الحرير في سورية: تاريخه، تقنياته، وضعه الحالي وميزاته الاجتماعية
[frame="12 95"] [align=justify]
الحرير في سورية: تاريخه، تقنياته،
وضعه الحالي وميزاته الاجتماعية
تمهيد
السؤال الأول الذي قد يتبادر إلى ذهن القارئ هو لماذا هذا الموضوع بالذات؟ ولقد سئلت عدة مرات هذا السؤال ولذلك أراني مهتمة بتسجيل الجواب في هذا التمهيد.
تميزت سورية منذ القديم بصناعة النسيج، وازدهرت فيها بشكل خاص صناعة الحرير في إحدى فترات هذا القرن. وصناعة النسيج بشكل عام والحرير بشكل خاص هي صناعة يدوية ميزت شعب هذه البلاد على مدى قرون من الزمن. فعندما نذكر كلمة (بروكار) أو (دامسكو) مثلاً، يتبادر إلى الأذهان مباشرة اسم دمشقوسورية أي أن هذه الصناعات اليدوية الدقيقة أصبحت جزءاً مميزاً لتراث هذه البلاد.
وبما أننا في عصر تميز بالسرعة التي لاتتلاءم مطلقاً مع دقة الصناعات اليدوية واعتمادها على العنصر البشري اعتماداً كاملاً وعلى فنه وإبداعه الإنساني، فإن هذه الصناعات اليدوية قد بدأت تنقرض في بلادنا حيث حلّت الآلة محل اليد العاملة، فطورت في تلك الصناعة وأحدثت فيها تغيرات كثيرة.
لقد بحثت فوجدت أن صناعة الحرير في سورية غير موثقة بشكل كامل، فخطرت لي فكرة توثيق هذه الصناعة أو بالأَحرى ما تبقى منها، لأنها بدأت بالانقراض شأنها شأن الصناعات اليدوية الأُخرى، بهدف تعريف الأجيال القادمة على صناعاتها اليدوية في فترات ازدهارها ونكساتها، وحفاظاً عليها من الاندثار بالتوثيق، وكلنا يعلم أهمية التوثيق منذ بدء الخليقة وحتى الآن. التوثيق هو الذي حافظ على تراث الشعوب التي تعاقبت على التاريخ الإنساني. فالتراث الثقافي والفني لبلد ما هو النتاج المادي والفكري الذى تركه السلف للخلف، والذى يؤدي دوراً أساسياً في تكوين شخصية الخلف في عقله الباطن ونمط تفكيره وسلوكه الظاهر. وهكذا نفهم التراث على أنه من صنع الإنسان ونتاج النشاط الإنساني الواعي والمشترك في مراحل تاريخية متعاقبة.
دور التراث كبير في الحفاظ على شخصية الشعوب وتثبيت هويتها. وكم من شعب تعرّض للإبادة (الهنود الحمر) أو تعرّض للاحتلال الاستيطاني، وكان هدف المحتل محو تاريخه بتغيير ملامح بلاده (تهويد فلسطين والقدس بشكل خاص). إلا أن التراث الثقافي لهذه الشعوب والذي تشكل الصناعات اليدوية جزءاً هاماً منه، قد وقف بوجه تلك المحاولات وأثبت أن هذه الشعوب التي خلقت تلك الصناعات اليدوية الدقيقة هي شعوب ذات تاريخ عريق وحضارة راسخة. وهنا يمكننا أن نعود إلى المثال الذى طرحته سابقاً وهو صناعة البروكار والدامسكو، وهما نوعان من الأقمشة أساسها الحرير الطبيعي المنتشر في كل أنحاء العالم إلا أنهما يميزان سورية ودمشق بالذات التي اشتهرت بهذه الصناعة. لذلك نجدهما واردين في الموسوعات العامة كنوعين من القماش يميزان بلادي. فشهرتهما إذاً على المستوى الإقليمي والعالمي معروفة مما دعا ملكة بريطانيا الحالية إليزابيت الثانية إلى اتخاذ البروكار السوري المصنوع في دمشق بالذات لثوب زفافها في العام 1947.
مقدمة
هناك اتجاهات ثلاثة رئيسية لطريق الحرير : الأول الذى يربط الصين بالهند وجنوب شرق آسيا والثاني الذى يربط الدول الآسيوية القديمة بأوروبا والثالث هو الطريق الجنوبي لعبور القوافل بين الصين وغرب آسيا والذى اشتهر باسم (طريق الحرير).
وهناك طرق فرعية أيضاً مرتبطة بطريق الحرير أهمها بالنسبة لنا هو الفرع الذى يتجه نحو الجنوب الغربي أي إلى بلاد فارس والرافدين وبلاد الشام. ويتجه أحد هذه الفروع نحو مدينة تدمر في بادية الشام التي كانت على الدوام مركزاً تجارياً متقدماً بين الشرق والغرب والشمال والجنوب.
ويؤكد المختصون على أهمية تدمر بقولهم : "كانت تدمر نقطة التقاء الجميع وحافظت على غناها وازدهارها التجاري مئات السنين بل كانت أغنى وأجمل المدن المعروفة على طريق الحرير الغربي، وهذا ماتؤيده الآثار العظيمة التي لاتزال حتى الآن بادية فيها..." وتقدر المسافة التي كانت تقطعها القوافل بين عاصمة الصين وتدمر بمسيرة سنوات للذهاب والإياب. وهذه مسافة قصيرة في ظروف ذلك الزمن لقرب تدمر من مراكز التجارة الأخرى في جنوب الأناضول والبحر المتوسط والبتراء والبحر الأحمر في الطريق إلى الاسكندرية.
الاتجاه الرئيسي في طريق الحرير هو المحور الذى يتجه في البر من سورية، وهي الدولة الأكثر نشاطاً والتي تشكل مفترق الطرق التجارية بين الشرق والغرب والشمال والجنوب. ففيها دمشق، المنفذ الرئيسي إلى بلاد الحجاز ومصر، وأنطاكيةواسكندرونة التي تسلم بضائع آسيا إلى مراكب البحر المتوسط لنقلها إلى جنوة والبندقية .... وفيها تدمر التي تتجه بأبوابها الشرقية إلى بلاد الرافدين...
ويرجح أن النشاط التجاري بين مشارق آسيا ومغاربها يعود في جذوره إلى القرن الثاني قبل الميلاد، وهو التاريخ المقبول لنشوء طريق الحرير الذي دام استخدامه حتى القرن الثامن ميلادي أي نحو ألف سنة.
ولئن كان مصدر دودة القز أو دودة الحرير من جبال أسام في شمال الهند ومن بلاد البنغال، فإنه في شمال الصين تعلم الانسان لأول مرة كيف ينسج خيوط الحرير من الشرنقة. وقد تم هذا الإنجاز العظيم في تاريخ الحضارة الإنسانية في حوض نهر تاريم.
وحتى القرن التاسع الميلادي، كانت لفائف الحرير تستخدم كالنقد في التبادل الرسمي مع القصور في الصين.
بقيت شعوب الشرق الأقصى تحتكر صناعة الحرير وتصدره لتجني الأرباح الوفيرة من تجارته في العصور القديمة إلى أن تعرفت الشعوب الأخرى على هذه المادة الثمينة، فانتقلت إلى العالم اليوناني، – الروماني ثم انتقلت تجارته إلى أيدي العرب في العصور الوسطى، وبقي في أيديهم حتى الحروب الصليبية في القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلادي.
كان التجار السوريون ينطلقون من أنطاكية عاصمة سورية الرومانية، على المجرى الأسفل لنهر العاصي باتجاه الشرق مارين بحلب ثم يجتازون الفرات عند هيرابوليس (جرابلس) ثم يعبرون أراضي الجزيرة ويتجهون إلى إيران ويمرون بساحل بحر قزوين ومن هناك إلى هضبة بامير. في هذه المنطقة كان يلتقي التجار المشرقيون والصينيون لتبادل البضائع : وأهمها الحرير من الصين.
