتنميتها لكي تتطور وتواكب الأبجديات الأخرى، كما تم تنميط الأبجديتين العربية واللاتينية وترك الحرية للمواطن المغربي لكي يكتب بأية أبجدية يشاء إلى أن يتم الحسم وبطرق علمية في هذه المعضلة.. وفيما يخص الحرف النبطي (العربي) تمت مناقشة بعض الرموز التي لها أصوات خاصة لدى الأمازيغيين ولا توجد عند العرب كأصوات مستقلة، كالحروف المفخمة والحروف المضمومة ضما مختلسا، وقد تم طرح عدة تجارب منها تجربة “ءاراتن” النشرة الأولى التي أصدرتها الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي، كما قدم بعض الأساتذة من بينهم الأستاذ جبور عبد الكريم تصورهم حول تنميط بعض من تلك الرموز، كما تمت مناقشة الإشكاليات التي يطرحها الحرف النبطي ومنها إشكالية تحمله أو عدم تحمله لعدة علامات… أما فيما يخص الحرف اللاتيني فإن المجتمعين اتفقوا على اعتماد الحرف العالمي الذي تم تنميطه من لدن متخصصين دوليين من أجل قراءة وكتابة مختلف اللغات العالمية.. ثانيا : معضلة الأصوات : إن أهم اختلاف بين الفروع اللغوية للأمازيغية يتجلى في تباين الأصوات المستعملة في النطق بالعديد من الكلمات التي تتفق فيها تلك الفروع من حيث الشكل، ك “تافوكت” و”أكال” و” أركَاز” وغيرها، وقد تم الاتفاق على ترك كل شريحة أمازيغية في بلدنا تتحدث بأصواتها إلى أن يتم الحسم وبطرق علمية فيما هو أصلي ودخيل من الأصوات في اللغة الأمازيغية، فالظرفية آنذاك لا تسمح بطرح موضوع الأصوات الممكن معيرتها… ثالثا : معضلة المعجم الأمازيغي : كان الأستاذ محمد الشامي، أستاذ اللسنيات بجامعة محمد الأول بوجدة قد قام بمحاولة لرصد مناحي الاختلاف والائتلاف المعجمي بين أربعة من الفروع اللغوية الأمازيغية، وهي : تاقبايلييت – تاريفييت – تامازيغت – تاشلحييت، في مداخلة له بأشغال الجامعة الصيفية لسنة 1991، وقد اختار لذلك نص قصيدة “تاسكورت” التي غنّاها الفنان الجزائري “ئدر”، وقد توصل إلى أن عنصر الائتلاف التام في معاني وألفاظ النص بين الفروع الأربعة قد وصل إلى 60 % في حين وصل الاختلاف في العناصر الصوتية مع الائتلاف في المعاني إلى حوالي 22 % بين الألفاظ من الناحية الصوتية أما الاختلاف التام فيقتصر على حوالي 10 % من الألفاظ مع كون أغلبها مقترضة من اللغات الأخرى، لذا فإن معضلة المعجم تأتي في الدرجة الأخيرة بين المعضلات الكبرى في المعيرة، وفي هذه المرحلة كان الأستاذ محمد شفيق بصدد إعداد معجمه، كما صدرت محاولات لتقديم معجم مبسط للقراء الأمازيغ من لدن عدد من الباحثين والجمعيات المهتمة باللغة الأمازيغية، وحينما طرح هذا الموضوع للنقاش في لقاء معمورة توصل الحاضرون إلى أن الأمر يجب أن يعالج عن طريق لجنة علمية متخصصة تقوم : + أولا بإعداد معاجم جهوية وقطاعية يقوم به متخصصون وباحثون ميدانيون + ثانيا بصياغة المعجم العام الشامل الذي يحتاج إليه الباحث والطالب والأستاذ، ينجزه فريق من اللغويين …. وفي آخر أشغال هذا الملتقى، ونظرا لخطورة البث في هذه المعضلات بكيفية ارتجالية لم يتوان الباحثون في ختام مناقشاتهم عن اتخاذ موقف ثابت من المعيرة يتلخص في : أ- أن هذه المعضلات لا يمكن البث في حلولها في فترة ضيقة وغلاف زمني قصير، بل يتعلق الأمر بتمحيص قد يحتاج معه المتخصصون إلى وقت طويل وبحث معمق، لأن الأمر يتعلق بإعداد لغة لكي تدمج في القطاعات الحيوية التربوية والإدارية والتنموية… ب- أن الحركة الثقافية الأمازيغية بإمكانياتها المادية واللوجيستيكية الهزيلة لا لايمكن لها أن تبث في معضلات من هذا النوع، وهي معضلات تحتاج إلى مدد وغلاف مالي لمواجهة نفقات التأطير والبحث الإثنوغرافي الميداني، وهذه المسؤولية لن تتحملها إلا الدولة… 1-5-2: الدولة المغربية ومعضلات معيرة اللغة الأمازيغية : يتعلق الأمر هنا بشقين من التهيئة اللغوية، شق ذي طابع سياسي محض وشق ذي طابع رسمي تربوي تعليمي، أما الشق الأول فقد تجلى في الخطاب الرسمي للدولة المغربية والذي تمثل أولا في الخطب الملكية والتصريحات الوزارية ومقالات الصحافة الحزبية التقليدية، أما الشق الثاني فقد حمله ولأول مرة الميثاق الوطني للتربية والتكوين والكتاب الأبيض الذي جاء لأجرأته، واتفاقية الشراكة بين المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وبين وزارة التربية الوطنية، 1-5-2-1: النصوص الرسمية الأولى : كانت بواكير الاهتمام بإدماج اللغة الأمازيغية في المنظومة التربوية منبثقة مما ينم به الميثاق الوطني للتربية والتكوين، حيث نص البند 115 من هذا الميثاق على ما يلي: ” يمكن للسلطات التربوية الجهوية اختيار استعمال الأمازيغية أو أية لهجة محلية للاستئناس وتسهيل الشروع في تعلم اللغة الرسمية في التعليم الأولي أو في السلك الأول من التعليم الابتدائي، وستضع سلطات التربية والتكوين رهن إشارة الجهات بالتدريج وحسب الإمكان الدعم اللازم من المربين والمدرسين والوسائل الديداكتيكية” ثم تلاه البند 116 فنص على : ” تحدث في بعض الجامعات ابتداء من السنة الدراسية 2000/2001 مراكز تعني بالبحث والتطوير اللغوي والثقافي الأمازيغي وتكوين المكونين وإعداد البرامج والمناهج الدراسية المرتبطة بها…”، وفور صدور الميثاق انكبت لجان عديدة على إعداد الكتاب الأبيض في المنهاج الدراسي، وقد تم إرسال وثيقة مشروع الكتاب الأبيض إلى جل مراكز التكوين من أجل إغنائها وإبداء ملاحظات الأساتذة المكونين والعاملين بالأقسام وطواقم المراقبة التربوية بشأنها ، وحينما صدرت النسخة النهائية من هذا الكتاب حملت أول تصور لكيفية إدماج اللغة الأمازيغية في التعليمين الأولي والابتدائي هذه النسخة التي حصرت محتوى منهاج تدريس الأمازيغية في : – كلمات معبرة عن مواقف معينة – قصص صغيرة معززة برسوم وصور – أناشيد وطنية ودينية – حوارات بين المتعلمين حول مفاهيم معروفة – خلق مواقف مختلفة لحفز المتعلمين على التعبير بالأمازيغية وقد تم حصر الحصة الزمنية لتدريس اللغة الأمازيغية فيما بين : 59 ساعة سنويا في التعليم الأولي و68 في السنة الأولى ابتدائي، و34 ساعة في السنة الثانية من التعليم الابتدائي.. وخلاصة القول أن هذه النصوص الرسمية الأولى لم تشر ولو إشارة بسيطة إلى كيفية التصرف مع المعضلات الكبرى التي يتعين المرور عبرها من أجل الإدماج الحقيقي، وهذا شيء بديهي جدا، لأن المشاركين في صياغة هذين النصين ليسوا متخصصين أو حتى مهتمين بالحقل اللغوي الثقافي الأمازيغي، بل إن أغلبهم لا زال يراوده الحذر من أي مبادرة إدماجية من هذا النوع، ومن الطبيعي أن ينظروا إلى المسألة نظرة اعتباطية سطحية، ولربما كان الاعتقاد السائد لدى بعض هؤلاء أن اللغة الأمازيغية قد تم إعدادها وتهيئتها للإدماج من طرف المهتمين بها.. 1-5-2-2: جهود مركز التهيئة اللغوية بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية : لقد وجدت وزارة التربية الوطنية نفسها فيما يخص مسألة إدماج اللغة الأمازيغية في المنظومة التربوية أمام مأزق كبير، وخصوصا أنها خصصت حيزا زمنيا لتدريس هذه اللغة دون أن تفكر في الجانب الإجرائي الذي يتطلبه هذا الإدماج، لذلك سارعت فور إحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية إلى التقرب من هذه المؤسسة علها تستعين بالأطر المتخصصة التي ستلتحق بها من أجل الخروج من هذا المأزق، وكان من نتائج هذا التقرب عقد اتفاقية شراكة بينها وبين المعهد حول الطريقة هذه الاتفاقية التي يتعين عن طريقها إدماج اللغة الأمازيغية، والغريب أن هذه الاتفاقية نفسها لم تشر إلى ما يتطلبه الشروع في الإدماج من إزاحة المعضلات الكبرى السالفة الذكر، بل اقتصرت على وضع خطاطة زمنية لمراحل الإدماج النهائي، تاركة مسؤولية التهيئة الحقيقية على عاتق المؤسسة الجديدة، لذا فإن مركز التهيئة اللغوية بالمعهد الملكي وجد نفسه أمام تحديين : التحدي الأول : يتمثل في ضرورة المرور عبر إزاحة المعضلات الكبرى في المعيرة، والتي تخص الكتابة والإملاء والمعجم والقواعد النحوية، وهو تحد لا يمكن المرور فوقه إلى أية مرحلة مقبلة، لأنه يمثل القنطرة اللازمة لتهيئة اللغة الأمازيغية لكي تدمج في المدرسة المغربية.. التحدي الثاني : يتمثل في إعداد المنهاج الدراسي والوسائل الديداكتيكية وتكوين المكلفين بالتأطير والتكوين الأساسي في هذه المادة، ويمثل هذا التحدي الثقل الكبير الذي أزيح على كاهل وزارة التربية الوطنية، التي لم يبق لها سوى إصدار المذكرات التنظيمية والتربوية الخاصة بالمادة الجديدة وتكوين الأطر العاملة بالأقسام.. ووراء هذه التحديات يجب أن لا ننسى أن الشحنة اللازمة للدفع بإدماج اللغة الأمازيغية في الحياة الإدارية والتربوية تتمثل في الدعم والتمكين القانوني لهذه اللغة أولا : في مواجهة معضلات التقعيد والمعيرة : 1- معضلة الكتابة : كان أصل هذه المعضلة الاستجابة لمطلب أساسي ينحصر في أية أبجدية ملائمة أثناء تدريس اللغة الأمازيغية للطفل المغربي، ولكن الأمر لم يلبث أن تحول إلى مقاربة سياسية وقع فيها نقاش عنيف خصوصا بين الطرفين العلماني والإسلامي، الأول يرى أن تدريس اللغة الأمازيغية يتعين أن يكون بالأبجدية اللاتينية إسوة بالدولة العلمانية في تركيا مثلا التي اختارت الحرف اللاتيني لتدريس اللغة التركية اختيارها للنهج العلماني، أما الطرف الآخر فيرى أن الأبجدية العربية هي التي سوف تسهّل تعلم اللغة الأمازيغية، بحكم أن أبناء المغاربة تربطهم بهذا الحرف أواصر الدين والتاريخ الطويل، وفيما بين الطرفين نجد طرفا ثالثا يرى أن اللغة التي تحتاج إلى استعارة أبجدية للتدريس هي اللغة التي لا تتوفر على تلك الأبجدية، وأن هذا هو السبب الذي جعل بعض الأنظمة السياسية تختار الحرف اللاتيني لأن لغاتها ليست لديها أصول ترجع إليها في هذا الصدد، لذا فإن اللغة الأمازيغية وبحكم أن لها أبجديتها العريقة لا يجوز أن تستعير أية أبجدية، ولأن تعليم اللغة الأمازيغية لا يخص فقط أطفال هذه الفئة أو تلك من المغاربة، فإن اختيار الأبجدية التي سوف تدرس بها مسؤولية وطنية يجب أن يدلي فيها كل طرف بدلوه، وكان موئل هذا الاختيار هو المجلس الإداري للمعهد الملكي الذي تمثلت فيها تأثيرات مختلف الرؤى والتيارات، والذي عجز عن اتخاذ القرار النهائي فيما يخص الأبجدية التي سوف تدرس بها اللغة الأمازيغية، الشيء الذي مكن المتشبعين بالاختيار المبني على أسس علمية هم الذين انتصروا في الأخير، هذا الاختيار الذي انبنى أساسا على أي من الأبجديات الثلاث هي الأسلم من الناحية البيذاغوجية والأكثر قابلية للاعتبارات الخمس السالفة الذكر : 1-1: فموقع القوة لدى الأبجدية العربية النبطية هو أنها أبجدية كتبت بها الكثير من النصوص الأمازيغية تاريخيا، وأن الأمازيغ يحترمونها بحكم أنهم مسلمون، ولكن الدفاع عنها كأبجدية صالحة للعملية التعليمية التعلمية يصطدم بعدة معيقات سوف تربك الطفل المتعلم ومن هذه المعيقات : أ- أنها لا تحتوي على جميع الأصوات الأمازيغية، ومن هذه الأصوات : الكاف المعقوفة (كَ) والمفخمات من الزاي والجيم والمشفهات من الكاف والغين والكَاف، مما سيؤدي إلى ضرورة استحداث رموز جديدة .. ب- أن استحداث رمز يحمل صوتا جديدا يتطلب إثقال الرمز المعتمد عليه بعلامة جديدة، وقد انطرحت أثناء تنميط بعض الأحرف لكي تؤدي تلك الأصوات الجديدة مسألة تواجد أكثر من علامة على نفس الرمز فمثلا لو أن الصوت (كَ) أريد تنميطه لكي يحتمل علامتين إضافيتين وهما علامة التضعيف وعلامة التشفيه بالإضافة إلى علامته لوقعنا في مشكلة مكان وضع كل هذه العلامات الثلاث فهل نبنيها فوق بعضها البعض (كَُّ) أم نمدد الحرف ( كَــُــّ)، ج- وبالنسبة للحركات كان قد تم اختيار الألف لتطابق الفتحة والياء لتطابق الكسرة والواو لتطابق الضمة، ولكن الواو والياء خلقتا مشكلا، لأنهما صائتان وصامتان في نفس الوقت ، وتبرز المشكلة خصوصا حينما يتوالى هذان الحرفان وأحدهما صامت والآخر صائت كما في الكلمة : أغيول، فهناك من سينطق بها : أَغِوْ لْ بدل : أَغْـيُل … د- أن الرموز النبطية لا يوجد ضمنها الرمز المحايد الذي سنحتاج إليه أثناء توالي ثلاثة رموز متشابهة… 1-2: أما موقع القوة لدى الأبجدية اللاتينية فهو أنها أبجدية تساير عهد التيكنولوجيا لأنها المستعملة في عالم الحاسوب والاتصال اليوم، ولكنها مع ذلك من الناحية العلمية وفيما يخص تنميطها لكي تؤدي دور أبجدية صالحة لكتابة الأمازيغية سوف تعجز عن مواجهة بعض المتطلبات البيذاغوجية أثناء تعليم الأطفال : أ- فهي كما في الأبجدية النبطية لا تتوفر على بعض الأصوات كالخاء والضاد والطاء والصاد، مما سيؤدي إلى ضرورة استحداث أصوات جديدة اعتمادا على رموز مقاربة لها، الشيء الذي سيوقع الطفل في نوع من الخلط.. ب- أن بعض الرموز التي سيتم اختيارها لأداء الصوت الجديد لها أصوات مختلفة في اللغة الفرنسية والإنجليزية التي سيتعين على الطفل الأمازيغي تعلمها بعد ذلك أو بموازاة من تعلم اللغة الأمازيغية مما سيخلق له تشوشا، فالرمزان c و x سوف يحملان الصوتين( ش- خ) في الأمازيغية وهما صوتان مخالفان تماما للصوتين ( ك – كس) الذين يحملانهما في اللغة الفرنسية مثلا، وهذا فيه إيقاع للطفل في اللبس.. 1-3: لذا لم يبق إلا أن نستسلم للأبجدية الأمازيغية “تيفيناغ”، التي تجد قوتها بأنها المعبرة عن الذات الأمازيغية، ولها من القوة الوجدانية ما ليس لغيرها، زيادة على : أ- أنها يمكن تنميطها بسهولة لكي تؤدي المطلوب منها بيذاغوجيا ب- أنها يمكن أن تجاري المسار التيكنولوجي نظرا لبساطة رموزها ج- أنها سوف تنصاع لذوق المتعلم وقد سبق أن تم استثمارها في التزيين والجماليات في الفضاءات الأمازيغية الفنية. لذلك تقدم مركز التهيئة اللغوية بطلبه الأخير والذي لا رجعة فيه لكي يتم اعتماد هذه الأبجدية كأداة لتدريس اللغة الأمازيغية، وقد سبق لنا أن رأينا كيف تم استثمار البدائل القديمة من أجل الخروج بالرموز الحالية التي سميت برموز “تيفيناغ ئركام” نسبة إلى المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وقد تم احترام جملة من المبادئ التقنية أثناء معيرة الكتابة أو الأبجدية الأمازيغية وهي: + مبدأ الاقتصاد الذي اعتمد للوصول إلى مقولة : “صوت واحد لرمز واحد” أدى إلى الخروج بعملية تعلم الأصوات الأمازيغية من طرف الطفل، من دائرة الإضناء والارتباك الموجودة في الأبجديات الأخرى، وفي هذا الصدد تم الاحتفاظ بنفس الرموز القديمة مع إضافة أقل عدد من الرموز الجديدة ( y ï ) أو التصرف في رموز قديمة وقريبة وتنميطها لكي تتم إزالة الالتباسات ( l-æ-å-^ç-ë-ã ) ، ويتجلى الاقتصاد كذلك في أن المقعدين لهذه الرموز استبعدوا بعض الأصوات التي اعتبرت مستحدثة بفعل التثاقف أو غير أصيلة فلم يعطوا لها أي رمز يذكر.. + ومبدأ البساطة الذي أدى إلى اختيار رموز غير معقدة ومن السهولة رسمها عند الصغار والكبار على السواء، وتتجلى هذه البساطة في هندسة هذه الرموز التي ترتبط بأشكال دائرية ( a-u-r-s-ë-ã-e-b-h- ) أو مقوسة ( c-z-ç ) أو زوايا قائمة ( q-k-æ-m-w-j-ï-o-v-t ) أو انكسارية ( y-g-x-d-p-i ) أو خطية ( n-l ) ، وهي أشكال هندسية سهلة ومألوفة على الحواس.. + ومبدأ التاريخية يتمكن من ربط المتعلم بماض سحيق من تاريخ بلده تتمثل من خلاله أصالة هذا البلد وتجذره في التاريخ، وربما سمح للطفل لكي يفسر سر تواجد رموز تيفيناغ على بعض المعالم الفنية المغربية المألوفة كالزرابي والآثار العمرانية والوشم والتزيين.. + أما مبدأ الملاءمة فإنه سمح بجمع أصوات متقاربة في مخارجها الصوتية في أشكال متقاربة في هندستها، مما يسمح للطفل المتعلم بتعلمها بسهولة، مثلا: ( k-æ- ) – ( g-å ) – ( r-ë ) ( s-ã ) … 