وداعا محمود درويش
تبكي الشوارع على فراقك و تموت الأزهار على رفاتك و تنوح الشواطئ لتركنا وحيدين تائهين من دون اسمك , الجبال نائمة و الحجارة تبحث عنك في كل مكان فكيف حالنا نحن , اشعارك تجاوزت الماضي و الحاضر و المستقبل , و القلم رفع رايته البيضاء فلم يبقى من يكتب بقلمك انت , فالقلم مثلنا له مشاعر و احاسيس و لكن لقلمك اسم خاص و رمز خاص و اسلوب خاص فذاك القلم هو قلم محمود درويش , هو قلم الراحل العظيم , هو قلم الراوي و الكاتب و الشاعر هو قلم احد عمالقة هذا الزمان .
عام 1998 غادرنا عملاق, غادرتنا سنبلة من سنابل القمح الأصلية المعتقة بروح الشعر الأصيل غادرنا نزار قباني , و اليوم ترحل انت و تترك ارواحنا تائهة , و الكل ينادي اين انت يا قباني و اين انت يا درويش , فالأشعار اليوم لا لا تريد ان تكون شعرا , لانها مرضت و نامت مع هذا الرحيل , بل انها تجهز نفسها للرحيل , للرحيل عن عالم لن يبقى به من بكتب بقلم درويش و قباني , فاليوم وداعا يا شعر و لن اقول الى اللقاء و لكن سأقول هذا فراق , فراق على فراقك يا درويش و الآلم في النفس جرح كبير ولكن :
قصيدة الأرض / شعر: محمود درويش
في شهر آذار، في سنة الانتفاضة، قالت لنا الأرض
أسرارها الدموية. في شهر آذار مرت أمام البنفسج والبندقية خمس بنات. وقفن على باب مدرسة ابتدائية، والشتعلن مع الورد
والزعتر
البلدي. افتتحن نشيد التراب. دخلن العناق
النهائي- آذار يأتي إلى الأرض من باطن الأرض
يأتي، ومن رقصة الفتيات- البنفسج مال قليلا
ليعبر صوت البنات. العصافير مدت مناقيرها
في اتجاه النشيد وقلبي.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|