أما الطريق البرية من الصين إلى الغرب فكانت تنطلق من شمال الصين غرباً إلى آسية الوسطى وأحد فروعها يتجه إلى دورا أوربوس (الصالحية على الفرات) باتجاه تدمر وأنطاكية.
في العصر الهلنستي السلوقي وفي العصر الروماني أضحت أنطاكية هي نهاية المطاف، تنتهي إليها طرق القوافل القادمة من الخليج العربي وحضرموت وعدن عن طريق الوسطاء الأنباط ثم التدمريين. وفي العصر الهلنستي استطاعت تدمر أن تستجلب إليها خطوط القوافل لتكون محطة بين الفرات من جهة وحمص وأنطاكية من جهة أخرى. موقع تدمر المتميز في قلب بادية الشام في منتصف الطريق بين مدن حوض الفرات شرقاً ومدن الساحل السوري غرباً، جعل طريق الحرير العالمي عبر تدمر هي الطريق الأقصر مسافة والأكثر سهولة وأمناً للقوافل التجارية.
في الفترة الرومانية، نجد أن طرق التجارة مع الشرق الأقصى ولاسيما تجارة الحرير، سلكت ثلاثة مسارات باتجاه الاسكندرية وبترا وتدمر. ولكن بسقوط زنوبيا واحتلال أورليان لتدمر، فقدت هذه الأخيرة دورها التجاري.
تعتبر الصين إذاً من أقدم دول العالم في صناعة الحرير حيث عرفها الصينيون في الألف الثالث قبل الميلاد. وازدهرت الصناعة في عهد الامبراطورة سي لنغ شي زوجة الامبراطور هوانغ تي. وقد حرّم الامبراطور نقل بيوض فراشات دودة الحرير خارج الصين وكان يعاقب بالإعدام كل من يحاول تهريب البيوض أو بذور التوت إلى الخارج. احتفظ الصينيون بسر صناعة الحرير لمدة ثلاثة آلاف سنة ثم انتقلت هذه الصناعة إلى اليابان خلال القرن الثالث قبل الميلاد عندما هاجر عن طريق كوريا إلى اليابان عدد كبير من صنّاع الحرير الذين ساهموا في نقل هذه الصناعة إلى اليابانيين. واستمرت اليابان في صناعة الحرير حتى عصرنا هذا، إذ تعتبر الآن من أهم الدول المنتجة له.
وفي حوالي العام 555 ميلادي انتقلت صناعة الحرير من الهند إلى الشرق الأوسط على يد رهبان نسطوريين تمكنوا في أثناء وجودهم في الهند من دراسة أسرار صناعة الحرير، وبعد عودتهم إلى القسطنطينية يقال بأنهم قاموا بتهريب بيوض فراشة الحرير.
وانتشرت هذه الصناعة في الشرق الأوسط واليونان والبحر الأسود ولبنان وسورية وفلسطين والعراق ومصر. وقد شجع العرب زراعة التوت وتربية دودة القز حيث سنّوا القوانين لحمايتها فانتشرت معامل صناعة الحرير في عدد من المدن العربية وخصوصاً دمشق وأصبح الحرير السوري يضاهي الصيني جودة وإتقاناً.
كما ساهم العرب في إدخال صناعة الحرير إلى أوروبا عن طريق الأندلس.
فقد قام الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان بإنشاء معمل لنسج الحرير في قصره بدمشق في العام
(665م) عرفت منسوجاته ب (الطراز). وفي العصر العباسي أيضاً أنشئ مثل هذا المعمل في حلب وصور، وكانت الأنسجة الحريرية السورية تباع إلى الاسواق الاوروبية.
ويقال بأن أحد فرسان الصليبيين ويدعى سانت أوبون SAINT AUBON قد أخذ من سورية شتلة توت في العام 1147 ونقلها إلى فرنسا وزرعها هناك وكانت أول شجرة توت تزرع في فرنسا.
وأثناء السيطرة المملوكية ثم العثمانية، كانت دمشق تشتهر بإنتاج الحرير وكان يحاك منه أكثر من 40 صنفاً.
في أواخر العهد الأيوبي وخلال العهد المملوكي الأول نجد إنتاج الحرير بكثرة وخاصة الحرير المقصب.
في العصر الحديث، انتشر الحرير بكثرة في القرن السابع عشر زمن الدولة المعنية في لبنان. وقد كان لبنان سباقاً في فن تربية دودة القز، وجاءت من لبنان بعض العائلات لتعليم أهالي منطقة عيون الوادي تربية دودة الحرير. وما زالت تلك العائلات في هذه المنطقة. وازدهرت هذه الصناعة في تلك القرون وحتى القرن العشرين، إلا أن الحرير أصيب بعدة نكسات.
وتميزت منطقة الجبال الغربية القريبة من الساحل السوري، والمنطقة التي تمتد على نهر العاصي بتربية دودة القز فيما مضى وحتى الآن.
أما في القرن الثامن عشر فقد أصيبت تجارة الحرير بنكسة كبيرة، حيث فرضت الحكومة العثمانية ضرائب باهظة عليها، فكسد سوقها. واقتصرت مشتريات التجار الإفرنج على الأنسجة الحريرية التي كانت أنوال المدن السورية تنتجها ولم يعودوا يشترون خام الحرير من بلاد الشام.
وفي القرن التاسع عشر (العام 1870) كان عدد الأنوال في دمشق (3000 نول) وفي حلب (6000 نول)، أما عدد العاملين في نسج الحرير فكان (20000 عامل) في دمشق و(30000 عامل) في حلب. وقد أدى زلزال العام 1822 ووباء الطاعون العام 1828 والكوليرا 1832 إلى قتل عدد كبير من سكان حلب؛ ومن (12000نول) لحياكة الحرير كانت في حلب لم يبق أكثر من (1000نول) فقط. ثم تراجعت هذه الصناعة حتى بلغت الحد الأدنى لها في بداية القرن العشرين؛ حيث كان أكثر من 90% من حرائر سورية يذهب إلى فرنسا عن طريق مرفأ بيروت ثم مرفأ مرسيليا. وقد توزعت زراعة التوت في المناطق السورية الغربية : جبل لبنان – البقاع – ضواحي المدن الساحلية.
وتراجع إنتاج الحرير بعد الحرب العالمية الأولى وارتفعت أسعار منسوجاته بما يعادل ثلاثة أضعاف ما كانت عليه.
أما بالنسبة للمرافئ في سورية في العشرينات، فقد كانت ثلاثة وهي مرفأ بيروت ومرفأ حيفا ومرفأ اسكندرونة؛ وهذا الأخير كان المنفذ الطبيعي لأنطاكية وحلب والموصل ... إلخ.
اذاً ازدهرت صناعة الحرير ما بين السنوات 1920 و1926 حيث كان يتم تصريف خيط الحرير السوري الجيد على شكل شرانق إلى مدينة ليون الفرنسية التي كانت تشتهر بصناعة الحرير. وفي أثناء الانتداب الفرنسي في الثلاثينات أصيب الحرير في سورية بنكسة، حيث كانت هناك أزمة اقتصادية عالمية، فأفلس أناس كثيرون ومنهم من كان يعمل في الحرير. في أثناء الحرب العالمية الثانية، عادت صناعة الحرير في سورية إلى الانتعاش الضئيل حيث استخدمت خيوط الحرير لصناعة المظلات للطيارين. ثم عادت وازدهرت صناعة الحرير أثناء الوحدة بين سورية ومصر 1958-1961 حيث كانت مصر سوقاً لتصريف الحرير السوري. وجاء الانفصال، فتراجع سوق الحرير.
في الوقت الحاضر، ارتفعت أسعار اليد العاملة، فساهمت في تراجع تربية دودة الحرير في بلاد حوض البحر الأبيض المتوسط، وتركزت تربية الحرير في بلاد الشرق الأقصى حيث اليد العاملة رخيصة (الصين – اليابان – كوريا) كما أنها رخيصة في الهند وإيران وتركيا.