2- معضلة الأصوات : يتعلق الأمر هنا بالاختلافات الناتجة عن تعدد الفروع اللغوية الأمازيغية، هذه الاختلافات التي نجمت عن مؤثرين تاريخيين كبيرين وهما: + التثاقف الذي حدث بين الأصوات الأمازيغية وأصوات اللغات الأخرى الوافدة على البلاد الأمازيغية من الجهات الثلاث، الشمالية والشرقية والجنوبية، فقد أدى ذلك إلى اقتحام أصوات تلك اللغات المجال الصوتي الأمازيغي، كما نجد في انتقال أصوات الحروف المعجمة ذ،ث،ظ من اللغة العربية إلى الأمازيغية مثلا عند قبائل كتامة وصنهاجة التي احتكت كثيرا بالعرب.. + تشتيت البلاد الأمازيغية إلى مناطق ودويلات منعزلة بعضها عن بعض مما أدى مع مرور الزمن إلى استقلالية كل منطقة بأصوات خاصة بها، والذي قد يكون ناجما عن مؤثرات مناخية أو ثقافية أو بيولوجية، كما نجد في: – استقلال الطوارق الزناتيين المنعزلين في الصحراء الكبرى بوضع صوت الهاء غالبا محل صوت الزاي مثلا، – استقلال الكتاميين الريف بوضع الراء محل اللام ووضع الدال والجيم محل اللام المشددة، – استقلال صنهاجة بوضع النون المشددة محل الميم والتاء ووضع اللام المشددة محل اللام والنون… – استقلال بعض قبائل مصمودة بوضع السين محل التاء أو وضع الحاء محل الغين أو الخاء.. لذلك فإن اللجنة العلمية المتخصصة أعطت أهمية خاصة لرصد الأصوات والفصل بين الأصيلة والدخيلة منها لكي يتم اعتماد ما هو أصيل ودرء ما هو دخيل أو ناجم عن مؤثرات بيئية أو مناخية، وبعد تمحيص تم الاتفاق على الاستفادة من معيارين مهمين سبق أن تم اعتمادها من طرف دول أخرى أرادت تنميط أصوات لغاتها، وهما: أولا: معيار الامتداد الجغرافي للصوت : فقد تم اعتماد الأصوات المنتشرة في البلاد الأمازيغية، أو المتفق عليها من طرف جميع الأمازيغيين أو جلهم بدون تردد، وهي ( a-u-i-b-d-f-g-å-k-æ-l-m-n-q-s-ã-r-ë-c-y-w-h-p-o-v-z^-ç-t-ï-ä-x-j-p ) ، وتم استبعاد (الثاء – الذال – الظاء) و(الراء التي أصلها راء والسين التي أصلها تاء، والدال والجيم التي أصلها لام مشددة والتاء والشين التي أصلها لام وتاء) لأنها لا تستعمل إلاّ في جيوب أمازيغية محددة.. ثانيا : معيار وظيفية الصوت : أي أنه تم اعتماد الأصوات التي يتم توظيفها كثيرا وتم تهميش الأصوات التي لها محدودية وظيفية كالجيم والشين المفخمتين.. كما تم دعم هذين المعيارين بمعيارين آخرين سبقت الإشارة إليهما أثناء تنميط الرموز الصوتية وهما معيار استقلالية الرمز بصوته ومعيار حيادية الرمز في التنوع الخطي اللسني… 3- معضلة الفصل والوصل والإدغام أي المعضلة الإملائية : وهي معضلات تتعلق بالكتابة والنطق أساسا، وتتأسس على ثلاث إشكاليات كبرى هي: – إشكالية البياض الطوبوغرافي – إشكالية مطابقة المنطوق للمكتوب – إشكالية تراتبية الألفاظ في الكلام وبعد استقصاء بعض التجارب العالمية في تقعيد قواعد الإملاء تم الاتفاق على : 3-1: في إشكالية البياض الطوبوغرافي: أ- أن الكلمة الأمازيغية تكتب على شكل متتالية من الرموز منفصلة بعضها عن بعض بفراغ بسيط تتجه من اليسار إلى اليمين، وبذلك تكون اللغة الأمازيغية مختلفة عن اللغة العربية ، فهي لا تعرف أحرفها الانفصال إلا نادرا، وعن اللغة الفرنسية التي تكتب أحرفها في الكلمة إما منفصلة أو متصلة.. ب- أن القاعدة العامة في كتابة الاسم والفعل والحرف والأدوات الأخرى أثناء تركيبها في الجملة هي الفصل بين هذه الكلمات ببياض طوبوغرافي، ولو كانت الكلمة تتكون من حرف واحد على عكس ما هو مألوف في اللغة العربية التي لا يمكن أن تنفصل فيها الكلمة وحيدة الحرف عما تتعلق به قبلا أو بعدا، ولا يتم اللجوء إلى الوصل بين الكلمات في اللغة الأمازيغية إلا في حالات خاصة منها: – وصل الاسم الدال على القرابة مع ضميره : babas – وصل الفعل مع الضمير الدال على الفاعل ومع أدوات التوجه: çëiv -tçëit – وصل الحرف مع الضمير المفعولي أو ضمير التعدية : gis- vurk – وصل أداة الوصف مع الاسم إذا كانت منحوثة معه: butgra – وصل أداة التكميم مع الضمير: kullutn 3-2: في إشكالية مطابقة المنطوق للمكتوب: لقد حدث نقاش حول إثبات المدغمات أثناء الكتابة أم تركها كما كانت قبل الإدغام المنطوق به، وقد تم الاتفاق على أن هذه الحالة هي الحالة الوحيدة التي لا يطابق فيها المنطوق المكتوب في اللغة الأمازيغية، إذ يجب كتابة الكلام كما هو في الأصل مع النطق به إدغاما أثناء الكلام كما يتضح في الأمثلة التالية : D + t = tt → asli d tslit → asli ttslit T + d = dd → qqimnt da → qqimndda N + w = ww → yan n wass → ya wwass R + l = ll → idda vr lbpr → idda vllbpr N + m = mm → afus n mpnd → afus mmpmd N + t = nn → tamdint → tamdinn L + t = tc → tavyult → tavyutc L + n = ll → iqbiln → iqbill 3-3: أما في مسألة تراتبية الكلمات في الجملة فقد تم رصد بعض الاختلافات بين الفروع اللغوية للأمازيغية قد تشكل عائقا كبيرا سواء أثناء المعيرة أو في العمل الديداكتيكي، وقد تم الاتفاق على ترك اللغة الأمازيغية على الشكل والترتيب الذي تنطق به لدى الأغلبية من المناطق مع تهميش الاختلافات التي نجدها في جيوب ضيقة بكيفية تدريجية للخروج بتراتبية منطقية معيارية، إن الريفيين مثلا يقولون : S tazivt ad nsiwl ولكن الترتيب الذي نجده في معظم المناطق هو : Ad nsawal s tmazivt فأين الخطأ من الصواب؟ وكيف كان التراتب في الأمازيغية القديمة؟ إن الإجابة على هذه الأسئلة يقتضي الرجوع إلى الأمازيغية المنتشرة في المناطق البعيدة عن التثاقف اللغوي، وربما كانت قمم الأطلس الكبير والصغير والمناطق الصحراوية النائية هي التي سوف تعطينا الأجوبة الشافية، والبحث عن هذه الأجوبة الآن جار في مركز التهيئة اللغوية بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وربما كذلك بالجامعات التي أقدمت على إدماج المكون الأمازيغي في مسالكها… 4- معضلة المعجم : ومن مظاهر هذه المعضلة : أ‌- انعدام وجود معجم جامع تتوفر فيه الشروط اللغوية التي يحتاج إليها الباحث والطالب والأستاذ.. ب‌- اختلاف الفروع اللغوية في دلالة بعض الكلمات إلى حد التنافر والتقريع أحيانا ت‌- الفراغ المعجمي والاصطلاحي في عديد من المجالات العلمية وهذه المعضلة لا زالت قائمة إلى الآن، وقد اعتمد مركز التهيئة اللغوية بالمعهد الملكي للثافة الأمازيغية خطة من أجل سد الفراغ المعجمي ومن أجل وضع معجم لغوي وعلمي جامع يستجيب لضروريات البحث والتعلم، وتتألف هذه الخطة من ديناميتين اثنتين : 4-1: دينامية أفقية تحدد المصادر التي سيتم اللجوء إليها بحثا عن المصطلح هذه المصادر التي رتبت على الشكل التالي: أ – اعتماد كل ما هو مشترك بين جميع الفروع اللغوية الأمازيغية من القوالب والبنيات المعجمية (الألفاظ والمصطلحات والمعاني والدلالات) ب – اعتماد فرع لغوي أمازيغي حينما تنعدم القوالب المعجمية في فرع أو فروع أخرى.. ج- اعتماد اللسان الدارج المعمول به في المناطق الأمازيغية والذي يحمل في طياته قوالب معجمية أمازيغية لم تعد موجودة في فروعها الأمازيغية الأصلية.. 4-2: دينامية الإحداث والإبداع : وهي دينامية تحتاج إلى لسنيين متخصصين، وقد حدد مركز التهيئة اللغوية ثلاث قواعد أساسية لإبداع المصطلح المراد وهي: أ- قاعدة التأصيل الثقافي : وتعني أخذ كلمة قديمة وإحياؤها مع إعطائها أبعادا ومعاني جديدة تفي بالغرض والهدف المتوخى، مثال: اللفظة التي اختارها مركز التهيئة اللغوية لكي تدل على المدرسة : tinml ، ب – قاعدة ترجمة المفهوم : أي اعتماد مفهوم في لغة ما وترجمته إلى ما يقابله في الأمازيغية فحينما أراد مركز التهيئة اللغوية أن يصوغ مفهوم “التواصل” في اللغة الأمازيغية رجع إلى مقابله في اللغة العربية المأخوذ من فعل “وصل” واعتمد فعل ” yiwä ” الذي يقابل فعل “وصل” وأخذ منه المقابل ل “تواصَل” وهو “imsiwä” للوصول إلى اسم الحدث: amsawaä ، رغم إمكانية استعمال لفظة anyilkm التي لا زالت تستعمل في سوس بهذا المعنى. ج- قاعدة الاقتراض المعجمي: ويتم هذا الاقتراض من اللغات الحية كاقتراض لفظة: tadimuqëaïiyt من اللغة الفرنسية مثلما فعلته اللغات الأخرى . … وعلى هذا الدرب سار واضعوا بعض المصطلحات البيذاغوجية والديداكتيكية التي يحتاج إليها مدرس اللغة الأمازيغية في أجرأة دروسه وضمنوها الكتاب المدرسي للأستاذ والتلميذ.. 