التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,821
عدد  مرات الظهور : 162,200,823

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > الله نور السموات والأرض > مرافئ الروح في رحاب الإيمان
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 15 / 12 / 2014, 20 : 06 PM   رقم المشاركة : [1]
إشراقات محمود
كاتب نور أدبي مشارك
 





إشراقات محمود is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: السعودية

فهو الحبيب وشمسه قد أشرقت

[frame="8 10"]
{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}
الأحزاب56

سنتكلم على قدر أهل الإيقان والتسليم فى هذا المقام العظيم ، فقد تاه العلماء واحتار الحكماء فى هذه الآية التى أنزلها الله تفخيماً وتعظيماً لقدر حَبيبه ومُصطفاه صلى الله عليه وسلم ، وكيف أن الله بدأ بذاته وثنَّى بملائكته ، كيف يصلى عليه الله؟ هناك من خَمَّن ومن قدح ذهنه ومن كدح فكره حتى يأتى بتأويل مناسب للآية:

فمن يقول أن الصلاة من الله الرحمة ، والصلاة من الملائكة طلب المغفرة ، ومن يقول الصلاة من الله الرضوان ، والصلاة من الملائكة طلب الرحمة من الرحمن ، كل تلك المعانى راقية وجميلة ولكن كلام الرحمن له أسرارٌ أدق وأعجب، فالآية واضحةٌ وجلية ولا تحتاج إلا إلى قلوب خليَّة تسمع الآية عند نطقها من ربِّ البرية ، فيملأ الله فؤادها بالمعانى الإلهية التى ينبغى أن تفقهها البريَّة ، ولنتلمس معاً قبساًً من تلك المعانى

كان الله ولا شئ معه وأَحبَّ أن يُعرف فخلق الخلق ليعرفوه ، فبحبيبه صلى الله عليه وسلم عرفوه ، فهو الواسطة بين الحق والخلق وهو الميزاب الذى يتنزل منه كل عطاءات الحق إلى الخلق ، فكل عطاءات الله إلى خلق الله بابها وميزابها وسر فيضها وسبب فضلها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولذلك يقول تعالى: {كُلاًّ نُّمِدُّ هَـؤُلاء وَهَـؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ} الإسراء20

بعض إخواننا العلماء أهل الفكر أخطأوا فقالوا {هَـؤُلاء وَهَـؤُلاء} هم المسلمون والكافرون ، لكن هل الكافرين لهم عطاء من الله؟

لكنا نقول {هَـؤُلاء وَهَـؤُلاء} هم السابقون واللاحقون ، ماقبله وما بعده ، ما قبله من النبيين والمرسلين وأممهم وما بعده من العلماء العاملين والورثة الروحانيين وأتباعهم ، أما ما يُعطى للكافرين فهو ابتلاء: {هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ} النمل40

لكن العطاء إذا كان من الله لا يُسائل صاحبه يوم العرض والجزاء ، هل يسائل أحد صاحبه عن هدية أهداها له؟ فمصدر كل عطاء وباب كل خير للسابقين من الرسل والأنبياء واللاحقين من الورثة الروحانيين والصالحين والأولياء وأُممهم وأتباعهم كلهم ، ينزل العطاء أولاً على سيد الرسل والأنبياء ثم منه إليهم سر قوله صلى الله عليه وسلم: {اللهُ المعطِي وأنا القاسمُ}{1}

وهذا أمر إلهى صريح {هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} ص39

فأعلمنا الله فى الآية أن كل عناية وكل رعاية وكل هداية وكل سابقة حسنى أزلية وكل إمدادات روحانية أو باطنية أو نورانية أو شهودية أو إحسانية أو إيقانية وكل تفضلات إلهية غيبية ، فإنما تنزل من الله على خير البرية ثم منه يتم توزيع العطية على المستحق لذلك من أهل السابقية

{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ} والصلاة فى المعنى العام صِلة ، فكل صِلات الله وكل عطاءات الله وكل فتوحات الله وكل إكرامات الله وكل نعم الله الخاصة لأهل عناية الله تنزل أولاً على رسول الله ، سواءاً النعم الذاتية من الحضرة الإلهية أو النعم التى تسوقها الملائكة من حضرة الربوبية

لأن حضرة الربوبية تربيَّة لكل البرية ، والذى يسوق العطايا من حضرة الربوبية إلى الخلق هم الملائكة الموكلون بها ، لكن نعم حضرة الله تنزل على قلوب الصادقين والمخلصين والصالحين مباشرة منه سبحانه ، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ} الفتح4

تنزل مباشرة بدون واسطة من الملائكة وكذلك قوله {وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً} الكهف65
المقام اللدنى

والمقامات الذاتية ياإخوانى ثلاثة مقامات: مقام المعيَّة ومقام العنديَّة ومقام اللدنيَّة ، والعطاءات تتنزل منها على قلوب المستحقين لها من أهل السابقية على حسب تقرير الحضرة المحمدية ، هو الذى يطلب العطاء ، ويتنزل بطلب سيد الرسل والأنبياء ، أو بتوجه سيد الرسل والأنبياء إلى حضرة الله ، فينزل العطاء على حضرته ، ثم يوزعه على عباد الله المملوءة قلوبهم بالحب الصادق لحضرته صلى الله عليه وسلم

