نور في سنوات الضياع
نور في سنوات الضياع
--------------
بغداد سايح
--------------
يُــسـافـرُ الـحِـبـرُ بـحـثـاً عـــنْ مـعـانـينا
فـيُـولَـد الـشِّـعـرُ فـــي الأوراقِ سِـكِّـينا
الـشِّـعـرُ مـــزَّقَ أشــواقـي و مـزَّقَـنـي
لــمْ يـتْرُكِ الـشِّعرُ فـي بـوحي شـرايِينا
تُـغـفـي الــدمـاءُ مِــداداً فــي قـصـائدِنا
و مِـــنْ دمــوعِـكَ يـــا نـبـضـي قـوافـينا
حــرْفــي يـتـيـمٌ و أفــكـاري بـــلا لُــغَـةٍ
و وَحـــدهُ الـحُـزنُ فــي حُــزْنٍ يُـواسـينا
يــرى الـظـلامُ عـيـونَ الـبـؤسِ تـغـرِسُهُ
فـمَـنْ سـيغرِسُ شـمْساً فـي أراضـينا؟
حـبـيـبتي.. عِــنَـبُ الأشـــواق نـعـصرهُ
و نُـسـكِرُ الـيـأسَ.. قــدْ تـصـحو أمـانـينا
عـلـى شـفـاهِكِ ذابَ الـلـفظُ فـاعْتَنَقَتْ
نـــجـــومُ أحــداقِــنــا آمــالــنــا دِيـــنـــا
مـثـلّـثـاتُ الــهــوى عِــشــقٌ يُـعـامِـدُنـا
و مُـسـتـقيمُ الأســى أضـحـى يُـوازيـنا
هـــذي أصـابـعُكِ الـخـرساءُ تـنْـسُجُني
قـــوْلاً و تـنـسُـجُ مِـــنْ حُـلْـمٍ فـسـاتينا
فـأقـبِـلي شـمـعةً تـعـوي الـظِّـلالُ لـهـا
لــرُبّــمـا اسـتـيـقَـظَتْ أنــوارُهــا فِــيـنـا
و حــاولـي أنْ تـجـيـئي مِـــنْ مـلامِـحِنا
أشـهى عِـراقٍ و مِـنْ صـمْتٍ فِـلِسْطينا
مـرافـئُ الـحُـبِّ.. غـابـاتُ الـذّهـولِ هُـنا
فــالـريـحُ تُـضـحِـكُـنا و الــبـحـرُ يُـبـكـيـنا
يُــزقـزَقُ الـمـطَـرُ الـمـجـنونُ.. يُـرقِـصُـنا
كـيْـمـا يُـعَـذِّبَ فــي دربِ الـهـوى طِـيـنا
و يـشـربُ الـلـيلُ فــي عـيْـنيْكِ قـهـوتَهُ
و يــقـطـفُ الــفـجـرُ أحــلامــاً بـأيْـدِيـنـا
و تـحـتَ جـلدكِ يـعوي الـخوفُ يـنبحُني
حــتّـى تــعُـضَّ الـحـكـايا لـحـمَ مـاضـينا
رُؤاكِ فــــوقَ نــهـودِ الـصُّـبـحِ مُـعـشِـبةٌ
كــــيْ تـسـتـفـيقَ نــداءاتــي ريـاحِـيـنا
أراكِ.. أســمـعُ ألـــوانَ الـحـكـايةِ مِـــنْ
تـــلِّ الــصـدى تـتـهـادى فـــي لـيـالـينا
إلـــيــكِ رائــحــةُ الأحــــزانِ تـحـمِـلُـني
و فــيــكِ تـسْـكُـبُـني صــوتــاً يُـنـاغـيـنا
يــكـادُ حُـسـنُـكِ يـلـويـني و يـعـصـرُني
و الــحــبُّ يـعـصـرُنـا شــوقــاً و يـلـويـنـا
حِــبــالُ وَصْــلــكِ كــالأيّــامِ تـشـنـقُني
و إنْ شُــنـقْـتُ بــهـا سِــلـتُ الـثـعـابينا
و يــنـظـرُ الـبـحـرُ لـلـشُـطآنِ مُـبـتـسِماً
و يــعــزِفُ الــمــوجَ.. يـشـدونـا قـرابِـيـنا
يــــا طــارقــاً مــالــحَ الآهـــاتِ مــعـذرةً
حــلـواً بـمـجـدِكَ كـــانَ الـبـحرُ يـسْـقينا
مُـــرٌّ هـــوَ الـبـحـرُ لــمْ تـقـطعْهُ أمـنـيةٌ
إلا و يــقــطــعُـنـا مـــــــوتٌ مــلايــيــنـا
لـنـبـضةِ الــمـاءِ فــي أحـداقِـنا قـصـصٌ
فـــشــهْــرزادُ أبــــاحَــــتْـــها مــآقــيـنـا
يــــرى الــهـلالُ مــرايـا الــرمـل بـاكـيَـةً
و لا يــــــرى قـــمــرَ الأفـــــراحِ يــأتـيـنـا
سنُمسكُ المجدَ مِنْ عينيهِ.. مِنْ فمِهِ..
نُـعـلِّـمُ الـهـنـدَ ضـــادَ الـجُـرحِ و الـصّـينا
تــنـمـو الــعُـروبـةُ أشــواكــاً بـــلا قـــدَرٍ
مــتَــى جُـرِحْـنـا بــهـا قُـمـنـا بـسـاتـينا
حـبـيـبتي يـــا نـخـيـلَ الأمـنـياتِ قِـفـي
و حـدِّثـي عــنْ دمــي الـزيـتونَ و الـتِّينا
إذا مـشـيْتِ مـشى بـحرٌ..مشى جـبَلٌ
و أنــجَــبـا غـــضَــبَ الــصـحـراءِ تـنِّـيـنـا
هـــيَ الــرمـالُ صُــمـوتٌ أجّـلَـتْ وطَـنـاً
كــيْ تـفـتَحَ الأعـمـقَ الأشـهى بـراكِينا
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|