4- معضلة التقعديد الصرفي والنحوي والتراكيبي : وهي أم هذه المعضلات جميعها، إذ يتعلق الأمر أولا بتمحيص ما تنطق به اللغة الأمازيغية المستعملة في مختلف المناطق من القوالب اللغوية المعتبرة بمثابة قواعد قارة وجامعة، وثانيا بالفصل بين ما هو قياسي من هذه القوالب يتحتم النسج على منواله وما هو سماعي منها يتم ضبطه وضبط مدى انتشاره، وقد نشأت في بداية معالجة هذه الإشكالية لإشكالية أخرى إجرائية تتمحور حول أي اتجاه يمكن سلوكه في وضع قواعد اللغة الأمازيغية، فهل نسير على هدى التقسيم المتعارف عليه لدى علماء اللغة الذين قعدوا اللغة العربية، باعتبار اللغة الأمازيغية تنتمي إلى الأسرة الأفرو-أسيوية التي تنتمي إليها اللغات السامية ومنها اللغة العربية أم أننا يجب أن ننحو نحو الباحثين اللغويين في أوروبا والعالم الغربي، وقد ظهرت هذه الإشكالية مثلا في عدد من مجالات التقعيد منها: أ- تقسيم الكلمة من الناحية النحوية : فهل نقسمها كما في العربية إلى اسم وفعل واعتبار ما وراء ذلك حرفا، أم أن الاسم والفعل تنضاف إليهما، ويظهر أن مقعدي اللغة في المعهد الملكي وكذلك في الجامعات قد ساروا وفق التقسيم المعمول به في اللغات الأوروبية فعزلوا الاسم عن الصفات والظروف وأدوات الاستفهام وأسماء الموصول بل وحتى مع الضمائر واكتفوا بحالته الظاهرة، في حين أنهم تحدثوا عن أصناف عديدة من الحروف.. ب- تصريف الفعل : يصرف الفعل في اللغة العربية حسب صيغتين، إحداهما هي صيغة الأمر التي تكون خارج الزمن، أما الثانية فهي مرتبطة بزمن الماضي أو الحاضر، وفي اللغة الفرنسية يأتي الصرف جد معقد لأنه يصرف حسب العديد من الصيغ الصرفية، أما في الأمازيغية فإن متخصصي مركز التهيئة اللغوية حاولوا تبسيط صيغ تصريف الفعل، وقسموها إلى ثلاث صيغ : صيغة الحدث المبهم l’aoriste وصيغة الحدث التام l’accomplit وصيغة الحدث الغير التام l’inaccomplit ، وكل هذه الصيغ قد ترتبط بزمن معين، ةيلاحظ هنا أن اللغة الأمازيغية جد متميزة ، ولكن قواعد التصريف ما زالت غير ناضجة لحد الآن، إذ لا زال النقاش ساري المفعول في الحالات التي يكون فيها الحدث مبهما، هذه الحالات التي عدد فيها واضعو هذه الصيغ ثلاثا وهي : الحالة التي يكون فيها الحدث غير منصرف فيما يسمى في اللغة الفرنسية ب l’impératif skr والحالة التي يكون فيها مقترنا باللازمة ad skrv ، والحالة يكون فيها مستعملا في المفرد المخاطب في الأمر skr ، وزادوا مؤخرا حالة مجيء الفعل في الأسلوب السردي … ج- الأقيسة في المشتقات : وخصوصا في صياغة اسم الحدث ، أو ما يسمى بالمصدر في اللغة العربية، فلحد الآن ليس هنالك من رصد أقيسة هذه الأسماء، فهل يمكن القول بأن الأمازيغية كغيرها من اللغات تعتمد الصيغ السماعية أكثر من القياس، ثم ألا يمكن القول بأن مقعدي هذه المشتقات يمكن لهم أن يضعوا أقيسة خاصة بكل صيغة من صيغ الفعل المستعملة لدى الأمازيغيين…؟ 5- معضلة التمكين القانوني : وهي من بين المعيقات الأساسية التي أدت إلى عرقلة إدماج اللغة الأمازيغية في المنظومة التربوية، فنحن نعرف أن الاعتراف السياسي الذي يعتبر لبنة مهمة في مسيرة تمكين اللغة والثقافة الأمازيغيتين من الحياة الكريمة، كان قد اتخذ مسارا جادا منذ سنة 1994 ، ومرورا بسنة 2001 ، ولكن خللا ما لا زال يكتنف هذا التمكين، ومرده إلى غياب القوانين التي تعبر حقيقة عن إرادة الدولة، ومن مظاهر هذه الإشكالية : أ- أن الدستور المغربي لا زال خاليا من أية إشارة إلى البعد الأمازيغي لهوية الشعب المغربي المتعددة الأبعاد، ورغم أن هذا الدستور قد تغاضى لحد آخر نسخة منه عن وصف المغرب بأه دولة عربية، واكتفى بوصفه بالدولة الإسلامية، إلا أن الخطاب الرسمي الداخلي والخارجي يظهران المغرب كبلد عربي… ب- أنه ولحد الآن لم يصدر أي نص قانوني يصرح بوجوب إدماج اللغة الأمازيغية في المنظومة التربوية، ولا زال العمل فقط بمذكرات وزارية غير مؤسسة إلا على نص ظهير تأسيس المعهد الملكي لا غير… لهذا السبب فإن معضلة التمكين القانوني لللغة الأمازيغية، لا في المجال التربوي فقط، ولكن في مجالات الإعلام والقضاء والإدارة كذلك، سوف تبقى العائق الأكبر، لأن بقاء الحال على هذا الشكل يعبر عن سوء نية مبيت تجاه هذه اللغة، والغريب أن وزارة التربية الوطنية انتقلت إلى إدماج اللغة الأمازيغية قبل الحسم وبكيفية نهائية في معضلة التمكين هذه، خصوصا وأن العديد ممن كلفوا بتسريع الإدماج يؤسسون رفضهم أو تقاعسهم بغياب قانون يجبرهم على ذلك، ويواجهونك مباشرة بأن اللغة التي اعترف بها الدستور هي التي تستحق منهم الاهتمام… ثانيا : المعهد الملكي مواجهة الإدماج : حدث نقاش حول لفظة الإدماج هذه، هل هي اللفظة التي نريدها حينما نريد إتاحة الفرصة لللغة لكي تأخذ مكانها في النظام التربوي، وكان الأستاذ محمد الشامي هو أول من أثار هذا النقاش في اليومين الدراسيين الذين نظمتهما أكاديمية جهة سوس ماسة درعة حول “إدماج الأمازيغية في التعليم : حصيلة وآفاق” بأكادير سنة 2006 ، وكان قد رفض تسمية ما قامت به الوزارة إدماجا، بل هو مجرد إدراج فقط بدعوى أن الأمازيغية مدمجة فعلا في الحياة العامة للشعب المغربي، وكيفما كان الأمر، وأيا كان المصطلح الذي تم اختياره فإن وزارة التربية الوطنية، لم تستطع وحدها أن تقوم بأية خطوة إلى الأمام من أجل تحويل حلمها في إضافة اللغة الأمازيغية إلى دروس المدرسة الابتدائية إلى واقع إلا حينما عقدت اتفاقية شراكة مع المعهد الملكي، الذي يعود الفضل للباحثين المتخصصين الذين ينتمون إلى مركزيه : مركز التهيئة اللغوية، ومركز البحث البيذاغوجي والديداكتيكي، في تخطي حاجز الصمت الذي استبد بالوزارة منذ الإعلان عن الميثاق الوطني للتربية والتكوين، وكان أهم ما تمخضت عنه تلك الاتفاقية : أ- تجاوز مقولة الاستئناس والتمهيد لتدريس لغة أخرى المنصوص عليها في الميثاق الوطني، والحديث عن إدماج لللغة الأمازيغية كلغة مستقلة إلى جانب اللغتين العربية والفرنسية. ب- تعميم الأمازيغية على جميع المراحل الدراسية من التعليم الأولي إلى التعليم التأهيلي بدل اقتصارها على التعليمين الأولي والسلك الأول من التعليم الابتدائي .. ج- تعميم الأمازيغية على جميع المدارس المغربية كمادة إجبارية ووضع رزنامة زمنية لهذا التعميم، بدل الحديث عن الإمكان حسب ما جاء في الميثاق الوطني… وقد بذل المتخصصون في المركزين السالفي الذكر جهودا مضنية من أجل إعداد الكتاب المدرسي للأستاذ والتلميذ، كما ساهموا بالقسط الأوفر في عمليات التكوين وإعداد الأطر، ولكن تشكيلة الإدارة التربوية المكلفة بأجرأة عمليات الإدماج أدت إلى فشل ذريع في هذه العملية، وكان الخطأ الكبير الذي وقع فيه منظمو عملية الإدماج هو القذف ببرنامج تدريس اللغة الأمازيغية إلى المدارس المقررة بدون إعداد أطر التدريس، وبدون جداول حصص قابلة للتنفيذ، مما أدى إلى ارتباك وتقاعس، ورغم أن الوزارة أصدرت مذكرات متتالية لتصحيح هذا الوضع فقد ظلت المعضلة كما هي بسبب تقاعس الأكاديميات فيما يخص التكوينات التي تقررت في تلك المذكرات الوزارية…




أرجو أن يجد القارئ المثقف الموضوعي ضالته في هذا الطرح العلمي الأكاديمي : المصدر أرنتروبوس ، الموقع العربي الأول في الأنثروبولوجيا والسوسيو أنثروبولوجيا .
