[align=justify]
1 القلب الآثم: هو الذي عمل ما لا يحلُّ، فأتى ما يأثم فيه لا مما حرَّمه الله عليه فأساء. والإثم: الذنب، وكل ما عُصي الله به من محارمه. قال تعالى: (ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه) أي فاجرٌ قلبه، مكتسب بكتمانه إياها معصية الله.
2 القلب الأعمى: هو الذي لا يبصر ولا يدرك الحق والاعتبار، والعمى في الأصل: ذهاب الإبصار كله من كلتا العينين، ولا يقع هذا النعت على الواحدة، بل عليهما معاً. قال تعالى: (ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) أي هم عميٌ عن الهدى وطريق الحق أن يبصروهما فيعقلوهما.
3 الَقلب الأغلف: هو القلب المغطى, الذي لا ينفذ إليه قول الرسول صلى الله عليه وسلم، كأنه في غلاف وغطاء عن سماع الحق وقبوله، كما يقال للرجل الذي لم يُختتن: أغلف، والمرأة غلفاء؛ وكما يقال للسيف إذا كان في غلافه: سيفٌ أغلف، وقوس غلفاء. قال تعالى: ( وقالوا قلوبنا غلف) أي في أكنة وأغطية، عليها غشاوة، عما تدعونا إليه، فلا نفقه ما تقول ولا نعقله.
4 القلب التقي: هو الذي يخشى الله، ويمتثل أوامره، ويجتنب نواهيه، ويحذر أن
يأتي شيئاً من معاصيه، ويُعظم شعائره، ويسارع في طاعته، بما يؤدي إلى مغفرته.
قال تعالى: (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب).
5 القلب الحي: هو القلْب الذي يعقل ما قد سمع مِنْ الأحاديث التي ضرب الله بها مَنْ عصاه مِنْ الأمم. قال تعالى: (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب)، يعني لمن كان له عقل، فينتهي عن الفعل الذي كانوا يفعلونه من كفرهم بربهم.
6 القلب الزائغ: هو الذي يكون مائلاً عن الحق، والزَّيغ: الشك، والجَوْر عن الحق. قال تعالى: (فأما الذين في قلوبهم زيغ).
7 القلب السليم: هو القلب المخلص لله تعالى، الخالي من الكفر والنفاق، السليم من
الشك في توحيد الله والبعث قبل الممات. قال تعالى: (إلا من أتى الله بقلب سليم).
8 القلب الغافل: هو الذي سها عن ذكر الله، وآثَرَ هواه على طاعته، فذهب منه اللين
والرحمة والخشوع. والغفلة عن الشيء: ترْكه على وجه السهو عنه، والنسيان له.
يقال: غفل عن الشيء يغفُل غفولاًً وغفلة، سها من قلَّة التحفظ والتيقظ. قال تعالى:
(ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا) أي من شغلنا قلبه عن ذكرنا وغلبة الشقاء
عليه، فشُغل عن الدِّين وعبادة ربه بالدنيا.
9 القلب الغليظ: هو الذي نُزعت منه الرأفة والرحمة، والغلظة: الشدة والصعوبة، ضد الرِّقة، تكون في الخلْق والطبع والفعل والمنطق والعيش، ونحو ذلك. قال تعالى: (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك).
10 القلب القاسي: هو الذي لا يلين للإيمان, ولا يؤثرُ فيه زجر، وأعرض عن ذكر
الله. يقال: قسا قلبه، إذا جفا وغلظ وصلُب، ويقال: قسا وعسا وعتا، بمعنى واحد.
قال تعالى: (وجعلنا قلوبهم قاسية).
11 القلب اللاهي: هو الغافل عن القرآن الكريم، المشغول بأباطيل الدنيا وشهواتها،
لا يعقل ما فيه. واللهو: هو ما لهوت ولعبت به وشغلك من هوى وطرب، وما أشبه
ذلك من الباطل، تقول: ألهاني فلان عن كذا، أي شغلني وأنساني إياه فتركت ذكره
وغفلت عنه. قال تعالى: (لاهية قلوبهم).