أيام التكامل الاقتصادي بين سورية ولبنان، كانت سورية تنتج حوالي 9 ملايين أقة من الشرانق (الأقة= 1،25 كغ) واستمر هذا الوضع إلى الأربعينات. إلا أن زراعة التفاح والموز كثرت في لبنان، فقطع الفلاحون أشجار التوت القوية الجبارة والمقاومة لكافة العوامل الطبيعية وزرعوا عوضاً عنها التفاح والموز.
وانتقلت عدوى زراعة التفاح إلى سورية وإلى قرى عيون الوادي والمشتى ومصياف وغيرها، فهبطت نسبة إنتاج الشرانق في سورية. كما أن الحرب الأهلية في لبنان أثرت على تربية دودة الحرير هناك وبالتالي تضاءل الإنتاج وارتفع ثمن الحرير بشكل كبير في لبنان.
أما النكسات المتكررة التي أصابت صناعة الحرير في نهاية القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين فترجع إلى دخول اللباس الأوروبي للشرق وتراجع اللباس التقليدي المصنوع من الحرير الصافي وغيره بالإضافة إلى دخول الأنوال الآلية في بدايات هذا القرن، مما أدى إلى تراجع عدد الأنوال اليدوية وبالتالي تهميش هذه الصناعة اليدوية شيئاً فشيئاً.
ومن أجل مواجهة منافسة المنتجات الأوروبية، ظهر في دمشق صناعات دقيقة من الحرير مثل البروكار، هذا القماش المصنوع من الحرير الطبيعي وخيوط الذهب (القصب). بينما أصبحت المدن السورية الأخرى مثل حلب وحمص وحماة تنتج أنواعاً من الأقمشة الحريرية البسيطة ورخيصة الثمن نسبياً فوسّعت بذلك السوق الداخلية، حيث أن معظم زبائنها كانوا من القرى المجاورة لهذه المدن الثلاث وهذا ما حصل منذ نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.
ولكن كان من الملاحظ أن الصناعة اليدوية بدأت تتراجع بشكل عام وبالأخص النسيجية منها والحرير أيضاً.
وجدير بالذكر أنه من أهم القوافل التجارية في سورية أثناء الفترة العثمانية مثلاً كانت تلك التي تنطلق من دمشق إلى الحج في مكة والمدينة (محمل الحج). وبذلك كانت المنتوجات السورية التقليدية من الحرير وغيرها تنتقل مع الحجاج إلى العراق وإيران والخليج والأراضي المقدسة في السعودية الحالية.
الحرير الطبيعي
يعتبر الحرير الطبيعي الناتج من دودة القز أفضل الألياف الطبيعية الحيوانية وأغلاها ثمناً وأحسنها استعمالاً. وهي خيوط تفرزها دودة القز من فمها، وعرضها حوالي 30 ميكرون، ونحتاج إلى 3500 أو 4500 م منها ليصبح وزنها غراماً واحداً.
تربى دودة القز في سورية وأنطاكية الآن في موسمين :
الأول ربيعي والثاني خريفي. أما المناطق التي تربي دودة القز في بلادنا، فهي قرى سلسلة الجبال الغربية والمحاذية لنهر العاصي.
الطريقة التقليدية في حلّ الحرير
بادئ ذي بدء، يتم تجفيف الشرانق أو ما يسمى بعملية الخنق وذلك لقتل الدودة داخل الشرنقة.
تعرّض الشرانق إلى بخار ماء يغلي لعدة ساعات تتراوح بين 5 إلى 10 ساعات.
توضع الشرانق في حوض كبير يحوي ماء مغلياً، ويقوم الرجل الذي يحل هذه الشرانق بضربها بواسطة عصا طويلة. وعندها تبدأ أطراف الخيوط بالظهور، فيقربها من فرضة فتصبح خيطاً واحداً يمر إلى بكرة وهذه متصلة بدورها بدولاب خشبي يعمل على تدويره صبي صغير أو فتاة أو سيدة.
وتمر الخيوط على هذا الدولاب الكبير، لتصبح شلة واحدة، تؤخذ أطراف الخيوط بالعصا من 45 إلى 60 شرنقة، ويستطيع عامل الحل أن يعرف عدد الشرانق بإحساس اليد وليس بعدّها.
يبلغ طول الشلة 20 كم من أول طرف الخيط إلى آخره.
اشتهرت العاصمة السورية دمشق بأنواع معينة ومتميزة من الأقمشة المصنوعة من الحرير؛ أهمها البروكار – الدامسكو – الصايا – الأغباني وغيرها ...
البروكار:
في العصر الحديث، كان السيد أنطون مزنر (وهو ملك البروكار كما يسميه التجار وصناع النول في دمشق) هو أول من بدأ بترويج صناعة البروكار في دمشق. وكان معمله في دمشق لهذه الصناعة، حيث تأسس في العام 1890 في باب شرقي (شرق دمشق). وقد علّم السيد مزنر أكراد دمشق الذين اشتهروا بالحياكة على الأنوال اليدوية، وكان حيهم في دمشق مليئاً بهذه الأنوال، حياكة البروكار على الأنوال اليدوية وجعلهم يعملون في مصنعه. ثم في العام 1910، أدخل السيد أنطون مزنر الأنوال الآلية إلى دمشق وكان أول من أدخلها مرفقة بآلة الجاكار التي حلّت في النول الآلي محل المداويس في النول اليدوي لحياكة النقش والرسوم.
أما تاريخياً في دمشق، فقد عرفت صناعة البروكار منذ القرن الحادي عشر وكانت تستخدم الخيوط القطنية؛ ثم أخذت هذه الصناعة بالنمو تدريجياً فحلّت خيوط الحرير الطبيعي محل خيوط القطن.
وتوقفت هذه الصناعة خلال القرن الثامن عشر ثم عادت في أواخر القرن التاسع عشر. وقد حاول الغربيون تقليد هذه الصناعة إلا أنهم فشلوا واحتفظت دمشق بشهرة منسوجاتها الحريرية المذهبة الخفيفة. وقد ساعد إدخال خيوط الذهب والفضة في نسيج البروكار على تطوير هذه الصناعة.
ولقد ذكر الإدريسي "أن دمشق كانت في عصره جامعة لصنوف من المحاسن وضروب من الصناعات وأنواع من السيب الحريرية كالخز والديباج النفيس الثمين العجيب الصنعة والعديم المثال، والذي يحمل منها إلى كل بلد..."
فدمشق شهيرة بصناعتها النسيجية الجيدة الراقية، وقد كانت القيميرية تدعى بالهند الصغرى.
مراحل تصنيع خيط الحرير
يأخذ التاجر أو الصانع شلل الحرير الخام ويبعث بها إلى:
1- الفتال يقوم بكرّ الشلل خيوطاً على بكرات خشبية، ثم تؤخذ هذه البكرات للزوي، وهي عملية تجمع الخيوط من بكرتين أو أكثر على بكرة واحدة. أي أن الخيط بعد عملية الزوي يصبح مثنى أو ثلاثياً أو رباعياً....ألخ.
ثم تبرم هذه الخيوط المزوية على آلة البرم أو الفتل، حيث تفتل هذه الخيوط الثنائية أو الثلاثية على بعضها البعض لتصبح على هيئة خيط واحد مبروم وقوي مما يمتن خيط الحرير. تبرم عادة خيوط السدى حوالي 400 أو 500 برمة. أما خيوط الحدف أو اللحمة فتبرم أقل من 250 برمة.
2- المسدّي: وهو الشخص المسؤول عن تحضير السدى أي الخيوط الطولانية للقماش.