عادل سلطاني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 18 / 02 / 2013, 31 : 05 PM   رقم المشاركة : [20]
عادل سلطاني
شاعر

 الصورة الرمزية عادل سلطاني
 





عادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: التيفيناغ بين الأسطرة , والواقع

مدخل إلى كتابة اللغة الأمازيغية بقلم الباحث المغربي الدكتور جميل حمداوي
تمهيد:
حينما نتحدث عن اللغة الأمازيغية ، ونجعلها محورا للبحث والدرس، فلابد من التطرق إلى الكتابة الأمازيغية باعتبارها ناقلة للإرث الحضاري الأمازيغي منذ القديم. وهذه الكتابة هي أس الكينونة الأنطولوجية للإنسان الأمازيغي، والمعبر الأيقوني والصوري الحقيقي عن أفكاره ومشاعره ووجدانه ومخياله الذهني والعقلي والوجداني والحركي. ولابد من تتبع الكتابة الأمازيغية وخطوطها الأساسية ، وذلك لمعرفة تجلياتها الحضارية والثقافية، واستقراء تطورها على مستوى التدوين والتوثيق لمعرفة تاريخ الإنسان الأمازيغي، ورصد منجزاته الفكرية والعملية والإبداعية. لأن الكتابة الأمازيغية تسعف الباحثين والدارسين، وذلك بواسطة نقوشها الراسخة على الكهوف والصخور والأحجار والمغارات الموجودة في الجبال والبوادي والمدن والصحاري، وكذلك عبر شواهدها المأتمية ، دون أن ننسى زخارف الزرابي، وظاهرة الوشم التزيينية ، وكل ذلك بغية التعرف على حضارة الأمازيغيين، وثقافتهم ، وطرائق حياتهم المعيشية ، وسبل تأقلمهم مع الطبيعة التي تحيط بهم.
إذاً، ماهي الكتابة الأمازيغية؟ وماهي خصائصها اللسنية والأيقونية؟ وما هي أهم التطورات التي عرفتها هذه الكتابة عبر تاريخ الكينونة الأمازيغية؟ هذه هي الأسئلة التي سنرصدها في موضوعنا هذا.
1/ فصيلة اللغة الأمازيغية:
من المعروف في فقه اللغة أن اللغة الأمازيغية من اللغات القديمة التي تنتمي إلى الفصيلة الحامية إلى جانب المصرية والبربرية والكوشيتية. ” وقد اصطلح على إدخالها في مجموعة واحدة، مع أن صلات القرابة بينها ضعيفة، ولذلك يعد بعضهم كل فرع منها مستقلا برأسه على حدة.
واللغة البربرية هي في الحقيقة لغة السكان الأصليين لشمال إفريقية(تونس والمغرب والجزائر وطرابلس والصحراء والجزر المتاخمة لها). وأهمها اللغة القبائلية Kabyle والتماشكية Temachek ، وهي لغة قبائل التوارج Touareg( الطوارق).
وأما الكوشيتية فهي لغة السكان الأصليين للقسم الشرقي من أفريقية، وبها يتكلم نحو ثلث سكان الحبشة. وهناك مناطق في الحبشة تتكلم بلغة سامية.”
ويذهب الكثير من الدارسين اللغويين في مداخلاتهم وأبحاثهم اللسانية إلى أن البربرية متفرعة عن لغات الفصيلة السامية، أما أحمد بوكوس فيرى أنها ” لغة مستقلة من حيث العلاقة الوراثية بالنسبة للعربية الفصحى،إذ تنتمي الأمازيغية إلى مايسمى بفصيلة اللغات الحامية، بينما تدخل العربية ضمن فصيلة اللغات السامية، وإن كانت هاتان الفصيلتان تشتركان على مستوى أعلى في إطار فصيلة الحامية- السامية وفي الفصيلة الإفريقية – الآسيوية.”
ومن هنا، يتبين لنا أن هناك من يدرج الأمازيغية ضمن الفصيلة الحامية، ومن يدرجها ضمن الفصيلة السامية، ومن يدرجها ضمن الفصيلة اليافتية، وهناك من يعتبرها كيانا لغويا مستقلا بنفسه .
هذا، فالأمازيغية من أقدم الأبجديات العالمية إلى جانب الأبجدية الهيروغليفية والأبجدية اليونانية والأبجدية المصرية، كما أنها من أقدم الأبجديات في أفريقيا إلى جانب الأبجدية الأثيوبية المعروفة بالمروية..
2/ جغرافية اللغة الأمازيغية:
تنتشر اللغة الأمازيغية بشمال أفريقيا أو ما يسمى ببلاد تامازغا منذ مالا يقل عن 5000 سنة كما تدل على ذلك مجموعة من النقوش والوثائق الأركيولوجية . وكانت الرقعة اللغوية الأمازيغية منذ فجر التاريخ القديم تمتد من حدود سيوة المصرية وشمال السودان شرقا إلى جزر الخالدات في المحيط الأطلسي غربا، ومن الأندلس وصقلية شمالا إلى دول جنوب الصحراء الكبرى كموريطانيا ومالي والنجير وبوركينافاصو، وتقدر مساحة اللغة الأمازيغية بخمسة ملايين كلم2، وأهم مجموعة أمازيغية هي التي تستوطن المغرب الأقصى.
وتوجد اللغة الأمازيغية أيضا بكثرة خارج رقعتها الأصلية ، وذلك في هولندة وفرنسا وبلجيكا وألمانيا وإسپانيا وجزر الكناريا الإسپانية، والتي يقطنها الغوانش الذين كانوا يتحدثون بالأمازيغية الكنارية ، وذلك قبل أن يقضي الاستعمار الإسپاني على اللغة الأمازيغية فيها. ومازال الغوانش يدافعون عن اللغة الأمازيغية، ويسعون جادين إلى إحيائها ، وبعثها مرة أخرى.
ويشير شارل أندري جوليان في كتابه” تاريخ شمال أفريقيا” إلى دراسة قام بها وليام مارسي توصلت إلى أن ” نسبة الناطقين بالبربرية هي 23 % في ليبيا، و1% في تونس، و27% في مقاطعة وهران. وقد تجاوزت هذه النسبة 40% في المغرب الأقصى. لكن الأمر لايعدو الفروق اللغوية. فليس هناك خطأ أعظم من الاعتقاد- كما فعله البعض في كثير من الأحيان- في أن التقسيم بين الناطقين بالعربية والناطقين بالبربرية يعكس تقابلا بين جنس عربي وجنس بربري. إن الأمر لا يدل إلا على أن اللهجات البربرية استقرت في جهات جبلية أصعب منالا على الغزاة، بينما استسلمت في جهات أخرى إلى لغة أكثر مسايرة للضرورات الاجتماعية.”
ويتحدث بالأمازيغية أكثر من 40 مليون نسمة، وهي لغة وطنية في النيجر والجزائر ، بيد أن تونس لم تعترف بها بعد، ولم تخضع في المغرب بعد للدسترة القانونية الرسمية باعتبارها لغة وطنية شرعية على غرار اللغة العربية، ولكنها ممنوعة في ليبيا بشكل مطلق، وبصيغة تعسفية.
هذا، وتنقسم اللغة الأمازيغية إلى لهجات عدة، وهي: تامازيغت، وتاريفت، وتاشلحيت بالمغرب، واللهجة القبائلية، واللهجة الشاوية، ولهجة بني مزاب، ولهجة بني صالح بالجزائر ، واللهجة الزوارية، واللهجة النفوسية، و اللهجة الغدامسية، ولهجة أوجلة، ولهجة سكنة بليبيا، واللهجة الطوارقية ببلاد الطوارق المحاذية للجزائر ومالي والنيجر، واللهجة السيوية في مصر. أما في تونس، فيمكن الحديث عن مجموعات ساقية ومجورة وسند وتامزرات وشنين ودويرات وجربة. وتوجد مجموعة ئزناگن أو زناكة في الحدود الموريطانية-السينيغالية.
ويمكن أن نضع تقسيما آخر لانتشار الأمازيغية حسب القبائل، فهناك على العموم لهجات رئيسية يمكن حصرها في: اللهجات الزناتية،واللهجات المصمودية، واللهجات الصنهاجية. فاللهجات الزناتية تنتشر بشكل واسع في الجزائر وتونس وليبيا، وتوجد بشكل أضعف في المغرب.أما اللهجات المصمودية ، فتوجد بشكل كبير في المغرب الأقصى. أما اللهجات الصنهاجية، فتنتشر هنا وهناك في مناطق محددة في المغربين: الأوسط والأقصى، وفي المناطق الجنوبية المحاذية للصحراء.
