[طلعت سقيرق]

[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/15.gif');border:4px ridge green;"][CELL="filter:;"][ALIGN=justify]
نعم .. ستون عاما قد مرت من الغربة القاسية المريرة .. ستون عاما من التشرد والتشرذم والضياع والاحتراق والشهادة والقهر ، وما شئت من صنوف العذاب !!.. ستون عاما تغيرت فيها أشياء كثيرة وتبدلت أشياء كثيرة .. لن نرشّ على الموت سكرا ،ولا غير السكر .. فهي أيام لا أطول منها ولا أصعب .. لكن بدل كلّ هذا الذي يحدث ، أو معه ألا نفكر "ماذا علينا أن نفعل بعد مرور كل هذه السنوات ؟؟.." ألا بجدر بنا أن نقول كلمتنا دون رتوش وألوان صاخبة أو باهتة؟؟.. هناك شيء علينا أن نخرج به ليكون على أقل تقدير زادا لأيام قادمة ، لا نعرف كم ستطول..أليس هو المنطق الذي يجبرنا على أن نقول ذلك ..
من المنطق مثلا أن نقول لعالمنا الفلسطيني ، ثم العربي والإسلامي ، ثم العالمي : ماذا فعلتم من أجل فلسطين وإلى أين وصلتم ؟؟.. لا تحدثونا عن موائد وحفلات الطعام التي أقيمت على شرف الذبيحة فلسطين !!.. فهذه أشياء تجعلكم أكرم أهل الأرض .. لكن فلسطين لم تستفد من ذلك شيئا كما هي العادة .. ومن المنطق أن نقول كثيرون حاربوا معنا وبنا إن شئتم ..لكن كلّ الحروب كانت حروبا لا تتناسب مع حرب حقيقية تحرر فلسطين .. لأنها كانت دائما حروبا مفروضة علينا ، أي كنا نقاتل دفاعا عن النفس، أو عن كرسيّ العرش ، ومثل هذه الحروب لا تصنع شيئا ولن تصنع شيئا !!.. لأنها من جهة مفروضة ، ومن جهة ثانية محسوبة من قبل الصهاينة ومجهولة البدايات والنهايات من قبلنا.. وبدعوى ضرورة حفاظ الفلسطيني على هويته وأصالته وجذوره، كنتم تراقبون حركاتنا وسكناتنا .. والمكان الذي نكون فيه يجب ألا يتغير ، لأننا / وهذا حسب تفكير جهابذة السياسة / كلما أغرقونا بالتعب والتعاسة والقهر ، نفكر بفلسطين أكثر ، لذلك رأينا معاملة نحسد عليها في كل مكان ، ليس أقلها أو أكثرها الإصرار على البقاء في المكان الذي نحن فيه .. وهذا استجر طبعا أو جر وصول الاختناق الفلسطيني إلى أعلى حد .. وحتى يزيدوا الطين بلة ، صار كل ما يحدث من مكروه حتى وإن في بلاد واق الواق محسوبا علينا ..
دولة تحارب دولة ، فنكون الضحية والمسبب .. ويكون الجزاء طرد الفلسطينيين من هذا البلد أو ذاك.. وإنهاء عمل الفلسطيني في هذا البلد أو ذاك .. وإذا أردت فعلا أن تعرف سبب مثل هذه التصرفات ، فربما عليك أن تدخل في عالم الأبراج واستحضار الأرواح .. لتزداد حيرة فوق حيرتك !!..
حياة الفلسطيني على امتداد الكرة الأرضية محسوبة مراقبة حتى إن مشى الفلسطيني خطوة واحدة .. والسؤال لماذا ؟؟.. صار لا معنى له .. لأنك لن تجد جوابا شافيا مهما كنت ملحا .. فأنت فلسطيني لاجئ من أرضك ووطنك وبيتك ولا يحق لك أن تدخل في طرح أسئلة لا أجوبة لها.. وحتى تبقى في سلام مع محيطك عليك أن تبتسم دون أن تعرف سببا لهذه الابتسامة .. !!.. فالفلسطيني هو الفلسطيني من الخيمة إلى ناطحة السحاب .. لا شيء يتغير ولا شيء يتبدل ، واهم شيء أن يكون هذا الفلسطيني متكيفا مع كل شيء .. إن رموه في الصحراء عليه أن يعيش، وإن صادف ورموه في قصر ما،فعليه أن يعيش.. ومن اكبر أخطاء الفلسطيني وربما من أكثر أخطائه القول : لماذا تفعلون بي ذلك ..؟؟.. إذ كيف للفلسطيني أن يسأل وبأي حق ؟؟.. فماذا نقول لستين عاما من التشرد والبعد عن الوطن؟؟.. لا شيء غير التحديق بالأيام وانتظار العودة وهي اليقين الوحيد الذي نملكه ، ولا ندري إن كان هذا اليقين قد صار في عهدة أمريكا وسيئة الذكر إسرائيل " سرابا منذ زمن طويل!!..
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]