3- الصباغ: تؤخذ الشلل إلى الصباغ حيث يقوم بعملية القصارة؛ وقد يكون هناك شخص يدعى القصار أي أنه مختص فقط بالقصارة. والقصارة هي عبارة عن معالجة الحرير الخام بوضعه بحوض ماء يغلي مضاف إليه صابون ومادة الصودا (كربونات) ويبقى الحرير في هذا الحوض لمدة ساعتين أو أكثر ثم يغسل بماء عادي ويعصر. وتصبح بعد ذلك شلل الحرير أكثر بياضاً ولمعاناً، حيث تزول عنها المادة الصمغية؛ وينقص وزن الحرير الطبيعي بعد هذه العملية حوالي 25% من وزنه.
ثم تبدأ عملية الصباغة، وحتى الآن لم تزل الصباغة تتم بشكل يدوي في دمشق وحمص وحلب للحرير الطبيعي.
4- المزيك: يأخذ شقة الحرير الطبيعي التي ستصبح خيوطاً للسدى من الصباغ ويقوم بتغطيسها بالنشاء المحلول في الماء والمضاف إليه الصمغ المأخوذ من أشجار اللوزيات؛ وفي دمشق يضيفون سكر نبات والغراء للحرير الطبيعي.
تستمر عملية التغطيس حوالي 5 دقائق فقط في هذه المواد، ثم تعصر شقة الحرير.
ثم بعد ذلك يقوم المزيك بلف الشقة على الملف الخشبي على شكل كرة متطاولة. في الصباح الباكر، أي في الثالثة صباحاً، يذهب المزيك بصحبة كراته الحريرية إلى منطقة بعيدة عن العمار المدني وفيها مكان فسيح، وجدار طويل. يغرس في هذا الجدار أخشاب تسمى تعاليق، وذلك بشكل يتعامد مع الجدار، أي بطول حوالي 60 متراً. ويكرر هذه العملية ذهاباً وإياباً حتى ينشر كل الخيوط الملفوفة على الملف. ثم يبدأ ما نسميه عملية البز وهي إبعاد الخيوط بعضها عن بعض بأصابعه، كي لا تلتصق ببعضها نتيجة عملية التغطيس أو التخشين.
تفيد عملية التغطيس أو التخشين في تقوية خيوط السدى وتمتينها، حيث إنها تتحمل ضربات المشط عليها عند تركيبها على النول. أما خيوط الحدف أو اللحمة فلا تحتاج للتخشين لأنها محمية في المكوك.
بعد الجفاف التام، وانتهاء عملية البز، يعود المزيك فيلف خيوط السدى على الملف ويعود بها.
5- الملقي: كلمة الملقي تعني تشابك خيوط السدى مع النير في النول لتحضير الحياكة.
الرسوم المستخدمة في نسيج البروكار هي في غالبيتها مستوحاة من الحياة اليومية الدمشقية ومن الزخارف الإسلامية ثم من التاريخ العربي والإسلامي والأوروبي. مثال على ذلك :
رسم البندقة واللوزة والناعمة (أي الوردة الصغيرة) وهي مستقاة من ثمر شجر البندق واللوز والورود المتواجدة بكثرة في البيوت العربية وبالأخص الدمشقية منها.
رسم الشرقية وهي زخارف مستوحاة من الأشكال الهندسية المتواجدة في الجامع الأموي بدمشق، وهي عبارة عن شكل هندسي فيه إثنا عشر ضلعاً.
رسم معركة صلاح الدين الأيوبي من التاريخ العربي الاسلامي.
رسم سفينة نوح من الأساطير الدينية.
رسم روميو وجوليت من التراث الأوروبي.
رسم عمر الخيام، وهي عبارة عن مشاهد صيد الغزلان ورقص الجواري وجلسات الرجال وتدخينهم للنرجيلة، وهو رسم متأثر ببلاد فارس.
رسم الفراشة الذي يسمى أيضا Pop وهو رسم مطلوب جداً من السياح الأجانب، ويحوي على 7 ألوان.
ثم هناك رسم طيري الحب العاشق والمعشوق، وهو قماش البروكار الذي انتقته الملكة إليزابيت الثانية لتصنع ثوب زفافها منه؛ وأخذ تجار البروكار بعد ذلك يطلقون اسم الملكة إليزابيت على رسم العاشق والمعشوق.
بالإضافة إلى رسم الكشمير والشال العجمي الدمشقي والشال الوسط.
أما بالنسبة للألوان المستخدمة في البروكار، فاللونان الأبيض والأسود هما الأكثر استخداماً لخيوط السدى. أما خيوط اللحمة، فاللونان الأحمر والأخضر ثم الأزرق بكميات قليلة "والبيج" هي المستخدمة.
وهي ألوان فيها حياة حارة تعطي رونقاً خاصاً بالإضافة إلى استخدام القصب في البروكار.
يعاني الحرير منذ فترة من ضعف الشراء بسبب قلة السياح وبسبب الفقر الذي يعاني منه من يشتري عادة الألبسة التقليدية الحريرية فهم ريفيون وفقراء في غالبيتهم. كما أن مرتدي اللباس التقليدي قد قلّ عددهم بشكل كبير حيث أن الناس توجهوا إلى اللباس الغربي الحديث. فأصبحت الفتيات مثلاً يلبسن اللباس الغربي ويضعن المنديل العادي على رؤوسهن وبالتالي فقد استغنين عن ارتداء الحطاطة والهبرية والجرغد.
بالاضافة إلى أن العراق مثلاً كان يشكل سوقاً واسعة لتصريف بعض المنتجات الحريرية السورية؛ وبسبب الأوضاع السياسية الصعبة في هذا البلد، قلّ تصريف المنتجات الحريرية السورية إليه.
إذا استمر الوضع على ما هو عليه الآن، فإن هذه الصناعة اليدوية الجميلة ستنقرض شيئاً فشيئاً إلى أن تنعدم نهائياً في بلدنا.
ولذلك فإنه لابد من بعض الاقتراحات التي يمكن دراستها ومحاولة تحقيقها على أرض الواقع من أجل حماية إنتاج الحرير السوري:
1- فمن أجل التخلص من كساد خيوط الحرير الخام لعدم إقبال تجار الحرير على شرائها بسبب ارتفاع الأسعار، يمكن فتح باب التصدير للشرانق خارج القطر قبل حلها، وإيجاد سوق خارجية عربية أو دولية لتصريف الشرانق كما كان يحصل في الثلاثينات من القرن الماضي مثلاً، وبذلك تخضع هذه المادة لمسألة العرض والطلب في السوق العربية والعالمية.
2- أو يمكن خلق وحدة متكاملة تابعة لمعمل دريكيش في وزارة الصناعة تبدأ بحل الشرانق وتنتهي بتصنيع النسيج الحريري ضمن جودة عالية وضمن شروط مشابهة لشروط القطاع الخاص بمعنى أن تحرر هذه الوحدة من روتين القرارات الإدارية وأن ترفع أجور العمال وتربط الحوافز بنوعية الإنتاج وكميته على السواء، وبالتالي أن تتاح فرص المبادرة الشخصية للمدير والمراقب والعمال؛ وأن يتم تشغيل العدد اللازم من العمال في هذه الوحدة لإلغاء البطالة المقنعة والاهتمام كثيراً بجودة الإنتاج حتى تصبح المنافسة قوية بين القطاعين العام والخاص وهذا ما سيساهم برفع سوية الإنتاج ودعم القطاع العام وبالتالي دعم الاقتصاد الوطني. كذلك المطلوب من الدولة المثابرة على تشجيع القطاع الخاص في عمله وإدخاله كشريك للقطاع العام (قطاع مشترك) لرفع مستوى الجودة لدى القطاع العام (معمل دريكيش).
3- تشجيع الشباب وتدريبهم في معاهد النسيج في القطر العربي السوري على تربية دودة القز وحل خيوط الحرير وحياكتها وذلك للإقبال على هذه المهنة لكي يحلوا محل العمال المتقدمين في السن الذين يعملون على النول.
4- إعطاء قروض لعمال النول من المصرف الصناعي لكي يقوموا بشراء كميات الحرير اللازمة وبالتالي تشجيعهم على متابعة عملهم كي لاتنقرض هذه الصناعة اليدوية.