3/ مفهوم كلمة تيفيناغ:
تسمى كتابة الأمازيغيين بتيفيناغ أو تفنغ Tifinag أي خطنا أو كتابتنا أو اختراعنا، وقد وصلتنا هذه الكتابة مخطوطة ، وذلك عبر مجموعة من النقوش والصخور وشواهد القبور منذ آلاف من السنين، ولدينا من ذلك أكثر من ألف نقش على الصفائح الحجرية ، بل يفوق 1300 نصا .
ومن ناحية أخرى، يذهب بعض الدارسين إلى أن تيفيناغ مشتقة من فنيق وفينيقيا. ويعني هذا أن اللغة الأمازيغية فرع من الأبجدية الفينيقية الكنعانية. وفي هذا يقول عبد الرحمن الجيلالي:” لقد أقبل البربر على اللغة الكنعانية الفينيقية، عندما وجدوا ما فيها من القرب من لغتهم وبسبب التواصل العرقي بينهم وبين الفينيقيين”.
ويذهب الدكتور عزالدين المناصرة إلى أن اللغة الأمازيغية وأبجديتها فينيقية الأصل، وكنعانية النشأة، وعربية الجذور والأصول:” اللغة الأمازيغية متعددة اللهجات، وهي قابلة للتطور إلى لغة راقية كالعربية، وكتابتها بالحروف الطوارقية (التيفيناغ) هو الأصل، فالمفرد المذكر هو كلمة (أفنيق) ، مما يوحي فورا بكلمة فينقيا، وهذا يدلل على الأرجح أن اللغة الأمازيغية كنعانية قرطاجية، ولم تكن الكنعانية القرطاجية الفينيقية لغة غزاة، لأن القرطاجيين الفينيقيين هم الموجة الثانية من الكنعانيين. وبما أن أصل البربر الحقيقي هو أنهم كنعانيون فلسطينيون ولبنانيون على وجه التحديد، فإن السكان الأصليين للجزائر، البربر الأمازيغ، أي الموجة الأولى الكنعانية استقبلوا أشقاءهم الكنعانيين الفينيقيين ليس كغزاة، بل بصفتهم استكمالا للموجة الأولى. ومن الطبيعي بعد ذلك أنهم امتزجوا بالرومان والإغريق واللاتين. فالأصل أن تكتب الأمازيغية بحروف التيفيناغ التوارگية الكنعانية القرطاجية الفينيقية، وأصل هذه الحروف يعود إلى الكنعانية الفينيقية والعربية اليمنية الجعزية.”
وعلى أي، فكلمة تيفيناغ لايقصد بها الإحالة على الكتابة الفينيقية، بل نعني بها الكتابة أو الخط أو العلامة أو الحرف أو ما اخترعه الأمازيغيون.
4/ خصائص الكتابة الأمازيغية القديمة:
أ- الكتابة الأمازيغية بخط تيفيناغ:
يعود تاريخ الكتابة الأمازيغية (تيفيناغ) إلى فترات تاريخية بعيدة من الصعب تحديدها بدقة ، وهناك من الباحثين من يرجعه إلى 3000قبل الميلاد، بل إلى 5000 قبل الميلاد : ” وقد كان يعتقد إلى وقت قريب أن تيفيناغ بمثابة كتابة فينيقية ظهرت في القرن الثاني قبل الميلاد بفضل ماسينيسا، غير أن الباحثة الجزائرية تمكنت من العثور على لوحات كتب عليها بالتيفناغ. والباحثة المعنية هنا هي مليكة حشيد، وهي مؤرخة وعالمة آثار أجرت فحوصات على تيفيناغ المعثور عليه، وتبين أنه يعود إلى ألف وخمسمائة سنة قبل الميلاد، وهو ما جعل البعض يرجح أن يكون تيفيناغ هو أقدم الكتابات الصوتية التي عرفها الإنسان.
واللوحة الحاملة لحروف تيفيناغ هي أحد اللوحات المرافقة لعربات الحصان، وهذا النوع من العربات ظهر في العصر ما بين ألف سنة قبل الميلاد وألف وخمسمائة سنة قبل الميلاد، الشيء الذي جعل غابرييل كامپس يرى بأن تيفيناغ لا يمكن أن يكون قد ظهر في وقت أقل قدما من ألف سنة قبل الميلاد.
وإذا كانت هناك عدة فرضيات حول أصل تيفيناغ ابتداء من الأصل الفينيقي إلى الأصل الأمازيغي المحلي، فإن الأبحاث لم تستقر بعد على حال، وهو ما يلخصه كل من غابرييل كامپس وكارل پرسه في أنه بالرغم من كل محاولات التصنيف، يبقى الإلمام بأصل تيفيناغ بعيد المنال.
ومن ثم، فإن تيفيناغ بمثابة كتابة قليلة الشهرة، ولكنها قديمة لدرجة تستحق الاهتمام ، باعتبار أن تيفيناغ البدائي يكاد يعود إلى ثلاثة ألاف سنة قبل الميلاد. ويبدو أن هذه الكتابة الأمازيغية التي تسمى أيضا بالتيفيناغ البدائي أو الكتابة الليبية البدائية قد ظهرت مع الإنسان القفصي، نسبة إلى مدينة قفصة التونسية. بحيث ظهر تيفيناغ باعتباره رسوما بدائية قابلة للقراءة، بل إن البعض يجعلها حروفا مقروءة.”
هذا، وقد استعمل خط تيفيناغ في الكتابة على شواهد القبور والمغارات والكهوف والصخور والنقوش والزرابي والحلي، وسك النقود ، ووشم الجسد ، واستخدم كذلك في التزيين والزخرفة، ووسم التذكارات التاريخية المنصوبة.
وإذا كان الخط الأمازيغي قد استعمل كثيرا في البوادي، والجبال (جبال الأطلس)، والمناطق الصحراوية (بلاد الطوارق)، فإنه لم يستعمل كثيرا في المدن؛ وذلك لهيمنة الغزاة من الرومان والوندال والبيزنطيين والفاتحين العرب على دواليبها ومرافقها ، وتجنيسها بلغة الفاتح المستعمر.
وقد تأثر خط تيفيناغ في مساره التاريخي بالكتابة الفينيقية الكنعانية، والكتابة المصرية ، والكتابة اليونانية، والكتابة الليبية، والكتابة اللاتينية، والكتابة العربية، وخاصة على مستوى الحركات والصوائت. ويرى بوزياني الدراجي أن: ” شيئا من الشبه يجمع بين الأمازيغية (الليبية)، وما اكتشف من كتابة في جنوب إسبانيا L’Iberique ، بالإضافة إلى التشابه بينها وبين خط الاتروسگ L’Erusgue، وخطوط يونانية فرعية أخرى…. وربما هذا نتيجة الاحتكاكات التي حدثت عبر فترات تاريخية مختلفة. ولكن الراجح فيما ذكر هو الارتباط القوي بين اللغة الأمازيغية واللغات الحامية بالدرجة الأولى، ثم اللغات السامية في درجة ثانية Chamito- Sémique.”
ومن هنا، فقد ظلت اللغة الأمازيغية في بلاد تامازغا لغة التداول والتواصل عند الكثير من الأمازيغيين ، وذلك على الرغم من سياسات الإدماج والرومنة والتجنيس التي تعرضوا لها. فلم يتركوا لغتهم الأصلية قط ، بل حافظوا عليها كثيرا ، وخاصة في المناطق النائية عن المدن ، كما حافظوا على كتابة تيفيناغ ، ولكن بشكل أقل بالمقارنة مع اللغة المتداولة شفويا:” والجدير بالذكر أن هذا الخط – يقول أستاذي الدكتور محمد الشامي- لم تنقطع الكتابة به قط، وتستعمل حاليا في رقعة شاسعة تمتد من تخوم الصحراء الجزائرية الليبية إلى النيجر، ومن هگار Hoggar إلى حدود النيجر- الفلتانية والنيجر النيجرية ، بل الأكثر من هذا ، فقد أضحى هذا الخط الأمازيغي يحارب به الأمية في النيجر ، حيث لغة تمازيغت أصبحت اللغة الرسمية الوطنية بين اللغات النيجيرية الأخرى (تامازيغت، بامبارا، پول، سوناك)، وكذا في مالي”.
وإذا كان خط تيفيناغ قد استعمل في الحد من الأمية في النيجر، فإنه في المغرب والجزائر مازال يستعمل باعتباره” تراثا وطنيا بعد أن فقد في هذين البلدين وظيفته الأساسية التي هي الكتابة، وأصبح يوظف للتزيين والتجميل كترسيخه على الأجسام وشما أو بإخلاده في بعض الصور الفنية طرزا ونقشا، وهكذا نجد بعض الجمعيات “القبائلية” تعيد إليه الحياة، وتبعثه من جديد ، وخاصة جمعية “أگراو إمازيغن”، التي تستعمل الآلة الكاتبة لكتابة تيفيناغ، وجمعية” وحدة الشعب الأمازيغي” .”
بيد أن انفتاح المغرب حكومة وقصرا وشعبا على الثقافة الأمازيغية، وذلك مع خطاب أجدير سنة 2001م ، سيعطي عبر الخطاب الملكي الرسمي دفعة جديدة للدرس الأمازيغي الحديث ، وسيتم مباشرة بعد هذا الخطاب تدشين المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ، والذي سيقر إداريا ، وبشكل رسمي في جلساته ولقاءاته وندواته، خط تيفيناغ خطا رسميا للغة الأمازيغية ، وذلك بعد جدل كبير بين أعضاء المجلس الإداري للمعهد، وخاصة بين الذين يدافعون عن الخط اللاتيني، والذين يناصرون خط اللغة العربية ، والمنافحين عن خط تيفيناغ.