12 القلب المتكبر: هو المستكبر عن توحيد الله وطاعته، تعظَّم وامتنع عن قبول
الحق معاندة، وأنف من التذلل والخضوع بالطاعة، فكان جباراً بكثرة ظلمه
وعدوانه. قال تعالى: (كذلك يطبع الله على قلب كل متكبر جبار).
13 القلب المخبت: هو الخاضع لله بالطاعة، المذعن له بالعبودية، المنيب إليه
بالتوبة. والإخبات: الخشوع والتواضع، وهو من الخبْت: المطمئن من الأرض. قال
تعالى: (فتخبت له قلوبهم).
14 القلب المختوم: هو الذي لم يسمع الهدى ولم يعقله. قال تعالى: (وختم على
سمعه وقلبه) كأن قلوبَ العباد أوعية لما أُودِعت من العلوم، وظروفٌ لما جُعل فيها
من المعارف بالأمور. فمعنى الختم عليها وعلى الأسماع - التي تدرك المسموعات،
ومن قبلها يُوصل إلى حقائق الأنباء عن المُغيَّبات - نظيرُ معنى الختم على سائر
الأوعية والظروف، لا يوصَل إلى ما فيها إلا بفضِّ ذلك عنها ثم حلَّها. وكذلك لا
يصل الإيمان إلى قلوب من وَصف الله أنه ختم على قلوبهم، إلاَّ بعد فضه خاتمَه
وحلِّه رباطه عنها.
15 القلب المريب: هو الذي يكون محتاراً في شك، ويقال: عملٌ مُريب: مُشتبه فيه،
مشكوكٌ فيه، ويقال أراب الأمرُ والرجلُ: إذا صار في حيرة وشك. قال تعالى:
(وارتابت قلوبهم).
16 القلب المريض: هو الذي أصابه مرض مثل الشك في أمر الرسول صلى الله
عليه وسلم وما جاء به من عند الله وتحيُّره فيه، فلا هو به موقن إيقان إيمان، ولا هو
له منكر إنكار إشراك، مذبذب بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، يقال: فلان
يُمَرِّض في هذا الأمر: أي يُضعِّف العزمَ ولا يُصحِّح الروِيَّة فيه - وهو القلب فيه
فجور ومرض في الشهوة الحرام. قال تعالى: (فيطمع الذي في قلبه مرض).
17 القلب المطمئن: هو الذي يسكن بتوحيد الله وذكره، يقال: اطمأنَّ القلب ونحوه: سكن بعد انزعاج ولم يقلق. قال تعالى: (وتطمئن قلوبهم بذكر الله)، أي تسكن قلوبهم، وتهدأ باليقين الذي تستيقنه، فتزداد إيماناً.
18 القلب المنيب: هو الدائم الرجوع والتوبة إلى الله، المقبل على طاعته. قال
تعالى: (من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب).
19 القلب المهدي: هو المنقاد للخير ومن هداه الله لطريق الحق، والهداية في كلام
العرب بمعنى التوفيق. قال تعالى: ( ومن يؤمن بالله يهد قلبه)، أي يوفقه على الثبات
على صراطه المستقيم، ويلهمه الطريق الهادي إليه. يقال: هديتُ فلاناًَ الطريق،
وهديته للطريق، وهديته إلى الطريق: إذا أرشدته إليه وسدَّدته له فوفقته له.
20 القلب الوجل: هو الذي يخاف الله ألاَّ يقبل منه العمل، وألاَّ ينجى من عذابه.
والوَجَل: الفزع والخوف. قال تعالى: (والذين يؤتون ما أتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى
ربهم راجعون)، أي يعطون العطاء وهم خائفون ألا يتقبل منهم، لخوفهم أن يكونوا
قصروا في القيام بشرط الإعطاء. وهذا من باب الإشفاق والاحتياط .
اللهم اجعل قلوبنا من القلوب السليمة المطمئنة البيضاء، وثبتنا على الهدى والإيمان.
[/align][align=justify][/align][align=justify][/align]