[align=justify]
يسرني أن أقدم لكم هذه الرواية في ميزان النقد ، للأديب الدكتور منذر أبو شعر.
يمتاز الأديب أبو شعر بلغته العربية القوية وإجادته لمفاتيح قواعدها بشكل سليم غير معقّد للقراء من مختلف المستويات الثقافية واللغوية من فهمها والاستمتاع بقراءتها – هذا بصورة عامة - أما بشأن هذه الرواية القصيرة وسبب اختياري لطرحها على الأدباء والقراء في ميزان النقد ، في المقام الأول لتعرضها لشريحة صغيرة – برجوازية عربية – إذا جاز التعبير- اصطلاحاً – يعرض الصور الطبقية - لكن لفئة منهم غالباً لا يتعرض لها الكتّاب – فهي شريحة سوية إلى حد ما، ملتزمة إلى حد كبير بالقيّم الأخلاقية وملتزمة دينياً باعتدال - من منطلق مختلف – من وجهة نظر هذه الطبقة..
غالباً يسلط الكتّاب الضوء على الفساد من مختلف وجوههه وأوجهه بين الأثرياء وفي مجتمعات أهل المال من شرائح – يصطلح المجتمع بتسميتها - بحديثي النعمة، وعدم تمييز هذه الشريحة من الأغنياء بما فيها من مثالب ومساوئ ومزايا إنسانية وسلبيات – وطبقية غالباً ما تكون غير طارئة – منعمة لكن دون أن تكون ظالمة ومستبدة ومستعبِدة للطبقات الدنيا الفقيرة في المجتمع..
هذا من جهة ومن جهة أخرى يسلط الضوء على ما يمكن أن يمر به الرجال في أواسط العمر وما يعتريهم من إحباطات نفسية ومهما كانت أوضاعهم المادية ..
محاكمة النفس .. ماذا فعل ، ماذا قدّم لغير ذاته وكيف لا يمكن أن تهبه هذه التحف الثمينة من حوله والحياة المرفهة السعادة ؟؟!!
شده البسطاء لكن التزلف لشخصه من قبل إمام المسجد الذي صادفه ودخل غرفته الفقيرة ، جعله يشعر بالقرف والاشمئزاز في حين وجد ضالته عند تلك الأسرة الريفية المتماسكة السعيدة بما لديها والتي استطاعت أن تخرجه من عزلته وتعيده إلى الحياة.. ولكن ورغم إعجابه وعائلته بهذه الأسرة!..
بقيت الحواجز الطبقية تحكمه وعائلته – بنظر الأغنياء لكل مجتمعه وأسلوب حياته - لن يكونوا أصدقاء – بعض عطايا الغني للفقير تكفي مقابل ما منحوه له من سعادة ، ليعود لحياته المرفهة..
الفضيلة ليست في شظف العيش والحياة المرفهة نعمة وإصباحات السعادة تنبع من الداخل ومن القلب السليم...
تحف وسيارات وشركات وعمليات تجميل متاحة لمحاربة آثار الزمن من جهة وورود جميلة تحيط بالبيت البسيط وأسرته المتماسكة وابتكاراتها من الجهة الأخرى...
أين هي السعادة؟!!
حوار النفس ودور الزوجة الذي يبدو مؤثراً يختزل الأم والحبيبة في مثل هذه المرحلة العمرية عند الرجال ..
ليل مزنر بالنجوم.. وكم يطول سواد الليل لو لم يكن مزنراً بالنجوم...
يهمني جداً قراءتكم ونقدكم لهذا النص الغني المتميز.
بانتظاركم
[/align]