رد: حبيبـي النـادل ..وفنجاني الشتـائي
الجلسة الثانية...
أجلس على الكنبة الخضراء ..كنبة حبيبي النادل ..وأنا أفكر دوما أن أكتب ،أحضرت مقلمتي وألواني الجميلة ومفكرتي لأخربش بخطوطي ،و أرسم دائرة تحميني من ضياع الفكرة والأبطال،ولكن لا تستحضرني تلك الفكرة أو الخاطرة كما أريد فأحاول أن أحرك أناملي لأجعل منها حكاية أو كلمات أنثرها على الطاولة المستديرة وأنا أرتشف كأس الجزر وحبيبي النادل ينظر إليّ بحماس كي أتابع أسطري ، أحاول أن أحفر الصخر على مخارج الحروف ،وتتدلى القناديل من الأعلى.. وهو ينتظر ..وينتظر ..قبل مطلع الفجر، فقد تأتي البلدية والمديرية بسبب مخالفته ، عن عدم إغلاق مقهى الأدباء في الموعد المحدد ، وقد ينطفئ النور وهو يتحمل الغرامة، هو يضحي من أجلي ، ربما يحبني وأتمنى ذلك فهو يعشق الأدب..وأنا وأعشق من يسقي الأقلام حبا وسمعا، كثير من الأدباء أعرفهم يترددون هنا منذ الخمسينات كان الرواة.. والفلاسفة بل يقال ..أن ابن خلدون ..قد مر من هذا المقهى.. وأن فيروز تغني كل يوم أغنية ، وعبدالوهاب لحن ألحانه هنا ، وإن عددت لكم لن يحصي قلمي، فأحيانا أجده كسول لا ينطق عن الهوى ولا يسمن من جوع ، لذا أنطلق به عند مقهى الشوق ..ودار الأشواق
إنه يهمس لي:-
أيا امرأة الأبجديات كلها، قفي أمام بابي الحزين...فأنا أقاسي جرحا أقسى من كل جرح، وحزنا أفدح من شجر البوح، فدعي لغيري ذاك الملح، يكفي أن تراك العيون يوما بدوني ليحلّق الحزن فوق الغيوم وبين النجوم،
ثم عودي واجلسي على أريكتي بجانب المدفأة واقرئي كتابا مسليا، وتمني في سرك لقلبك أحلاما هانئة
تعجبت كيف نطق عن الهوى؟
أم أنها مفردات تتقاطر مع أوهام خيالي ...يا الله من أين ذاك الصوت هو آت.. أين أنت؟
-همس ثانية
أيا إيزيس حياتي المنكسرة...أين رحلة النهر أين أنت إني أبحث عن حبيب؟ أين الجسد المبعثر الذي قيل لي أنّك ستجمعين؟
ما هذا ...وأين أنا ..همست له هل هو أوزوريس أم هو النادل أم عند النهر تنادي...!
أجبته دون أن أعلم من يكون:-
لك الطاعة .. سأستحضر فكري و خيالي ..سأرشق على الأوراق مشاعري ..وعلى مقهى الأشواق سأكتب روايتي وخواطري وقصصي.. أتسمعني !..
- خذ قلبي..المتهافت المسكين وهيء لنفسك شواء الهوى..فقد يقرأ لنا أحدهم فنجان الشتاء أم أني أسطورة عبر قرص القمر ....!
لي عودة بإذن الله
خولة الراشد
|