5- تشجيع الفلاح على زراعة شجرة التوت والاهتمام بأرضه والقيام باستصلاح الأراضي الزراعية.
6- يعتمد تصريف الصناعات اليدوية وخاصة المنسوجات على السياح ولذلك فمطلوب من الجهات المسؤولة في الدولة الاهتمام أكثر بالسياحة عن طريق إقامة معارض للصناعات اليدوية السورية في أنحاء العالم وتنشيط الدعاية السياحية عن سورية وذلك لجذب السياح وبالتالي الاهتمام أكثر بالخدمات السياحية في سورية، مما يزيد من إقبال السياح عليها وبالتالي ينشط شراء مثل هذه المنتجات الحريرية واليدوية من السائح الأجنبي والعربي.
خاتمة :
في هذه الخاتمة أسجل بعض الملاحظات الاجتماعية التي لفتت نظري في اثناء القيام ببحثي هذا. ففي بعض القرى غرب حمص والتي كان أهلها فيما مضى يربون دودة القز مثل عيون الوادي ومشتى الحلو، كانت الكلمة السحرية التي ألفظها هي "دودة الحرير" وبعد أن يسمع أهالي هذه القرى تلك الكلمة السحرية، كانوا يبدؤون بالحديث عن ذكرياتهم في تربية دودة الحرير وكيف كانوا يهتمون بها وهم أطفال ويرون جداتهم يفرمن للدودة ورق التوت. كنت طبعاً لاأشارك في الحديث، ولكني أكتفي بالإنصات إلى هؤلاء الناس الذين يتحدثون ببهجة وفرح عن هذه المرحلة من حياتهم وعن تلك اللحظات السعيدة فيها. ويشهد على ذلك بريق عيونهم الساحر في أثناء هذا الحديث. وتشهد على ذلك أيضاً رواية (بقايا صور) للكاتب السوري حنا مينه الذي نشأ في السويدية (أنطاكية) وتحدث في روايته تلك عن علاقة تربية دودة الحرير بحياة الناس وبمواسمهم.
من الملاحظات التي لفتت نظري أيضاً هي أن معظم الذين يصنعون المنسوجات الحريرية لايتمتعون بارتدائها بسبب فقرهم. فعمال النول هم أفقر من يعمل في صناعة الحرير وبالتالي هم غير قادرين على شراء الملبوسات الحريرية لغلاء ثمنها.
معظم من يعمل بصناعة الحرير الطبيعي وصف الحرير بأنه (روح) ويجب التعامل معه بحنان ورقّة؛ (روح) لأنه نتاج دودة من مخلوقات الله وبالتالي فدودة الحرير هي (روح) خلقت في هذا العالم.
في سورية بشكل عام ودمشق بشكل خاص أسماء عائلات أو كنى مستوحاة من العمل في صناعة الحرير اليدوية مثل :
آل الفتال – المسدي – الصباغ – الحايك – النويلاتي والنوال – الرباط – الدراقلي – المزيك – الملقي – الكبابة – المكوكجي – الحريري والقزي.
وهذا يدل تماماً على ارتباط الناس بهذه الحرفة، وبالتالي تسميتهم بأسماء تدل على مراحل هذه الحرفة وعلى عمل أجدادهم فيها.
هناك في التراث الشعبي السوري أمثال شعبية بالعامية مستوحاة من صناعة الحرير اليدوية مثال:
1- (فلان) رايح جايي مثل مكوك الحايك.
(ويقال لمن كثر سعيه وقلّ جناه).
2- عطوا الدب تيسلك الحرير، قالوا مبين على يديه هالطرايا.
( وهذا المثل يعبّر عن سخرية بالغليظ روحاً وعقلاً حين يتناول الأمور المرهفات).
3- إذا بدك تضرب، اضرب أمير؛ وإذا بدك تسرق، اسرق حرير؛ حتى إذا عيّروك يحرز التعيير.
(ويقال لمن أراد أن يفعل شراً، فعليه أن يختار أكبر الأمور فضرب الأمير أمر جلل وكذلك سرقة الحرير فهو غالي الثمن)
لما للحرير الطبيعي من أهمية في إظهار التنعم والرفاه، فقد حرّمت الكنيسة ارتداء الحرير وخاصة على الرهبان لأن عليهم أن يرتدوا أخشن الألبسة وليس أنعمها دليل الزهد والتقشف. ثم عادت الكنيسة وسمحت بارتداء الحرير في القرن الخامس الميلادي. واليوم يرتدي الرهبان والمطارنة في أثناء القداس في سورية ألبسة من البروكار الدمشقي الجميل والناعم، في الكنيسة فقط.
وهناك في الدين الإسلامي عدة أحاديث شريفة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم يحرّم فيها ارتداء الحرير الخالص على ذكور المسلمين فقط دعوة منه للتقشف والزهد، ويسمح بارتدائه لأسباب صحية فقط.
ومن هذه الأحاديث الشريفة :
عن عمر بن الخطاب؛ قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
لاتلبسوا الحرير فإنّ من لبسه في الدنيا لم يلبسه في الآخرة.
رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم للزبير وعبد الرحمن بن عوف لبس الحرير لحكّة بهما.
ولذلك نجد حتى اليوم أن معظم المسلمين لايرتدون الحرير الخالص وإنما يرتدونه ممزوجاً بنسب بسيطة مع القطن (كقنابيز الصايا مثلاً) وذلك تبعاً لما جاء في الأحاديث الشريفة.
ويبدو جلياً من الحديث الأول أن الحرير يعتبر مكافأة لمن ينال الجنة في الحياة الأبدية.
كان هدفي الأول هو توثيق هذه الصناعة اليدوية الدقيقة للحفاظ عليها من الاندثار نهائياً؛ فهي جزء لايتجزأ من التراث الثقافي لبلادي، هذا التراث الذي يميّز عادة شعوب العالم ويعطيها هويتها التي تحفظها الأجيال على مر السنين.
في كل مرحلة شهدتها من مراحل هذه الصناعة اليدوية، وجدت العمل شاقاً ومضنياً ويحتاج لصبر وأناة وهو متوفر بكثرة والحمد لله لدى صنّاعنا وعمالنا.
ونأمل من الجهات المعنيّة، وزارات الصناعة والسياحة والثقافة، الاهتمام بهذه الحرفة اليدوية الدقيقة للحفاظ عليها من الاندثار كي لاتُطوى في غياهب النسيان.
المرجع:
د. ريم منصورالأطرش: كتاب الحرير في سورية - لواء اسكندرون - سورية ولبنان ، من منشورات وزارة الثقافة السورية 1996 ،وهو باللغتين العربية و الفرنسية.
رد: الحرير في سورية: تاريخه، تقنياته، وضعه الحالي وميزاته الاجتماعية
[frame="12 95"][align=justify]
The Silk in Syria: History, Techniques, Sociological
and Actual Situation
Rim AI‑Attrache
Since longtime, Syria was known by silk fabrication, once the brocade or the damas are mentioned, we think directly of Damascus and Syria.
Historical Introduction
The principal silk Road traverses syrian territory. Syria is the Most active state : it is the cross/road of commerce between East and West, North and South. Since Damascus is the principal access to Hijaz, Egypt, Antiochia and Alexandrette, all these countries delivered Asian merchandises to Mediterranean ships, to be transported to Genes and Venizia... In the second place there was Palmyra, with its eastern door open to Mesopotamia. Before this stage, the Extreme‑Orient people monopolised the silk fabrication and exportation and collected abundant profits. Afterwards, other people discovered the very precious material ; then the silk commerce passed to Greco‑Roman world who dominated directly this commerce.
In the Middle Ages, the Arabs have controlled this commerce till the Crusades in the 12th and 13th centuries.
In 555 A.D., two monks from Athos Mountain (or Nestorian monks) transferred silk to the Middle‑East. Then this industry expanded to Greece, Black‑sea region, Lebanon, Syria, Palestine, Iraq and Egypt too. The Arabs were interested in planting mulberry‑trees and cultivation of silk worms. Many arab cities flourished with silk workshops, particularly in Damascus. Arabs have contributed to expand this industry to Europe through Andalousia. The Omeyad calif Mouawiya bin Abi Soufian founded a workshop in his own Palace in Damascus in 665 A.D.
