[align=center][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/26.gif');border:4px double purple;"][cell="filter:;"][align=justify]
راجي كان لا يملك شيئاً سوى قطعة أرض صغيرة أعلى جبل الكرمل في وسطها نبعٌ صغير وساقية..
أحب رجاء وأحبته..
حين عرض عليها الزواج وافقت على الفور، سألها عما تريد من مهر فطلبت طوقاً من الياسمين وتاجاً من الأقحوان مرصعاً بزهر الفتنة والليلك ووشاحاً من الطيّون.
بنى لها عرزالاً (1) في أرضه فوق شجرة وارفة الظلال وفرشه بورق الورد الجوري، وعاشا في هناء يصحوان مع العصافير، يشربان من النبع ويغتسلان بقطرات الندى ومياه الساقية ويزرعان ويحصدان ويأكلان ما تهبهما الأرض الطيبة وفي سويعات الصفاء يجلسان فوق مرتفع يطل على مدينة حيفا وشاطئها المتلألئ، يعزف لها على الناي ألحاناً شجية وتعزف هي على نولها أثواباً مطرزة بالحب والفرح.
أنجبا عدداً كبيراً من الأولاد ، تجرعوا الحب وزرعوا وسقوا الأرض الطيبة بجهدهم وحبهم وحين كبروا وتزوجوا بنى كلٌ منهم عرزاله ، حتى أصبح فوق كل شجرة عرزال..
واشتهرت بين الناس بجمهورية عرزال راجي ورجاء.
1- العِرْزالْ عبارة عن كوخ خشبي صغير مفتوح يبنى على القاعدة العليا في أعلى الأشجار الكبيرة الوارفة، يبنيه المزارعون في أراضيهم الجبلية من أغصان الشجر معروف في فلسطين وكافة بلاد الشام منذ آلاف السنين، يقيم به شخص عادة في أيام المواسم وكثيراً ما يختلي به عاشقٌ أو يسهر فيه الأصحاب.
[/align][/cell][/table1][/align]