هذا، وتكتب الأمازيغية القديمة كما هو معلوم من الأعلى إلى الأسفل في البداية كما يتجلى ذلك في النقوش والصخور والكهوف، ليتم تطويعها من جميع الجهات، من الأعلى إلى الأسفل، ومن الأسفل إلى الأعلى ،ومن اليمين إلى اليسار، ومن اليسار إلى اليمين. واستمر وضع الكتابة على هذا الشكل إلى أواخر القرن التاسع عشر الميلادي ، إلى أن غير الطوارق صيغة الكتابة من اليمين إلى اليسار على غرار اللغة العربية. بيد أن الباحث الجزائري بوزياني الدراجي يرى أن هذا التغيير بدأ مع الفينيقيين:” وفي العهد الفينيقي أضحت كتابة ” تفنغ” تكتب من اليمين إلى الشمال؛مثلها مثل الخط الفينيقي.”
ومن المعروف أن الكتابة الأمازيغية عبارة عن حروف صامتة وغير صائتة، كانت في البداية تتكون من 16 حرفا صامتا Consonnes ، وصار بعد ذلك 23 حرفا في عهد المملكة المازيلية النوميدية. وستضاف إليها بعض الحروف الصائتة voyelles ، وذلك مع الفتح العربي لشمال أفريقيا ، وتسمى :” تيدباكين”، وهذه الصوائت هي: الفتحة والضمة والكسرة. وتسمى الأبجدية الأمازيغية “أگامك” ،لتصبح تيفيناغ اليوم عبارة عن 33 حرفا ، منها 29 حرفا صامتا و4 صوائت.
ومن خصائص الخط الأمازيغي القديم أنه خط صامتي يشبه الكتابة الأيقونية الإديوگرامية Idiogramme التي تعبر عن فكرة أو شيء أو صورة. كما يخلو الخط من العلامات الصائتية Voyelles، ويحضر هذا الخط في أشكال هندسية كدوائر ومثلثات، ونقط، وخطوط مفتوحة ومنغلقة ومتقاطعة، وخطوط مائلة ومتنوعة.
هذا، وقد ترك لنا الأمازيغيون في شمال أفريقيا أكثر من ألف نقش على الصخور والكهوف والشواهد، و” تركوا عددا من النقوش التذكارية في تونس والجزائر خاصة، فيها ماهو مصحوب بترجمته اللاتينية أو الفينيقية؛ وقد قام الباحث جورج مارسي George Marcy بمحاولة جادة من أجل شرحها. لكن معظم النقوش الأمازيغية القديمة لا تزال تنتظر اختصاصيين يشترط فيهم أن يتقنوا الأمازيغية أولا، ثم إحدى اللغات الميتة الآتية: الفينيقية أو اليونانية أو اللاتينية.”
وقد انحدرت الأبجدية تيفيناغ حسب الباحث الجزائري بوزياني الدراجي عن ” أبجدية لوبية قديمة، وهي ما زالت مستعملة- في هذه الأيام- ضمن الأوساط الطوارقية؛ وتتميز بكونها لغة صامتة consonantique ؛ وكانت في البداية تكتب منفصلة في الاتجاهات كلها: من اليمين إلى الشمال، ومن الشمال إلى اليمين؛ ثم من الأعلى إلى الأسفل، ومن الأسفل إلى الأعلى. وحروفها ليست كاملة حتى الآن… وكانت هذه الكتابة المعروفة بالليبية أو اللوبية منتشرة في كامل بلاد المغرب القديم. “.
هذا، و قد ظهرت كتابة تيفيناغ إبان عصر الجمل، فمن المعروف أن الإنسان الأمازيغي في أنشطته عرف عدة مراحل وعصور، كعصر الصيادين من5000 إلى 3500قبل الميلاد، وعصر الرعاة الذي ساد من 3500ق.م إلى 1000ق.م، وعصر الحصان الذي ساد في الألف الأخيرة ق.م، وعصر الجمال الذي ظهرت بوادره خلال المائة سنة التي سبقت التاريخ الميلادي. أما عصر الجمل” ذي السنام الواحد طبعا، فيظهر فيها هذا الحيوان من خلال رسوم أقل جودة وإتقانا من الناحية الفنية مما عرف في الفترات السابقة كعصر الصيادين وعصر الرعاة. ويسمى هذا العصر أيضا بفترة التيفيناغ؛ بسبب وجود هذه الكتابة منقوشة على الصخور؛ إلى جانب الصور المنقوشة والمرسومة . ويبدو أن هذا العصر استمر طويلا؛ بحيث يمكن دمج الفترة الإسلامية ضمنه؛ لأن بعض النقوش أخذت تظهر الحروف العربية إلى جانب حروف التيفيناغ.”
ب- الكتابة الأمازيغية بالخط العربي:
كتبت الأمازيغية بالحرف العربي ابتداء من القرن الثاني عشر والثالث عشر ، وذلك مع ابن تومرت الذي ترجم كتاب “العقيدة” إلى اللغة الأمازيغية بواسطة الخط العربي. بيد أنه في القرن الثامن عشر الميلادي، ستنتشر الكتابات الأمازيغية المكتوبة بالخط العربي، وبالضبط في منطقة سوس، كالشعر الأمازيغي المنسوب إلى سيدي حمو الطالب، وغيرها من كتب الشعر والدين والتصوف والتاريخ والسير. وقد واكب هذا التأليف المرحلة الإسلامية والفتوحات العربية لشمال أفريقيا، وكذلك مع تأثر المثقفين الأمازيغيين بالعلماء المسلمين في شتى المعارف والفنون والعلوم. وفي هذا الصدد يقول أحمد بوكوس:” أما عن المرحلة الإسلامية فإن المؤرخين، وخصوصا منهم مؤلفي الحوليات والسير، يتحدثون عن عدد غير يسير من المراجع المكتوبة باللسان الأمازيغي، منها الأدبيات الدينية للخوارج والبورغواطيين والموحدين، ولكن جلها اندثر. لم نعد نحتفظ منها سوى ببعض أسماء الأعلام البشرية وأعلام الأمكنة وبعض الجمل المتناثرة. وحتى أشعار سيدي حمو الطالب التي قد تساعد على استقراء السمات العامة لأمازيغية القرن الثامن عشر لم يصل إلينا بعضها إلا عبر الرواية الشفوية. وهكذا، فإن من أقدم المؤلفات الموضوعة بالأمازيغية هي من إنجاز الفقهاء من أمثال: أزناگ وأوزال. ولعل من أشهر هذه المؤلفات كتابي الفقيه محمد ؤعلي أوزال (الهوزالي)، أي كتاب الحوض وكتاب بحر الدموع، أولهما يتناول قواعد الفقه وفق المذهب المالكي، وثانيهما في قضايا التصوف. لقد ألفا في القرن الثامن عشر بلسان تاشلحيت، ودونا بالحرف العربي. والجدير بالذكر أن لغة هذه النصوص لاتختلف في شيء عن الأمازيغية الحديثة من حيث صرفها ومعجمها وتركيبها.”
وقد ساهمت ” الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي” في إصدار مجموعة من المنشورات معتمدة في ذلك الخط العربي، مع استخدام طريقة “أراتن” في الكتابة. وحذت مجموعة من الجمعيات الأمازيغية حذو هذه الجمعية في تبني الخط العربي، كجمعية الانطلاقة الثقافية بالناظور التي أصدرت مطبوعا شعريا مكتوبا بالخط العربي.
ومن الصعوبات التي تطرحها كتابة الأمازيغية عبر الخط العربي نلفي: مشكل كتابة الهمزة ، وكتابة الحروف المشكولة، ونرى أن طريقة “أراتن” أفضل في كتابة الأمازيغية باللغة العربية.
فإليكم – إذاً- بعض الأمثلة الأمازيغية المكتوبة بطريقة” أراتن”:
إزران ءيزران (الأشعار)
يموث ياموث (مات)
أمزكون ءامزگون(المسرح)
أرنو ءورينو( قلبي)
ج- الكتابة الأمازيغية بالخط اللاتيني:
اعتمد الكثير من الدارسين والباحثين المتمكنين من اللغة الفرنسية على الخط اللاتيني في كتابة المنتوج الأمازيغي، كما نجد ذلك واضحا لدى الكثير من الجمعيات الأمازيغية في الجزائر والمغرب. بيد أن الخط اللاتيني الذي استعمل في إصدار مجموعة من الصحف والمجلات كجريدة “أگراو” ، و”تاسافوت”، و” تويزا”، ومجلة “تيفيناغ “لأوزي أحرضان… أدخلت عليه تغييرات كبيرة على مستوى الكتابة لتلائم النطق الأمازيغي، فأصبح هذا الخط اللاتيني مشوها ، وذلك بكثرة النقط والرموز الأيقونية فوق رأس الحرف وأسفله؛ مما جعله خطا صعبا للقراءة إذا لم يرافقه جدول لساني صوتي يذلل قراءة الأحرف ، كما لاحظنا ذلك أثناء تعاملنا مع مجموعة من الدواوين الشعرية الأمازيغية الريفية سواء التي أصدرتها جمعية “إيزوران /الجذور” كديوان ميمون الوليد، وديوان محمد والشيخ،وديوان محمد شاشا، أم الصادرة بالمغرب كديوان فاظمة الورياشي، وديوان أحمد الزياني، ودواوين رشيدة مايسة المراقي، وديوان سعيد الفراد…
ومن الصعوبات التي يطرحها الخط اللاتيني ، وذلك إلى جانب حمولاته الإيديولوجية والكولونيالية، أن الكثير من القراء الأمازيغيين لا يفهمون الفرنسية، وهنا يطرح هذا السؤال الملح : لمن يكتب هؤلاء؟ هل للجمهور الفرنسي أم للمغاربة المفرنسين ؟ وهؤلاء المتفرنسون في الحقيقة نخبة ضئيلة جدا أم أنهم يكتبون للأمازيغيين المغاربة الذين لايتقنون إلا اللغة العربية، ويجدون صعوبة كبيرة في فهم اللغة الفرنسية ؟! فكيف سيفهمون خطا أجنبيا مليئا بالنقط وأحرف لا تعبر أبدا عن الحروف الأمازيغية بشكل علمي ومضبوط. لذا، من الأفضل كتابة الأمازيغية بخط تيفيناغ؛لأنه رمز الهوية المحلية ، وأس الحضارة الأمازيغية الموروثة، بل فقط يجب علينا أن نطوره، ونطوعه ليساير جميع المستجدات التقنية والعلمية والأدبية والفنية والمعرفية.
