الإخلاص
ماذا نعني بالاخلاص:
يعني الاخلاص: ان تخلص بقولك وعملك وفعلك وحياتك كلها .. وجه الله تعالى وابتغاء مرضاته ولا شيء غير ذلك.
أي ان يكون الدافع لاي عمل هو ارضاء الله تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) ﴾ سورة الأنعام
فعندما نفعل أشياء يكون طلبنا الوحيد هو وجه الله جل في عُلاه وطلب رضاه .. فقط نكون مخلصين له ، وعندما نساعد الغير فقط لله عز وجل نكون مخلصين له ، وعندما نطيع والدينا نكون مخلصين في عبادتنا له ،
وعندما نتعامل مع الآخرين بطبيعة طيبة لا تعرف الغدر ولا الكذب ولا الحقد ولا الغيبة ولا النميمة نكون مخلصين ،
يقول المولى عز وجل في كتابه العزيز: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5) ﴾ سورة البينة
ويقول الله تعالى: ﴿ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ (11) ﴾ سورة الزمر
ويقول الله تعالى: ﴿ إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ (2) ﴾ سورة الزمر
اخلص قلبك لله واجعل كل حياتك لله عز وجل ، فسينجيك الله من كل سوء كما نجا نبيه يوسف عليه السلام ، قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24) ﴾ سورة يوسف
وما بلغ موسى عليه السلام المنزله التي بلغها الا باخلاصه ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا (51) ﴾ سورة مريم
والعجيب ان ابليس يقدر على كل البشر الا المخلصين ﴿ وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (35) قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (36) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ (37) إِلَى يَومِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (38) قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40) ﴾ سورة الحجر ، فبقدر اخلاصك بقدر ما يعجز الشيطان عن الوسوسة لك
لا تصح توبة منافق الا بالاخلاص:
﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا (145) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (146) ﴾ سورة النساء
شروط قبول العمل أمرين:
ان يكون صوابا يقول الله تعالى: فليعمل عملا صالحا
الاخلاص يقول الله تعالى: ولا يشرك بعبادة ربة أحدا
﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110) ﴾ سورة الكهف
ويقول رسول الله {ان الله لا يقبل من العمل الا ما كان له خالصا وابتغى به وجهه}
لا ينجي من مصائب الدنيا الا الاخلاص .. وكلنا يعلم قصة الثلاثة الذين أُغلق عليهم باب الغار بصخرة ، حيث قال احدهم: (ادعوا الله انه لن ينجيكم من هذه الصخرة الا ان تدعوا الله بصالح أعمالكم).
يقول الجنيد: الاخلاص سر بين الله وبين العبد لا يعلمه ملك فيكتبه ولا شيطان فيفسده.
فالعاقل الفطن هو الذي يخلص النية لله تعالى ، نسأل الله أن يجعل أعملنا خالصة لوجه الكريم.