These products were called (stitched tissues). In the Abasside epoch, similar workshops were founded in Aleppo and Tyr. Syrian silk products were sold in Europe markets.
At the end of the Ayyoubid epoch and during the Mamelouk epoch, silk production was large, especially the golden silk. During Mamelouk domination and Ottoman afterwards, Damascus was renowned by silk products : more than 40 species of it.
In modem times, silk has widely expanded in the 17th century. The Maani in Lebanon encouraged this industry. Lebanon was a pioneer in this field. The silk fabrication was prosperous till the 20th century ; but unfortunately, it suffered serious regression.
In the 18th century, the Ottoman government imposed many taxes which subsequently caused real stagnation.
In 1915, the Chamber of Commerce in Lyon (France) sent a letter to the Ministry of Foreign Affairs, encouraging the French government to occupy Syria (Syria‑Lebanon-Palestine...), rich with silk, and then must remain dependent of the Lyonees market, which imported yearly (500 Tuns) of Syrian silk.
During the French Mandate, in the thirties, the world wide economic crisis struck Syrian silk production, so many enterprises made bankruptcy.
The introduction to Syria of the European fashion late 19th century, and in the beginning of the 20th contributed to the regression of traditional silk fabrics ; add to that, the new mechanical looms at the dawn of the 20th century replaced the manual looms, and the degradation of the silk handicraft was clear to all.
Silk Worm Cultivation
Silk worm is cultivated in Syria in spring and autumn in west mountains, and along side of the Orontes River.
The Fabrication of Silk: the Traditional Method
The cocoons are dropped in huge basin of boiling water, and beaten with a long stick this operation is the first step in the silk‑mill.
Strips stem out of the cocoons, then introduced through a nick, forming in this manner a thread, which is formed by 45 to 60 cocoons.
The thread is winded around a little bobbin and conveyed to the drum, activated by hand. Consequently, we obtain a skein of silk. It measures 20 km.
In boiling soaped water, a solution of ashes is added, in order to soften damaged cocoons. Ash solution makes natural silk more brilliant. After drying these cocoons, women take the duvet to wind it on the distaff. The silk is then rolled around a reed winder, to form a spun silky skein.
The silky skein is winded, by a spinning‑wheel, on a stick, put into the weaver's shuttle. Weaving is then started on a hand loom, moved by 2 or 4 pedals.
1) The Winder (Mostly a Woman)
The artisan put the silky skein on the support, which contains 4 vertical reed sides, with a stone base. She winds the skein on a reed winder of conic form, with 8 sides around a fixed axis, planted in the ground supporting the device. She keeps turning the axis by hand ; so the silk is reeled around the cone.
2) The Throwster
The throwster immerses the winded silky skein in cold water during 12 hours. Then, he winds it around cones of reed. He takes one thread from each cone and winds them on sticks fixed on a spool, moved by a wooden spinning‑wheel itself moved by hand.
The thread is so doubled. The throuwster fixes the sticks on the spool, in order to twist the double thread to make it stronger.
3) The Warper
One hundred bobbins are put on the ground. The threads are attached to a wooden frame, crossing a metallic comb. 50 threads are attached in the upper part of the warping device, and another 50 threads are attached in the inferior part. The warping device is composed of 4 wooden bars, revolving around a fixed axis. Threads are winding around the bars. following the movement of the warping device. The complete tour of the warping device measures 7 meters and 82 cm.
4) The Dyer
The dyer washes out all sediments accumulated on the row silk. This operation consists of immersing the silky skein in soaped boiling water, containing caustic soda or kali, during two hours or more. Then, the silk is immersed again in pure water ; the silky threads become smooth and bright. At this stage, the silky skein would have lost 25% its weight. Afterwards it is dyed. This operation is still manual in Damascus, Horns and Aleppo.
5) The Dresser and the Verificator
The dresser immerses the silky skein in a basin of cold water containing starch and glue of almond, to strengthen the threads.
At dawn, the verificator stretches, on rakes, 60 in. of threads, longing a wall in open air; walking to and fro to finish the whole ball ; trying to separate threads to avoid entangling.
6) Leasing Operation
The artisan (leaser) attaches the warp to a warp‑rail, attached itself to 4 pedals of the loom, pushing up the warp by the pulling rope in order to permit the entrance of the weaver's shuttle through the warps.
Damascus is renowned for her silk manufactory : the brocade, the damas, the aghabani (silk embroidery)... etc.
From the 11th century, the fabrication of the brocade was already well known in Damascus.
In modem times Antoine Mzannar was famous for his magnificent brocade, and he undertook the propagation and development of this industry in Damascus. In 1890, he founded a workshop at Bab Charky, near the eastern grand port of the old city.
The decorations of the brocade are inspired by the daily scene of life in Damascus, the arabesques and the Arab Muslim history, besides European tradition.
The nut, almond and roses, all of these are raised in the court yards of Damascus houses.
The influence of the dodecagon decoration in the Omeyad Mosque must not be neglected.
Similarly, there are the sites of battles fought by Saladin Al‑Ayyoubi ; Noah's ark inspired from religion, Romeo and Juliette from European tradition.
Mr. Antoine Mzannar diffused the butterfly motive, well known. called Pop , dear to all tourists, and composed of 7 colours. Love Birds, chosen by Queen Elizabeth the 2nd for her wedding robe, is nominated later the queen Elizabeth decorative motive.
Black and white are the most used colours in the warp. Red, green, blue and "beige" (clear brown) are used in woof. These colours are expressing splendour and passion of ardent life. The golden silk is also used in the brocade fabrics.
The Actual Situation of Silk in Syria
In the sixties of the 20th century, Syria interdicted the importation of foreign silk, and encouraged Syrian peasants to cultivate silk worms and plant mulberry‑trees to protect Syrian silk. The public section monopolised the production of silk ; consequently, the quality of the silk merchandise was not controlled enough ; add to that, the absence of private competition exaggerated bad quality.
At the end of the eighties and the beginning of the nineties, the private enterprises started again ; but a new problem surged after the fall of the ex‑Soviet Union. Silk of cheap quality from foreign sources, infiltrated illegally into Syria and influenced badly the Syrian row silk prices.
Syria could overcome this difficulty by the encouragement of competition between public and private sectors, in order to ameliorate quality. A sound policy aiming at the encouragement of young people to found private enterprises by private loans from the Industrial Bank would give good results.
Wide efforts to encourage Tourism will certainly facilitate the exportation of this precious merchandise, and other similar items.
This handicraft is an essential part of the cultural patrimony of people which asserts the personality of societies and their characteristics.
Many civilizations faded away or have been dominated by strangers, intenting to eclipse their history by changing the essential characteristics of their occupied country (Israeli occupation of Palestine, and demographic changes in the intention to erase salient features : example of Jerusalem).
Popular legacy, like handicraft, which is an important factor in the preservation of popular features, stand firmly against these tentatives of denigration and alienation. Ardent people are the safeguard of their civilization, deeply rooted, against any demolition.
Conclusion
In Syria, in general, and particularly in Damascus, many families have their names after their artisan activity in the silk fabrication. This shows how ancient is this profession among Syrian society and Syrian craftsmen.
Silk influenced Syrian daily life. Proverbs related to silk are common among Syrian public. “ Better cuff a prince and steal a silky fabric, rather than commit yourself with common people and cheap rags. ”
The church forbade common people to wear silk and particularly Monks ; it is the symbol of grand lux, while monks must show austerity in their daily life.
This attitude changed in the 5th century. and Monks are admitted to wear fine and silky garments. It is well known in Syria that priests and high ranking ministers of the church wear silky garments while celebrating the wholly mass.
Prophet Mohammed exhorted Muslims not to wear silky garments. insisting that who wear silk in their actual life, will be deprived of wearing it in future life in Heaven.
