البحرالخفيف
  إلى هواة الشِّعر والقراء الأعزاء القصيدة في مائة وثمانية عشر بيتا
  
كَوُنُوا دَوَاعِشَ
  
[poem=font=",6,purple,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
يَا هُدَى الرُّوحِ  قد زَهَا بكَ كَونٌ  =( مُصْطَفَى ) مُنيَةُ  الوَرَى ، وَ هَدَاهَا   
حِينَ أشرَقْتَ مِنْ سَنَا ، وَ ثَنَاءٍ=عَادَ لِلْأَرضِ صَحْوُهَا ، وَ شَذَاهَا 
ضَاءَ بَيتَ الإلَهِ نُورٌ  وَهيجٌ =وَ سَرَى النُّورُ في الدُّنَا وَ كَسَاهَا
حِينَهَا صَافَحَ الوُجُودُ سَلَامٌ=غَرَّدَ الطَّيرُ في السََّمَا وَ زَهَاهَا  
قِيْلَ : يَا مَاءُ عُدْ إلى الأَرضِ طَوعًا =وَ ارْوِ بِالحُبِّ نَبْتّةً وَ جُذَاهَا  
يَا (حَبِيبَ العَرشِ) الَّذِي شَادَ دِينًا =بِكَ تَسمُو الأَروَاحُ ، يَسْمُو لُقَاهَا 
أَنتَ كَالبَدرِ فِي تَمَامِ كَمَالٍ =وَ تُبَاهِي بِكَ النُّجوُمُ سَمَاهَا
رَافَقتْكَ النُّفُوسُ شَوقًا لَغَوثٍ =بَعدَما قَارَبَ الوَهَى مُنتهَاهَا     
بَعدمَا هَالَها العَنَاءُ دُهُورًا =حُجِبَ النُّورُ ، وَ الهُدَى عَنْ ضُحَاهَا    
عَادَتِ الأُمنيَاتُ تَزهي وَجُودًا =وَ الرِّضَا فِي القُلُوبِ بَعْدَ جَفَاهَا    
عَظُمَتْ نَفسُكَ الجَليَّةُ عَدلًا =وَ سَرَى في الأَكوَانِ وُدٌّ غَشَاهَا  
دَعوَةٌ قَد تَسَاقَتِ الرُّوحُ منْهَا=أَنشَدَتْ : أَيُّهَا الرَّجَا احْمِلْ لِوَاهَا
وَ ارْسِلِ النُّورَ لِلوُجُودِ فَيَسرِي  =فِي قُلُوبِ الأَنَامِ يَمحُو قَسَاهَا      
قَد رَأَى المُشْرِكُونَ هَدْيًا وَضِيئَا =وَ رَأَوُا مِنْ شَفِيفِ رُوحٍ سَنَاهَا  
وَ مَشَتْ فِي خُطَاكَ آمَالُ قَومٍ =تَرتَجِي الُّطهْرَ  ، وَ التُّقَى ، وَ هُدَاهَا  
وَ إذَا البَيتُ طَهَّرَتْهُ نُفُوسٌ =وَإذَا الأَرْضُ سبَّحَتْ مَنْ دَحَاهَا   
وَ إذا بالجَفَاءِ يَغدُو وُدَادًا =وَ إذَا بِالثِّمَارِ يَزْهِي نَمَاهَا      
وَ إِذَا بِالنَّسِيمِ يَهْفُو أَرِيِجًا =وَ إذَا بِالأَقدَارِ  يَسرِي رِضَاهَا
سبَّحَ المُلْكُ ، وَالمُلُوكُ تَوَارَوُا =خَرَّتِ الأُسْدُ خَشْيَةً ، وَ لَبَاهَا 
أُمَّةُ الحَقِّ تَنْتَشِي بِصَلَاةٍ =وَ لِقَاءُ الأَذَانِ  يَمحُو دُجَاهَا  
وَ اسْتَظَلَّ النَّاسُ الهُدَى وَ إخَاءً =وَ بَكَا المَرْءُ مِنْ ذُنُوبٍ أَتَاهَا 
سُنَّةٌ بِالأَخيَارِ تَجِري رَوَاءً =وَ الدُّنا (بِالفُرقَانِ) تَجنِي هُدَاهَا  
