[ميساء البشيتي]

أحلامي .. كزبد البحر !
بقلم : ميساء البشيتي

أفتش عن أحلامي في كومة من القش , إن ظهر منها الرأس , اختفى منها الجسد !
تركتُ بني يعرب يلملمون حبات المطر عن أسقف منازلهم , وأدرتُ المذياع لأستمع إلى آخر أخبار الريح التي أرسلتها في إثرك , بعد آخر اختفاء لك عندما وضعت الحرب العالمية المتوسطة أوزارها على باب خيمتك , فطارت الخيمة , وطارت مع الريح بقايا نكبتك .
الريح عادة لا تَصدُق الخبر , و حمائم السلام شُغلت اليوم عني بنقل أخبار الموتى , والجوع , والحصار , والانتحار , والحروب , والفتن , والمصائد , والأنفاق , وأوجه النفاق الأربعة , وكل ما يمت بصلة إلى وحوش الغابات , التي قرأنا عنها أنا وأنتَ في كتب التاريخ القديمة , عند بوابات الصغر .
أنتَ , كلما كبُرتَ في الحلم , واستوت عناقيدك , وتدلت من عليين , قلتُ في نفسي ولنفسي : آن الأوان كي يتفجر الحلم , ويلدَ عصفوراً يدق بيدٍ مضرجة بالعشق نوافذ الضجر في أيامي , ويتعلم معي كيف ننسج حكاية لا تبلى , ولا تُقهر, ولا تُمزقها أيادي الغجر !
أما أنا فكلما رسمتك حلما , أرتطم بأقبية الأرض , فيتهشم الحلم , ويتهشم قلبي , وتتناثر أشلاؤه في الأفق , تهبط على يميني بنفسجة , وعلى يساري أقحوانة , وترسم الشمس عينيها ببقايا الحلم , والقمر يعقد حاجبيه على الجبين اللجين , ويكتب رسائلَ من الغزل إلى عذراء النجم الثاقب .
وكلما رسمتك عصفوراً في أحلامي , وأردت أن أحلق بك , ومعك , تداهمنا قوافل الغجر , فتقضم بضراوة الغدر طرفاً من أجنحتك , فتطير ثم تقع , وكلما أردت أن أطير بك , تقع أنتَ , ومعك أقع أنا , ويتعثر الحلم , وتتمزق تضاريسه , وتتبدد ملامحه , ويعود غريباً كما أتى !
وكلما رسمتك بحراً , غرقت فيك سفن , وتحطمت لوجعها قلوب الصيادين , وأصبحت أسماكك أكثر شراسة من الحيتان , تصعد مع الموج , تُنقب الشواطئ عن لحوم أدمية , تفترسها , وتمضي , ويتبدد الزبد عن هياكل بشرية كانت تستمتع بزرقة البحر .
تتبدد أنتَ , يتبدد الحلم , تتبدد أحلامي كزبد البحر , فأعود إلى الحياة فارغة اليدين , منك , ومن البحر , ومن الحلم , ومن سنوات ضاعت هباءً في نسج أحلامٍ أوهن من بيت العنكبوت .
وأمدُّ يدي في جوفي , فأخرج ورقة بيضاء , وريشة عصفور , وأحاول أن أرسمك من جديد حلماً لا يتبدد كزبد البحر , ولا أتوب عنك , لا أتوب عن حلمي , أنا لا أتوب !

[هيا الحسيني]

جميلة جداً ومعبرة
من أجمل ما قرأت لك
شكراً على هذا البوح

[محمد الصالح الجزائري]

هذا وتر عصفورة الشجن..نص عذب رقيق..يوشوش حد الهمس..حلم لذيذ ماتع!! لن أتوب عن قراءة حرفك أبدا..شكرا لك..

[فتيحة الدرابي]

وأتفق مع الأستاذ محمد الصالح الجزائري . لن أتوب لن أتوب عن قراءة حرفك الممتع .
تحياتي وحبي الكبير لك.

[د. رجاء بنحيدا]

((((تتبدد أنتَ , يتبدد الحلم , تتبدد أحلامي كزبد البحر , فأعود إلى الحياة فارغة اليدين , منك , ومن البحر , ومن الحلم , ومن سنوات ضاعت هباءً في نسج أحلامٍ أوهن من بيت العنكبوت .))))


تعبير رائع ، وتشبيه يحمل أكثر من دلالة
العلاقة القائمة بين الحلم وزبد البحر تحمل أكثر
من دلالة، دلالة سرعة الزوال
لأن بمجرد ما تهب عليه نسمات من الهواء فإن الزبد يذهب وتتطاير ويجف ، لأنه أساسا عبارة عن رغوة خفيفة أو فقاعات هواء !؟!
قال تعالى : (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جفاء )
تعبير صادق ، تحية لقلمك الرائع، الراقي ،الندي
تحيتي الصادقة

[ميساء البشيتي]

شكرا لمرورك البهي أستاذة هيا الحسيني
ودمت بألف خير

[ميساء البشيتي]

أهلا بك أخي العزيز أ. محمد الصالح
وشكرا على هذا الرد الجميل الذي يعكس
جمال روحك ورقتها
ودمت بألف خير ودائما

[ميساء البشيتي]

فتيحة .. هكذا بدون مشاغبة .. لن أقبل ..
أهلا بك يا صديقتي الغالية
وشكرا على مرورك الذي أحبه
ودمت يا رب

[ميساء البشيتي]

غاليتي د. رجاء العزيزة
قراءة رائعة .. كما أحب .. أنا فعلاً بهذه الخاطرة تحديداً
قصدت هذا الشيء أنها كانت كزبد البحر
وذابت كما يذوب زبد البحر
شكرا لك على التواصل الأكثر من الرائع
والردود الممتلئة بالجمال
والحضور الأكثر من بهي ونقي
ودمت بألف خير ودائماً

[علي ابو حجر]

الأخت الكريمة ا. ميساء .

أسعد الله كل أوقاتك .

جميل قلمك ... ولكن الحقيقة أنا لم أقرأ النص ...

لصعوبة الأمر ... أتمنى أن لا تحرمينا متعة قرآءة نصوصك .

فهذه الحرروف المبعثرة تبعثرني .

أعتقد أن الكتابة العادية أسهل على أمثالي .

ورأيي خطأ يحتمل الصواب .

حفظك المولى ورعاك .