رد: الدور المصري وتقاطع المصالح في غزة !
لا شيء أخطر على الحق من صاحبه، بمواقفه و تصرفاته التي
يقوم بها معتقدا خدمة هذا الحق بينما هي في الواقع تدمره تدميرا
أشد من مساعي وتصرفات العدو .
السيسي وجل من في الجيش المصري ممن يقتاتون من عرق وبؤس
العتالين والفراشين وعموما كل المعدومين في مصر ليسوا إلا تلاميذا
في مدرسة إتفاقية كامب ديفيد و لا يسع أشجعهم إلاّ الوفاء ببنوذ هذه
الإتفاقية والعمل ضمن إطارها ؛ وهو بما فعله من قتل وهتك و سجن
وانقلاب على الشرعية الشعبية مؤيد ومرضي عنه من أمريكا و كل
دول الغرب ومن صاحبة الشأن والكلمة المسموعة " إسرائيل"، وما
مواقف السعودية والإمارات والسخاء المفرط المغدق عليه (السيسي)
من قبلهما دون أدنى اعتبار لشعبيهما ومؤسساتهما إلاّ ترجمان لهذا
التأييد ولهذا القبول ؛ فلا يمكن البتة للسعودية خاصة معارضة أمريكا
حتى وإن بدا للناس ذلك في بعض المواقف كما هو الحال في سوريا
فإنه في الحقيقة هو قيام كل دولة بالدور المحدد لها ؛ فالمطلوب
بخصوص دولة سوريا هو تدميرها وجعلها تعجز عن القيام بأي دور
عدا الإنشغال بالنفس وسعي كل طرف لتدمير الطرف الآخر وما ينبغي
لذلك من أسلحة وعتاد وأشخاص يتحصل عليها بالإستجداء وبرهن
مستقبل البلد؛ وآخر نكتة هو ما سمي بتدمير الأسلحة الكيمياوية
لأنها تشكل إحتمالا خطرا على المدللة "إسرائيل" وكأن لسان حال
الغرب يقول للأسد: اقتل شعبك بما شئت من أنواع الأسلحة التقليدية
التي لديك لكن لا يجوز لك إمتلاك غير التقليدية منها لأنها تنغص على
عروسنا الجميلة المتخذة الجولان وسادة ؛ نومها .
إن أكبر تعاستنا أن نتيه عن الداء الذي أصابنا واختلافنا الشديد
حوله ناهيك عن الحلول التي ينبغي اتخاذها ترياقا لهذا الداء.
لقد أختلفنا حول الحرية إن كانت تصلح منهاجا لحياتنا ؛ وكلما برقت بارقة
منها خرج علينا من ذكورنا من يعظم العسكري ويشجعه لإطفاءها ومن
إناثنا من يضعن أنفسهن ملك يمينه ؛ وإذا أطلق أحدنا رصاصة صوب
إسرائيلي تساءلنا أهي من أمرد أم من صاحب لحية.
تحية وتقدير .
|