عَزَفَ الطُّهْرُ ، وَ النَّقَاءُ علَى نَبْـــ =ضِ قُلُوبٍ ، وَ حَمْدُهَا قَدْ زَهَاهَا
بِأَبِي أَنْتَ -يَا ( رَسُولاً ) - وَ أُمِّي = فَقُلُوبٌ  رَحِمْتُهَا مِنْ أَذَاهَا 
أَنتَ فِينَا فَلَا نَهَابُ مُصَابًا =أَو جُنُوحًا يَغْشَى الوَرَى مِنْ غَفَاهَا      
أَنتَ نُورُ الإسَلَامِ يَسري وَهَاجًا = أَنْتَ شَمْسِ الدُّنا اسْتَبَاحَتْ مَدَاهَا      
كُلُّ مَنْ جَاءَ بَابَكَ العَدلَ يَلْقَى =بَهْجَةَ الرُّوحِ ، وَ الإِخَاءُ سُقَاهَا  
أَدَبُ العَارِفِينَ يَمحُو ظَلَامًا =ظُلمَةُ الجَاهِلِينَ تَلْقَى رِثَاهَا  
قَد سَلَكْتَ الطَّريقَ رَغمَ أَذَاةٍ= لِلْهُدَى وَ الآمَالِ  تَدعُو الْإِلَهَا   
وَ مَلَكْتَ الأَنَامَ وَ الكَونَ- طَوعًا =لَا بِسَيْفِ الوَغَى وَلَا بقَنَاهَا  
يَتَوَالى الفُرسَانُ  صَوبَ ثُغُورٍ =وَ سَرَايَا الإِيمَانِ يَعلُو لِوَاهَا     
مِثلَ مَوْجِ البِحَارِ يَدْفعُ لُجًّا =صَوبَ مَرسَى الأمَانِ يصْبُو لُقَاهَا   
يَا (بَشِيرًا) : نَفْسٌ بِبَابِكَ حَيْرَى =يَستَغيثُ المَرءُ النَّجَا مِنْ غَوَاُهَا 
لَو مَشَينَا علَى خُطَاكَ لَسِرنَا =لِلْعُلَا ، والرِّضَا بِنَفْسٍ شَذَاهَا
 الْوَرَى فِي الرَّدَى ، وَ أَوهَامِ فِكْرٍ =يَعبَثُ الشَّرُ  فِي الدُّنا ، فَدَمَاهَا
أَرسَلَ (الغَرْبُ) زَادَ لَهْوٍ ، وَ لَغْوٍ =فَانْتَشَينَا وَ النََّفْسُ لَاقَتْ شَقَاهَا
مِثلَ طِفلٍ والنَّارُ حَولَ دُمَاهُ= فَارْتَمَى فِي النِّيرَانِ حَتَّى جُذَاهَا  
ثُمَّ قَالُوا :  جَاءَ الرَّبِيعُ إِلَينَا =وَ الزُّهُورُ اليَومَ الْتَقَتْ بشَذَاهَا  
كَانَ حُلْمًا وَ مُنيَةً لِشُعُوبٍ =إِنَّمَا سَيفُ الغَدرِ قَد سَرَى ، وَ دِمَاهَا
كُلُّ أَمرٍ نَصبُو لَهُ بِرَجَاءٍ =خَلْفَ طُعْمِ الأَعدَاءِ نَفْتَحُ فَاهَا 
وَ خَرِيفٌ أَتَى الشُّعوُبَ وَ خَارَتْ =كَالسُكَارَى تَأَسُو َعلَى منُتَهَاهَا    
وَ رَبيعٌ (لِلغَربِ) جَاءً وَفَاءً =وَ دِمَاءً (لِلعُربِ) يَروِي ثَرَاهَا      
أُمَّةٌ  النُّورِ– وَ الأَسَى يَعتَرِيهَا- = قَد شَكَتْ رَجْفَةً  ، وَ لَيْلاً دَجَاهَا 
وَهَنَتْ  وَ الأَهوَالُ بَينَ رُبَاهَا =جَلَسَتْ وَ الخَرِيفُ طَوْعًا أتَاهَا
تَدفَعُ الشَّرَ بِالتَّمنِّي وَ تَبكِي =سَطوْةَ البَأسِ وَ الوَهَى قَد غَزَاهَا
وَ قَلِيلُونَ قَد أَضَاؤا شُمُوعًا =وَكَثِيِرُونَ عِنْدَ لَيْلٍ غَشَاهَا    
