التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,824
عدد  مرات الظهور : 162,227,887

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > نـور الأدب > أوراق الشاعر طلعت سقيرق > القصص
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 27 / 06 / 2008, 48 : 11 PM   رقم المشاركة : [1]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

جنون

[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/10.gif');border:4px ridge green;"][CELL="filter:;"][ALIGN=justify]
عندما أخبروه بعد تردد طال، أنهم يشكون في أمر عقله، أخذ يضحك ويضرب الأرض بقدميه معطياً الدليل الأوضح على أنه مجنون.. عندها هزوا رؤوسهم متأسفين ومصمصوا الشفاه ثم انصرفوا وهم يحوقلون..
اقترب من المرآة.. أخذ يحدق في الوجه الذي انعكست ملامحه هناك.. بدا لعينيه وجه بطل من أبطال القصص الخرافية.. مد الضحكة وفرقع بإصبعيه. كان يعرف أن المسافة بين الجنون والعبقرية لا تزيد عن شعرة. ولأنه اعتقد أن الجنون عبقرية في كثير من الأحيان، فقد طاب له أن يلبس الدور الذي اختاروه له كاملاً.. طاب له أن يرقص دون ضابط أو حدّ.. أن يضحك ويقهقه دون مناسبة.. ثم يشتم الوجه الخرافي القابع في المرآة.. بعدها يركض ويمد رأسه من الشباك مخاطباً المارة يعطيهم أوامر غريبة شاذة ويضحك.. عندها يتراكض الناس خائفين.. ويطيب له أن يلعب اللعبة الجارحة حتى نهايتها.. ويطيب له أن يضحك حتى البكاء..
انتشر الخبر وذاع.. في كل شارع وبيت.. تسمع وشوشة أو همساً أو صوتاً مرتفعاً “الأستاذ عبد الصمد مدرس مادة الفلسفة ركبه الجنون”.. “البارحة كان المسكين مثل الصلاة على النبي.. لكنه على ما يبدو لم يتحمل ضغط الزمن بعد استشهاد ابنه الوحيد جهاد..”.. “لكن ابنه هذا استشهد منذ سنوات..” “ومن قال لك أن الأستاذ عبد الصمد كان عاقلاً من قبل.. المسكين كان يتظاهر أنه عاقل”.. “الفلسفة يا جماعة تقود إلى الجنون.. نظرات الأستاذ كانت غريبة مريبة وهو يتحدث إلى الطلاب عن أشياء ما أنزل الله بها من سلطان” “مسكين يا عبد الصمد راحت عليك” يمرون أمام باب بيته ويتأسفون، وإذا بدا رأسه من هذا الشباك أو ذاك، يسرعون.. يركبهم الرعب والخوف.. ومع الأيام تشكلت عندهم قناعة راسخة بضرورة إرساله إلى مشفى الأمراض العصبية.. فالحالة ما عادت تحتمل..
يقف عبد الصمد أمام المرآة باستعداد.. الوجه الخرافي وهو يتراقص في المرآة.. يبوح لهم بالسر: “يا أهل هذه البقعة الخاصة من الأرض.. يا من عرفتم عبد الصمد في هذا الزمن الخرافي يطيب لي أن أعلن لكم أن الجنون نسبي.. فأنا مثلاً غير مجنون.. والدليل واضح.. انظروا إلى هذا الوجه القابع في المرآة هل يشبهني في شيء.. عليكم أن تجيبوا بما لا يزيد عن ستة أسطر” ويجيب الزملاء المحترمون معلنين أنه في كامل صحوه، وأن هناك خطأ قد حدث، وأن هذا الخطأ يتحمل وزره كل الذين وقّعوا متهمين عبد الصمد بالجنون.. وعليه عقدت المحكمة جلستها العلنية في المكان إياه لمحاكمة هؤلاء الغائبين عن الحضور.. وكلهم أدينوا على أن تحدد العقوبات في جلسات قادمة..
عبد الصمد هو عبد الصمد.. قال “تصوروا أن يكون الإنسان أباً لشهيد.. وأن يأتي ابنه الشهيد هذا ذات يوم حاملاً سؤاله الجارح: لماذا حدث ما حدث” تابع بانفعال: “كان من حقنا أن نذهب إلى هناك.. بيتنا في يافا هو بيتنا.. كان من أبسط البديهيات أن نعود.. وليس لأحد الحق في أن يحرمنا العودة..” ضرب على صفحة المرآة التي تحمل الوجه الخرافي بقبضة يده وصاح: “الولد الذي سقط شهيداً سيأتي قريباً ليسأل فمن منكم يستطيع أن يجيب.. فكرت بذلك.. كثيراً فكرت.. لم أجد الإجابة”.. كان هناك خيط دم.. رائحة حريق في لحم الصدر جهة القلب تماماً.. عينان زائغتان..
عبد الصمد هو عبد الصمد.. قال للمرة الألف “أين هي يافا الآن.. حاولوا أن تجدوها..؟؟ أريد أن أعرف من هو المجنون.. أجيبوا.. من الذي فقد عقله في الحقيقة.. حاولوا أن تجدوا الإجابة..” صاح: “الجنون نسبي.. لكنني لست مجنوناً” وقتها كان وحيداً في الغرفة البعيدة.. لم يسمعه أحد.. الوجه الخرافي في المرآة.. عيناه تدوران بقلق وتوتر.. يرطب شفتيه بلسانه.. يركض.. يضحك.. يبكي.. يصرخ.. يضرب الجدران برأسه.. يصيح “هناك في يافا لنا بيت.. من حقنا أن نعود إلى بيتنا..” يرقص من جديد.. يغني بصوت مرتفع.. يضرب الجدران برأسه من جديد.. وعندما تنفتح كوة واسعة في أحد الجدران.. يمد رأسه ويعطي أوامره للمارة الذين يتراكضون خائفين قلقين.. ويطلق ضحكة لا تعرف لها أي حد..

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من جنون المساء عائشة بناني جداول وينابيع 14 03 / 03 / 2025 42 : 01 PM
كل شيء يهون سيد يوسف مرسي الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. 3 20 / 06 / 2022 22 : 06 PM
جنون الهوى ختام حمودة الشعر العمودي 2 14 / 09 / 2018 40 : 03 AM
(( .... جنون .... )) عادل سلطاني الشعر العمودي 8 26 / 08 / 2010 34 : 12 PM
حب خؤون ناجي حسين الشعر العمودي 12 10 / 06 / 2010 52 : 07 AM


الساعة الآن 41 : 04 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|