رد: ملخصات تقييمية للقصائد الفائزة في مسابقة (عظمة الإسلام)
الفكرة الرئيسة عندي تتعلق بجدة الشعر: فرغم أن مواضيع الشعر متشابهة، منذ أن
ابتكر الناس قوالب الكلام ، (لأن الإنسان واحد،هو هو ،بأشواقه وآلامه وأحزانه،
وما اختلفت فيه سوى قشرته الخارجية) ! إلا أن طريقة( التناول) وقدرة زخم
(الإيحاء) وجرس الموسيقى،أعطى التفرد والخصوصية للفحول!
فعنترة بن شداد اشتكى، وهو في عصر عظمة البيان، من عقم الكلام، وأن الشعراء
قبله أتوا على مناهله فجففوا جديدها حتى نضب معينها وكاد ينفد، وما عاد للآخرين
سوى ترداد كلام مكرر معاد ولا جديد ! ورغم ذلك،أتى (بالمعلقة) و(بالتشبيه
العقيم) الذي ابتكره وأدَّاه ، فأدهشنا وأمتعنا وما مللنا من ترداد أبياته حتى اليوم!
وأتى الشعراء من بعده فتحدثوا عن أشواقهم وآمالهم وعن الحب ولواجعه وعن
الفراق والهجران وعن الخيانة والغربة والوطن والله والتوق والشوق، وعن الحبيب
المصطفى صلى الله عليه وسلم،فتفاوت الأداء، وطريقة التقديم وحيوية أدوات
الطرح..لكن بقي في الذاكرة (فن قدرة تنويع الكلام)و(سحر الموسيقى)و(دهشة
أداء الكلام)و(آفاق بوابات الخيال التي لاتنتهي) !
وفي مسابقة الشعر في نور الأدب، وعذراً من كافة المشتركين،سقط الجميع لأن
الأداء كان مدرسياً،جامداً، والحدث كان أكبر من كل كلام فما استطاع المتسابقون
الوصول إلى المفتاح الحقيقي لسر الشعر وروعة أدائه !
فلهب صدق العاطفة، عنصر هام لإداء بداية القول، لكن تكتيك تقنية الكلام يختلف
تماماً عن ذلك، وإلا لتحولت القصيدة إلى خطبة جمعة، أو لخطاب ديني مكرر،وهو
ما شعرت به أنا أقرأ الأعمال التي تقدَّم بها أصحابها للمسابقة.
الشعر توق وبوح وعالم أحلام بلا حدود، يبتعد عن التقريرية والخطاب المباشر.
ويفتح تخوماً لاتنتهي.
|