ليس الموت ما نخشاه انما نخشى الموت ونفوسنا ليست نقية
الشجاعة فى المؤمن فضيلة خلقية، يكتسبها الإنسان بالتمرّن على الشهادة للحق دون خوف أو خنوع أو مهانة فيتدرب على الصبر والتضحية والصدق وقول الحق ، في سبيل تحقيق مشيئة الله فيغمر قلبه سكون ويقين ، ومن شأن فضيلة الشجاعة أن تسيطر على الشعور بالخوف من المكاره ، وأن تثبّت الإرادة في تحمّل التجارب والمحن ، أو حتى الموت متى لزم الأمر فلن نحيا الإ حياة واحدة ، ويجب أن نحيا حياة حرة كريمة في صدق مع الله حتى نلقاه وهو راض عنا
فلما نواجه الموت بروح مطمئنة قوية فان ذلك يتطلب شجاعة وصبر ويقين ، فعندما أراد تلاميذ الفيلسوف سقراط تهريبه من السجن الذى كان ينتظر فيه حكم الموت بتجرع السم رفض ذلك قائلا ليس الموت ما نخشاه انما نخشى الموت ونفوسنا ليست نقية
فالإنسان يخاف المجهول ويخاف من المستقبل ويخاف مما هو غير منظور بل إن الإنسان قد يخاف
من ذاته والخوف المرضى هو الذى يقود الانسان الى الجبن والنفاق ومحاباة الشر جاعلا الظلام
نورا والنور ظلاما أما اذا كان العبد في صدق مع الله فان كل المخاوف
تتبدد وتتلاشى لذا فمن الحكمة أن نكون دوما متطهرين حذرين متفطنين غير غافلين مداومين على الصلاة والذكر والعمل الصالح مستعدين دوما للقاء الله
فانظروا كيف تحوَّل الموت لدى المؤمن الموقن من شئ مُرعب إلى جسرٍ ذهبي ممدد بالأنوار ومَعبر يَعبر بنا من حياة قصيرة وغربة مؤقتة وثوب بال إلى سعادة أبدية دائمة
ولما كانت البشارة للمؤمنين الصابرين ذلك لأن الصبر فضيلة تمكننا من تحمّل المعاناة الجسدية والمعنوية بدون حزن أو كآبة ، وهذا الصبر يجعل قلب المؤمن قويا يحيا هادئا لا يتذمر من المرض وتجده في كل أحواله فرح ومستبشر لأن الشجاعة تعطيه حكمة وصبر وجلد وتحمل وتواضع ، فالمحن والمعاناة التي لابد منها في هذه الحياة تحتاج للشجاعة لإبقائنا أقوياء أو حازمين، لا نخضع للإحباط أوالحزن ، ويفقد العديد من البشر استحقاق معاناتهم لأنهم يخفقون في ممارسة فضيلة الصبر ، والشجاعة الروحية تعلمنا أن نكون متوافقين مع ارادة الله وصابرين على كل المحن والمصاعب حتى نخرج من هذه الدنيا أقوياء بيقيننا وحبنا لله