تَذْكُرُ العَهدَ ، وَ الخِلافَةُ تجِني = - فِي دِيَارِ الإِسلَامِ زَهْرَ صِبَاهَا 
هَلْ تَناسَى الأَعْدَاءُ أمجَادَ عُرْبٍ =  كَيفَ كُنَّا وَعْدُ الدُّنَا ، وَ سَنَاهَا  
بَدرُ أَمْسٍ طَافَ البِحَارَ نَدِيمًا =وَ زَهَا الأَرضَ بِالوَفَا – وَ بهَاهَا
أَينَ مَاضِيكِ -  أُمَّتي - هَلْ تَلَاشَى ؟! =مِنْ لَهِيبِ الأَرزَاءِ يشكُو لَظَاهَا 
أَينَ إِشرَاقُكِ الَّذي دَامَ زَهوًا =أَينَ أَعلَامُكِ الَّتي في عُلَاهَا  
أَيُّهَا البَدرُ يَا نَدِيمَ الَخوَالي =يَا حَلِيفَ السَّمَاءِ رَغمَ دُجَاهَا 
قُمْ إلَى الأَمسِ ، حَدِّثِ  الكَونَ عنَّا =لَا تخَفْ مِنْ أَعْدَائِنَا ، وَ جَفَاهَا     
 وَ احْكِ لِلأبْنِ عَنْ شُمُوخٍ ، وَ نَصرٍ =بِجِهَادٍ ، وَ شِرعَةٍ ، وَ هُدَاهَا 
وَ احْكِ كَيْفَ التَّاريِخُ حينَ تَرَاءَى =دَوحَةً فَاحَ زَهْرُهَا بِشَذَاهَا
كَانَ عَصرًا بِالأُسْدِ يَأبَى انْهِزَامًا =جَاءَ عَصرٌ أَشقَى المُنَى وَنَهَاهَا 
دَولَةُ الأَمسِ فِي ضَمِيرٍ ، وَ رُوحٍ =عِظَةٌ لِلأجيَالِ تَحْذُو خُطَاهَا 
أمَّتِي يَا عِزَّ الجِدُودِ ، وَ مَجْدٍ =أُمَّتِي يَا شَذَا الدُّنَا وَ صِبَاهَا
أُمَّةٌ عَذْرَاءُ ازْدَهتْ بِإبَاءٍ =مَا تَهَاوَتْ ، وَلَا الغَوَاءُ رَمَاهَا  
خفَقَتْ فِي القُلُوبِ ذِكرَى صِبَاهَا =زَلزَلَتْ في الأَعمَاقِ نَجوَى هَوَاهَا
وَ نجُومٌ فِي الكَونِ تَزهِي ضِياءً =وَ ثِمَارٌ فِي الأَرضِ تَعلُو رُبَاهَا
وَنِسَاءٌ كُسِيِنَ عِزًّا ، وَ دِينًا =وَ رَفَعْنَ الأَذكَارَ ، تَدعُو الإِلَهَا           
سُلَّ سَيفُ الحُقُوقِ فَوقَ مُلُوكٍ =وَ ارْتَضَى الكَونُ شِرعةً وَ سَنَاهَا 
أَيْنَ مِنَّا عُرُوبَةٌ لَو غَفَا فِيـْ =نَا صُمُودٌ ، وَ عِزةٌ وجُذَاهَا  
مَجْدُنَا كَالهِلَالِ يَبْقَى تَلِيْدًا =رَاسِخَ العُمْقِ كَالسَّمَا ، وَ مَدَاهَا  
وَ المُنَى فِي الحُرُوبِ تَصبُو المَنَايَا = كَي تَنَالَ الْجِنَانَ بَينَ رَحَاهَا 
رِحْلَةُ العُرْبِ فِي عُيُونِ الأَمَانِي =مِثلَُ  شَدْوِ الأَطْيَارِ عِنْدَ  لُقَاهَا
وَ كَحَادِيْ ( الْأَظْعَانِ ) بَينَ ظِلَالٍ =وَ نَسِيمُ الأَزهَارِ يَجنِي شَذَاهَا
 كَاليَوَاقِيتَ فِي ضِرَامٍ وَ بأَسٍ =مَا خَشَتْ مِنْ نَارٍٍ ، وَلَا مِنْ لَظَاهَا
وَ بَلَغْنَا فِي الكَونِ  شَأوًا عَظِيمًا =قَد غَدَا فِي الحَيَاةِ مِثْلَ حَيَاهَا  
