جزاك الله كل خير أختي الكريمة ميساء البشيتي
فالله ، الله
فحقا لو تساءلنا ما سرّ هذا التميّيز الرباني لهذا النبيّ العدناني على سائر النوع الإنساني؟
لكان الجواب: أنّ من ألطاف الله عزّ وجلّ بالعباد أن ييسّر السبيل إلى محبّة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهيمنته على عرش أفئدتهم، تلك ظاهرة من ظواهر اللطف الإلهي ، وهكذا فإنّ كلّ من كان سليم الطويّة
صافي البشرية عن الشوائب، ووقف على شمائل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخلاقه لابدَّ أن يتشرّب
قلبه حبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف بمن رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورأى فيه هذه
الشمائل عياناً؟ فهذا سيّدنا حسّان بن ثابت رضي الله عنه قبل أن يسلم بعثه قومه لهجاء رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، فلمّا رآه للمرّة الأولى عاد ووصفه لقومه فقال:
لمّا نظرت إلى أنواره سطعت وضعت من خيفتي كفي على بصرى
خوفا على بصري من حسن صورته فلست أنظره إلاّ على قدري
الأنوار من نوره في نوره غرقت والوجه مثل طلوع الشمس والقمرِ
روح من النّور في جسم من القمر كحلّة نسجت بالأنُجُمِ الزهرِ