وفى بوعده
اليوم عطلته المدرسيّة، ألحّ عليها بلثغته المحببة:أمي أريد "فطويا فاخيا"!!
أضحكتها حروفه التائهة فردت ممازحة: إمّا أن تصحح حرف الراء أو تتجنب نطق الكلمات التي فيها راءً،
احتضنها بقوة: أحبّك أمي !
هدهدت خده:نريد خبزا أسرع إلى أقرب محل واشترِ كيسا من الخبز.
ردّ راجيّا: انتظري حتى أُنهي اللعبة، والله والله.. سأحضر لك خبزا لا تقلقلي، دائما أوفي بوعدي.
امتطى حذاءه ولوّح لها مودعا ناثرا قبلاته في الهواء وهرول طاويا الدرجات: لا تخافي لن يسقط الخبز مني أرضا ،سأربطه في معصمي مع أني لا أحب القيد في معصمي ، سآتيك بكيس الخبز لأجد الطعام جاهزا.
تأخر قليلا،أطلت من الشرفة، عشرات السيارات مصطفّة في الشارع، انتابتها هواجس السيارات المفخخة، فرددت: "ليتني ذهبت ولم أرسله"، نظرت من بعيد، ها هو قادم ملوحا لها بيده ليريها كيس الخبز وضحكة كبيرة على وجهه وإشارة تساءُل بيده الصغيرة:هل الفطور جاهز؟
ابتسمت له، وقبل أن يرتدّ وميض الابتسامة، هزّ انفجار الشارع، ضباب أسود، نيران لاهبة، التفت بومضة برق تريد النزول بحثا عنه، لمحت على أرضيّة الشرفة شيئا، حدقت فيه ذراع صغيرة مبتورة وقابضة على كيس خبز، هزّ صراخها دويّ الانفجار ........