I would close this short presentation with a significant remark : those who weave these fine products do not wear any. Silk weavers are rather poor people, it is beyond their capacity to live in such a luxury. Silk Samples:
Brocade 7 coulors
Malas
embrodery
The Reference:
Rim M. al-Attrache, La soie en Syrie : (le Sandjak d'Alexandrette, la Syrie et le Liban), Damas (Syrie), Ministère de la culture, 1996. (in Arabic and French).
[/align][/frame]
رد: الحرير في سورية: تاريخه، تقنياته، وضعه الحالي وميزاته الاجتماعية
[frame="12 95"][align=justify]
LA SOIE EN SYRIE: DU POINT DE VUE HISTORIQUE,
TECHNIQUE, SOCIOLOGIQUE ET SA SITUATION ACTUELLE.
Rim AL‑ATTRACHE
Depuis longtemps, la Syrie s'est caractérisée par la fabrication de la soie. Lorsqu'on mentionne le brocart ou le damas, vient à l'esprit directement le nom de Damas et celui de la Syrie.
INTRODUCTION HISTORIQUE :
La direction principale de la Route de la soie est l'axe partant de la terre Syrienne. La Syrie est l'ةtat le plus actif, formant un carrefour de chemins commerciaux entre l'Est et l'Ouest, le Nord et le Sud. Car, en premier lieu, Damas est l'accès principal à Hijaz, ةgypte, Antioche et Alexandrette qui livrent les marchandises d'Asie aux bateaux de la Méditerranée afin de les transmettre à Gênes et à Venise... et en second lieu Palmyre, ayant ses portes Est donnant sur la Mésopotamie...
Auparavant, les peuples d'Extrême‑Orient monopolisaient la fabrication de la soie, et l'exportaient pour récupérer des bénéfices abondants. Puis, les autres peuples ont découvert cette matière précieuse ; alors, le commerce de la soie s'est transmis au monde gréco‑romain qui a pu le dominer directement ; puis au Moyen آge, les Arabes ont contrôlé ce commerce, jusqu'aux guerres des Croisades aux douzième et treizième siècles.
ہ l'an 555 de notre ère, la fabrication de la soie s'est transmise au Moyen‑Orient grâce à deux moines du Mont Athos (ou grâce à des moines nestoriens).
Cette fabrication s'est répandue au Moyen‑Orient, en Grèce, dans la région de la mer noire, au Liban, en Syrie, en Palestine, en Iraq et en ةgypte. Les Arabes s'intéressaient à la culture des mûriers et à l'élevage du ver à soie. Les ateliers de fabrication de soie se sont répandus dans beaucoup de villes arabes, et en particulier à Damas. Les Arabes ont contribué aussi à répandre la fabrication de la soie en Europe à travers l'Andalousie. Le calife omeyyade Mouaawiya bin Abi Soufyane a fondé un atelier pour tisser la soie dans son palais à Damas en l'an 665. Ces tissus étaient nommés (tissus brochés). ہ l'époque abbasside aussi, on a fondé des ateliers semblables à Alep et à Tyr. Les Soieries syriennes étaient vendues aux marchés européens.
ہ la fin de l'époque ayyoubide et durant la première époque mamelouk, la production de la soie était abondante et surtout la soie dorée. Durant la domination mamelouk puis ottomane, Damas était renommée pour sa production de soie ; on en tissait à Damas plus de 40 genres.
ہ l'époque moderne, la soie s'est beaucoup répandue au 17ème siècle, à l'époque de l'ةtat Maani au Liban. Le Liban était le pionnier dans l'élevage du ver à soie. La fabrication de la soie était prospère, jusqu'au 20ème siècle ; mais la soie a subi plusieurs revers.
Au XVIlle siècle, le commerce de la soie a subi un grand revers, car le gouvernement ottoman lui a imposé plusieurs impôts, ainsi son marché a subi la stagnation.
En 1915, la Chambre Lyonnaise de Commerce a envoyé une lettre au Ministère français des Affaires étrangères, encourageant l'ةtat français à dominer la Syrie (Syrie – Liban – Palestine…). Car la Syrie est un pays producteur de la soie et doit rester dépendante du marché de Lyon, qui importait chaque année (500 Tonnes) de soie syrienne.
Durant le Mandat français, dans les années trente, il y avait une crise économique mondiale, et la soie syrienne a subi une nouvelle chute, beaucoup de gens ont annoncé leur faillite, parmi lesquelles ceux qui travaillaient dans le domaine de la soie.
Quant aux raisons des revers répétés, subis par la fabrication de la soie, à la fin du 19ème siècle et au début du 20ème , elles se résument par l'introduction du costume européen en Orient, par le recul du costume traditionnel fabriqué en soie naturelle ; en plus, par l'apparition des métiers mécaniques au début de ce siècle, cela a causé la baisse du nombre des métiers manuels, ainsi que la marginalisation de cet artisanat petit à petit.
L'ةLEVAGE DU VER ہ SOIE.
Le ver à soie est élevé en Syrie au printemps et en automne dans les villages montagneux à l'Ouest du pays, et dans les villages qui longent le lit de l'Oronte.
LA FABRICATION DE LA SOIE. LA MةTHODE TRADITIONNELLE :
On met les cocons dans une grande cuve contenant de l'eau bouillante ; l'homme frappe les cocons à l'aide d'un long bâton pour commencer l'opération de la filature.
Les bouts de brins de la soie commencent à paraître, et passant par un petit cran, ils se réunissent pour former un seul fil de soie. Le fil se dévide sur une petite bobine, et vient s'enrouler sur le tambour ou le guindre en bois, tourné par un garçon, une fille ou une femme. Ainsi, on a l'écheveau de soie.
Ce fil de soie est pris des brins de 45 à 60 cocons. La longueur de l'écheveau de soie, d'un bout à l'autre atteint 20 km.
Dans l'eau bouillante savonnée, on ajoute la solution de cendre, afin de ramollir les mauvais cocons. La solution de cendre rend la soie naturelle plus brillante. Après avoir desséché la soie sous forme de cocons, les femmes prennent le duvet des cocons pour le filer à la quenouille. Le fil est enroulé sur le dévidoir de roseau en forme d'écheveau de soie filée. Le fil de soie de cet écheveau est dévidé à l'aide d'un rouet de bois sur des canettes. Ces canettes se mettent dans les navettes pour les utiliser alors comme fils de trame. Le tissage commence sur un métier à bras à 2 ou à 4 pédales.
1) La dévideuse de soie :
Cette ouvrière pose l'écheveau de la soie sur le support qui comprend 4 roseaux verticaux supportés par une base en pierre. La dévideuse prend le bout du fil de la soie, pour dévider l'écheveau sur le dévidoir en roseaux en forme de cône : c'est un cône composé de 8 roseaux, autour d'un axe fixe servant comme support sur le sol.
La dévideuse tourne le cône à la main à l'aide de ce support, avec une grande habileté ainsi la soie est dévidée sur ce cône.
2) Le moulinier :
Le moulinier trempe ces écheveaux dévidés dans de l'eau froide durant 12 heures. Il les enroule ensuite sur les cônes de roseaux ; et prenant le bout du fil de deux cônes, il exécute l'espolinage sur une canette à l'aide d'un rouet de bois tourné à la main. Le fil de soie est double.
Le moulinier dispose les canettes sur l'appareil à mouliner, afin de tordre le fil double et le consolider.
3) L'ourdisseur :
Cent bobines de fils de soie moulinés, sont posées par terre, les fils sont liés à un châssis en bois, et passent par un peigne en métal appelé le peigne d'encroix. La moitié des fils (50 fils), passe en bas à l'ourdissoir, et l'autre moitié passe en haut à l'ourdissoir qui est composé de 4 barres en bois, tournant autour d'un axe fixe, appelé le cœur de l'ourdissoir. Les fils tournent sur les barres, d'après le mouvement de l'ourdissoir. Le tour complet de l'ourdissoir est égal à 7 mètres et 82 cm.