كَسَنَا الشَّمسِ يُرْسِلُ النُّورَ هَديًا =وَ تُبَاهِي الأَقمَارَ عِندَ سَمَاهَا 
خُلَفَاءُ الرَّسُولِ فِينَا ضِيَاءٌ =  قَد سَرَى فِي الحيَاةِ  يزْهِي مَدَاهَا   
حَينَ خَاضُوا العَوَانَ مِنْ أَجْلِ دِينٍ =رَفَعُوا أَعلَامَ الهُدَى لِعُلَاهَا
أيُهَا المَرْءُ قَد غَفَا عَنْكَ أَمْسٌ = سَلْ حُصُونَ الأَجْدَادِ بَينَ رُبَاهَا 
وَ اسْأَلِ (الرُّومَ) ، وَ اسْألِ (الفُرسَ) عَنَّا =عَنْ فُتُوحٍ وَ النَّصرُ فَيهَا  زَهَاهَا 
وَ اسْأَلِ الأَرضَ وَ السَّمَاءَ ، وَ بَدْرًا =وَ لُقَى القَيْظِ بِالفَلَا وَ مَدَاهَا  
وَ اسْألِ (الشَّامَ) ، وَ( العِرَاقَ) ، وَ ( مِصْرًا) =وَ اسْألِ (الصِّينَ) وَ الجُوَارَ تَلَاهَا 
أُمَّةٌ  فِي الحُرُوبِ بَاعَتْ  حَيَاةً  = وَاشْتَرَتْ بِالأروَاحِ فَجرًا دَعَاهَا 
إنَّهُ المُلْكُ دَامَ فِينَا دُهُورًا =إِنَّهُ الشَّرْعُ وَ ازْدَهَى  بِهُدَاهَا
قَد خَبَا المُلْكُ وَ الحُصُونُ تَهَاوَتْ  =وَ  دُرُوبُ العَزْمِ  الفُتُورُ غَشَاهَا
وَ رَمَى الدَّهرُ ما رَمَى مِنْ رَزَايَا =وَ ارْتَضَينَا بِشِقوَةٍ وَ رَدَاهَا  
لَا تَلُومَنَّ عُصبَةً أَو زَمَانًا =إِنَّمَا  النَّفسَ وَ الْغَوَى قَد رَعَاهَا 
أُمَّةٌ فِي العُصُورِ  شَادَتْ رِجَالاً =كَيفَ تَهْوِي والوَيلُ غَصْبًا أَتَاهَا    
لَمْ تَنَمْ مِنْ أَحزَانِهَا حِينَ هَامَتْ =وَ اكْفَهَرَّتْ بِاليَأسِ حَتَّى غَزَاهَا  
ثُمَّ تَسْتَصرِخُ العُلَا  بِسَرَابٍ =ثُمَّ تَسْتَوهِبُ العَفَا مِنْ عِدَاهَا
شَيَّعتْ في صَدرِ النَّهَارِ إبَاءً =نَخْلُهَا مِنْ أشْجَانِهَا قد رَثَاهَا
وَ إِلى مِا نَصبُو  ، وَ نَفْسٌ بِبأَسٍ =وَ الرَّدَى جَابَ وِحْدَةً وَ فنَاهَا 
ضَاقَ وَجْهُ الأَرضِ ، اشْتَكَى مِنْ بُغَاةٍ =وَ الفَلَا رَهْنُ رَحْمَةٍ وَ سُقَاهَا  
هَلْ شَجَانا أنَّ البَلَاءَ عَظِيمٌ ؟ =وَ سَعِدنَا مِنْ صَرخَةٍ وَ صَدَاهَا ؟
هَلْ أَضَعنَا الوُعُودَ بَينَ التَّمنِّي ؟ =غَيرُنَا قَد أسرَى بهَا وَرَعَاهَا
هَلْ حَسَبنَا أَمجَادَنَا ظِلَّ رَسْمٍ =فَتَرَكْنَا الأَمجَادَ تَلقَى فنَاهَا  
هَلْ شَكَا الحُبُّ لِلزَّمَانِ البَرايَا =وَ شَكَا الْمَوتُ لِلْقُبورِ ثَرَاهَا
وَيحَنَا كَيفَ غَابَ عَرْشُ الخَوَالي =غَابَ عنَّا فِي لَيلَةٍ وَ ضُحَاهَا    
فَقِفِي يَا أُخْتَ الإِباءِ حِدَادًا =إنَّ شَمْسَ الْعُرْبِ انْزَوَت عَنْ سَمَاهَا
