الأستاذ مازن \ حفظك الله
أشكرك على هذا الترحيب وفنجان القهوة الذي جاء بوقته
وسأجيبك على أسئلتك وباختصار قبل انقطاع النت حيث أمتلك خطين للإنترنت وكونيكت والثلاثة معاً لا يعملون وأنت تعلم ذلك فدعواتك والأعضاء جميعاً أن يقدرني الله على الإجابة وبكل الحب على أسئلتكم
لاشك أن كل انسان يمر بمواقف صعبة.. كيف تواجهين تلك المواقف؟ هل بالمواجهة فورا أم بالتريث ودراسة الموقف من كل جوانبه واستشارة اصحاب الرأي؟
سؤال جميل : و لو توسعت به يحتاج ربما لصفحات ولكن باختصار هناك نوعين من الشخصية الأولى إيجابية والثانية سلبية والحمد لله أعتبر نفسي من الشخصية الأولى الإيجابية حيث أنظر إلى الحياة من جانب إيجابي فكل إنسان يمر بشكل طبيعي في الحياة بمشاكل ومواقف صعبة وأزمات وأنا والحمد لله هذه الأشياء كلها تعمل على تقويتي من الداخل لأني أتعامل معها بشكل جيد ولكن لو لم أستطع التعامل معها لكانت تضعفني وتؤثر سلباً على شخصيتي وحياتي بشكل عام ولكن الحمد لله الإرادة والصبر والثبات هم ميزاني في الحياة وقد حثنا الإسلام على الثبات والصبر والحكمة في كل الأمور وقد علمتني الحياة أن الهموم أو المواقف الصعبة التي يمر بها كل إنسان لا بد أن تنجلي يوماً يخلفها صباح وردي مشرق وإنها ما ضاقت إلا فرجت . وقد تعودت في مواجهة أمور صعبة جمة بنفسي دون إشراك أحد في اتخاذ رأيه حيث كنت أنزع للإستقلال في تصرفاتي وآرائي وبعد فترة وجدت أن موقفي كان وبحمده تعالى صائباً ولن أتسرع في اتخاذ أي قرار لأني تريثت وفكرت كثيراً قبل مواجهة بعض هذه المواقف الصعبة
وربما هناك أمور كنت أستشير البعض بها وإذا وجدتها مطابقة لقراري وافقت عليه وإذا لم أجد رأي الآخرين يطابق لرأي . كنت أنفذ رأي ليس لأنني عنيدة وإنما ربما التروي والثقة بالنفس كانتا تؤثران على تصرفاتي
2 - ألاحظ أن بعض النماذج تعيش حالتين: على سبيل المثال يعامل الزوج زوجته واولاده معاملة غير معاملته لأصدقاءه.. والكاتب يكتب برومانسية بعيدة ومتناقضة أحيانا مع سلوكه.. وهكذا.. هل مررت بتجربة مع هذه النماذج أو درست عنها؟ وماهي نصيحتك لنا في التعامل مع مثل هؤلاء؟
هناك شقين من السؤال مع أن النتيجة واحدة
الأول الزوج يعامل زوجته وأولاده معاملة غير معاملته لأصدقاءه
!!!!! أولاً الزواج هو سكن النفس والجسد التي وضعها الله سبحانه وتعالى لخلق الراحة والإستقرار وهو علاقة إنسانية أساسها الحب والإحترام والتفاهم فالزوج يجب عليه أن يحرص على توفير الراحة للزوجة والأولاد ما استطاع إلى ذلك سبيلا يدل بذلك على فهمه وحسن إدراكه للأمور وحبه لمن حوله وذلك ينعكس عليه خيراً وراحة وسلاماً في بيته وسعادة في
حياته فالخير لا يذهب سدى أبداً والشر أخبث زاد يقتاته بشر . والذين لا خير فيهم لأسرتهم لا خير فيهم لأحد
فإذا أساء الرجل أخلاقه مع زوجته وأولاده وحسَّنَ أخلاقه مع مديره في العمل ومع أصدقائه الذين يتبادل معهم المنافع ... وهم في الواقع ليسوا أصدقاء ... فمثل هذا ليس له صديق فتحسن أخلاقه في مثل هذه الأحوال هو تمثيل في تمثيل أما جوهر أخلاقه فهو السوء والشر
فالصديق صديق له وقته وتكون العلاقة معه منفصلة جداً وغير مرتبطة بالعلاقة مع الزوجة والأولاد وكلً له مكانة في قلب الزوج
لذلك أقول للزوج دائماً أن يخاف الله في معاملته مع أسرته ويفصل بين علاقته بأسرته وعلاقته بأصحابه
أما عن الكاتب الذي يكتب برومانسية بعيدة ومتناقضة أحياناً مع سلوكه
فعلاً أجد ذلك في الواقع كثير من هذه الحالات ..... هناك ما يسمى بحقيقة رومانسية الورق !!! فما أسعد الورق بما يحظى وهو جماد بلا شعور وما أتعس حبيبة أو زوجة لشاعر أو كاتب لا يدرك من الرومانسية سوى الوصف والإغراق في الخيال المجرد من التطبيق
حتى غير الكاتب نرى مثلاً مشرف اجتماعي يتحدث في مجلس أولياء الأمور عن كيفية تعامل ولي الأمر مع أبنائه وكيف وكيف ؟؟؟ والسلبيات التي تحصل إرشاد ونصح وترى نفسه لا يستطيع تطبيق ذلك على أولاده أو أي من أفراد أسرته لأنه يحاول تطبيق هذا الإشراف في المنزل بأسلوب الأوامر فقط لأن هذا الشخص يعاني من الشخصية الإزدواجية شخصيته في المنزل غير شخصيته في عمله أو خارج المنزل وهناك نماذج كثيرة نسمع عنها وأنا مررت بحالات كثيرة من هذه النماذج ولكن :
لا أنصح بالإبتعاد عن هؤلاء وإنما الأخذ بيدهم حيث لو حاولنا معرفة سيرة حياتهم لنجد هناك معاناة وسوء تربية وظروف اجتماعية سيئة مروا بها لهذا وجب علينا أن نبدأ معهم بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم واتباع سنته وكيف كان صادقاً في تعامله مع غيره وكيف كان يعامل اسرته وكما أشرت مررت مع مثل هذه الحالات والذي وجدته أنهم كانوا يحتاجون فقط إلى صديق أوصديقة يثقون بها أو به وبسرد قصص من الواقع وإيضاح السلبيات والإيجابيات لهذه القصص . وبحمده تعالى تمكنت من معالجة كثير من هذه الحالات في مجال عملي بالنصح والإرشاد . وهذا برضى من الله ثم رضى الوالدين رحمهما الله .
الأستاذ مازن أرجو أن أكون قد وفقت في الإجابة على أسئلتك وإذا وجدتَ أن الجواب ليس ما كنت تصبو إليه فأنا على استعداد للإجابة مرة ثانية
دمت بخير