6- خصائص الكتابة الأمازيغية الحديثة:
تتكون الكتابة الأمازيغية (تيفيناغ) التي أقرها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالمغرب IRCAM ، وذلك بعد أن اعترفت به عالميا المنظمة الدولية الأيسوا ISO-UNICODE في 25 يونيو 2004م من 33 حرفا ، منها 29 من الصوامت و4 من الصوائت. وتتشكل الصوائت من أربعة حركات ، وهي: صائت الفتحة- a – (ءاوال،ءامان/الماء)، وصائت المد المضموم u- – (ءور/القلب، ءودم/الوجه)، وصائت السكون e- – (حركة شيا) التي تستعمل عند تكرار الحروف الساكنة(بد/ قف ، مّي /ابني،ءاسرزم/النافذة) ، وصائت الكسرة -i-(ءيراف/الخنزير).
وتحضر الصوامت في شكل دوائر وأنصاف دوائر، وعدد حروفها سبعة، وهي: الراء (ءابريذ/الطريق)،والباء (بابا/أبي)،والهاء (بوهرو/الأسد)،والصاد (ءاصميظ/البرد)،والسين (واس/اليوم)،والشين (ءوشان/الذئب)، والراء المشددة(بارّا/خارج).
وهناك 11 حرفا في شكل خطوط عمودية وأفقية، وهي: النون (ءامان/الماء) ،والجيم (ءاجانا/السماء) ،واللام (تملالت/البيضة)،والتاء (تافوكت/الشمس)،والميم (تامزيدا/المسجد)، والظاء (ءاظير/العنب)،والطاء (باطاطا/البطاطس)، والفاء ( فيغار /الثعبان)، والواو (ءاوال/الكلام) ،والعين ( ءاعموذ/العصا أو الركيزة) ،والغين (ءيغزار/النهر)، والدال ( ءادرار/الجبل).
وثمة أربعة خطوط مائلة كالدال (ءادرار/الجبل)، والحاء(ءيصباح/جميل)، والخاء( ءاخام/البيت)، والياء(ءاشفاي/الحليب) ، وخمسة حروف على شكل مثلثات كالگاف (أرگاز)، وگوا (ءازگاغ/الأحمر)، والكاف (تاسكورت/الحجلة)، وكوا (ءيتاكور/يشتم)،والقاف(ءاقراب/المحفظة)، وخطان متنوعان كالزاي(ءيزي/ذبابة)، والزاي المشددة(ءازرو/الحجر).
ومن المعروف أن الكتابة الأمازيغية كما أقرها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية تبتدئ من اليسار إلى اليمين ، وذلك على غرار الكتابة اللاتينية .
ويلاحظ أن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية عندما حاول معيرة اللغة الأمازيغية، وتوحيد تدريسها ديداكتيكيا وبيداغوجيا، استبعد من أبجديته بعض الحروف الأمازيغية الموجودة في اللغة الريفية كالثاء، مثل: (ثرايثماس/اسم امرأة)، وحرف الذال مثل:(ءابريذ/الطريق)، وحرف الپاء P الشفوي الهامس الذي يعد حرفا دخيلا، ويعتبر كذلك وحدة مميزة في أمازيغية الريف.
خاتمة:
تلكم – إذاً- نظرة موجزة عن مسار الكتابة الأمازيغية وتاريخها الطويل، بيد أن هذه الكتابة تستوجب من وزارة التربية الوطنية المغربية والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية تعليمها للمواطنين المغاربة بصفة عامة والأمازيغيين بصفة خاصة، وذلك قصد الاطلاع على الإنتاجات الأمازيغية وقراءتها، ولن يتم ذلك إلا بتوفر إرادة صادقة، ونية حسنة في تعليم اللغة الأمازيغية، وفرض كتابتها في المدارس والمؤسسات التعليمية، وتكوين جميع المدرسين بها، وذلك مهما كانت موادهم التدريسية لتعلمها ، وإتقانها للمساهمة في عملية التلقي والاستيعاب والاستهلاك لكل منتوج أمازيغي، دون أن ننسى إدخال هذه الكتابة في الحواسيب الشخصية لكي يستعملها جميع المثقفين والمتعلمين في خطاباتهم التواصلية.
أضف إلى ذلك، فإن هذه الكتابة لا يمكن لها أن تفرض نفسها إلا عن طريق تحقيق تراكم ثقافي في مجال الإنتاج والإبداع، واستعمالها في توسيم الاختراعات التقنية والعلمية ، وتشغيلها في إصدار المعاجم التقنية والقواميس الخاصة. ولابد أيضا من نشاط جمعوي مكثف لتحفيز الأمازيغيين لاستخدام خط تيفيناغ في أغراضهم ، وقضاء حوائجهم، والتعريف به على غرار ” قافلة تيفيناغ” ، وضرورة انفتاح المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية على جميع الفاعلين الأمازيغيين بدون استثناء أو إقصاء، وذلك لإثراء الكتابة الأمازيغية ، وتطويرها، وإغنائها ، وتشجيع إبداعاتها، وإلا ستقبر الأمازيغية وكتابتها في المستقبل.
الهوامش:
- الدكتور صبحي الصالح: دراسات في فقه اللغة، دار العلم للملايين، بيروت، لبنان، الطبعة التاسعة، 1981م، ص:43-44؛
2- أحمد بوكوس: الأمازيغية السياسة اللغوية والثقافية بالمغرب، مركز طارق بن زياد، ، طبعة1، نونبر2003م، مطبعة فيديبرانت، الرباط، ص:15؛
3 – أحمد بوكوس: الأمازيغية السياسة اللغوية والثقافية بالمغرب، مركز طارق بن زياد، ، طبعة1، نونبر2003م، مطبعة فيديبرانت، الرباط، ص:15؛
4- شارل أندري جوليان:تاريخ شمال أفريقيا الشمالية، تعريب: محمد مزالي والبشير بن سلامة، الدار التونسية للنشر، الطبعة الأولى 1969 ، ص:66؛
5- بوزياني الدراجي: القبائل الأمازيغية،الجزء الأول، ص:38؛
6- محمد شفيق : لمحة عن ثلاثة وثلاثين قرنا من تاريخ الأمازيغيين، دار الكلام، الرباط، الطبعة الأولى 1989م، ص:62؛
7 – عبد الرحمن الجيلالي: تاريخ الجزائر العام، دار الثقافة، طبعة رابعة، بيروت، 1980، ص:30-141 ؛
8 – د.عز الدين المناصرة: المسألة الأمازيغية في الجزائر والمغرب، دار الشروق، الأردن، الطبعة الأولى 1999م، ص:69؛
9- انظر د. محمد الشامي:(إشكالية الكتابة الأمازيغية)، أعمال الدورة الأولى لجمعية الجامعة الصيفية بأگادير، مطبعة فضالة، المحمدية، الطبعة الأولى ،1982م.
10 – انظر: (لغة أمازيغية)، موقع ويكيبيديا ، الموسوعة الحرة، موقع رقمي؛
11- بوزياني الدراجي: القبائل الأمازيغية،الجزء الأول، ص:35؛
12 – د. محمد الشامي:(إشكالية الكتابة الأمازيغية)، أعمال الدورة الأولى لجمعية الجامعة الصيفية بأگادير، مطبعة فضالة، المحمدية، الطبعة الأولى ، 1982م، ص:155؛
13 – د. محمد الشامي:(إشكالية الكتابة الأمازيغية)،ص:159-160؛
14- بوزياني الدراجي: القبائل الأمازيغية،الجزء الأول، ص:35؛
15- محمد شفيق:لمحة عن ثلاثة وثلاثين قرنا من تاريخ الأمازيغيين، دار الكلام ، الرباط، الطبعة 1989م،ص:61-62؛
16 – محمد شفيق:لمحة عن ثلاثة وثلاثين قرنا من تاريخ الأمازيغيين، ،ص: 62؛
17- بوزياني الدراجي: القبائل الأمازيغية، الجزء الأول، دار الكتاب العربي ، الجزائر، 2003م، ص:34؛
18 – بوزياني الدراجي: نفسه، ص:48؛
19- أحمد بوكوس: الأمازيغية السياسة اللغوية والثقافية بالمغرب،ص:37.
عادل سلطاني غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأسطرة, التيفيناغ, والواقع


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المرأة الفلسطينية والسياسة، الدور.. والواقع.. والعوائق مازن شما فلسطين تاريخ عريق ونضال شعب 0 21 / 06 / 2014 36 : 04 AM
بين الفرضيه والواقع فاطمه شرف الدين كلـمــــــــات 6 06 / 05 / 2012 34 : 06 AM
نقد القومية العربية على ضوء الإسلام والواقع فيصل بن الشريف الاحمداني نورالأسرة، التربية والتعليم وقضايا المجتمع والسلوك 11 26 / 10 / 2009 23 : 12 AM
بين الحلم والواقع بقلم : عليا احمد عليا احمد الخاطـرة 5 01 / 01 / 2009 58 : 01 PM
المسطرة التاريخية الباحث أحمد محمود القاسم تاريخ و تأريخ 0 26 / 01 / 2008 01 : 08 PM


الساعة الآن 25 : 10 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|