[ميساء البشيتي]

يسألني الخريف
يسألني عنك الخريف .. تسألني ركوة القهوة .. محبرة الحروف .. وبعض الأوراق المتناثرة على سطح المكان .. تسألني ذكريات طويلة جمعتنا على مرِّ السنين والأيام .. وصور غابت عن العين .. وبقيت تئن في طيات الوجدان .. يسألني عنك الغيم والمطر وأوراق الخريف وعناقيد تدلت من شرفات النسيان .
لماذا يتواجد الحزن على موائدنا .. ويتناول طعامه في أطباقنا .. من شرع للحزن باباً يدخل منه إلى صباحاتنا .. من قال بأن الحزن ضيف مرغوب فيه .. يرتدي من ثيابنا .. يقرأ معنا الجريدة .. يخربش على صفحات الكتب القديمة .. ويكتب باليد اليسرى على الجدران .. وينغمس في ملامحنا إلى أن يصبح شبيهاً لنا .. أو لبعض الصور الكالحة منا ؟
لا يفرحني كل هذا الغياب .. وجودك الغائب يستفزُّ جنوني .. كيف تتنحى الهامات الكبيرة .. وتركن الحروف إلى رصيف عابر .. يجهل خطانا ..لا يميز وقع أقدام الغريب من وقع أقدامنا .. كيف نصبح نكرة في ثياب مجهولة وعلى جبيننا ألف عنوان ؟
أيُّ البلاد هيَّ بلدي .. وأي الأوطان هو وطني .. وعائلتي .. ومدرستي .. وأول قصيدة حب .. وأول لفافة رسالة سربتها من عقب الباب .. وعناوين الفلسفة .. وكتب المنطق والإحصاء .. كيف غابت كلها .. وحلَّت حروف الفوضى في كل مكان ؟
فنجان القهوة الذي لا يقبل إلا أنت .. ولا يقبلُّ إلا شفتيك .. ولوحات بعرض الحائط كانت لا تملُّ من النظر إليك .. وتشتاق بلوعة المحب أن تمرَّ أناملك عليها بخفة العاشق فترسم قبلة عذراء .
ونمضي بعيداً عنك .. نحتسي رشفة مرَّة من فناجين الأيام .. ونكتب ما يطول شرحه .. ويستعصي فهمه على القراءة والقراء .. ونقول بملء التحدي .. أنا ما أزال موجوداً .. رغم أنف الظلام .
أنا مثلك يا وطن حاضر وغائب بنفس الآن .. حاضر على الورق .. على الخريطة .. على أجندة الذكريات .. وغائب غارق في البحث عنك .. عن آخر عنوان لك .. وأين كانت آخر خيمة تتقبل فيها العزاء .. وهل صادرت هويتك آخر ريح هوجاء هبَّت على البلاد .. أم بقيت كما أنت .. أقدامك في المنفى وجبينك يعانق السماء !
أين أنت يا وطن .. دلني على الطريق إليك .. فلقد تُهت كثيراً وأنا أبحث لك عن عنوان !
والخريف لا ينفك يسألني عن ركوة القهوة والمحبرة والأوراق وزنزانة قديمة رميت فيها كل ذكرياتي ليسهل عليَّ خلفك الترحال ..
يسألني الخريف عنك .. فبماذا أجبه .. وهل لك اليوم أيُّ عنوان ؟

[محمد الصالح الجزائري]

...لقد أجبتِ الخريف بما يليق ..سيدة الخاطرة الأنيقة ميساء ..ما أروع الخريف في كتاباتك !!! شكرا لك..

[د. رجاء بنحيدا]

جميل هذا الحضور... وذاك الغياب
ورائع هذا السؤال ... والأروع منه هذا الجواب
لكن رغم ذلك فعنوان هذا الوطن في قلوب .. كل الأوطان
سلمت غاليتي صاحبة البوح ... والقلم الذهبي .

[رشيد الميموني]

لايمكنني أن أقول إن هذا هو أروع ما كتبته ميساء ..
فكل كتاباتك تنضح بالندى كالورود التي لا تذبل أبدا ..
وكل حروفك تتوهج .
بوركت وبورك قمك الخصب الممتع .
محبتي وتقديري

[ميساء البشيتي]

شكرا لك أخي رشيد على هذا الإطراء الرقيق
وعلى زيارتك الجميلة ومباركتك لحروفي المتواضعة
أهلا وسهلا بك دائماً مشجعاً لحروفي كي تنهض من سباتها
وترفرف على أغصان الحياة من جديد
بوركت وعشت أخي رشيد

[د. منذر أبوشعر]

[align=justify] ملكة عذب البوح الجميل الحقوقية أختي الأديبة ميساء البشيتي:
الخريف ؟! أيكون خريف العمر، أم خريف الزمن، أم خريف الذكريات، أم هي دعوة للأمل، فالخريف تجدد ودعوة إلى الحياة بلبوس آخر جديد ؟!
وهل يرحل أسى العمر فيتكوَّن إشراقا من جديد ؟!
رائعة، كما اعتدنا ذلك منك.. و(حزينة) بطابعك الباسم المشرق على الدوام. وعلى دوام الخير نكون معا.

[/align][align=justify][/align][align=justify][/align]

[ميساء البشيتي]

أهلا بعودة أخي أبو المناذر
اشتقنا لردودك الرائعة والمميزة دائما
الخريف لا يتجزأ فحينما يزحف الخريف يزحف على كل شيء
ويصبح كل شيء بلون الخريف ..
لا شيء يمحى والعقل لا ينسى والذكريات لا تغفر كل هذه القسوة
التي لونت كل الصور بألوان الموت والدمار والضياع والتخلي والقهر
كثير هذا الحجم من الخراب والحزن على قلوبنا وعلى أوطاننا
لن تستطيع الذاكرة أن تحتمل كل هذا
ومع ذلك يبقى الإيمان بالله كبيراً أن يغير الحال إلى حال أفضل
وألف شكر ووردة على هذا الحضور الجميل
ودمت لنا

[عادل ابوعمر]

ومازال الخريف يصبغ صفحات الأمل في ذاكرة القلم العنيد فتفيض سطور ربيع تبعث في النفس شعور بلذة الخريف وللنفوس ميلها للخريف احيانا ويالروعة خريفك الضارب في عمق الذكريات الحلوة في زوايا الروح وحنين القلب لعبير سافر مع الزمن الجميل .. سيدة البوح والحرف العبير مازال لحرفك سحر لا يترك للنفس اختيار غير استنشاقه ليدمن نشوة العاشقين للحرف الأنيق .. تحياتي وورودي لقلم حبيب .

[ميساء البشيتي]

تغيب وتغيب وتغيب
وحين تحضر تمحو كل الغياب بكلامك الرقيق
وحضورك البديع
سعدت بأنك كنت هنا بعد كل هذا الغياب
وأنك كنت ممن مرَّ على هذا الخريف وأوراقه
بورك الحضور الحلو والكلام الحلو وكل شيء من أخي عادل حلو
دمت