بَينَ أَهوَالِ اليَومِ تَلْقَى جَفَاءً =تَرتَجِي الفَجْرَ أنْ يُعِيدَ سَنَاهَا 
لَا يَرَى الْفَجْرُ غَيرَ أَحْزَانِ قَوْمٍ =لَا يَرَى  فِي الآفاق إلاَّ سِوَاهَا  
أُمَّةٌ  بِالنُّوَاحِ  تَغْفُو ، وَ تَصْحُو  = قَد غَزَاهَا الشَّقَاءُ حَتَّى  دَمَاهَا 
هَبْكِ أدْمَيتِ بِالبُكَاءِ عُيُونًا =هَلْ تَعُودُ الأَمجَادُ عِندَ عُلَاهَا ؟    
هَبْكِ أََرْوَيْتِ بِالنِّدَاءِ طُلُولًا =هَلْ يثُورُ الفُرسَانُ صَوبَ حِمَاهَا ؟ 
كَيفَ نَبنِي خِلافةً لَو تَلاشَى =عَزمُنَا فِي دَربِ الغَوَى – وَ دَهَاهَا
كَيْفَ نَبنِي ، وَ (الْبَيْتُ) طِفْلٌ جَرِيحٌ = كَيفَ نَبْنِي وَ البَغْيُ يَغْشَى رُبَاهَا
مَا لَكُمْ يَا دَوَاعِشَ الزِّيفِ - أَنْتُمْ = عُمَلَاءُ الْعِدَا ، وَ سَيفُ حِمَاهَا
هَا هِيَ الْقُدسُ قَد هًوتْ ، أيُّ أَنصَا = رٍ لَهَا يَتْرُكُونَهَا فِي بُكَاهَا 
أَيُّ أَرْضٍ لَكُمْ أَحَقٌّ بِفَتْحٍ = دَارُ هَدْيٍّ يِهَا الهُدَى قَد عَلَاهَا ؟
أَمْ دِيَارٌ بِهَا العُدَاةُ أَقَامُوا = وَ اسْتَبَاحُوا عُرُوشَهَا ، وَ لِوَاهَا 
تَقْتِلُونَ الْمُوَحْدِينَ جَهَارًا = وَ الأَيَامَى بِصَرْخةٍ ، وَ شَكَاهَا
فَلْتَكُونُوا دَوَاعِشَ الْغَربِ – يَوْمًا - = سَوفَ تَصْلَونَ مِنْ شُعُوبٍ لَظَاهَا
فَأَفِقْ يَا (ابْنَ العُرْبِ) وَ اصْحُ بِعَزْمٍ =وَ اسْحَقِ الشَّرَ، وَ العِدَا ، وَ دُمَاهَا 
نَحْنُ شَعبٌ ، وَ أُمَّةٌ ، وَ إبَاءٌ =وَ دِيارٌ  بِالأُسْدِ تَصْبُو حمِاهَا  
فَلْتَقُومِي إِلِى الوُجُودِ بِعَزمٍ =وَ استَرِدِي شَمسَ الوَفَا وَ ضُحَاهَا 
رُبَّ يَومٍ تَأتِي اللَّيَاِلِي (بِبَدرٍ) =وَ نجُومٍ تُحيِِي السَّمَا ، وَ سَنَاهَا  
يَا لُقَى الشَّرِ لَا يَغُرَّنَّكَ الصَّمْ =تُ – فَصَمْتُ اللُّيُوثِ يَدعُو لَبَاهَا 
إِنَّ يَومًا بِالنَّصرِ حَتمًا سَيَأتِي = وَ المَنَايَا تَسْعَى الوَغَى وَ رَحَاهَا
يَلتَقِي (قُدسَنَا) وَ (زيتُونَ) أَرضٍ =يَستَعِيِدُ الآمَالَ يَسمُو لُقَاهَا
وَ نَشِيدُ الأَحرَارِ يَعلُو سَمَاءً= وَ نِسَاءٌ كَالأُسْدِ تَحمِي رُبَاهَا 
وَ اكْسَرِ القَيدَ يَا فتًى –وَ ابْنِ مَجْدًا= إنَّ عَزْمَ الشُّعُوبَ سِرُّ عُلَاهَا   
أَدْركِ الصُّبحَ فَالشُّمُوسُ ضِيَاءٌ =وَ عُيُونٌ بِالحُبِّ تَصْبُو سَنَاهَا  
أَحَرَامٌ إذَا الَّربِيِعُ أتَانَا ؟ =أَحَرَامٌ عَلَى الزُّهُورِ شَذَاهَا[/poem]
شعر : عصام كمال ( مراد الساعي )