أمير أناقة الحرف الجميل أخي رشيد الميموني:
عندما تسمع وقع سحر الكلمات وهي تنسرب إلى خاص أعماقك رويداً رويداً ،كخمرة بابل ،وآهات جميل وقيس وخولة،تشعر بنشوة متفردة ،تكون مزيجاً من الفرح والحزن، والوجد الصوفي الحالم، وصورة واضحة الأبعاد ،تصف بمنتهى الوجد تمرد موج البحر وعليل نسائم ليل المحزون، فتبكي حرقة وفرحاً وألماً ،وتقول وأنت تعرف معنى الوجد:
يا ليتني أستطيع ان آتي .. لكن
تسمرت رجلاي وتجمدت أطرافي ..
كيف لي أن أرتشف رحيقك وفيه دائي ؟
متى أراك على سطور كلماتي نثرا وشعرا ؟
متى أراك يراقة تتثاءب على أغصان رعشتي ؟
كوني وقودي ..
وكوني ناري وحطبي
فأنا قررت أن أذوب . أكاد انصهر في بوتقة الوجع
أذوب في خاطرة الزمن
أصيح فلا اسمع صوتي
أبكي ولا أثر للدمع
سأحمل وجعي
وأهدهد حبي
وأعايش خوفي
. لكني أخشى
أن يقتلني الوجع
ويحرقني الحب
ويتلفني الخوف ..
سأحمل ما تبقى من سراب باهت
واعتلي قمم السكون ..
حيث اللاشيء
حيث المناجاة ..
حيث الصفاء
هناك يمكنني أن أتوجع بهدوء
وأحب بخشوع
** ** **
فالله الله ،فأنا أصفق بحرارة وأطلب المزيد والمزيد.
ويسكرني نغم جميل حلو الكلمات.
والشكر كله لك، ونبقى دائماً مع طيب صدق الحديث.