4) Le teinturier :
Le teinturier réalise le décreusage de la soie grège. Le décreusage consiste à tremper les écheveaux de soie grège dans l'eau savonnée bouillante additionnée de soude caustique ou d'alcali, durant deux heures ou plus. Puis, ils sont trempés dans de l'eau plate, ainsi, les fils de soie se débarrassent du grès et deviennent lisses et brillants. L'écheveau perd 25% de son poids, et brille de plus en plus. L'opération de teinture peut commencer maintenant ; cette opération est restée manuelle jusqu'à aujourd'hui pour la soie naturelle, à Damas, Homs et Alep.
5) L'apprêteur et le vérificateur :
Il prend l'écheveau des fils de soie naturelle et le plonge dans un bain d'eau froide à base d'amidon et de gomme arabique extraite des amandiers, afin de consolider les fils de chaîne.
Le lendemain à l'aube, c'est‑à‑dire à trois heures du matin, le vérificateur tend 60 m de fils le long du mur, en plein air, sur des râteaux, il effectue plusieurs va‑et‑vient pour étendre toute la pelote.
Puis, il commence l'opération de séparer les fils les uns des autres avec les doigts, pour qu'ils ne collent pas.
6) Le licier :
Cet artisan attache les fils de chaîne aux lices, liés aux quatre pédales du métier, qui soulèvent les fils de chaîne, à l'aide de la corde du tirage pour laisser la navette entrer parmi ces fils.
Damas, est une ville renommée pour ses soieries : le brocart, le damas, les coupons, l'aghabani (broderie de soie)... etc.
La fabrication du brocart est connu à Damas depuis le onzième siècle.
ہ l'époque moderne, M Antoine Mzannar (surnommé le Roi du Brocart) commençait à diffuser le tissage du Brocart à Damas. Il a été le premier à fonder en 1890 un atelier de soie à Bab Charki à l'Est de Damas.
Les motifs décoratifs du Brocart sont inspirés de la vie damascène quotidienne, des arabesques et de l'histoire arabe musulmane, et européenne. Exemples des motifs décoratifs : la noisette, l'amande et naame (c'est‑à‑dire une fleur minuscule) : ce sont des motifs inspirés des noisetiers, des amandiers, et des fleurs qui abondaient dans les maisons arabes, et en particulier les maisons damascènes.
L'Oriental ; arabesque inspirée de la Mosquée des Omeyyades à Damas : c'est un dodécagone.
La bataille de Saladin Al‑Ayyoubi, inspirée de l'histoire arabe musulmane.
L'Arche de Noé, inspirée de la mythologie.
Roméo et Juliette, motif inspiré du patrimoine culturel européen.
M. Antoine Mzannar a diffusé le motif du papillon, appelé Pop et très demandé par les touristes : il contient 7 couleurs.
Puis, on a le brocart au motif des oiseaux d'amour (love birds), que la Reine Elizabeth 2 a choisi pour la confection de sa robe de noce ; ensuite, les commerçants ont appelé le motif des oiseaux d'amour, le motif de la Reine Elizabeth 2.
Le noir et le blanc sont les couleurs les plus utilisées dans les fils de chaîne du brocart. Le rouge, le vert, puis le bleu et le beige sont utilisés dans les fils de trame. Ce sont des couleurs représentant la splendeur et la passion de la vie ardente. En plus, on utilise les fils dorés dans le brocart.
LA SITUATION ACTUELLE DE LA SOIE EN SYRIE :
Dans les années soixante du 20ème siècle, l'ةtat syrien a interdit l'importation de la soie naturelle étrangère, et il a encouragé le paysan à élever le ver à soie et à planter les mûriers ; tout cela afin de protéger la soie syrienne. Le secteur publiC monopolisait la production des fils de soie et par conséquent la qualité des fils de soie n'était pas bien contrôlée, faute de compétition de la part du secteur privé, qui n'exerçait aucune influence sur la production.
ہ la fin des années 80 et au début des années 90, le secteur privé a commencé ses activités dans le domaine de la soie. Mais un nouveau problème apparaît après la chute de l'ex‑Union soviétique : les fils de soie étrangère de bon marché ont commencé à entrer en Syrie d'une manière illégale, venant des pays de l'ex‑Union soviétique, ce qui a abouti à la stagnation de la soie grège syrienne.
On peut surmonter ces problèmes en Syrie par l'encouragement de la compétition entre les secteurs public et privé afin d'améliorer la qualité de la production de la soie ; par l'encouragement des jeunes afin de travailler dans cet artisanat en leur fournissant des prêts de la banque industrielle pour fonder leurs ateliers de tissage ; par l'encouragement du tourisme, afin d'ouvrir de larges voies pour l'écoulement des marchandises artisanales, comme les soieries.
Cet artisanat fait partie du patrimoine culturel, qui joue un grand rôle dans la préservation de la personnalité des peuples, et dans l'affirmation de leurs identités. Combien de cultures des peuples ont péri (les Indiens d'Amérique) ou ont été dominés par des occupants ayant comme objectif d'effacer leur histoire en modifiant les traits de leur pays (occupation israélienne de la Palestine, et les changements démographiques ou autres effectués par cette occupation, spécialement à Jérusalem).
Mais le patrimoine culturel de ces peuples, et l'artisanat qui en forme une partie très importante, se sont opposés à ces prétentions et à ces actes de l'occupant, pour affirmer que les peuples qui ont créé cet artisanat minutieux, sont des peuples vivants, ayant une histoire solidement enracinée, et une grande civilisation, difficile à démolir ou à anéantir.
CONCLUSION
En Syrie en général, et à Damas en particulier, les noms de quelques familles sont inspirés de leur travail dans l'artisanat de la soie, comme : les familles : Al‑Fattal (moulinier) ‑ Al‑Msaddi (ourdisseur) ‑ Al‑Sabbag (teinturier) ‑ Al‑Hayek (tisseur) ‑ Al‑Milki (licier) ‑ AIKabbabé (dévideuse)... Ceci témoigne du lien entre les gens et cet artisanat, et par conséquent, ces noms indiquent les étapes de ce métier hérité de leurs ancêtres.
Dans le patrimoine populaire syrien, il existe des proverbes en dialectal, inspirés de l'artisanat de la soie. Exemple :
« Si tu veux frapper quelqu'un, frappe un prince ; si tu veux voler quelque chose, vole de la soie ; et si un jour on te blâme, ton action ‑ là méritera ce blâme ». (Proverbe dit pour celui qui veut faire une mauvaise action : il doit choisir des actions grandioses, afin que le blâme vaille la peine).
L'ةglise a interdit aux gens et en particulier aux moines de porter les soieries, car la soie naturelle symbolise la vie aisée et luxueuse ; tandis que les moines ne doivent pas porter les habits fins et légers, et cela en signe d'ascétisme et d'austérité. Ensuite au cinquième siècle, l'ةglise a permis aux moines de porter les soieries. En Syrie, les archevêques et les prêtres, portent durant la messe, et à l'église seulement, le brocart, beau, fin et délicat.
Dans l'Islam, il y a plusieurs traditions du Prophète Mohammed, interdisant aux hommes de porter la pure soie, afin qu'ils mènent une vie d'ascèse et d'austérité :
« Le calife Omar bin Al‑Khattab a dit : le Prophète Mohammed a dit : Ne portez pas la soierie, car celui qui la porte sur terre, ne la portera jamais au paradis. »
Enfin, ce qui a attiré mon attention durant les visites des ateliers de tissage, c'est que ceux qui tissent la soie ne la portent pas. Les tisseurs sont les plus pauvres parmi ceux qui travaillent dans ce domaine ; par conséquent, ils leur est impossible d'acheter les soieries chères. Référence:
Rim M. al-Attrache, La soie en Syrie : (le Sandjak d'Alexandrette, la Syrie et le Liban), Damas (Syrie), Ministère de la culture, 1996. (in Arabic and French).
[/align][/frame]