لكن العطاءات فى مقام الربوبية تتصرف فيها الملائكة ، وهذه أيضاً تنزل كلها على سيدنا رسول الله، وهو يوزعها بما شاء على جميع خلق الله ، إذاً النعم الذاتية لأهل الخصوصية ، والنعم الربانية لجميع البرية ، فكل ذلك من الحضرة المحمدية ، ويأتى له ذلك من الحضرة الإلهية ، ولذلك قال الإمام الشافعى صلى الله عليه وسلم: {أمسينا وما بنا من نعمة ظاهرة أو باطنة فى دين أو دنيا إلا ورسول الله صلى الله عليه وسلم سببها وهو الذى أوصلها إلينا}{2}

فأنبأنا الله وأخبرنا معاشر المؤمنين لحبه سبحانه لنا ، وحتى لا نتوه كما تاه السابقون ، وقال لنا عطائى كله مع هذا النبى وإكرامى كله مع هذا الصفى ، سواءاً الذاتى الذى أُنزله مباشرة ، أو الربانى الذى تنزله الملائكة مثل الرياح والأمطار والأشجار والنباتات ، فقال لنا الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} صِلوه دائماً تأتى لكم العطايا على الدوام ، كيف نصله؟ وضَّح لنا إمامنا ومرشدنا الإمام أبوالعزائم رضي الله عنه الأمر فقال:


صلوا عليه وسلموا بقلوبكم فهو الحبيب وشمسه قد أشرقت


صلِّ عليه بقلبك وليس بلسانك ، فبلسانك ستأخذ حسنات ، لكنك تريد صلات وعطاءات وهبات نورانيات وذاتيات فلابد من أن تُعَلِّق قلبك بالحَبيب ، ولا تجعل لأحد معه فى الهوى عندك له نصيب ، حتى ولو كان أقرب المقربين إليك والمحيطين بك من أهل أو قريب


{1} صحيح البخارى عن معاوية رضي الله عنه ، ونص الحديث «مَن يُردِ اللهُ به خيراً يُفَقِّهْهُ في الدِّين ، واللهُ المعطِي وأنا القاسمُ ولا تزالُ هذهِ الأمَّة ظاهرينَ على مَن خالفَهم حتى يأتيَ أمرُ اللهِ وهم ظاهرون»
{2} وقال أحمد بن عجيبة فى تفسير البحر المديد فى الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم : {وفيها مِن شُكر الواسطة في نعم الله علينا المأمورين بشكره ، وما من نعمة لله علينا سابقة ولا لاحقة من نعمة الإيجاد والإمداد في الدنيا والآخرة إلا وهو صلى الله عليه وسلم السبب في وصولها إلينا وإجرائها علينا ، فوجب حقه علينا ووجب علينا في شكر نعمته ألا نفتر عن الصلاة عليه مع دخول كل نفس وخروج

[/frame]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
إشراقات محمود غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15 / 12 / 2014, 45 : 09 PM   رقم المشاركة : [2]
محمد الصالح الجزائري
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام


 الصورة الرمزية محمد الصالح الجزائري
 





محمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: فهو الحبيب وشمسه قد أشرقت

اللهم صلّ وسلّم وبارك على الحبيب المصطفى...
المقال قيّم ولكنه يحتاج إلى إضاءات أكثر من أهل الاختصاص..سأورد مثالا هنا :

(فبحبيبه صلى الله عليه وسلم عرفوه ، فهو الواسطة بين الحق والخلق) ؟؟؟!!!
الأستاذة إشراقات..شكرا لك على هذا العرض الطيب عن أفضل خلق الله محمد ـ صلى الله عليه وسلّم ـ ننتظر منك الكثير من هذه النفحات الإيمانية الطيّبة..
توقيع محمد الصالح الجزائري
 قال والدي ـ رحمه الله ـ : ( إذا لم تجد من تحب فلا تكره أحدا !)
محمد الصالح الجزائري غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مشرقة, الحبيب, وشمسه


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
دم الحبيب ابراهيم خليل ابراهيم القصة القصيرة جداً 1 05 / 07 / 2022 23 : 08 PM
نور الحبيب هدى نورالدين الخطيب رسائل أدبية 3 05 / 07 / 2022 18 : 08 PM
ياشامنا الحبيب سلمان الراجحي كلـمــــــــات 6 12 / 02 / 2013 39 : 06 PM
أيها الحبيب .. محمد الصالح منصوري الخاطـرة 2 08 / 04 / 2012 05 : 09 PM
زهيرة كمال شمس مشرقة وساطعة في سماء المرأة الفلسطينية الباحث أحمد محمود القاسم المقــالـة الأدبية 0 05 / 09 / 2011 39 : 01 PM


الساعة الآن 34 : 02 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|